إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات جغرافية وظواهر طبيعية / الموسوعة الجغرافية المصغرة









ب

ب. العوامل البشرية

(1) المستوى الاقتصادي

وهو العامل البشري الرئيسي، الذي يتدخل في الأحوال الصحية، إذ أن الإمكانات المالية تعتبر العقبة الرئيسية في سبيل تنفيذ البرامج الخاصة بمقاومة الأمراض، وعلاج المرضى، وتطوير الخدمات الصحية. كما تمثل عقبة أساسية في طريق رفع المستوى المعيشي والمستوى الحضاري للسكان، مما يؤدي إلى بقاء قطاع كبير منه فريسة للجهل، الذي يعتبر حليفاً قوياً للمرض.

(2) نوع العمل أو المهنة

من الثابت أن بعض الأعمال، التي يحترفها السكان تعرض الكثير منهم للإصابة ببعض الأمراض، التي تُعرف بأنها أمراض مهنية. فالعاملون بالزراعة يتعرضون للإصابة بأمراض الديدان الطفيلية، مثل: البلهارسيا، والانكلستوما، والاسكارس، كما يتعرض هؤلاء المزارعون لأخطار التسمم، من المبيدات الحشرية المستخدمة في مكافحة الآفات، ومن المواد الكيميائية، التي تدخل في تركيب الأسمدة الكيميائية. ويُصاب العاملون في الصناعة ببعض الأمراض، مثل أمراض الجهاز التنفسي، الذي ينتشر بصفة خاصة بين العاملين بالصناعات الكيميائية، مثل، صناعة الأسمدة والمبيدات، ويتعرض العاملون في صناعة البلاستيك والمعادن للإصابة بسرطان الكبد، ويتعرض العاملون في مناجم الفحم، ومصانع الصباغة، والنسيج، والمطاط، ورصف الطرق للإصابة بمرض سرطان الرئة، هذا إلى جانب الإصابات البدنية، التي يتعرض لها المشتغلون ببعض الصناعات.

(3) التحركات البشرية

تأخذ التحركات البشرية، التي لها علاقة بانتشار الأمراض، أشكالاً كثيرة، من أخطرها حركات اللاجئين عبر الحدود الدولية المتجاورة، دون خضوعهم لأي رقابة صحية، وهو أمر كثير الحدوث في مناطق الاضطرابات السياسية والعنصرية. كما أن الهجرات الموسمية للعمال الزراعيين أو الرعاة عبر حدود الدول الزراعية والرعوية، تعد عاملاً آخر من العوامل، التي لها علاقة مباشرة بانتقال الأمراض وانتشارها، وتتمثل هذه الهجرات بين دول نطاق السافانا ونطاق الصحراء في شمالي قارة أفريقيا. ومن بين التحركات البشرية الأخرى تلك، التي تحدث في المناسبات الدينية، ومن أهمها التحركات، التي يتجمع بواسطتها العديد من الحجاج المسلمين في مناطق المشاعر المقدسة في المملكة العربية السعودية، ولولا الجهود الصحية الفائقة، التي تبذلها المملكة في هذه المناسبة، لكان انتشار الأوبئة بين الحجيج، ووفاة الكثيرين منهم سنوياً أمراً مألوفاً، حيث إن كثيراً من الحجاج يأتون من مناطق، تتوطن بها بعض الأمراض الوبائية مثل الكوليرا. على الرغم من أنهم لا يكونون هم مرضى، بسبب اكتسابهم للمناعة في مناطقهم، فإنهم يكونون حاملين لميكروب المرض، وبذلك يمثلون مصدراً للعدوى.

(4) الصفات الوراثية

وهي أحد العوامل المهمة في الإصابة بعدد كبير من الأمراض والتشوهات الجسدية، والأمثلة على الأمراض الوراثية، أو التي يكون هناك استعداد لتوارثها كثيرة ومتنوعة، ومنها الصرع، والشلل العصبي الوراثي، والتخلف العقلي، وبعض أمراض الحساسية.

(5) الانحراف الأخلاقي

أدى عدم التمسك بالقيم، والمبادئ الدينية والخلقية إلى انتشار بعض الأمراض البشرية الخطيرة، ومنها الزهري، والسيلان، والإيدز، والهربس، وغيرها من الأمراض الخطيرة، التي تنتشر بصفة خاصة بين فئات وجماعات، يربط بينها عامل مشترك، وهو الانحلال الأخلاقي وعدم التمسك بالقيم.