إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









أولاً: مواقف وردود فعل المملكة العربية السعودية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

رابعاً: مواقف وردود فعل تونس، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

1. ردود الفعل التونسية، إزاء حرب الخليج

    في 18 يناير 1991، عقب نشوب الحرب، دعت تونس، من خلال بيان صادر عن مجلس الوزراء التونسي ـ مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات الفورية الحازمة، لوضع حدّ للقتال الدائر في الخليج، وفض النزاع بالوسائل السلمية، وفق مقتضيات الشرعية الدولية. وأعرب البيان عن استياء تونس العميق من اندلاع الحرب. وأشار إلى نداءاتها ومساعيها المكثفة، منذ اندلاع الأزمة، من أجل انسحاب القوات العراقية، وحل أصل النزاع بالوسائل السلمية، في الإطار العربي، وتجنُّب تدويل القضية وتعقيدها.

    واتجهت ردود الفعل التونسية، عقب نشوب الحرب، في إطار المحددات التالية:

أ.  الإيقاف الفوري للحرب.

ب. حل المشكلة بالوسائل السلمية.

ج. عدم تحول الحرب إلى هدف آخر، وهو تدمير العراق.

د.  تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

هـ. تحرك عربي جماعي، لوقف الحرب.

2. ردود الفعل التونسية، على المستويَين، الخارجي والداخلي

أ. على المستوى العربي

    في 26 يناير 1991، دعا الرئيس التونسي، زين العابدين بن علي، الدول العربية والإسلامية، إلى حض مجلس الأمن على الاجتماع، للمطالبة بوقف القتال في الخليج، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لمعالجة قضايا المنطقة معالجة شاملة. وقال الرئيس التونسي في خطابه إلى الشعب: "إن الوضع بلغ حدّاً لا يطاق. وأياً كان موقفنا من أصل النزاع، فإننا لا نقبل بما وصلت إليه الأمور". وأشار إلى أن الموقف التونسي، كان معارضاً لاستخدام القوة، من أي جانب، لفرض الحلول. وجميع القضايا، مهْما تعقدت، يمكن أن تحل بالوسائل السلمية. وإذا غاب التعقل عن جهة، فيجب ألاّ يغيب عن المجموعة الدولية.

    وأبدى الرئيس التونسي أسفه لتفويت فرص السلام. وانتقد التطورات الأخيرة، التي تتنافى وقِيم السلام، ومبادئ منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، المنوط به السهر على الأمن العالمي. وأوضح أنه من سوء التقدير، معاقبة الشعب العراقي. وأن الدول المتحالفة، أخطأت في مسارعتها إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن، مشيراً إلى أن القرار نص على تحرير الكويت، وليس على تدمير العراق. وأكد الرئيس التونسي، أن دول الاتحاد المغاربي، تبذل مساعيها في الأمم المتحدة، من أجْل وضع حدّ للحرب، في أقرب وقت ممكن. ودعا التونسيين إلى الهدوء، والمحافظة على أمن الأجانب المقيمين بالبلد.

ب. على المستوى الدولي

    ضمن المساعي التونسية لوقف الحرب، وجّهت وزارة الخارجية التونسية، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن، في الأول من فبراير 1991. أوضحت فيها أن العمليات العسكرية في الخليج، تأخذ منعرجاً خطيراً. وقال وزير خارجية تونس، في رسالته: "إن مجلس الأمن، لا يزال قادراً على اتخاذ قرار بوقف الحرب، ما دام ذلك ممكناً، وإن تونس، إذ تؤكد، مجدداً، على الطلب، الذي تقدمت به، بالاشتراك مع بلدان المغرب العربي الأخرى ـ فإنها تناشد مجلس الأمن اتخاذ هذا القرار، تجنّباً لكارثة وخيمة العواقب".

ج. على المستوى الشعبي

    تواصلت المظاهرات والمسيرات الشعبية، في أنحاء البلاد، داعية إلى وقف الحرب، ومنددة بالعدوان الوحشي، الذي يتعرض له الشعب العراقي. وكانت كبراها، تلك التي نظمها الاتحاد العام التونسي للعمل، في 20 يناير، في مناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيسه، والتي أعرب، خلالها، المتظاهرون عن استنكارهم لما أسموه بالعدوان الأطلسي، مطالبين الأنظمة العربية بتحمل المسؤولية. ونددت المظاهرات بصمت بعض الأنظمة العربية، واصفة إياها بالتخاذل. وكانت ترفع الإعلام، العراقية والفلسطينية.

