إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الأوضاع الدولية والإقليمية والعربية، بعد "عاصفة الصحراء" حتى نهاية عام 1991









وثيقة

وثيقة

كلمة الرئيس السوفيتي، ميخائيل جورباتشوف

في مؤتمر مدريد للسلام

في 30 أكتوبر 1991

    أودّ أن أعبّر عن تقديري للملك الأسباني، والحكومة الأسبانية، لتقديمها مدريد، كموقع لهذا المؤتمر؛ فمدريد مكان هام للعالم كله، وكان من الصعب أن نختار مكاناً أفضل. إنني أرحّب برئيس الولايات المتحدة الأمريكية، والوفود العربية، والوفد الإسرائيلي، وممثل المجموعة الأوروبية، وسكرتير عام الأمم المتحدة.

   إن نزاع الشرق الأوسط، يعتبر أطول النزاعات، في النصف الثاني من القرن العشرين. ويتطلب حل هذا النزاع جهوداً مضنية، وإرادة طيبة، من جانب الدول المثيلة، ومن جانب الرأي العام العالمي كله، لكي يمكن تحقيق هذا الأمل الكبير. إن التغير في العالم، قد جعل من الممكن، أن يكون هناك عصر جديد للسلام والتاريخ العالمي؛ وفي هذا النطاق فقط، يمكننا أن نتفهم حقيقة أن هناك أملاً ملموساً، بالنسبة للتسوية العربية ـ الإسرائيلية.

   إن التعاون بين القوّتَين العظمَيَين وأعضاء مجلس الأمن، لا يمكن التخلي عنه، للتخلص من العدوان. وكان ذلك ضرورياً، لمنع العدوان عن الكويت، لأن هناك أسباباً قوية، تدعونا لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وعلينا أن ننظر إلى النتيجة، التي خرجنا بها من حرب الخليج؛ فإن مشاركتنا قد قامت على الرغبة في أن نحقق هذا السلام من الداخل، وليس من خارج المنطقة.

   وهكذا، فإنه نتيجة لجهود، ثنائية ومتعددة الأطراف، فقد تم إرسال إشارة إلى العالم، لكي يتعاون من أجْل السلام الدائم، والشامل. إن لدينا فرصة فريدة، اليوم. ونحن لا نودّ أن نتركها فالنجاح في صالحنا جميعاً، ليس فقط لأن حقوق الشعوب والأفراد والأمم، ينظر إليها، اليوم كأساس للنظام العالمي الجديد، ولكن السبب الآخر هام جداً، وله ثقله. فالواقع، أن الشرق الأوسط، هو أكثر الأماكن تسلحاً في العالم؛ حيث إن التكنولوجيا النووية، والأسلحة الشاملة، قد بدأت في هذه المنطقة. وينظر المجتمع الدولي إلى هذا، كأمر، يجعلنا نحاول إنهاء الصراع في هذه المنطقة. إن هذا المؤتمر، لن ينجح، إذا حاول كل شخص، أن يحقق مكاسب على حساب الآخر، ويجب أن ننظر إليه كعملية للتغلب على الماضي، وخلق سلام دائم، يقوم على أساس احترام الشعب الفلسطيني وحقوقه.

   لقد أعدنا العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، حيث إن التغيرات الديموقراطية تحدث، اليوم، في بلادنا، وفي العالم كله. لقد بدأنا في عملية السلام في الشرق الأوسط، ولم يكن من المجدي، أن نظل دون علاقات مع إسرائيل. وكذا فإن علاقات مع هذه الدولة، أو مع العالم العربي، سوف تفيد العالم كله. وهذا سوف يساعد في العملية البناءة، للدول والأمم، التي تعيش هناك، ويصبح هذا سنداً للسلام والعدل، في المنطقة.

   ودولتنا، كشريك في عملية السلام، في الشرق الأوسط، وبعلاقاتها القوية مع دول المنطقة ـ لديها موقع خاص في هذا المؤتمر. واليوم، نحن هنا، لا لتقديم التهاني، أو تقديم تمنياتنا الطيبة. لكننا هنا، لتقديم تعاون ومعاونة عملية، لخلق عالم جديد، وعصر جديد، كما قال السيد الرئيس بوش، وكما نحاول معاً، أن ننهي هذا السباق للتسلح؛ لأن الأسلحة النووية، على مدى سنوات طويلة، كانت هي الأمر الذي قامت عليه السياسة في العالم، وقد حان الوقت، الآن، لكي نستبدل ذلك بشيء جديد، ونخلق تاريخاً في القرن الواحد والعشرين.

   وهكذا، فإننا سوف ننظر إلى مشكلات العالم، ونحاول حلها. مشكلات كالبيئة، وتوفير الطعام، والتخلص من التهديد النووي، الذي ينتشر في العالم أجمع، كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها، من خلال المجهود المشترك والتعاون. إن هناك أشباحاً من الماضي، تحوم حولنا. ولكننا يمكن أن نتغلب عليها، لتحقيق النظام العالمي الجديد. والرؤية الجديدة، يجب أن تقوم على الآلية، التي خلقتها الولايات المتحدة، والمجموعة الأوروبية، ومجموعات أخرى؛ وهي قائمة على التعاون، وتجنّب الأزمات، وحل الصراعات.

سيداتي سادتي.

    إنه يسعدني أن أشترك في هذا المؤتمر، لحل مشكلات هذه المهمة الضخمة. وسوف نبذل أقصى جهودنا، لتقديم الحلول، التي كانت شعوبكم تتطلع إليها، على مدى طويل. في خطابي، تحدثت عن المشكلات العامة في العالم. وقد ذكرتها، لكي أركز، مرة أخرى، على الإطار الدولي لهذا المؤتمر، والتحدي الذي تواجهونه. وإنني أتمنى لكم كل النجاح.