إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الأوضاع الدولية والإقليمية والعربية، بعد "عاصفة الصحراء" حتى نهاية عام 1991









وثيقة

وثيقة

رسالة الاطمئنانات الأمريكية

التي بعث بها وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر إلى الحكومة الإسرائيلية

في 18 أكتوبر 1991

    "إن قرار إسرائيل الاشتراك في مؤتمر السلام للشرق الأوسط، لبدء محادثات مباشرة، وثنائية، إلى مفاوضات سلام متعددة الأطراف ـ هي خطوة مهمة، توصل إسرائيل، بصورة أقرب كثيراً، إلى السلام والأمن، اللذَين تتوق إليهما. الآن، هو أوان التقرير، من جانب كل الأطراف، لكي نتمكن من التحرك، في سرعة، نحو مؤتمر ومفاوضات. والحقيقة، أنه بوساطة مفاوضات مباشرة فقط، يمكن تحقيق سلام حقيقي وأمن.

    في سياق المسار، الذي نبدأ به، نرغب في الرد على طلبكم اطمئنانات معينة، تتعلق به، وهي تشكل مفاهيم الولايات المتحدة الأمريكية ومقاصدها، المتعلقة بالمؤتمر والمفاوضات.

   لقد وضحنا، من البداية، أن الولايات المتحدة الأمريكية، ستكون مستعدة لإعطاء اطمئنانات، تلائم سياستنا، ولا تضعف أو تناقض الإطار، الذي أوجدناه لعقد مؤتمر السلام. قلنا، كذلك، إنه لن يكون هناك اطمئنانات لأحد الأطراف، لا يعرفها الأطراف الآخرون.

   هذا المسار من المفاوضات، مبني على العلاقات الفريدة بين دولتَينا، التي تستند إلى قِيم ومصالح مشتركة، وإلى احترام الديموقراطية. منذ إنشاء دولة إسرائيل، أدركت الولايات المتحدة الأمريكية، أن التحديات التي تواجه إسرائيل، تتعلق بجوهر وجودها. وعلى امتداد فترة طويلة جداً، عاشت إسرائيل في منطقة، رفض فيها جيرانها الاعتراف بوجودها، وحاولوا تدميرها. لهذا السبب، كان مفتاح التقدم نحو السلام، دائماً، هو الاعتراف بحاجات أمن إسرائيل، وبضرورة التعاون الوثيق بين دولتَينا على تلبية هذه الحاجات.

   إننا نؤكد لكم، أن التزاماتنا بأمن إسرائيل، باقية على ما هي عليه؛ وكل من يحاول أن يدس بيننا، ساعياً إلى المساس بهذه الالتزامات، فإنه لم ينجح في فهْم الروابط العميقة بين دولتَينا، وطبيعة التزاماتنا بأمن إسرائيل، بما في ذلك الالتزام بتثبيت تفوّقها النوعي. نريد أن نعود ونؤكد موقفنا، أن إسرائيل تستحق حدوداً آمنة، وقابلة للدفاع، يجب أن يتفق عليها في مفاوضات مباشرة لتكون مقبولة من جيرانها. إن الولايات المتحدة الأمريكية، تؤمن بأن الهدف من هذا المسار، هو سلام عادل، ودائم، يتحقق عبر محادثات، تستند إلى قرارَي مجلس الأمن 242 و 338، بما في ذلك عقد اتفاقيات سلام، مع علاقات دبلوماسية كاملة، بين إسرائيل وجاراتها العربيات.

   لقد أبلغتمونا، أنتم وبقية الأطراف، وجود تفسيرات مختلفة لقرار مجلس الأمن 242، وأنها ستعرض أثناء المفاوضات. ووفقاً للسياسة التقليدية للولايات المتحدة الأمريكية، فإننا لا نؤيد إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. كما أننا لا نؤيد، كذلك، استمرار السيطرة أو الضم للمناطق، التي تحتلها إسرائيل.

   لن تكون للمؤتمر قوة فرض حلول على الأطراف، أو حق نقض (فيتو) الاتفاقيات، التي ستتحقق بوساطته. لن تكون له صلاحيات اتخاذ قرارات، ولا حق التصويت على مسائل أو نتائج. ويمكن أن يتجدد انعقاد المؤتمر بالموافقة فقط، من كل الأطراف.

   سنبدأ المفاوضات الثنائية المباشرة، بعد أربعة أيام من افتتاح المؤتمر. إن الأطراف الذين سيطلب منهم الانضمام إلى المحادثات المتعددة الأطراف، سيجتمعون بعد أسبوعين من افتتاح المؤتمر، لكي ينظموا هذه المفاوضات. وتدعم الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم المفاوضات المتعددة الأطراف والمشاركة فيها. إننا نعتقد، أن المباحثات يجب أن تتمحور حول موضوعات إقليمية عامة، مثل المياه والبيئة، والرقابة على الأسلحة والأمن الإقليمي، والتطوير الاقتصادي، ومسألة اللاجئين، وموضوعات أخرى.

   إن الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة، بتحقيق تسوية سلمية شاملة للنزاع الإسرائيلي العربي. وستبذل كل ما في وسعها، لضمان تقدُّم هذا المسار، في السبيلَين، حتى نهايته. وتأمل أن يتسع حجم السلام، ليشمل دولاً أخرى في المنطقة.

    لا تؤيد الولايات المتحدة الأمريكية خلق ارتباط، بين المفاوضات المختلفة لتحقيق تسوية شاملة.

   تؤمن الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه يجب ألاّ يجبر أي طرف في هذه العملية، على مجالسة من لا يرغب في الجلوس معه. ولا يجوز أن يكون هناك مفاجآت، في خصوص نوعية التمثيل، في المؤتمر أو في المفاوضات. وتؤمن الولايات المتحدة الأمريكية، بأن الفلسطينيين، سيكونون ممثلين في وفد أردني ـ فلسطيني مشترك، في المؤتمر؛ الفلسطينيون الذين هم سكان الضفة الغربية وغزة، الذين يقبلون النهج الثنائي السبيل والمفاوضات، على مراحل، ويريدون العيش في سلام مع إسرائيل ـ سيشتركون في الوفد، وسيسهمون في مفاوضات التسويات المرحلية.

   أكثر من ذلك، لا تهدف الولايات المتحدة الأمريكية إلى الوصول بمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى داخل المسار، ولا إلى حمل إسرائيل على محاورتها أو مفاوضتها. وستعمل الولايات المتحدة الأمريكية كوسيط نزيه، لحل النزاع الإسرائيلي ـ العربي.

   تعتقد الولايات المتحدة الأمريكية، أن فترة انتقالية، هي ضرورة لإسقاط أسوار الشكوك وعدم الثقة، ولوضع أساس لمفاوضات مستمرة، في شأن المكانة الدائمة.

   في ما يتعلق بالمفاوضات، بين إسرائيل والفلسطينيين، فإن المباحثات، ستجرب على مراحل. أولاً، في محادثات في شأن تسوية مرحلية لحكم ذاتي، سيستمر خمس سنوات، وتستهدف تحقيق اتفاق، خلال سنة، ابتداء من السنة الثالثة، من فترة الترتيبات المرحلية. ستبدأ المفاوضات في الترتيبات الدائمة، في ضوء علاقاتنا الفريدة بإسرائيل. توافق الولايات المتحدة الأمريكية على التشاور مع إسرائيل، وعلى أخذ مواقفها في الحسبان، في مسائل مسار السلام. وفي الوقت نفسه، تحتفظ واشنطن لنفسها، بالحق في إعلان مواقفها التقليدية، عند الحاجة.

   لقد عبرتم عن قلق خاص، بالنسبة إلى هضبة الجولان. في ما يتعلق بذلك، تواصل الولايات المتحدة الأمريكية دعم تعهد الرئيس فورد، لرئيس الحكومة، رابين، في 1 سبتمبر 1975، بأن الولايات المتحدة الأمريكية، ستؤيد الموقف بأي تسوية شاملة مع سورية، في سياق اتفاق سلام، يجب أن تضمن أمن إسرائيل، في وجه هجوم من هضبة الجولان.

   تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تأييد موقفها، أن سلاماً عادلاً، ودائماً، يجب أن يكون مقبولاً من الطرفَين. ولم تبلور الولايات المتحدة الأمريكية، حتى الآن، موقفاً نهائياً من مسألة الحدود. وحينما ستضطر إلى عمل ذلك، فإنها ستقيم وزناً كبيراً لموقف إسرائيل، القائل بأن كل تسوية سلمية مع سورية، يجب أن تستند إلى بقاء إسرائيل في هضبة الجولان. في ما يتعلق بذلك، فإن الولايات المتحدة الأمريكية على استعداد لاقتراح ضمانات أمريكية للترتيبات الأمنية، في الحدّ الذي سيكون متفقاً عليه، بين إسرائيل وسورية، طبقاً لعمليتنا التشريعية.

   وفي ما يتعلق بلبنان، وطبقاً للسياسة التقليدية للولايات المتحدة الأمريكية، فإننا نؤمن بأن لإسرائيل الحق في الأمن، على امتداد كل الحدود الشمالية. أكثر من ذلك، ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بانسحاب كل القوات الأجنبية من لبنان، وبتجريد كل الميليشيات من أسلحتها.

   إننا نستمر في النظر إلى معاهدة السلام، بين إسرائيل ومصر، والروابط بينهما، كحجر الزاوية لسياستنا في المنطقة، وفي تأييد استكمالها، واستكمال الاتفاقيات الملحقة بها.

   هذه هي الاطمئنانات، التي تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية، في سياق تقدم المبادرة، التي تحدثنا فيها، بعمل مشترك، على أساس الثقة المتبادلة، التي ميزت العلاقات بيننا دائماً. يمكن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التقدم نحو السلام الذي منع عن إسرائيل، على امتداد فترة طويلة".