    كما أعلن عضو المكتب التنفيذي للاتحاد، أن الهيئة قرّرت دعوة الدبلوماسيين العراقيين، المطرودين من فرنسا، إلى الإقامة بتونس، ومقاطعة السفن والطائرات، التابعة للبلدان المتحالفة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

3. ردود الفعل التونسية، إزاء طبيعة الحرب

    شددت تونس على ألا تتحول الحرب عن هدفها، وهو تحرير الكويت، نحو أهداف أخرى، لتدمير العراق وشعبه. وعبّرت التصريحات التونسية عن ذلك في الآتي:

أ.  تصريح وزير خارجية تونس، البيب بولعراس، في 23 يناير 1991: "إن ما يجري، في الوقت الحاضر، في الخليج، ليس حرباً لتحرير الكويت؛ وإنما هي حرب لتدمير العراق، وإرهاب شعبه، وتحطيم كلي لقدراته الاقتصادية وبنْيته الأساسية وإمكانياته الصناعية".

ب. اتهام وزير الخارجية التونسي، في 6 فبراير 1991، القوات المتحالفة في حرب الخليج، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، بإساءة استخدام التفويض، الذي منحتها إياه الأمم المتحدة، لطرد العراق من الكويت. وقال في حديث، أدلى به إلى إذاعة فرنسا الدولية: "إن القرار 678، لا يأمر بالحرب. وإن ما يحدث، هو إساءة استعمال لهذا القرار. وإن تعبير استخدام القوة، أستُبعد، عن عمد، من نص القرار 678، لتفادي اشتراك مجلس الأمن، وقوات حفظ السلام، التابعة للأمم المتحدة، في الإشراف على سير الحرب".

4. رد فعل تونس ورؤيتها إلى طريقة إنهاء الحرب

    تحددت الرؤية التونسية إلى إنهاء الحرب بما يلي:

أ.  ضرورة تطبيق الشرعية الدولية، من دون تمييز.

ب. دراسة كل قضايا المنطقة وحلها، في إطار مؤتمر دولي للسلام.

    وقد عبّر عن ذلك الرئيس التونسي، في 26 يناير 1991، في كلمة وجّهها إلى التونسيين، بقوله: "إن القادة العرب المسلمين، وكل دعاة السلم في العالم، المؤمنين بحق الشعوب في الأمن والسلام ـ مطالبون بالتوجه إلى مجلس الأمن، للمطالبة بوقف القتال، وتطبيق الشرعية الدولية، بدون تميز أو تقصير، من خلال عقد المؤتمر الدولي للسلام، في خلال هذه السنة، لوضع حدّ لأزمة الخليج وكل قضايا الشرق الأوسط، وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني".

5. ردود الفعل التونسية، إزاء المبادرات السلمية

    أكدت تونس أهمية استغلال المبادرات السلمية، من أجل وقف هذه الحرب المدمرة، وأن تشارك كافة الدول العربية في الجهود، التي تؤدي إلى مساندة المبادرات السلمية، لتطبيق مبادئ الشرعية الدولية، بانسحاب العراق من الكويت، وإيقاف الحرب. وعبرت تونس عن هذه المبادئ من خلال الآتي:

أ.  إزاء المبادرة العراقية، الصادرة عن مجلس قيادة الثورة العراقي، في شأن الانسحاب المشروط من الكويت، قال الرئيس التونسي، في 17 فبراير 1991، حاثاًّ العالم على قبول عرض العراق: "إن العرض العراقي، ينبغي استغلاله، بإعطائه تأييدنا. وإنه ليس هناك حق في العالم، يبرر قتل الأبرياء، وحرق الأطفال، ودفن النساء والمسنين، أحياء، وقصف المدارس والمؤسسات، الدينية والمدنية. وإن الدمار والكارثة، التي تمر بها منطقة الخليج، تبعث بمخاوف شديدة على مستقبل الإنسانية".

ب. وإزاء المبادرة السوفيتية، حثّ الشاذلي القليبي، الأمين العام السابق للجامعة العربية، جميع الدول العربية، على مساندة الخطة السوفيتية، الرامية إلى إنهاء حرب الخليج. وقال، في بيان صدر في تونس، في 23 يناير 1991: "إن واجب الدول، التي تدافع عن الشرعية، الدولية أن تساند الجهود المبذولة لإنجاح الخطة السوفيتية؛ إذا كان هدف الحرب، حقاً، هو تطبيق قرار مجلس الأمن، الخاص بانسحاب العراق من الكويت. وإن الخطة السوفيتية، التي قبِلها العراق، تجعل هذا ممكناً.

ج. وفي خصوص قبول العراق قرار مجلس الأمن، الرقم 660، أصدرت وزارة الخارجية التونسية، بياناً، في 24 فبراير، عبّرت فيه عن استياء الحكومة التونسية البالغ، وخيبة أملها الشديدة، بعد إعلان ما أسمته تقويض فرص السلام الجديدة، والإصرار على تصعيد الحرب ضد العراق، من خلال شن الهجوم البري، على الرغم من قبول بغداد تطبيق قرار مجلس الأمن، الرقم 660.

6. ردود الفعل التونسية، إزاء تحرير الكويت

    أعربت تونس عن ارتياحها لتحرير الكويت، وطالبت بالوقف الفوري للحرب. وصرح وزير خارجيتها، في 27 فبراير، ارتياحه لتحرير الكويت. ولكنه أعرب عن قلقه البالغ من استمرار العمليات العسكرية. ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار.