إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

خطاب الرئيس جورج بوش

في احتفال جمعية ضباط الاحتياطي

يوم الأربعاء، 23 يناير 1991

    إنني فخور بلقائي، هذا المساء، قيادة جمعية ضباط الاحتياطي. ويشرفني جداً، أن أكون قد سُمّيت "الجندي المواطن، المتأهب، لهذا العام". ولكنني أعرف، أن أفكارنا، تتجه الليلة، نحو الرجال والنساء، الذين يستحقون في هذه اللحظة، تكريم أمة شاكرة (الجنود المواطنون 100 ألف منهم) الذين يخدمون، الآن مع قوات التحالف، في الخليج. إنني أحييّهم، فرداً فرداً.

   إن هؤلاء الأمريكيين من قوات الاحتياطي، هم جزء من قوات تحالف، تقف في مواجهة قوات العدوان، تدافع عمّا هو حق. وهم يخدمون إلى جانب مئات الآلاف، من الجنود والبحارة والطيارين ومشاة البحرية ورجال خفر السواحل، من 27 دولة، كلها متحدة ضد عدوان صدام حسين.

   وفيما نلتقي فيه عنا هذا المساء قد مر على عملية "عاصفة الصحراء" أسبوع واحد ولن من المهم ألا نحسب تاريخ هذا الصراع ابتداء من 16 (كانون الثاني) يناير 1991. ولكن من بدايته الحقيقية، هجوم الثاني من أغسطس 1990. عدوان العراق، الذي لن يسبقه أي استفزاز على دولة الكويت الصغيرة: نحن لم نبدأ الحرب، قبْل سبعة أيام؛ وإنما بدأنا بإنهاء حرب، بتصحيح خطأ، لم يستطع العالم تجاهله.

   ولقد بدا واضحاً، منذ اليوم الأول لعبور قوات صدام إلى الكويت، أن هذا العدوان، يستدعي رداً سريعاً، من أمتنا، ومن المجتمع الدولي. إن ما تعرض، ويتعرض، للخطر، ليس أمننا، الاقتصادي والنفطي، واستقرار منطقة حيوية فقط. ولكن احتمالات السلام، كذلك، في فترة ما بعد الحرب الباردة: إمكان نشوء نظام عالمي جديد، مبني على حكم القانون.

   إن أمريكا، لم تكن وحدها في مواجهة صدام. فهناك ما لا يقلّ عن اثني عشر قراراً لمجلس الأمن، تدين الغزو. وتطالب بانسحاب العراق، من الفور، ومن دون أي شرط. وقد فرضت الأمم المتحدة عقوبات، لمنع العراق من الحصول على أي مكافآت، من جراء عمله المنافي للقانون. وأرسلت دول من ست قارّات، قوات إلى الخليج، لترسخ إرادة المجتمع الدولي، التي تهدف إلى منع عدوان صدام من الاستمرار.

   إن الاسترضاء، أي السلام بأي ثمن، لم يكن أبداً رداً صحيحاً. ولو تغاضينا عن عدوان صدام، لما أدى ذلك إلى تجنّب الحرب؛ إنما إلى تأخير يوم الحساب، تأخير ما كان يمكن أن يكون، في نهاية المطاف، نزاعاً أكثر خطراً ونفقة.

   المؤسف، أن صدام حسين، على الرغم من جهود دبلوماسية متواصلة، استمرت أكثر من خمسة أشهر، بذلتها الجامعة العربية، والجماعة الأوروبية، والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ـ رفض كل مبادرة سلام، بازدراء واضح. وفي النهاية، وعلى الرغم من صلوات العالم من أجْل السلام، جلب صدام الحرب على نفسه.

   هذا المساء، بعد أسبوع من العمليات، التي نفَّذها الحلفاء، يسرني أن أبلغكم، أن عملية "عاصفة الصحراء" تسير حسب البرنامج الموضوع.

   وقد أصبنا طموحات صدام النووية، بنكسة كبيرة. وحرمته هجماتنا الدقيقة صناعة القنبلة النووية، لفترة طويلة قادمة. وتتمتع طائرات الحلفاء بتفوق جوي، نستخدمه في حرمان صدام حرماناً متزايداً، قدراته على شن الحرب بفاعلية.

   إننا نَّدمر العديد من مطاراتهم الرئيسية. ونضرب، بنجاح كبير، ما لديهم من أجهزة الرادار الخاصة بالإنذار المبكر. ونضعف دفاعاتهم الجوية إلى حدًّ كبير. ويتمثل الخطر الرئيسي، الذي يواجه طائرات الحلفاء، الآن، في 20 ألف مدفع مضاد للطائرات، في منطقة بغداد فقط.

   ودعوني أقُلْ، إنني فخور بالطريقة، التي ينفذ بها طيارونا مهامهم؛ فقد دمرت مقاتلاتنا النفاثة، في المعارك الجوية، 19 طائرة نفاثة عراقية. على أكثر تقدير. طائرة أمريكية واحدة في قتال جوي.

