إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









رابعاً: مواقف وردود الفعل الإسرائيلية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

رابعاً: مواقف وردود الفعل الإسرائيلية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. مع بدء الحملة الجوية (17 يناير 1991 بتوقيت مسرح العمليات)

أ. الموقف الإسرائيلي العام

    حققت إسرائيل، من جراء أزمة الخليج، العديد من المكاسب، على الصُّعُد، السياسية والعسكرية والاقتصادية[1]. فضلاً عن تحسّن صورتها، وتزايد تقاربها مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ إذ أخذت أجهزة الإعلام الأمريكية، تردد نغمة معادية للعرب.

    كما استفادت إسرائيل، عسكرياً، من خلال استجابة واشنطن جميع مطالبها العسكرية، خاصة بعد قصفها بالصواريخ العراقية، من أجل تعزيز الدفاعات الإسرائيلية في مواجَهة العراق.

    وأثرت أزمة الخليج تأثيراً إيجابياً في الاقتصاد الإسرائيلي، في عدة محاور، أهمها جذب الأسواق الإسرائيلية المزيد من الاستثمارات، الغربية والأوروبية، في ضوء الآثار المترتبة على الأزمة، والتي جعلت المستثمر الغربي، يحجم عن اللجوء إلى الأسواق العربية، لافتقارها إلى الثقة والأمان، خلال الأزمة.

    كذلك تدفقت أعداد المهاجرين إلى إسرائيل، بعد الأزمة، فقدِّروا بنحو 18.824 مهاجراً، منهم 17.484 مهاجراً من الاتحاد السوفيتي('جريدة ` دافار ` الإسرائيلية، الصادرة في 3 سبتمبر 1990.').

    ب. موقف إسرائيل من عملية "عاصفة الصحراء"

    مع بدء حملة "عاصفة الصحراء"، أشاد بها إسحاق شامير (Yitzhak Shamir)، رئيس الوزراء الإسرائيلي. كما أشاد بقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأعرب عن أمله، أن تنجح هذه العملية.

ج. ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية، بعد قصف إسرائيل بالصواريخ العراقية

    بعد يومَين من حرب الخليج، على أثر قصف العراق تل أبيب بالصواريخ، أصبحت الحكومة الإسرائيلية في موقف صعب، لفقدها الحرية في اتخاذ قرار الرد. وأكد المحللون، والخبراء في الشؤون العسكرية، أن القدرة على الرد متوافرة، ولا توجد مشكلة في الإمكانات، خصوصاً مع التطور المذهل للتكنولوجيا الحربية. إلا أن المشكلة الأساسية، تمكن في اتخاذ القرار، من دون أن تُخلف العملية ذيولاً سلبية. وكان هناك خياران: إما الرد من الفور وتلقائياً، أو تدريجاً وتباعاً. ولكن، كان هناك العامل الأمريكي، الذي يرفض الرد الإسرائيلي.

    وأشار بعض المحللين العسكريين الإسرائيليين، في تصريح إلى جريدة "ها آرتس". إن الرد على الهجوم العراقي، يجب أن تحدده معايير شتى، من بينها عدد الضحايا، واستمرار العدوان في المستقبل، ونوع الأسلحة المستخدمة. ورأى بعضهم أن التصرف الأمثل، هو التنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، في صدد هذا الموقف.

    وخلال زيارة وزير الخارجية الألماني، هانز ديتريش جينشر، إلى إسرائيل، في 24 يناير 1991، ردّد المتظاهرون الإسرائيليون: "إنها فضيحة، أن تكون ألمانيا، ساعدت هتلر الجديد". وردّ جينشر، خلال مؤتمر صحفي، في القدس: "يمكنكم الاعتماد على ألمانيا، وعلى الألمان". وأشار إلى أنه لم يأت إلى إسرائيل، لمحاولة "التعويض" عن التحفظ، الذي التزمت به بون، منذ اندلاع النزاع في الخليج. وذكر أن بلاده، ستشدد العقوبات على الشركات، التي ستحاول الالتفاف على الحظر المفروض على العراق. وأكد جينشر أن في إمكان إسرائيل، أن تعتمد على ألمانيا الموحَّدة.

