إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / المسرح الدولي والإقليمي والعربي (خلال الفترة من 1980 إلى 1990)









وثيقة

وثيقة

نص مذكرة وزارة خارجية المملكة العربية السعودية

إلى القائم بالأعمال الإيراني في الرياض

في 26 أبريل 1988

في شأن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدَين

      نظراً للمواقف الإيرانية العدائية، تجاه المملكة العربية السعودية، والإساءات المتعمدة ضد مصالحها الأساسية، ونتيجة لِما لاحظته حكومة المملكة العربية السعودية، من تصرفات حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي لا تتفق مع أُسُس العلاقات بين الدول، من احترام مبادئ القانون الدولي، والتقيد بالأعراف الدبلوماسية، ومراعاة لعلاقات الأخوّة الإسلامية، وما لاحظته المملكة العربية السعودية، من تورّط حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في أعمال مخالفة لمبادئ حُسن الجوار والاحترام المتبادل، مثل قيامها بمحاولة تهريب المتفجرات داخل المملكة، خلال موسم حج عام 1406 هـ، بما يهدد أمن الحجاج والأماكن الإسلامية المقدسة، واستغلال الشعائر الدينية في إثارة الشغب، وإثارة الفتنة والتفرقة بين أبناء الأمّة الإسلامية الواحدة، ومحاولاتها المتكررة للمساس بالمصالح الأساسية للمملكة، وتعرضها لحرية الملاحة في منطقة الخليج، وللسفن القادمة من وإلى موانئ المملكة العربية السعودية، إلى غير ذلك من أعمال الإرهاب والتخريب.

      وعلى الرغم من ذلك، عمدت المملكة، تجاه كل هذه التصرفات، التي تتنافى مع الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، إلى ضبط النفس، والتمسك بالحكمة، التي تقتضيها العلاقات بين البلدَين الإسلاميَّين المتجاورَين، وإفهام السلطات الإيرانية، بمختلف قنوات الاتصال، حرص المملكة على تطبيع علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، على أساس من الاحترام المتبادل، انطلاقاً من الروابط، الإسلامية والتاريخية، بين البلدَين، وحفاظاً من المملكة على سلامة التضامن الإسلامي. غير أن هذا الموقف الإيجابي، من جانب المملكة، لم يلقَ أي تجاوب من قِبل الجانب الإيراني، الذي أمعن في ممارساته العدائية.

      وقد كان في مقدمة تلك الممارسات العدائية، ما تعرضت له سفارة خادم الحرمَين الشريفَين في طهران من مداهمة وتخريب، بتدبير من السلطات الإيرانية الرسمية، والاعتداء على الدبلوماسيين العاملين فيها، مما أفضى إلى استشهاد أحدهم، مع تدمير ممتلكات السفارة ونهب وثائقها. وذلك، بالإضافة إلى عدم قيام السلطات الإيرانية بتوفير الأمن والأجواء المناسبة، لموظفي سفارة المملكة في طهران، للقيام بأعمالهم، وتعرضهم للمضايقات المستمرة، مما استدعى مغادرة طهران من قِبل كافة أعضاء السفارة هناك.

      ولذلك، فإن حكومة المملكة العربية السعودية، قررت قطع علاقاتها مع حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وطلبت مغادرة كافة أعضاء سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرياض، وقنصليتها العامة في جدة، للمملكة، خلال فترة، أقصاها أسبوع واحد من تاريخه.