إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الأوضاع الدولية والإقليمية والعربية، بعد "عاصفة الصحراء" حتى نهاية عام 1991









وثيقة

وثيقة

نص المؤتمر الصحفي المشترك

الذي عقده وزير الخارجية الأمريكي، جيمس بيكر

ووزير الخارجية السوفيتي، بوريس بانكين

في مؤتمر السلام بمدريد

في 2 نوفمبر 1991

بانكين:    سيداتي، سادتي.

    مندوبي أجهزة الإعلام.

    هل تسمحوا لنا ببدء هذا المؤتمر الصحفي المشترك؟ المرة الأخيرة، التي عقدنا فيها مؤتمراً صحفياً مشتركاً، كهذا، كانت في القدس، قبل فترة. وأذكر أن أحد الصحفيين، عاتبني لأنه لم يكن لدي، في ذلك الوقت، نص كلمة معدة سلفاً، "أتلوه على الصحفيين". ولذلك، فأنني أحمل معي نصاً معداً، هذه المرة.

    إن من دواعي سروري، أنني تمكنت من المجيء إلى هنا، لأطلعكم على آرائي وانطباعاتي، حول الدورة، التي حضرتها جميع الوفود، في مبنى الأورينتال بالاس.

    لقد كان العالم كله، يتابع، عن كثب، التطورات في مدريد. وهو أمر مفهوم جداً؛ لأن الشرق الأوسط، يعني الكثير من وجهة نظر الحضارة الإنسانية، وكذلك بالنسبة لحقائق اليوم.

    وكذلك من الناحية الاقتصادية، فقد سمعنا خلال العقود القليلة الماضية ... لم نسمع كثيراً ... من الأنباء المتفائلة من الشرق الأوسط ... وبدلاً من ذلك، كانت هناك أنباء عن رهائن، وأشياء أخرى سيئة. ولكن ما زال بإمكاننا، اليوم، رغم كل شيء، أعتقد أننا نستطيع أن نشعر بالتفاؤل، لأن انعقاد هذا المؤتمر، هو خبر سار. كما أنه خبر سار، أن للمرة الأولى، طول نزاع الشرق الأوسط، تجتمع الأطراف الرئيسية للنزاع، في نفس القاعة.

    كما أنه خبر سار، أن الموضوع الرئيسي للنقاش، كان السلام، على الرغم من أن الدول المشتركة، تتبنى وجهات نظر مختلفة، حول كيفية تحقيق هذا التحرك نحو السلام. لديها آراء مختلفة، حول الأولويات.

    ولكن الجميع، توصلوا، بصورة شاملة، إلى استنتاج، يشتركون فيه، وهو أنه يتعين عليهم أن يقلبوا صفحة الحرب. ويتولى الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، بصفتهما راعَيين للمؤتمر، مهمة التحقق من أن صفحة الحرب هذه، ستقلب في أسرع وقت ممكن.

    كان ذلك هو المنطق، الذي أعطى دفعة لعملنا المشترك، أثناء الإعداد للمؤتمر، وفي المؤتمر نفسه. وقد قررنا أن نتبع نفس المنطق، بعد انتهاء الدورة، التي حضرتها جميع الوفود، والتي اختُتِمت، لتوّها. إن مهمة المرحلة هي تطوير ... التفاوض ... عملية للمجموعات الثنائية والمتعددة الأطراف ... شكراً لكم.

بيكر: سيداتي، سادتي.

    عندما عقدنا ذلك المؤتمر الصحفي المشترك، في القدس، قال الوزير السوفيتي، إنه سئل لماذا لم يكن لديه نص معد من قبل، لأني كنت أحمل نصاً ... ولذلك، فهو اليوم معه نص ... ولكن ليس معي نص. دعوني أدلِ بتصريح سريع، قبْل أن نرد على أسئلتكم. دعوني أكرر ما قلته في خطابي، الذي أنهيته، لتوّي، في المؤتمر. إن هذا المؤتمر، كما أعتقد، يمثل بداية ... بداية هامة ... وبصفة خاصة، لأنه لا يوجد هناك سلام، يمكن تحقيقه، إذا كانت الأطراف غير راغبة في الاجتماع، وجهاً لوجه.

    وفي الغالب، أعتقد أن ما شهدناه، هنا، في مدريد، هو ما يمكن أن يتوقعه المرء في مؤتمر علني، يعقد كمقدمة لمفاوضات. رأينا، كما أعتقد، بعض المواقف المتكلفة ... إنني أدرك أننا رأينا عرضاً للحدّ الأقصى لبعض المواقف. وهذا شيء، كنت أقوله، منذ بعض الوقت، واعتقدت أنكم يجب أن تتوقعوه.

    ولكن، أعتقد، أيضاً، أننا رأينا بعض المشاعر، التي تشعر بها بقوة جميع أطراف هذا النزاع. والخلاصة هي أنه يجب أن يبدأ، الآن، العمل الحقيقي "لتحقيق" السلام. إن المفاوضات المباشرة الثنائية، كما قلت من قبْل، هي، كما أعتقد، المكان لذلك العمل، وأعتقد أن الأمر ... كما قلت في تصريحاتي، في المؤتمر ... يعود، الآن، إلى الأطراف أن تبدأ ذلك الجهد.

صحفي:    كما يهم بعض منا، لم يكن هناك خلاف، وبالتأكيد، لم تكن هناك شكوى من إسرائيل حول البدء هنا. إنه يهمنا أن نعرف أين "تجري المحادثات"، وجهاً لوجه، فعلاً ... بعد المرحلة التمهيدية؟ أين ستجري المفاوضات الحقيقية؟ هل هناك اتفاق لإجراء المفاوضات الحقيقية في مدريد؟ أو هل ما زال ذلك موضع مناقشة؟

بيكر:      لقد أبلغتكم ما هو موقف الطرفَين، المشتركَين في الرعاية. وأعتقد أن هناك البعض، ممن هم على استعداد لأن يبدأوا في مدريد، بسرعة. وسوف أستمر في رفض محاولة مناقشة هذه الأشياء، في صورة علنية. إننا نواصل، كما قلت في كلمتي، التشاور مع الأطراف. ونحن نتحرك إلى الأمام، هنا، خلال اليومَين القادمَين.

صحفي:    عفواً، ما هي أفكاركم، بصدد ربط معونات التنمية بالتقدم، الذي يتحقق على مائدة المفاوضات؟ وما هي الخيارات الأخرى، التي لديكم، لإبقاء العملية جارية؟

بيكر:      أعتقد أننا بحاجة إلى معرفة، إلى من توجَّه هذه الأسئلة؟

صحفي:    إليك أنت، يا سيدي.

بيكر:      إلي أنا؟

صحفي:    نعم.

بيكر:      حاضر ... ربط معونة التنمية بالتقدم في المفاوضات؟ هذا أمر لم نتخذ موقفاً، بصدده. إننا نحبذ، أن نرى مفاوضات ثنائية، حول قضية السلام، ومفاوضات متعددة الجوانب، حول قضايا إقليمية، مثل التنمية الاقتصادية وما شابه ذلك .. ضبط التسلح، والتنمية الاقتصادية .. إننا لا نقول بوجود أي رابط رسمي بين هاتَين العمليتَين.

صحفي:    سؤالي هو للسيد بيكر. السيد شامير، كرر دعوته للوفد العربي، لعقد المرحلة الثانية في الشرق الأدنى. ولهذا، هل إسرائيل هي المعارض الرئيسي لعقد المرحلة الثانية من المحادثات في مدريد، يا سيدي؟

بيكر:      دعوني أقل إنني سوف لا أحاول مناقشة هذه المسألة علناً… ولا أعتقد أن زميلي، أيضاً، سيقوم بذلك. إن وقوفي هنا، والقول إن هذا موقف فلان، وذلك هو موقف علاّن، لا يخدم أي غرض مفيد. ما نقوله: هو أننا نبلغكم ما هو موقفنا .. وهو أننا نعتقد، أن هذه المباحثات الثنائية، يجب أن تبدأ هنا، في مدريد، في أسرع وقت ممكن.