    أما وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد أبرزت، في 27 يناير 1991، نتائج استطلاع الرأي العام، الذي أجراه الجيش الإسرائيلي. وخلاصته أن 90 في المائة من الإسرائيليين، يؤيدون سياسة الحكومة القاضية بضبط النفس. أما الناطق الإعلامي لوزارة الدفاع، داني نافه، فقد صرح بأن تقديرات الاستخبارات، في شأن احتمال لجوء العراق إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، لا تزال هي نفسها. كما أوضح معلق الشؤون العسكرية، في الإذاعة الإسرائيلية، أن العراق، يمتلك قنابل كيماوية، وقذائف مدفعية كيماوية؛ ويحتمل امتلاكه رؤوساً كيماوية لصواريخ سكود، ذات المدى القصير، وليس لصواريخ سكود المطوَّرة، ولا صواريخ الحسين.

    وأكد زير الدفاع الإسرائيلي موشي أرينز (Moshe Arens)، في 26 يناير 1991، أن إسرائيل، تواصل دراسة السبُل، الكفيلة بالتصدي لخطر الصواريخ العراقية. وفي اليوم التالي، اجتمعت الحكومة الإسرائيلية، وقررت مواصلة سياسة "ضبط النفس"، وعدم الرد على الهجمات الصاروخية العراقية. وخلال الاجتماع، عرض وزير الخارجية، ديفيد ليفي (David Levi)، ردود الفعل، الأمريكية والأوروبية، المتعاطفة مع الموقف الإسرائيلي، القاضي بضبط النفس، وعدم الدخول في الحرب.

    وأكد جميع الوزراء الإسرائيليين، أن للحكومة موقفاً موحداً، يلتف جميع الوزراء حوله، وحول رئيس الحكومة، إسحاق شامير. ولخّص الجنرال دان شمرون (Dan Shomron)، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الوضع، قائلاً: إن تراثنا العسكري، يحملنا على الردّ من الفور؛ وعلى نقل المعركة إلى معسكر العدو. ولكن، علينا، هذه المرة، إتِّباع إستراتيجية أخرى؛ لأننا لسنا وحدنا في النزاع.

    وفي تل أبيب، أكد الرئيس الإسرائيلي، حاييم هيرتزوج، في 25 يناير 1991، أن الهجمات العراقية بصواريخ سكود، قد حققت مصالح إسرائيل، موضحاً أنها قد ضمنت لإسرائيل، أن تكون صاحبة صوت مسموع، عند تسوية الأوضاع في المنطقة، بعد انتهاء حرب الخليج. وقال إن إسرائيل، بدأت تتمتع، حالياً، بتقدير العالم واحترامه، بسبب التزامها ضبط النفس؛ وهي أشياء لا تُقدَّر بمال.

    من ناحية أخرى، سلّم المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة، يورام إيدور، رسالة إلى سكرتير عام المنظمة الدولية، في 30 يناير 1991، حدد فيها قائمة الخسائر الإسرائيلية، من جراء القصف الصاروخي العراقي[2]. وطالبت إسرائيل في رسالتها جميع أعضاء المجتمع الدولي، بإدانة الهجوم العراقي على الشعب الإسرائيلي، ومطالبة العراق بوقف هذه الهجمات، من الفور. وفي بون، سلّمت إسرائيل قائمة للحكومة الألمانية، تشتمل على مطالب إسرائيل من الأسلحة والمعدات، لمواجهة الهجمات العراقية. ومنها صواريخ باتريوت، المضادّة للصواريخ؛ وصواريخ هوك، المضادّة للطائرات؛ ومصفحات نوكس، لاكتشاف الغازات السامة؛ وتجهيزات للحماية من هذه الغازات؛ ووسائل للوقاية، وأجهزة إنذار.

    وفي 21 يناير 1991، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، موشي أرينز، أن خطر الصواريخ العراقية، لا يزال قائماً، على الرغم من وجود صواريخ باتريوت الدفاعية، التي أرسلتها الولايات المتحدة الأمريكية، مع أطقمها من الفنيين، للتصدي لهجمات الصواريخ العراقية. كما أعلن أرينز، أن سلاح الجوي الإسرائيلي، في حالة تأهب قصوى، على مدى الأربع والعشرين ساعة، لمواجهة أي هجوم عراقي جديد على إسرائيل واحتياطاً لأي احتمالات طارئة، خلال الحرب.

    وفي 22 يناير 1991، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي، ديفيد ليفي، أن الطائرات الإسرائيلية، لم تشارك في الغارات الجوية على العراق، إلى جانب طائرات التحالف. وأعلن أن إسرائيل، لن تنتظر حتى يقصفها العراق بالصواريخ الكيماوية، بل إن لها الحق في الدفاع عن نفسها، كدولة مستقلة.

