إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المواقف وردود الفعل، الدولية والإقليمية والعربية، خلال مرحلة "عاصفة الصحراء"









أولاً: مواقف وردود فعل المملكة العربية السعودية، خلال مرحلة عاصفة الصحراء

المبحث السابع

ردود فعل منظمة الأمم المتحدة

    قال الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، بعد ساعات قليلة من بدء الحملة الجوية، "عاصفة الصحراء"، في 17 يناير 1991: "إن السلام، يعتمد، بالدرجة الأولى، على استسلام العراق". كما أوضح دي كويلار، أنه توقع العمل العسكري ضد العراق، في ضوء فشل الدبلوماسية. وفي الوقت الحاضر، لا مجال للدبلوماسية.

    واجتمع أعضاء مجلس الأمن، في مشاورات مغلقة، بعد ساعات من الغارة الأولى، للاستماع إلى تقارير سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. وقال رئيس المجلس، إن توقيت الدعوة إلى وقف النار، "حساس جداً". كما قدم السفير الأمريكي، توماس بيكرينج تقريراً إلى المجلس، جاء فيه: على الرغم من أن القوات المتحالفة، توجِّه الضربات إلى الأهداف، العسكرية والإستراتيجية، في العراق، إلا أن هدفنا ليس تدمير العراق واحتلال أراضيه، بل الهدف هو تحرير الكويت.

    وأعرب السفير السوفيتي، يولي فورنتسوف، عن "الدعم المطلق" للعمليات العسكرية الأمريكية ضد العراق، بما فيها تدمير القدرات النووية، قائلاً: إن القرار 678، أعطى صلاحية استخدام كل الوسائل الضرورية، لإخراج العراق من الكويت. ولم يضع أي حدود أو أُطُر للعمليات العسكرية لتحقيق الهدف. وفي الوقت نفسه، عارضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقد أي جلسة رسمية لمجلس الأمن، حول أزمة الخليج، إلى أن تنفّذ قراراته السابقة، المتعلقة بانسحاب القوات العراقية من الكويت، وعودة الحكومة الشرعية إليها.

    وفي 26 يناير 1991، صرح رئيس مجلس الأمن، بأنه سيجري جولة من المشاورات المغلقة، مع أعضاء المجلس، في شأن طلب ثماني دول عربية، عقد جلسة علنية، للبحث في الوضع الخطير، في الخليج. وقال إن أحداً، لم يعترض على حق الدول في طلب انعقاد المجلس؛ إنما السؤال، الآن، هو: متى؟ والدول التي طلبت، رسمياً، أصرت على عقد الجلسة، هي: المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا وليبيا والسودان واليمن والأردن. وطالب سفير اليمن، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، عبدالله الأشطل، بانعقاد الجلسة، حتى لو عارضتها أكثرية أعضاء المجلس، طبقاً للمادة الثانية من القواعد الإجرائية؛ والمعروف أن كلاًّ من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والاتحاد السوفيتي، تعارض انعقاد الجلسة. وفي تعليق للسفير السوفيتي على الطلب العربي، قال: "إنني لم أجد في مواقف الدول المطالبة بعقد المجلس، أي شيء خلاق".

    وبعد مداولات في مجلس الأمن، رُفض طلب دول المغرب العربي، المؤيد من اليمن والسودان، عقْد جلسة علنية، لبحث حرب الخليج، والدعوة إلى وقف العمليات العسكرية. إذ أعلن سفير زائير، رئيس مجلس الأمن، آنئذٍ، أن الغالبية العظمى، داخل المجلس، ترفض الموافقة على أي قرار في شأن الحرب في الخليج، قبل انسحاب العراق.

    وفي 27 يناير 1991، وخلال زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، خافيير بيريز دى كويلار، إلى روما، أدلى بحديث إلى مجلة "بانوراما" الإيطالية، قال في تعليق له على طبيعة هذه الحرب، ومقارنتها بالحرب الكورية: إن حرب الخليج، ليست حرباً للأمم المتحدة؛ إنما حرب، سمح بها مجلس الأمن. أما الحرب الكورية، عام 1950، فكان الجنود تابعين للأمم المتحدة، وفي ظل عَلمها. أما هذه المرة، فالأمر ليس كذلك؛ وإلا لكان عُهد بالعمليات إلى لجنة عسكرية مشتركة، مقرها الأمم المتحدة.

    عن محادثاته مع صدام حسين، قال إنه اقترح عليه ما رآه مخرجاً ليس فقط سلمياً، بل مشرِّفاً لرئيس العراق، كذلك، بعد الانسحاب من الكويت، وهو تشكيل الأمم المتحدة قوة سلام، وضمان عدم الاعتداء على العراق، وانسحاب القوات الأجنبية من المنطقة كلها، وإلغاء العقوبات.