بانكين:    أوافق معك.

صحفي:    الوزير بيكر، هل يمكنك، إذا تفضّلت، أن تقول لنا، إذا كانت مغادرة رئيس الوزراء، شامير، المبكرة، قد فاقمت المشكلة المتعلقة بتحديد مكان عقد المحادثات الثنائية؟ وهل يمكنك أن تقول لنا متى عرفت أنه سيغادر، في وقت مبكر، يوم الجمعة؟

بيكر:      لم تفاقم المشكلة، بأي شكل من الأشكال. وقد عرفنا، قبْل أن نتوجه إلى مدريد، أن رئيس الوزراء، يريد العودة في وقت، كي يتمكن .. أن يعود إلى إسرائيل، لعطلة يوم السبت. لقد أصدرنا بياناً، هنا، إن لم أكن مخطئاً، خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، أوضحنا فيه ذلك. ولهذا السبب، بدأنا باكراً، هذا الصباح، في الساعة الثامنة.

صحفي:    (من صحيفة يهودية، في موسكو). هل يمكنك أن تقول لنا، ما إذا كنتم تدرسون إمكانية فرض حظر على تزويد الأسلحة للمنطقة؟

بانكين:    كان هذا، بالفعل، أحد مواضيع جدول الأعمال، الذي سيعد، في نهاية المطاف، للمفاوضات المتعددة الجوانب. وما زلنا لم نتفق متى تبدأ تلك المفاوضات، وعلى عملية الاتصالات بين الوفود، حالما ننهي هذه المرحلة من المؤتمر.

صحفي:    حينما افتتح الرئيس بوش المؤتمر، تحدث عن حل وسط، يتعلق بالأراضي .. حل وسط، يتناول الأراضي. فهل كان يتحدث عن مبدأ الأرض في مقابل السلام؟ أو كان يؤكد مبادرته، التي أعلنها في مارس الماضي .. في واشنطن؟ أرجو المعذرة.

بيكر:      لقد طرحنا بعض الاقتراحات، خلال السبعة الأشهر الماضية. اقتراحات تناولت إجراءات من شأنها بناء الثقة. تحدثنا، على سبيل المثال، عن إمكانية نشاط الاستيطان. وتحدثنا، أيضاً، عن احتمال تعليق الانتفاضة، مقابل تعليق نشاط الاستيطان. هذه أشياء .. اقتراحات .. طرحت في سياق النشاط الدبلوماسي، على امتداد السبعة الأشهر الماضية. وهناك أمور أخرى، أيضاً. وإني أفضل أن أعرض هذه الاقتراحات، على انفراد، على الفرقاء، خلال اجتماعهم حول الطاولة "المفاوضات"، كي تتوافر لهم فرصة النظر فيها. وإذا ما طرحتها هذا اليوم، فإن من المحتمل، وبصورة مناسبة جداً، أن تنشروها، وسيتوجب عليهم، أن يعبروا عن رد فعلهم عليها، صباح غد، ومن شأن ذلك، ألا يتيح لي فرصة لتحقيقها "ضحك".

صحفي:    سؤالي الأول موجَّه إلى السيد بيكر. والثاني إلى وزير خارجية الاتحاد السوفيتي، السيد بانكين. والآن، حضرة السيد بيكر، إن الصحافة كانت لطيفة جداً جداً إزاءك. وهي تقول إنك لا تبدأ أبداً أي شيء، وتتركه دون أن تنفذه. ولقد شاهدتكم، في جنيف، مع العراقيين، يوم قلت لهم، إن لديك 12 قراراً دولياً، يجب أن توضع موضع التنفيذ. وحالياً، أسألك، هل أنك، فعلياً، ستحقق "الهدف" من هذه المرحلة؟ هل ستجتمع مع الإسرائيليين، وتقول لهم، إن لديك مئات من القرارات الدولية، التي يجب أن توضع في حيز التنفيذ؟ هذا هو سؤالي، إلى السيد بيكر.