    د. ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلي، بعد قصف إسرائيل بالصواريخ العراقية

(1) بعض الجرائد الإسرائيلية

(أ)    ذكرت جريدة "دافار" الإسرائيلية، في عددها الصادر في 18 يناير 1991: إن جيش الدفاع الإسرائيلي، طلب إلى السكان في إسرائيل، ضرورة التوجه إلى الغرف المغلقة، التي أعدّها في جميع المنازل، وارتداء الأقنعة الواقية من الغازات، والاستماع إلى التوجيهات، التي توْرِدها الإذاعة والتليفزيون، وذلك لمواجهة خطر الصواريخ العراقية".

    وفي عددها الصادر في 20 يناير 1991، قالت الجريدة نفسها: "إن الرئيس العراقي، يهدف إلى شن حرب عربية ضد إسرائيل. وإن هناك خطر سقوط صواريخ، تحمل رؤوساً كيماوية، الأمر الذي يحتم على إسرائيل زيادة قوة الردع الإسرائيلي، لمواجهة الخطر العراقي، والدفاع عن وجود إسرائيل". ورأت الجريدة، "أن الثمن، الذي دفعته إسرائيل، من جراء القصف العراقي، هو ثمن كبير. ويبدو أن ردّ الجيش الإسرائيلي على ذلك، أصبح محتوماً، ولا مفر منه".

(ب) أما جريدة "ها آرتس"، فذكرت، في عددها الصادر في 18 يناير 1991، أن بطاريات صواريخ أرض/أرض العراقية، التي تهدد أمن إسرائيل، تُعَدّ هدفاً إستراتيجياً مهماً، الأمر الذي حَمَل الولايات المتحدة الأمريكية على مهاجمة تلك البطاريات، في المرحلة الأولى من الحرب. وأشارت الجريدة إلى الاستعداد التام لجيش الدفاع الإسرائيلي، على طول الحدود الإسرائيلية مع الأردن وسورية، خشية أن تؤثر العمليات العسكرية في الخليج، في الوضع العسكري على حدودها مع الدولتَين".

            وكشفت الجريدة نفسها، في عددها الصادر في 20 يناير 1991، عن اختلاف الآراء في حزب العمل في مسألة ردّ إسرائيل على الصواريخ العراقية. فبينما طالب القادة العسكريون السابقون، بردّ فوري، من جانب إسرائيل؛ رأى الآخرون أنه يجب الانتظار، خشية الإضرار بالائتلاف الدولي في الخليج. كما دعت حركة "راتس" إلى ضبط النفس، وتفويت الفرصة على الرئيس العراقي، الراغب في توريط إسرائيل في حرب الخليج.

(ج) وأبرزت جريدة "عال همشمار"، حجم الخسائر، التي لحقت بالعراق، من جرّاء عمليات القصف الجوي المُكثف، الذي تعرّضت له بِنيته الأساسية؛ والتي حدّت من قدرته، كذلك، على إنتاج سلاح تقليدي وكيماوي وذري. كما عكست مشاعر الارتياح لنجاح صواريخ باتريوت في اعتراض صاروخ عراقي، أطلق على شمالي إسرائيل[3].

(د) أما جريدة "ها تسوفيه"، فقد أشارت إلى وجود جسر جوي، لنقْل صواريخ "باتريوت" إلى إسرائيل، تعزيزاً لدفاعها الجوي. وأبرزت الخسائر الناجمة عن ثالث قصف صاروخي لإسرائيل، إبّان حرب الخليج، وإحداثه أضراراً جسيمة بنحو عشرين منزلاً، وإسفاره عن مقتل ثلاثة أشخاص، وإصابة 69 شخصاً.

(هـ) وأوضحت جريدة "حد شوت"، أن الإنجاز، الذي حققته سياسة ضبط النفس الإسرائيلية، قد أفشل محاولة الرئيس العراقي، بتوريط إسرائيل في مواجَهة مع الأردن وسورية، والإِضْرار بالائتلاف المعادي له.

(2) وسائل الإعلام المسموعة (الإذاعة)

    ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أن صفارات الإنذار، أطلقت في إسرائيل، عقب إطلاق صاروخ عراقي، مما حال دون مغادرة السكان الإسرائيليين منازلهم، متشبثين بالأقنعة الواقية من الغازات، عدا العاملين في الخدمات الحيوية، وأجهزة الطوارئ.

    وعكست الإذاعة الارتباك، الذي ساد إسرائيل، والناجم عن القصف العراقي، الذي تعرضت له، سواء على مستوى القيادة العسكرية الإسرائيلية، أو على المستوى الإسرائيلي العام؛ إذ إن هذه أول مرة في تاريخ إسرائيل، منذ عام 1948، تتعرض فيها تل أبيب، تحديداً، لعمليات قصف، من دولة، ليست متاخمة الدولة العبرية.

    كما أوردت الإذاعة نبأ إيقاف حركة المواصلات الداخلية، مع السماح للسكان بالخروج من منازلهم، لفترة قصيرة، تتيح لهم شراء الموادّ الغذائية الضرورية، بشرط وجود الأقنعة الواقية من الغازات معهم.

(3) وسائل الإعلام المرئية (التليفزيون)

    أشارت القناة الأولى للتليفزيون الإسرائيلي، أن القصف العراقي لإسرائيل، هو محاولة، تستهدف إقحام الدول العربية في مواجَهة جديدة مع إسرائيل. وأكدت أن الرئيس العراقي، أخطأ في حساباته؛ لأن ردّ إسرائيل على الهجوم العراقي، لن يؤثر في التحالف الدولي.

    كما كشف التليفزيون الإسرائيلي أن كمية صواريخ باتريوت، التي وصلت إلى إسرائيل، هي غير كافية، مؤكداً أنها تحتاج، على الأقل، إلى 12 بطارية أخرى، من هذه الصواريخ.

2. ردود فعل بعض القيادات الإسرائيلية، إزاء الحرب في الخليج

    جاءت ردود الفعل الإسرائيلية، من خلال تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين، إبّان مراحل الحرب المختلفة، لتؤكد جميعها أهمية تدمير العراق وإضعافه، وأهمية تحقيق أمن إسرائيل؛ ومن ثم، الحاجة إلى محيط أوسع للحدود الدفاعية، وفرض قيود على تسلّح الدول العربية، التي تمثل تهديداً لهذا الأمن، عبْر تحقيق سلام في المنطقة، يتماشى مع وجهة نظر إسرائيل في تحقيق أمنها، والتي يمكن استعراضها في ما يلي:

    أ. إسحاق شامير، رئيس الوزراء الإسرائيلي

    أكد إسحاق شامير، أن التوصل إلى صيغة لحل أزمة الخليج، مع بقاء الرئيس العراقي، صدام حسين، في الحكم، سوف يؤدي إلى القضاء على أي فرصة لإحلال السلام بمنطقة الشرق الأوسط.

    وأعلن شامير، أن من نتائج خطة السلام السوفيتية، بقاء الآلة العسكرية العراقية سليمة، من دون أن تمسّ، إضافة إلى تأجيل المواجَهة البرية، بين قوات التحالف والجيش العراقي، الأمر الذي سوف يشكل وضعاً خطيراً في المنطقة.

    وأوضح شامير، أن عمليات القصف ضد إسرائيل، كشفت عن حاجتها إلى محيط أوسع من الأمن، وحدود دفاعية، ومناطق يمكن الدفاع عنها، مشيراً إلى أن العالم، أصبح متفهماً، اليوم، وبصورة أفضل، لدواعي إسرائيل الأمنية، نتيجة للأخطار المحيطة بها.

    ب. موشى أرينز، وزير الدفاع الإسرائيلي

    أكد موشى أرينز، أن قوة الردع الإسرائيلية، لا تزال سليمة، ولم تمس، على الرغم من تكرار الهجمات العراقية بالصواريخ. كما أعلن أنه على الرغم من التحسينات، التي أُدخلت على صواريخ باتريوت الدفاعية، إلا أن قدرتها على اعتراض الصواريخ، لا تزال محدودة.

    كذلك أعرب عن اعتقاده، أن الاتحاد السوفيتي، لن يعود إلى مركز القوة في منطقة الشرق الأوسط، كما كان في الماضي، على الرغم من المحاولات، التي تبذلها موسكو، لتحقيق هذا الهدف، والمتمثلة في محاولة الوساطة، التي طرحها الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف، لتسوية أزمة الخليج. وأضاف أن العالم العربي، لن يَعُدّ الاتحاد السوفيتي دولة عظمى، ذات نفوذ وقوة، مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

    وكشف أرينز، أن إسرائيل، كانت قد أعدّت خطة عسكرية ضد العراق، تهدف إلى القضاء على قدرته على إطلاق الصواريخ؛ إلا أنها عدلت عن هذه الخطة، بعد انتهاء القتال في منطقة الخليج.

