إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الأوضاع الدولية والإقليمية والعربية، بعد "عاصفة الصحراء" حتى نهاية عام 1991









وثيقة

وثيقة

رسالة الاطمئنانات الأمريكية

التي بعث بها وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر إلى لبنان

في 15 أكتوبر 1991

 السيد العزيز، رئيس الجمهورية.

    يشكل قرار لبنان بحضور مؤتمر السلام، الذي سيطلق المفاوضات المباشرة الثنائية، بين لبنان وإسرائيل، وتلك المتعددة الأطراف، بينها وبين الدول العربية الأخرى، خطوة مهمة في جهودنا المشتركة، لإنجاز تسوية شاملة للنزاع العربي ـ الإسرائيلي. لقد عانى لبنان طويلاً من غياب حل لهذا النزاع. وفي الواقع، فإننا نأمل في أن يؤدي التقدم نحو هذه التسوية، إلى تعزيز الآمال في الوصول إلى لبنان مستقر، وسيد، وحر، وخالٍ من وجود القوات غير اللبنانية.

   إن الولايات المتحدة الأمريكية مستعدة لتوفير تطمينات معينة، تتصل بالعملية التي دخلنا فيها. وتشكل هذه التطمينات مفاهيمنا على المؤتمر، والمفاوضات اللاحقة، ونوايانا في ما يتعلق بها.

   وتنسجم هذه التطمينات مع سياسة الولايات المتحدة. وهي لا تتناقض مع مؤتمر السلام ومع الإطار الذي أوجدناه لعقده، ولا تؤدي إلى تقويضه.

   وأكثر من ذلك، لن تكون هناك تطمينات، تقدم لطرف معين، من دون أن يكون الأطراف الآخرون على علم بها. وبهذا، نستطيع تعزيز الشعور بالثقة، وتقليل فرص حصول سوء التفاهم.

   وكما أعلن الرئيس بوش، في كلمته أمام الكونجرس، في السادس من مارس 1991، فإن الولايات المتحدة، ما زالت على إيمانها الثابت، بأن السلام الشامل، يجب أن يقوم على أساس قرارَي مجلس الأمن الدولي 242 و338، وعلى مبدأ الأرض مقابل السلام. إن نتيجة كهذه، يجب أن تؤدي، أيضاً، إلى الأمن والاعتراف بكل دول المنطقة، بما فيها إسرائيل، والحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني. وقد أشار الرئيس بوش إلى أن أي شيء غير هذا، سيؤدي إلى الفشل في اختبارَي عدم التحيز والأمن، المتلازمين.

  وكما تعلمون، سترعى الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي معاً، مؤتمر السلام، الذي لا يمكن أن ينعقد، إلاّ في حالة موافقة الأطراف جميعها عليه. وستبدأ المفاوضات الثنائية، بعد أربعة أيام من افتتاحه. وستجتمع الأطراف المشتركة في المفاوضات المتعددة الأطراف، بعد أسبوعَين من هذا الافتتاح، لتنظيم هذه المفاوضات. وستتخذ العملية مسارَين: من خلال التفاوض المباشر بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها، وبالصورة التي شرحناها لكم، وللأطراف الأخرى؛ وبين إسرائيل والفلسطينيين.

  وستتصرف الولايات المتحدة كوسيط نزيه، في محاولة وضع حل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي. إن هدفنا، يتمثل، جنباً إلى جنب مع الاتحاد السوفيتي، بتأدية دور القوة المحركة في هذه العملية، لمساعدة الأطراف على التقدم باتجاه سلام شامل. وسيكون في إمكان أي طرف الوصول إلى ممثلي الدولتَين، راعيتَي المؤتمر (الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي)، في أي وقت يريده. إن الولايات المتحدة مستعدة للاشتراك في جميع مراحل المفاوضات، مع موافقة الأطراف جميعها، في كل مرحلة منها. وستقوم الولايات المتحدة، من جانبها، بالعمل على إجراء مفاوضات جديدة. كما ستحاول تجنّب إطالتها أو دفعها إلى المراوحة من جانب أي طرف.

  وتستمر الولايات المتحدة في تأييدها قرار مجلس الأمن الدولي، الرقم 242. وهي تعتقد بأن للبنان الحق في الاستقلال ووحدة أراضيه، ضمن حدوده المعترف بها دولياً. وتؤمن، في الوقت نفسه، بأن للبنان وإسرائيل الحق في حدود آمنة.

  ويتمثل موقف الولايات المتحدة في أن التطبيق الكامل للقرار 425، لا يتوقف على تسوية شاملة في المنطقة، ولا يرتبط بها. لكن تسوية، كهذه، يمكنها تعزيز السلام والاستقرار في لبنان.

  وبودّي التأكيد لكم على أن ما من شيء، خلال هذه العملية، قادر على تغيير التزام الولايات أو تعديله، فيما يتعلق بوحدة لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، كما بانسحاب القوات الغير اللبنانية كافة منه، ونزع سلاح جميع الميليشيات. وتواصل الولايات المتحدة دعمها للحكومة اللبنانية، ولجهودها من أجْل بسط سلطتها على أراضي البلاد كلها، من خلال تطبيق اتفاق الطائف. وفي هذا الصدد، إننا نثني على الحكومة اللبنانية، لجهودها الراسخة في تنفيذ هذه العملية، من خلال نزع سلاح الميليشيات.

  وفي الواقع، فإن وجهة نظرنا، تتمثل في أن إطلاق عملية السلام، وحده، القادر على تعزيز الاستقرار والأمن في لبنان، وجعلهما أقرب إلى متناول الشعب اللبناني، الذي يستحقهما.