إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

بيان الخارجية العراقية

في شأن قطع العلاقات مع دول التحالف

يوم الأربعاء، 6 فبراير

    "لقد حرص العراق، منذ الثاني من أغسطس عام 1990، على معالجة تطورات الأوضاع في منطقة الخليج العربي، في إطار الأُسرة العربية، وبما يحقق المصالح القومية العليا، من دون تدخّل خارجي في الشؤون الخاصة بالأمة العربية. إلا أن الإدارة الأمريكية، عملت، منذ البداية، على تعطيل أي جهد أو حل عربي لما يسمي بأزمة الخليج. واستخدمت النظامَين الحاكمَين في الرياض والقاهرة، كمطية، لتنفيذ مخططها التآمري، ضد العراق والأمة العربية.

   وشنت الولايات المتحدة حملة، سياسية ودعائية وعسكرية، شعواء، ضد العراق. واستخدمت مجلس الأمن، لتصدر، باسمه، سلسلة من القرارات الباطلة، والجائرة، بأساليب الضغط والرشوة والابتزاز. وكان واضحاً، منذ البداية، أن الولايات المتحدة، وحليفاتها من الدول الاستعمارية، التي أرسلت قواتها لتحتل مقدسات العرب والمسلمين، في أراضي نجد والحجاز، والخليج العربي، بعد أن سمح لهم الخائن فهد بهذا الاحتلال ـ تستهدف في حملتها، العسكرية، والسياسية، ضرب العراق في قوّته الناهضة، وثنيه عن نهجه التحرري المستقل، والتزاماته القومية المبدئية، وخاصة تجاه القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب العربي الفلسطيني؛ وفرض السيطرة، الاستعمارية والصهيونية، على المنطقة وثرواتها .

   وفي السابع عشر من يناير عام 1991، شنت قوات هذا التحالف الاستعماري، عدوانها العسكري الغاشم على العراق. وقد أكدت وقائع العدوان، من خلال آلاف الغارات الجوية، والهجمات الصاروخية الإجرامية، التي استهدفت المراكز، المدنية والدينية والاقتصادية والثقافية، طوال الأسابيع الثلاثة الماضية ـ الأهداف الاستعمارية لهذا التحالف.

   ونظراً لمشاركة حكومات كلًّ من الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وإيطاليا في العدوان الغاشم على العراق، وتحّمل المسؤولية المباشرة في قتل أبناء شعبنا، وتدمير ممتلكاته، الاقتصادية والثقافية، ومراكزه الدينية ـ فقد قرر العراق قطع علاقاته الدبلوماسية مع تلك الدول، ابتداء من اليوم.

   ونظراً لمسؤولية النظام السعودي في هذا العدوان، وجعله أرض المملكة العربية السعودية منطلقاً للعدوان على شعب العراق، وبالنظر للمساهمة المباشرة للنظام المصري في هذا العدوان، وتوفير الغطاء السياسي له، من خلال اجتماع القاهرة، وتحريضه المستمر لقوى العدوان ضد العراق ـ فقد قرر العراق قطع علاقته الدبلوماسية مع هذَين النظامَين الخائنَين.

   إن العراق، إذ يضطر إلى اتخاذ هذا القرار، رداً مشروعاً على الأعمال العدوانية، التي تعرض لها شعبه ومنجزاته، العمرانية والحضارية، وهياكله، الاقتصادية والخدمية ـ فإنه يتوجه إلى جماهيرنا العربية الأبية، في مصر والسعودية، مؤكداً حرصه على دوام وشائج الأخّوة القومية، واستمرار وحدة النضال المشترك ضد الحلف الإمبريالي الصهيوني الغاشم. ويدعو كل القوى الوطنية المجاهدة لأن تتحمل مسؤولياتها الكفاحية، في التصدي لهذَين النظامَين، العميلَين، اللذين طعنا قِيم العروبة في الصميم، جراء خنوعهما الأثيم للتحالف الأمريكي ـ الأطلسي ـ الصهيوني الأثيم.

   كما يدعو العراق الرأي العام، في كلّ من الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، والعالم أجمع، إلى إدانة المسلك العدواني لهذه الحكومات، بشن حرب الدمار والموت، ضد شعبنا العريق، المسالم؛ وتعريض أواصر الصداقة والتعاون بين العراق، والأمة العربية، من جهة، وبين شعوب هذه البلدان، من جهة أخرى؛ ولإثارة مشاعر الحقد والانتقام بينها.

   إننا انطلاقاً من طبيعة المجابهة الشاملة، بين العراق والأمة العربية والأمة الإسلامية، من جهة، وبين حلف الإمبرياليين والصهانية، وعملائهم من الخونة الأذلاء، من جهة أخرى ـ نطالب الأنظمة الوطنية في الوطن العربي، وحكومات الدول الإسلامية، أن تقدِم على اتخاذ نفس الخطوة، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع دول العدوان الأمريكي ـ الأطلسي، والأنظمة العربية المتحالفة معها، انسجاماً مع إرادة الجماهير، العربية والإسلامية، ووفاء لمُثُل العروبة، وتقاليد ديننا الحنيف".