    ج. موشى شاحال، عضو الكنيست الإسرائيلي

    أعرب موشى شاحال عن مخاوفه من احتمال استيلاء الأصوليين على السلطة في العراق، وتحالفهم مع كلٍّ من إيران وسورية، إضافة إلى زعزعة الاستقرار في الأردن، مما يشكل خطراً جسيماً على الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

3. التصور الإسرائيلي للسلام في المنطقة، بعد الحرب

    قال إسحاق شامير، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعد توقف الحرب: إن الهزيمة الساحقة، التي لحقت بالرئيس العراقي، صدام حسين، في حرب الخليج، هيأت الظروف أمام إسرائيل، لكي تؤدي دورها كما يجب، من أجل دفع عملية السلام في منطقة الشرق الوسط، وإجراء مفاوضات سلام مباشرة بينها وبين العرب.

    وذكر ديفيد ليفي، وزير الخارجية الإسرائيلي، أنه يجب على إسرائيل، أن تقترح خطة سلام بينها وبين الدول العربية، لحماية أمنها، قبل انتهاء حرب الخليج، حتى تضمن الحصول على أفضل الشروط لبقاء الدولة اليهودية. كما أكد رفض بلاده إجراء محادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية.

    كما صرح ليفي إلى الإذاعة الإسرائيلية، طالباً من دول التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ضرورة وضع قيود على قوة العراق العسكرية التقليدية، مع صدور إعلان عراقي، يتعهد بعدم المبادرة إلى شن هجوم ضد إسرائيل. وطالب بضرورة إبقاء الحظر المفروض على العراق، ما لم يُعلن عن استعداده للتوصل إلى اتفاقية سلام مع دول المنطقة، بما فيها إسرائيل.

    وحثّ، موشي أرينز، وزير الدفاع الإسرائيلي، دول العالم، خاصة فرنسا والاتحاد السوفيتي، على ضرورة استخلاص العبر من نتائج حرب الخليج، والامتناع عن تسليح العراق، حتى لا يعود إلى تهديد الأمن والسلام في العالم. كما أعرب عن توقعه، أن يكون هناك نظام جديد في منطقة الخليج، بعد انتهاء الحرب، مشيراً إلى أنه يجب أن يكون لإسرائيل دور في هذا النظام.

    وطالب شيمون بيريز، رئيس حزب العمل، بضرورة التفكير، جدياً، من الآن، في تقديم اقتراحات، تتعلق بإحلال السلام بين إسرائيل والدول العربية، مع ضرورة تقديم تنازلات، مؤكداً أنه في حالة إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بجميع الأراضي المحتلة، فإنها لن تحصل على السلام.



[1] حققت إسرائيل المكاسب التالية: سياسياً: كسبت إسرائيل تأييد وتعاطف وسائل الإعلام العالمية من جراء سياستها الرامية إلى ضبط النفس في مواجهة القصف العراقي لها. كما تعهدت الولايات المتحدة لها بعدم الربط بين القضية الفلسطينية وأزمة الخليج. اقتصادياً: طلبت إسرائيل مساعدات إضافية عاجلة بقيمة 13 مليار دولار من الولايات المتحدة، ثلاثة منها لتعويض خسائر إسرائيل في مجال السياحة وارتفاع مدفوعاتها من الواردات النفطية، والعشرة مليارات تدفع على خمس سنوات لمواجهة استيعاب المهاجرين. كما قامت ألمانيا بتقديم مساعدة فورية لإسرائيل قيمتها 250 مليون مارك ألماني، أي ` ما يعادل 166` مليون دولار، وذلك بهدف الإعراب عن تضامن ألمانيا مع إسرائيل بعد القصف الصاروخي للعراق. عسكرياً: زُودت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل بصفة عاجلة ببطاريات صواريخ باتريوت بأطقمها لتعزيز الدفاع الإسرائيلي ضد الصواريخ العراقية. كما أبرمت اتفاقاً عسكرياً سُمح بمقتضاه بتخزين معدات أمريكية في إسرائيل.

[2] حددت إسرائيل خسائرها بـ 4 قتلى، 189 جريح بالإضافة إلى الدمار الذي لحق ببعض الممتلكات نتيجة ست هجمات صاروخية خلال الفترة من 18 إلى 26 يناير 1991.

[3]  قال المعلق العسكري الإسرائيلي أن صواريخ باتريوت الأمريكية، قد تم إدراجها في نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، وأنه يتم تشغيلها بأطقم أمريكية ـ إسرائيلية مشتركة