إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









ثالثاً: مواقف وردود الفعل الألمانية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

رابعاً: مواقف وردود الفعل الإيطالية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. مع بدء الحملة الجوية (17 يناير 1991 بتوقيت مسرح العمليات)

أ. الموقف الإيطالي العام

    جاء رد الفعل الإيطالي، منذ الغزو العراقي للكويت، شاملاً التحرك، السياسي والدبلوماسي والعسكري والاقتصادي؛ إذ ترى إيطاليا، أن التحركات، يجب أن تحكمها مظلات المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة، لإضفاء الشرعية على أي عمل، يتخذ ضد العراق. كما اهتمت السياسة الإيطالية بالتحرك لدى أكبر عدد من الدول العربية، الرافضة للغزو العراقي للكويت. وكذلك لدى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، وعدد من الدول الأوروبية.

    وفي الإطار العسكري، وافقت إيطاليا على السماح للقوات الأمريكية، المتجهة إلى منطقة الخليج، باستخدام القواعد العسكرية الإيطالية؛ وذلك في إطار مبادرة حلف شمال الأطلسي، إلى مساعدة المملكة العربية السعودية، على مواجهة التهديدات العراقية. كما شاركت إيطاليا بقوة محدودة نسبياً[1] في قوى التحالف في الخليج. كما أسهمت بمبلغ 145 مليون دولار في نفقات هذه القوى، حتى نهاية عام 1990.

    أمـا الأحزاب السياسية الإيطالية، ذات الميول السياسية في البرلمان الإيطالي، فقد ظلت ترى أنه لا تزال هناك فرص أخرى، لحل أزمة الخليج سياسياً، ووقف التصعيد العسكري، وتفادي نشوب حرب في المنطقة.

    وساد الأوساط في إيطاليا، حالة من الوجوم والخوف والقلق. وغرقت في موجة من الحِوار الوطني، خاصة بعد فقْد طائرة تورنيدو إيطالية، أثناء اشتراكها في مهمة جوية، داخل العراق. وأشار بعض الجرائد الإيطالية، إلى أن القوات الإيطالية، ليست مستعدة استعداداً كافياً.

    كذلك، خرج مئات الآلاف من الإيطاليين، معظمهم من الطلبة، في مظاهرات للاحتجاج على الحرب، وطالبوا بعودة جنودهم. بينما واصلت أحزاب المعارضة انتقاداتها لتورط إيطاليا في الحرب. في حين واصل الرئيس الإيطالي، فرانسيسكو كوسبي، محاولاته لكسب مساندة الجماهير. وقد أثارت هذه الأزمة المخاوف من الإرهاب في إيطاليا، وحملت الإيطاليين على الاندفاع إلى شراء السلع الغذائية وتخزينها.

ب. أهداف إيطاليا من الحرب

    كان الهدف الإيطالي من الحرب، هو تحرير الكويت، باستخدام القوة، إذا لزم الأمر، من أجْل تحقيق السلام. وعبّر وزير الخارجية الإيطالي، جياني دى ميكليس (Du Mikilis)، عن هذا الهدف، من خلال التصريحات التالية:

(1)  أعلن، في 19 يناير 1991، "أن أزمة الخليج، يتجاوز معناها النفط. ولا تراجع إلى الوراء. وستُستخدم القوة، من أجْل تحقيق السلام، في المستقبل".

(2)  كما أعلن، في 29 يناير 1991، "أن حرب الخليج ضرورية؛ لأننا لو أخفقنا في التدخل لدى انتهاء المهلة، التي حددها مجلس الأمن، فإننا نتيح، بذلك، لصدام حسين، أن يبرهن للعالم إمكانية فرض أحكام، تُناقض قوانين المجتمع الدولي". وأكد، في 31 يناير، أن المشكلة، باتت غير مقتصرة على تحرير الكويت فحسب، بل إسقاط نظام صدام حسين، كذلك.

(3)  وفي 7 فبراير 1991، قال في حديث إلى مجلة "اليمامة" السعودية: "إن التحالف الدولي، اقترب من إلحاق الهزيمة، وإطاحة نظام صدام حسين. وإن الهدف من العمليات الحربية، هو تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم".

ج. الموقف الإيطالي من قصف العراق إسرائيل بالصواريخ

    تلخص الموقف الإيطالي في إدانة الهجمات العراقية بالصواريخ على إسرائيل، من خلال نشاط الحكومة الإيطالية:

(1)  أصدر مكتب رئيس الوزراء الإيطالي، جوليو أندريوتي (Julio Andreiotti)، في 19 يناير 1991، بياناً، رأى أنه لا يوجد أي مبرر عسكري للهجوم العراقي على سكان إسرائيل المدنيين. وناشد البيان إسرائيل ممارسة ضبط النفس، للمحافظة على تضامن الدول المشاركة في التحالف ضد العراق.

(2)  أعلنت الحكومة الإيطالية، في 26 يناير 1991، "أن إيطاليا، تشعر بالقلق البالغ، إزاء الهجمات العراقية بالصواريخ على إسرائيل".

د. ردود الفعل الإيطالية، تجاه معاملة العراق لأسْرى الحرب

احتجت إيطاليا، لدى العراق، على وضع الأسْرى في الأماكن العسكرية، كدروع بشرية؛ مما يخالف اتفاقية جنيف، في شأن معاملة الأسْرى. واستدعت الخارجية الإيطالية القائم بالأعمال، في السفارة العراقية في روما، في 20 يناير 1991، وأعربت له عن أملها، أن يلتزم العراق باتفاقية جنيف.