صحفي:    وسؤالي الموجَّه إلى السيد بانكين، هو لقد قال الرئيس جورباتشوف، في خطابه إن النزاع العربي ـ الإسرائيلي، هو واحد من مخلفات الحرب الباردة. هل تعتقد أن هذا القول صحيح؟ وأيضاً، سؤال ثانٍ إلى السيد بيكر، هل ستبدأ محادثات مع منظمة التحرير الفلسطينية، خاصة أنه لم يعد هناك، بعد الآن، أية أسباب لفتح حِوار كهذا؟

بيكر:      إني سأجيب عن سؤالك الأول. وبعد ذلك، سيرد الوزير على السؤال، الذي وجهته له. إني سأجلس مع أي فريق من الفرقاء، يريد أن نجتمع معه .. وفي الواقع، أن الدولتَين الراعيتَين للمؤتمر، ستجتمعان مع أي فريق من الفرقاء، يريد أن نجتمع معه، بما في ذلك إسرائيل. وسنعمل، بكل جدّ، على أساس ما نعرفه عن كيفية التوصل إلى تسوية شاملة، للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، على أساس القرارَين 242 و338، اللذين اتخذهما مجلس الأمن الدولي .. ويصادف أنهما يشكلان إطار الصلاحيات لهذه العملية، التي بدأناها نحن .. وإننا سنواصل عمل كل ما هو ممكن، من أجْل أن نعمل، كعامل مساعد، لدفع العملية إلى الأمام. وذلك، طبعاً، من شأنه أن يتناول تنفيذ تلك القرارات.

بانكين:    إنني أعتبر هذه الأمور جميعها، التي يتناولها النزاع، تشمل أشد الأمور صعوبة في النزاع ـ هي من مخلفات الحرب الباردة، التي تثار، فعلياً، على أوسع نطاق. فخلال تلك الفترة، لم يكن باستطاعة الشعوب أن تجد، أو لم تكن قادرة على أن تجد سبلاً لفتح حوار أو مفاوضات، بقصد حماية حقوقها، حماية الواحد منها حقوق الآخر، وكذلك شعوبها، عبْر سُبُل عادلة .. ووسائل متكافئة.

           وطبعاً، إن ما هو مهم، هنا، هو الحرب الباردة، وذلك بالمعنى الضيق لهذا التعبير. وإني سأحاول أن أبرهن على صحة ذلك، بطريقة عكسية. لدى الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، هنا، وذلك من قبِيل المثال، علاقات جديدة، انعكست حينما قلنا وصرحنا، أننا لم نعد، بعد الآن، في حالة مواجهة، بل أصبحنا، حالياً، في وضع صداقة. أنظر إلى ما تم عمله في السابق، في الفترة السابقة القصيرة .. تكتشف أنه ظهرا عمليات جديدة، لإيجاد حلول للنزاعات.

           وقد وقّعنا ذلك، من قبِيل المثال، على وثائق مهمة، خاصة بكمبوديا. والآن، بعد عقود، بدأنا عملية لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وهذا ما أردت أن أرد به على سؤالك. وذلك ما أعتقد أنه يدور في خلد رئيس الاتحاد السوفيتي.

صحفي:    حضرة الوزير، دون الدخول في تفاصيل، من قبِيل من يريد ماذا من هذا التشاحن، حول مكان المباحثات. ما هو، في رأيك، سبب هذا التشاحن؟ هل تعتقد أن هذا يدل على أن الفرقاء، يعيدون النظر بشأن السير إلى الأمام؛ ولذا، فهْم يستخدمون مسائل رمزية، بهدف الاختباء خلفها؟ أو هل تعتقد أنهم يقومون بمجرد لعب لعبة، وينتظر الواحد منهم الفريق الآخر، ليقدم تنازلات؟

بيكر:      لست أعلم. وأعتقد أني قلت إننا نتوقع، منذ البداية، ألا يكون شيء سهلاً. ولم يكن أي منها سهلاً على امتداد السبعة الآن يختلف كثيراً، وبصراحة بالغة عن بعض الاختلافات في الرأي التي ثارت في السابق حول المسائل الإجرائية وإشكاليات. ولكن واقع الأمر. ولقد قلت ذلك في الكلمة، التي ألقيتها في المؤتمر، هو أنني أعتقد أنه سيكون في غاية الصعوبة، بالنسبة إلى الناس، أن يتفهموا ما إذا كان الفرقـاء لا يريدون .. إذا ما قرروا عدم الاشتراك في مفاوضات ثنائية على الأساس الوحيد القائل أنهم لا يحبون المكان الذي ستجرى فيه المفاوضات.

