إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









مقدمة

وثيقة

البيان الرقم (59)

الصادر عن القيادة العامة للقوات العراقية المسلحة

يوم السبت، 23 فبراير 1991

بسم الله الرحمن الرحيم

    إن قوات الشعب المسلحة، وفي هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ أمتنا، تلبي نداء الواجب المقدس، وتزداد يقيناً بنصر الله، وثقة بقدراتها الكبرى، التي بين أيديها، وبعمقها السوقي، وهو كل شعب العراق، بل كل أمة العرب.

   وإن أحفاد المجاهدين المؤمنين، الذين رفعوا عالياً لواء الإسلام، وحطموا إمبراطوريات الشرك والضلالة ـ لقادرون، اليوم، وفي ظل راية الله أكبر نفسها، على الوقوف بوجه قوى الشر الجديدة، وفرض حق الوطن، وحق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة، الشريفة، العزيزة، المنيعة.

   وإذا كان الأعداء الكفرة، قد رفضوا ويرفضون مبادرات السلام، لتحقيق ما يبيتون من نوايا ضد وطننا العراق ـ فإننا لن نتردد، ولسوف نعمل على جعل الحرب البرية، التي أرادوها، نار جهنم، التي سيصلاها أوغادهم، وفوهة الموت الكبرى، التي تهوي فيها فلولهم. ولدينا، بعد عون الله، قيادتنا الحكيمة، الخبيرة، ووعي شعبنا وحماسه واندفاعه العالي لمقارعة الخصوم، وقواتنا المسلحة الباسلة، بقياداتها الميدانية البارعة، وبشجاعتها واستبسالها وخبرتها القتالية، التي لا تضاهَى، وبعددها المتفوق، وأسلحتها المدمرة، وقبل هذا وذاك، إيمانها الراسخ بالهدف، الذي نقاتل من أجله، وبنصر الله، الذي لا تدانيه قوة مخلوق، كائناً من كان.

   وسوف يجد الأمريكان وحلفاؤهم وعملاؤهم، أنهم الخاسرون، أمام إرادة الله وجلَد المؤمنين الصابرين.

    وفيما يلي مجمل فاعالياتنا واعتداءات العدو، للساعات الأربع والعشرين الماضية:

أولاً:   إلحاقاً ببياننا ذي الرقم (58)، الصادر ظُهر أمس، والذي أعلنا به بدء العدو في حربه البرية، من خلال التعرض على قاطعي عمليات قوّتَي المنصور والحمزة، فلقد بدأ العدو، ومنذ الساعة الحادية عشرة والنصف، من قبْل ظُهر الخميس، الحادي والعشرين من (شباط) فبراير الجاري، بدفع كتلة من الدروع والعجلات المدرعة، المحملة بالأشخاص للتعرف على قوات المنصور، أولاً. وكما أعلنا في بياننا ذي الرقم (57)، الصادر ظُهر أمس، فقد تمكنت قواتنا من دحر المعتدين، وتكبيدهم خسائر جسيمة، في نحو الساعة السادسة والدقيقة الخامسة والأربعين، من اليوم نفسه.

        وفي الساعة الثامنة والربع، من مساء اليوم نفسه، حاول العدو، مجدداً، التقرب من قطعاتنا، وإدامة التماّس معها، وتعزيز قطعاته، والتعويض عن خسائره.

        وفي الساعة الحادية عشرة، قبل منتصف الليلة ذاتها، تمكنت قواتنا من إيقاف العدو، وإسكات معظم مصادر نيرانه. واستمر العدو، عبثاً، في محاولات التقرب، طوال ليلة الخميس على الجمعة، ونهار أمس، حيث قامت قطعاتنا بتدمير عدد من دبابات العدو، وإرغام ما تبقى منها على الانسحاب.

        وفي الساعة الثانية والنصف، من بعد ظُهر أمس، بدأ العدو بدفع كتلة جديدة من الدروع والعجلات المدرعة. فتصدت له قواتنا الباسلة، وأوقعت به خسائر جسيمة، بالأفراد والمعدات.

        وما برح العدو، رغم إخفاقاته المتكررة، يحاول، عبثاً، التقرب من مواضعنا. بينما تستمر قوات حمزة الشجاعة، وقوات المنصور البطلة، بتدمير كل محاولاته، وتكبيده خسائر مضافة، ومهمة، بالأفراد والمعدات. وتهيمن قواتنا هيمنة كاملة على الموقف، مصرّة على تحطيم فلول العدوان، وإيقاع الهزيمة بالمعتدين.

ثانياً:   وبجانب الجهاد المقدس، الذي تخوضه قواتنا البرية كامل ـ والحمد لله ـ فإن قواتنا الصاروخية البطلة، ما انفكت توجه سيلاً من الضربات الماحقة لأوكار المعتدين، وعلى النحو التالي:

أ. تم، بعد منتصف الليلة الماضية، توجيه ضربة مدمرة، بصواريخ الحسين، إلى مدينة الرياض آل سعود، الكفرة الفجرة العملاء. فدكت صواريخنا أهدافها.

        وبعد تنفيذ هذه الواجبات، عادت منصات الإطلاق لصواريخنا سالمة ـ والحمد لله ـ.

ثالثاً:   قامت قواتنا البطلة، في قاطع عمليات الجنوب، بتوجيه سلسلة من الضربات الفتاكة، بالصواريخ الميدانية التكتيكية، إلى منطقة الخفجي، النفطية والعسكرية. فدكت صواريخنا أهدافها.

رابعاً: وتعبيراً عن خسة العدو وحقده على مواطنينا، وعالم نهضتنا الحضارية، فقد قام الطيران المعادي بتسع وثلاثين طلعة، جوية وصاروخية، مستهدفاً الأحياء السكنية والطرق والمعابر والجسور، وبعض المنشآت المدنية، التي تقدم الخدمة اليومية للمواطنين.

        كما قام العدو بمائتين وعشر طلعات جوية، مستهدفاً بعض الأهداف العسكرية، في قطاع عمليات الجنوب.

    وقد تم ـ بعون الله ـ تدمير هدف جوي واحد.

    لكم المجد، يا جند العراق النشامى، حيثما كنتم تدافعون عن حياض الوطن. وما نصركم إلا من عند الله، إنه خير الناصرين.

  القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية

7 شعبان عام 1411هـ

الموافق 23 (شباط) فبراير عام 1991م