    نحن نحرز، خطوة خطوة، تقدماً في اتجاه تحقيق الأهداف، التي وجهت رد العالم، منذ الثاني من أغسطس 1990، وهي تحرير الكويت، وإعادة الاستقرار والأمن إلى الخليج. وليس هناك أي شك، أن عملية "عاصفة الصحراء"، تنفَّذ بنجاح. ولا يمكن أن يكون هناك أي توقف، الآن، بعد أن دفع صدام العالم إلى الحرب. سنستمر في مسارنا. وسننجح.

   وكما قلت، في اليوم الثالث من هذه الحملة، الحرب ليست رخيصة أو سهلة أبداً. سيكون هناك مشاكل. وسيكون ثمة نكسات وتضحيات. ولكن، دعوني أَقُلْ، إن لدي ما يجعلني مسروراً بتقدُّمنا، حتى الآن.

   لقد أصاب صدام العالم بالغثيان، نتيجة استعماله صواريخ سكود تلك القذائف غير الدقيقة، التي تخبط عشوائياً المدن والمدنيين الأبرياء، في كلَّ من إسرائيل والمملكة العربية السعودية. إنها ليست أكثر من أدوات إرهاب، ولا تقوى على شيء، سوى تقوية عزمنا على العمل ضد دكتاتور، لا تؤثر فيه اللياقة الإنسانية.

   ولقد عبّر، عن ذلك، في صورة جيدة، بالأمس رئيس الوزراء (البريطاني)، جون ميجور، إذ قال: "إن صداماً، قد يصبح هدفاً لشعبه. ومن الواضح جداً، أن هذا الرجل غير أخلاقي؛ فهو يأخذ الرهائن، ويهاجم المراكز السكنية، ويهدد الأسرى. إنه رجل لا يرحم. ومهْما كان قدره، فإنني لن أبكي عليه".

   ويجب ألاّ يبكي أحد، في أي مكان في العالم، هذا الطاغية، حينما يمثل أمام العدالة.

   كما شاهدتم جميعاً، شاهدت العرض المثير للاشمئزاز، للطيارين الأمريكيين، على شاشة التليفزيون العراقي. إنه دليل آخر على وحشية صدام. ولكنني كنت أعرف، في الوقت الذي كان فيه هؤلاء الطيارون، يقرأون بياناتهم المعَدَّة، التي ينتقدون فيها هذا البلد، أن هذه الكلمات كانت كلمات زائفة، أرغمهم عليها آسروهم. وقد سئل طيار أمريكي عن سبب تأكده، أن الطيارين تعرضوا للإكراه، وأن بياناتهم زائفة، فقال: "أعرف ذلك، لأن هؤلاء الرجال أمريكيون".

   وكان في إمكانه أن يقول الشيء نفسه عن الطيارين الأسرى الآخرين، من بريطانيا، وإيطاليا، والكويت؛ كلهم رجال، يتصفون بالشجاعة والبسالة.

   هذا المساء، أكرر تعهدي لكم، ولكل الأمريكيين، إن هذه (الحرب) لن تكون فيتنام أخرى، ولن ترسل قواتنا المسلحة، مرة أخرى، لتنفيذ مهمة، وإحدى يَديها مربوطة خلف ظهرها.

   وستستمر قواتنا المسلحة في التمتع بالدعم، الذي تحتاج إليه لتنفيذ مهمتها. تنفيذاً سريعاً، وبأقل خسارة ممكنة في الأرواح. وهذا الدعم، ليس عسكرياً وحسب. بل معنوي، كذلك، يقاس بالدعم، الذي يتلقاه رجالنا ونساؤنا في القوات المسلحة، من كل واحد منا، هنا، في الوطن. وحينما يعود لرجال ونساء عملية "عاصفة الصحراء" ونساؤها الشجعان، إلى الوطن، فإنهم سيعودون إلى، حبّ أمة شاكرة واحترامها.

   وسأختتم حديثي بهذا. هدف حماية الأرواح الأمريكية، ورؤية أبطال "عاصفة الصحراء"، يعودون إلى الوطن أصحاء معافين. إن حياة الجميع ثمينة. سواء كانت حياة طيار أمريكي أو طفل عراقي. ومع ذلك، إذا كانت الحياة ثمينة، فإن مبادئ الحرية والسلام الحية ثمينة أيضاً. وهي مبادئ، يعتز بها الأمريكيون أكثر من كل ما عداها. وهي مبادئ، تتعهدون أنتم، كما يتعهد رفاقكم في الخدمة، هذا المساء، بالدفاع عنها.

    شكراً لهذا الاستقبال الحارّ، ولتأييدكم القوي. وليبارك الله الولايات المتحدة الأمريكية.