صحفي:    كنت تتحدث عن تفاؤلك، لأن هذه المفاوضات بدأت. هل حدث ما يبرر توقعاتك، رغم واقع أن الاتفاق حول المكان، الذي ستبدأ فيه المرحلة التالية من المفاوضات، لم يتوصل إليه بعد؟ وما هو تقييمك لما يحتمل أن يحدث؟

بانكين:    لقد كنت أتحدث عن شعوري المعتدل… شعوري بتفاؤل معتدل، من الطريقة، التي تسير فيها الأمور، حالياً. وكنت أبني بياناتي هنا. وقبل كل شئ أبني بياني الافتتاحي، الذي أدليت به، على آمالي الكبيرة.

           وإذا اختتمت الجلسة الأولى الكاملة، شعرت أنها .. أي هذه المحادثات الثنائية، ستبدأ في مدريد، بأسرع وقت ممكن.

صحفي:    حضرة الوزير، في كلمتك، هذا الصباح، ظهرت وكأنك يائس نوعاً ما. ولعل سبب ذلك، هو أنك إذا بقيت بحيث تفرق في المباحثات حول مكان المفاوضات، فمن المحتمل، أن تغوص في مستنقع الشرق الأوسط، الذي سقط فيه كثيرون، من قبْل. هل هذا وصف عادل؟ هل شعرت بذلك؟

بيكر:      لا. انشغلت بهذه العملية لمدة سبعة شهور، باختياري. ويسعدني جداً، أنني انشغلت بها، لأني قلت، أيضاً، في كلمتي، اليوم، إنني أعتقد أن هذا المؤتمر، قد أرسى خطاً أساسياً جديداً، فيما يتعلق بهذا النزاع.

           ودعوني أنضم إلى ما قاله زميلي، هنا، بصدد الشعور بأن مفاوضات ثنائية، ستعقد في مدريد، في أقرب فرصة ممكنة.

بانكين:    دعوني أضف، هنا، أنني ورثت هذه المشاغل والمهام. لقد ورثتها، بودي أن أقول ذلك بسعادة. لقد توافر لي وقت طيب في توجيه هذا المؤتمر، بالاشتراك مع وزير الخارجية الأمريكي، بيكر. وأثق أننا سنواصل تعاوننا، لمنفعة السلام والجنس البشري، ومن أجْل إحلال هدوء في منطقة الشرق الأوسط.

صحفي:    السيد بانكين، أعتقد أنك تحدثت، اليوم، لأول مرة، عن وطن مشترك، عن الشرق الأوسط، كموطن مشترك. هل بوسعنا الوقوف على تعريفك؟ أو كيف تفهم الموطن المشترك هذا، في الشرق الأوسط؟

بانكين:    أعتقد أنه إذا وجدت حلول قائمة على حل وسط تاريخي، كما أسميته، وحل لتلك المشاكل .. تلك القضايا، التي تفرق، اليوم، بين الجانبَين، العربي والإسرائيلي، وإذا ما سارت المفاوضات المتعددة الجوانب بنجاح، فإنها ستعالج، في نهاية المطاف، عاجلاً أم آجلاً، كما تعلمون، مشاكل نزع السلاح، وقضايا البيئة، ومكافحة الإرهاب، واحتجاز الرهائن .. أعتقد أن يصبح ذلك، عندئذ، أساساً لوطن شامل في الشرق الأدنى، أو وطن. إذا شئتم مثل هذه القواعد، في أوروبا .. الوطن المشترك الشامل في أوروبا، الذي نتحدث عنه.

