إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

تعميم صادر عن وزارة الخارجية العراقية

إلى سفرائها، وبعثاتها الدبلوماسية في الدول الإسلامية

في شأن تحديد أسلوب التحرك السياسي العراقي، خلال هذه الفترة

صادر في يوم السبت، 19 يناير 1991

    الآن، وقد بدأ العدوان المجرم على العراق، البلد المسلم، والأمة العربية، أمة القرآن المجيدة، ينبغي أن نستفز كل طاقاتنا، ونوظف جميع علاقاتنا، في سبيل خلق أوسع تعبئة، شعبية ورسمية، لدعم قطرنا المناضل، في أمّ المعارك، التي ستفتح آفاق مستقبل مشرق، زاهر، عزيز، للإسلام والأمة العربية، على امتداد أوطاننا؛ ولاجتثاث جذور الفساد والعفن والعمالة والخيانة، وحسم المنازلة الكبرى لصالح العرب والإسلام، من أجل التحرر والنهوض الشامل، وفي سبيل تحرير فلسطين، وكل شبر عربي مغتصب؛ وتصفية كل المصالح، الأمريكية والغربية والصهيونية، المشاركة في العدوان الآثم؛ واكتساح عروش وكراسي الحكام العملاء، الذين ارتضوا أن يكونوا أداة ذليلة، في مخطط التآمر والشر.

    ونطالبكم بالتحرك، بأقصى جهد، وفق الاتجاهات التالية:

1.   الاتصال الفوري بالقوى السياسية، والاتحادات والمنظمات الشعبية الإسلامية، والشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية، لزجها في المعركة، وحشد قواها، الفكرية والنضالية، وبكل الصيغ المتاحة، لتقديم جميع أنواع الدعم والمساعدة لعراق القائد المنصور، صدام حسين، حامل راية حقوق المسلمين، وتحرير فلسطين؛ والتصدي لقوى الإمبريالية الأمريكية، والأطلسية والصهيونية.

2.   شن حملة واسعة، لفضح أهداف العدوان، الأمريكي الأطلسي، المتحالف مع العدو الصهيوني، والمتواطئ مع عرب أمريكا الخونة. وذلك عن طريق أجهزة الإعلام الصديق، والصحفيين الوطنيين، المؤمنين بعدالة هذه المعركة القومية الحاسمة، ورفدهم بموقفنا، والمعلومات الصحيحة، التي تتوفر لديكم.

3.   التنسيق والتعاون مع القوى والشخصيات الفاعلة في ساحاتكم، لعقد تجميعات شعبية إسلامية حاشدة، والخروج بتظاهرات جماهيرية واسعة، للإعراب عن غضبتها على الغزاة المعتدين، ودعم العراق بكل قواها، المادية والمعنوية.

4.   التحريض على ضرب ركائز النفوذ الأجنبي في ساحاتكم، لكل القوى الضالعة في العدوان على العراق، وعلى المقدسات الإسلامية وردع الأنظمة الحاكمة، الخانعة، والمشاركة في المؤامرة.

5.   استثمار أجواء الحماس الشعبي العارم، لدفع عملية التطوع للقتال مع العراق وشعبه وجيشه وقائده المظفر، وذلك من خلال اللجان الوطنية لمساندة العراق، في كل قطر عربي.

6.   فتح باب التبرع، المادي والعيني، لإشراك أوسع الشرائح الشعبية في المنازلة الكبرى، وبالتعاون مع القوى المناضلة في ساحاتكم.

7.   إدامة الروح المعنوية، وتعزيز الجانب النفسي لدى الجماهير الإسلامية، وتقوية ثقتها بالنصر الحاسم ـ بإذن الله ـ، وتفنيد طروحات الحرب النفسية، وتعرية أساليبها الملتوية، واللاأخلاقية.

8.   العمل على التصدي للإشاعات والتحركات المريبة، التي تستهدف زرع الإحباط واليأس، والتأكيد بأن أمّ المعارك، هي من طراز المعارك الإسلامية التاريخية الشاملة، طويلة النفس، وليس مغامرة خاطفة، أو نزهة، كما يحلم التحالف المعادي الشرير.

9.   التركيز على أن جوهر المنازلة الكبرى. هو من أجل عزة الإسلام والمسلمين، وتحرير فلسطين والجولان وجنوب لبنان، وتحقيق أهداف العروبة والإسلام كاملة في التحرير، السياسي والاقتصادي والاجتماعي الشامل. وتوظيف ثروات الشعوب الإسلامية في خدمة النهوض والتنمية والتكامل، القومي والإسلامي، وعدم إهدارها أو تجميدها في بنوك الغرب، لصالح الأهداف، الإمبريالية والصهيونية. والتأكيد على أن أمّ المعارك، هي معركة وطنية، قومية، إنسانية، تترتب عليها نتائج حاسمة في حياة الأمم، وخاصة شعوب العالم الثالث، ولم تعد مسألة الكويت، كما يصورها الأعداء.

10. فضح كذب مزاعم الإمبريالية ومَن والاها، وتشدقها بحماية حقوق الإنسان والقانون الدولي والنظام الجديد. وإبراز مطامع الولايات المتحدة في ثروات المنطقة النفطية، ونزعتها للهيمنة والاستقرار بتقرير مصير العالم، لمرحلة ما بعد الحرب الباردة. والتأكيد على أن الشرعية الدولية، يجب أن تطبق، أولاً، على قضية فلسطين، باعتبارها جوهر الصراع العربي الصهيوني، ووفق مقاييس ومبادئ واحدة، وليس بطريقة مزدوجة، أو انتقائية؛ وأن يفرض العقاب والحصار على العدو الصهيوني العنصري، لرفضه المستمر لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وانتهاكه حقوق الإنسان، الفلسطيني والعربي.

11. التحرك على الدبلوماسيين، المسلمين والأجانب، وإحاطتهم، أولاً بأول، بالموقف العراقي إزاء تطورات المجابهة المسلحة وأبعادها السياسية. والتنسيق والتعاون مع الأصدقاء والمؤيدين منهم، لكسب مزيد من الوضوح والتأييد، بين أبناء السلك الخارجي، ودحض أكاذيب الأعداء.

11.

12. توثيق الصلة مع العناصر الرسمية المنفذة، للتأثير على قرارها لصالح قطرنا والأمة. وتطويق أي تحرك مضاد، رسمياً وشعبياً وإعلامياً، وممارسة كل الضغوط المطلوبة بهذا الصدد.

    إننا نثق، أيها الرفاق، أنكم لن تبخلوا بأي جهد أو وقت، وأنكم واعون لمسؤولياتكم في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة. وفقكم الله، وحقق النصر للعراق، والأمة العربية، بقيادة فارسنا الأغر، السيد القائد صدام حسين ـ حفظه الله ورعاه ـ.

مع التقدير.

       طارق عزيز

    وزير الخارجية