إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

بيان الرئيس الأمريكي جورج بوش

إلى الشعب الأمريكي بعد بدء الحرب الجوية

في يوم الخميس 17 يناير 1991[1]

    منذ ساعتين هاجمت الطائرات العراق والكويت. ولقد بدأت العملية عندما غزا العراق الكويت، وهي عضو في الأمم المتحدة، وتعرض شعب الكويت للوحشية. وقد شن حربه ضد الكويت. هذه العملية العسكرية تتم بمقتضى قرارات الأمم المتحدة، وكانت بعد شهور عديدة من النشاطات الدبلوماسية التي قامت بها الأمم المتحدة، ودول أخرى عديدة. لقد ذكرت الدول العربية في البحث عن حل عربي للأزمة، وسافر العديد منهم إلى بغداد في محاولة استعادة السلام، والعدل، وحاول وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر خلال اجتماعه في جنيف مع وزير الخارجية العراقي البحث عن حل سلمي، ولكنه قوبل بالرفض.

    كما حاول الأمين العام للأمم المتحدة، وقام بمهمة إلى بغداد، وقد عاد دون أن يحقق أي نجاح في مهمته، أو إقناع صدام حسين بالانسحاب. وقد استنفذت جميع الدول في المنطقة الوسائل لإقناع العراق، ولم يبق هنا خيار سوى إخراج العراق بالقوة. وكما أبلغتكم فقد بدأت الهجمات الجوية ضد العراق، وأننا مصممون على قصف المنشآت الكيماوية. كما أن الأسلحة ستدمر. وأننا نبذل قصارى جهدنا لنقلل الخسائر في القوات الحليفة إلى أدنى حد ممكن. وتشير التقارير الأولية من قائد القوات الأمريكية في المنطقة أن العمل يسير حسب الخطط المرسومة.

    إن أهدافنا واضحة، وهي أن تغادر القوات العراقية الكويت إلى مكانها. وتعود الكويت مرة أخرى دولة حرة. وعلى العراق في نهاية المطاف أن يتقيد بجميع قرارات الأمم المتحدة. وعندما يعود السلام إلى المنطقة فإن العراق سيعود عضواً يتمتع بالتعاون من جميع دول العالم، ويسود الاستقرار في الخليج. وقد يسأل البعض لماذا نتصرف، ولماذا لم ننتظر. الإجابة واضحة. العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة تركت بعض التأثير، ولكنها لم تحقق الهدف. لقد تمت محاولة تجربة العقوبات الاقتصادية لمدة خمسة أشهر، ولكنها لم تكن لترغم الرئيس صدام حسين على الانسحاب من الكويت.

    واستمرت عمليات السلب، والنهب للكويت. وتعرض شعب الكويت لفظائع، وحشية في الوقت الذي كان العالم ينتظر السلام تحدث الرئيس صدام حسين عن الأسلحة الكيماوية، والأسلحة النووية، وما هو أفظع من ذلك. في الوقت الذي أنتظم إثارة العراقيل مما سبب أضراراً جسيمة لاقتصاديات العرب بما في ذلك الولايات المتحدة. لقد استنفذت كل الوسائل لمحاولة التوصل إلى حد سلمي للأزمة إلا أن صدام حسين كان يشعر بأنه عن طريق إثارة العراقيل يمكنه إجهاض القوى المناهضة له. وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه العالم كان ينظر إلى محاولات السلام باحتقار، وأوضح، وفي الوقت الذي كان يسعى فيه العالم للسلام كان هو يستعد للحرب.

    وبعد أن وافق الكونجرس في قرار تاريخي على تخويل شن الحرب، ولم ينثن الرئيس صدام حسين مخطئاً مرة تلو الأخرى. لأنه لم يتقيد بقرارات الأمم المتحدة الداعية إلى مغادرة الكويت، وقد استمر في غطرسته، وقد فشل في محاولاته، ويضم التحالف الدولي دولاً من مختلف أنحاء العالم، وهي محتشدة الآن في منطقة الخليج ضد صدام حسين، وقد كانت هذه الدول تأمل في إقناع صدام حسين، وألا تستخدم القوة، ولكن لم يكن هناك خيار، وتبين أن القوة هي الوسيلة الوحيدة. لقد أصدرت أوامري إلى جميع القادة للقيام بالعمليات العسكرية وأبلغت الشعب الأمريكي أن هذه لن تكون فيتنام أخرى.

    إن قواتنا سوف يكون لها أقوى دعم في العالم كله، ولن تكون أيديها مقيدة. إنني أعتقد أن الحرب لن تستمر لفترة طويلة، وأن الإصابات ستكون إلى أقل قدر ممكن. هذه لحظات تاريخية لقد حققنا تقدماً كبيراً في إنهاء الحرب الباردة في العام الماضي، وأننا نتطلع إلى إقامة نظام عالمي جديد قائم على القانون. قانون ليس قانون الغابات وسوف ننجح في ذلك، وستكون لنا الفرصة في العيش في سلام وفي تحقيق الرؤية التي وعد بها مؤسسو هذه الدولة. ليس هناك خلاف بيننا وبين الشعب العراقي فهو شعب برئ حشر في هذا النزاع.

    إن هدفنا ليس محاصرة العراق بل تحرير الكويت وإنني آمل بطريقة ما حتى الآن أن يتمكن الشعب العراقي من إقناع ديكتاتوره أن يتخلى عن الكلام، وينسحب من الكويت، ويسمح للعراق مرة أخرى بالانضمام إلى عائلة الأمم، وفي الوقت الذي تقوم فيه القوة المتعددة الجنسيات بمهاجمة العراق فإنني أتطلع إلى السلام. إننا ندرك أنه لا يمكن لأي دولة أن تقف متحدية المجتمع الدولي، ولا يمكن لأي رئيس أن يرغم أبناءه وبناته على الحرب. إن قواتنا مؤلفة من متطوعين ويتمتعون بدوافع قومية، ولنستمع إلى ما يقولون. يقول أحد هؤلاء الجنود لننتهي من هذه المهمة، ولنعد إلى بلادنا.

    إن الجرائم، وعمليات التعذيب التي ارتكبتها قوات صدام حسين تعتبر تحدياً لحرية جنودنا. قال أحد الضباط أن هناك أشياء نحارب من أجلها إن العالم الذي يمكن أن تعيش فيه روح عدم القانون ليس العالم الذي نريده. قالت إحدى ضابطات الجيش الأمريكي إذا سمحنا لصدام حسين أن يستمر في أعماله فمن يدري ما ستكون الخطوة التالية. لقد أمر هؤلاء الجنود الشجعان أن يقوموا بما يجب أن يقوموا به، والليلة أمريكا، والعالم يشعر بالامتنان لهم ولعائلاتهم، وإنني أقول أن القوات التي أرسلت إلى هناك عندما تنتهي من مهمتها فإنني أعتزم استدعاءها إلى الوطن مرة أخرى. الليلة فيما تقاتل قواتنا فإن عائلاتنا تقوم بالصلاة. فليبارك الله كل واحد منهم. كما أن الائتلاف الدولي بجانبنا. فليبارك الله الولايات المتحدة.



[1] ألقى الرئيس بوش كلمته، في مؤتمر صحفي، الساعة التاسعة من مساء 16 يناير 1991 ( بتوقيت واشنطن)، صباح يوم 17 يناير ( بتوقيت مسرح العمليات).