هـ. ردود الفعل الإيطالية، تجاه بيان مجلس قيادة الثورة العراقي

    رفضت إيطاليا بيان مجلس قيادة الثورة العراقي، في 15 فبراير 1991، الذي تمسك فيه الرئيس العراقي بعرضه المشروط للانسحاب من الكويت، ورأت أن لا جديد فيه. وقد عبرت القيادات السياسية عن هذا الموقف، من خلال التصريحَين التاليَين:

(1)  أعلن وزير الخارجية الإيطالي، جياني دى ميكليس، خلال زيارته باريس، في 15 فبراير 1991: يبدو لي، أن هناك أشياء جديدة مهمة، في هذا العرض. وهو علامة مهمة جداً، وإيجابية جداً. وأضاف أن الاقتراح العراقي، علي أيه حال، يجب أن يُدرس بمزيد من التفاصيل. ولكنه في اليوم التالي، أوضح أن جميع الشروط، التي وردت في تلك المقترحات، غير مقبولة.

(2)  أكد رئيس الوزراء الإيطالي، أندريوتي، في 16 فبراير، في ضوء البيان الصادر عن مجلس قيادة الثورة العراقي ـ ضرورة إيجاد مخرج، لحل الأزمة بالمفاوضات. وأنه بصرف النظر عن الأقوال؛ فإن المهم هو الممارسات الفعلية، وترجمة النيات، من الفور، إلى أفعال إيجابية، توافق قرارات الأمم المتحدة.

    وفي لقاء رئيس الوزراء الإيطالي، جوليو أندريوتي، سفراء كلٍّ من ليبيا والمغرب وتونس والجزائر، أكد أندريوتي، "أن موقف الرئيس صدام حسين، لا يشجع على إمكان طرح مبادرات سلام جديدة. وأنه لم يُبدِ، حتى الآن، أي اهتمام بعودة السلام إلى منطقة الخليج".

و. إيطاليا ومبادرة السلام السوفيتية

    تشبث رد الفعل الإيطالي، إزاء مبادرة الرئيس السوفيتي، جورباتشوف، بضرورة انسحاب العراق، من دون شرط أو قيد. وقد عبّر المسؤولون الإيطاليون عن هذا الرأي، من خلال التصريحات التالية:

(1)  أكد رئيس الوزراء الإيطالي، أندريوتي، في 23 فبراير، في بيان أمام مجلس النواب، "أنه يتفق اتفاقاً تاماً، مع الرئيس الأمريكي، بوش، في أن صدام حسين، يجب أن ينسحب من الكويت، من دون شرط أو قيد".

(2)  أما وزير الخارجية، دى ميكليس، فقال: "لقد توخينا هدفاً مزدوجاً، وهو الرد البناء للتحالف على اقتراح موسكو؛ وفي الوقت عينه، الحفاظ على تماسك الحلفاء تماسكاً مطلقاً".

(3)  كما أوضح دى ميكليس، "أنه إذا قبل العراق بالخطة السوفيتية لإحلال السلام في الخليج، فإن الطريق إلى السلام، سيكون مفتوحاً. وأن تأييد إيطاليا للخطة السوفيتية، يتماشى مع موقف الجماعة الأوروبية. وإذا قبل العراق اقتراح الرئيس جورباتشوف، فإن الموقف سيتغير".

(4)  كذلك أكد وزير الخارجية الإيطالي، دى ميكليس، أن الاتحاد السوفيتي، اضطلع بدور سياسي مهم في الأزمة، وتمكن من إقناع صدام حسين بالتراجع عن عدة مواقف. لكن وقف إطلاق النار، لا يمكن أن تمليه موسكو؛ وإنما الدول المتحالفة، التي لها قوات عسكرية في الخليج.

2. مع بدء الحرب البرية (24 فبراير 1991 بتوقيت مسرح العمليات)

رد فعل إيطاليا، إزاء قرار إيقاف الحرب

    أكدت إيطاليا أن هذه الحرب، كانت من أجْل حماية السلام العالمي؛ إذ أعلن الرئيس الإيطالي، فرانشيسكو كوسيجا، في 27 فبراير 1991، أن حرب تحرير الكويت، هي حرب من أجْل الكرامة الإنسانية والعدالة وحماية السلام العالمي. وأن مشاركة إيطاليا في هذه الحرب، لم يكن اختياراً سهلاً. كما أكد، في مقر الصحافة الأجنبية، في روما، "أن أزمة الخليج، قد أبرزت الحاجة إلى خلق توجُّه جديد، حيال النزاعات الدولية، وتعزيز بِنية الأمم المتحدة، للتوصل إلى تسوية النزاعات والأمور المثيرة للجدل".

4. الموقف الإيطالي حيال الترتيبات الأمنية في المنطقة، بعد الحرب

    أكدت إيطاليا ضرورة حل مشكلات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. وعبّر وزير الخارجية الإيطالي، دي ميكليس، عن هذا الموقف، في 2 فبراير 1991، أثناء مقابلته الدكتور عصمت عبدالمجيد، وزير الخارجية المصري، في روما، بالقول: "إنه يجب العمل على مواجَهة أحداث ما بعد الحرب، بالمبادرات السلمية، وعلاج الوضع العربي، من خلال مؤتمر الأمن والتعاون في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط، الذي من شأنه أن يخلق أجواء، تساعد على حل مشكلات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".



[1] شاركت إيطاليا بقوة مكونة من: 10 مقاتلات من نوع تورنيدو، 4 سفن حربية، 1300 جندي.