           وينبغي علينا القول، هنا، إنه في أوروبا، ينبغي القول إننا مضينا مسافة أبعد كثيراً مما قطعناه هنا. ولكن، بالطبع، الأحداث والعواقب التاريخية، لها دخل كبير في ذلك، وليس الناس وحسب.

صحفي:    السيد بيكر، تحدث الرئيس بوش، في خطابه الافتتاحي للمؤتمر، عن تسوية متعلقة بالأراضي. هل عنى ذلك الأرض مقابل السلام؟ وهل يؤكد هذا المبادرة، التي اتخذت في مارس، في واشنطن، في العام الماضي؟

بيكر:      أعتقد أنني أجبت عن ذلك، عندما كنت، هنا، في المركز الصحفي. لا تغيير في سياسة الولايات المتحدة، بالنسبة إلى 242 و338، اللذين نعتقد أنهما يعنيان الأرض مقابل السلام.

صحفي:    إن نطاق الصلاحيات، ينص على أن تبدأ المفاوضات الثنائية، بعد أربعة أيام من الافتتاح. وهو ما يعني، يوم الأحد، أنك تواصل القول، بأسرع ما يمكن. هل موعد البدء، الآن، معلق في الهواء؟ أم أنه سيكون الأحد أو الاثنين؟ ماذا يعني "تعبير" بأسرع ما يمكن؟ وهل وافقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على عقدها في مدريد، فيما يتجاوز هذه الدورة الاستهلالية؟ وأخيراً، إلى أين، ومتى تنوي مغادرة مدريد؟ هل بمقدورك أن تجيب عن هذَين السؤالَين؟

بيكر:      إننا نتطلع إلى عقد "المفاوضات" الثنائية، غداً، الأحد، سيكون الأقرب .. الأقرب .. الممكن ولكن ما نعنيه، وهو أن مفاوضات ثنائية، ينبغي أن تعقد في مدريد، بأسرع ما يمكن.

           والآن، وفيما يتعلق بموعد مغادرتي مدريد .. جدولي المؤقت، هو أن أغادر، مساء الأحد. وأميل إلى الاستقرار على هذا الجدول، لأني أرغب في مرافقة الرئيس، جواً، يوم الإثنين، للاشتراك معه في حضور افتتاح مكتبة رونالد ريجان الرئاسية، في كاليفورنيا.

صحفي:    حضرة الوزير، هل بوسعك، من فضلك، أن تفيدنا بما كان عليه شعورك، بعد أن سمعت فاروق الشرع، وهو يلقي خطابه، هذا الصباح؟ هل كان ذلك نوع الخطابات، التي توقعت سماعها في هذا المؤتمر؟ وهل لعب أي دور، في نظرك، في المحصلة .. عدم تمكنك من إعلان تواصل عملية السلام؟

بيكر:      من الواضح، أن لا يثير دهشتك، أنني لم أحضر إلى هنا، لإطلاق نعوت على خطب أو آراء أي من الأطراف. سنواصل العمل معها، لمحاولة دفع عملية السلام قدُماً. ولذلك، لا أرغب في قول أي شيء، يتجاوز ما سبق أن ذكرته، في كل من خطابي في المؤتمر، وبياني الافتتاحي، هنا.

           لقد قلت، بالتحديد، لمدة أسابيع عدة، إن عليك أن تتوقع. كما أعتقد أن تشهد الأطراف، وهي تبرز بعض المواقف المتذرفة. وذلك لا ينبغي أن يكون غير متوقع، أو ينبغي أن يكون مثار دهشة. وبناء على قولي ذلك، لا أرغب أن تستنتج، أنني أصف آراء بهذه الصورة، لأني لا أرغب في نعت آراء أي طرف. بوسعكم القيام بذلك. إنكم جميعاً محكمون في ذلك الأمر، وبوسعكم إصدار قراراتكم.

           ودعوني أقُل أخيراً، إنني تمنيت أن أتوجه إلى تكساس. ولكني لن أتوجه. إنني سأتوجه إلى كاليفورنيا.