إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في استقبال

طلائع الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية (الآلية) المصرية

ــــــــــــــ

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

السبت 3 ربيع الأول 1411، الموافق 22 سبتمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية

أحيّيكم بتحية الإسلام. تحية من عند الله مباركة طيبة. تحية تحمل معنى السلام مع العزة والكرامة. تحمل معنى السلام، وليس الاستسلام. تحمل معنى السلام النابع من القوة. تحمل معنى السلام الدال على المحبة في الله، والعمل والجهاد في سبيل الله.

إخواني، بتوجيهات من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز، ومن وليّ عهده الأمين، ومن سموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، نرحّب بكم، يا أبطال العبور. نرحّب بكم، يا أبطال العاشر من رمضان. نرحّب بالقوات المصرية، التي خاضت أعنف المعارك وأشرسها في سبيل القضية العربية. نرحّب بكم في بلدكم، ولا أقول بلدكم الثاني، فهنا بلد كلِّ مسلمٍ وقِبلة كلِّ من يعرف حدود الله وحُرماته.

لقد لبّيتم نداء العروبة والإسلام للدفاع عن الأراضي العربية والمقدسات الإسلامية، كما سبق أن لبّت القوات المسلحة السعودية نداء الواجب للدفاع عن الأراضي المصرية، في حرب العاشر من رمضان المجيدة.

نُرحّب بمجيئكم للوقوف سنداً، بعد الله، لإخوانكم في القوات المسلحة السعودية. نُرحّب بمجيئكم للدفاع معنا عن بلد يضم أطهر بقاع العالم، الحرمَيْن الشريفَيْن. نرحّب بمجيئكم دفاعاً عن المبادئ والقِيم، دفاعاً عن الحق والعدل، وردعاً للباطل والظالم، وردعاً للمعتدي والمتكبر.

إننا في المملكة العربية السعودية، لا نشعر بالغربة عندما نزور بلدكم العريق، ونعيش بين شعبكم الكريم. لذلك، أتمنى أن يكون هذا شعوركم أيضاً. فإنكم، بالتأكيد، ستلقَون من الشعب السعودي المضياف كل تقدير، وكل ترحيب.

إننا في هذه الأيام، نشهد مِحَناً، لم يمرّ على أمتنا مثلها، وأوقاتاً حالكة الظلام، بسبب الظلم والعدوان اللذَين وقعا على الشعب الكويتي الشقيق، الذي أصبحت ثروته مطمعاً للناهبين واللصوص. فاحتلت أرضه، ونُهِبت ثرواته، واستبيحت أعراضه. مَنْ مِنّا يقبَل هذا؟ هل هذه من تعاليم الإسلام؟ هل هذه من شِيَم الرجولة والشهامة؟ هل هذه من خِصال العرب الشرفاء؟ لا، والله، فهذه صفات مَـنْ انحرفوا عن الدِّين وأساءوا إليه.

إننا هنا، في المملكة العربية السعودية، وبعون من الله وفضله، ثم بمساندتكم ومساندة الأشقاء والأصدقاء، قادرون على صدّ العدوان ورَدْعه، مستعدون للاستشهاد في سبيل الله، ومستعدون، أيضاً، للحياة رافعين كلمة الله، لتكون هي العُليا دائماً.

إنني أنتهز هذه الفرصة، وأوجّه الشكر والتقدير إلى كلِّ أُسْـرة مصرية، يُسهم أحد أفرادها في الدفاع، مع أشقائه السعوديين، عن بلد الحرمَيْن الشريفَيْن. إن المملكة العربية السعودية، تُقَدّر، أيضاً، مواقف فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، الذي وقف وقفة الرجال، وقفة الشرفاء، وقفة المبادئ الأصيلة،  وقفة القِيم الإسلامية الصحيحة. وفَّقه الله إلى ما يحبّه ويرضاه.

تمنياتي لكم بإقامة سعيدة موفقة، وبعودة سالمة منتصرة، بإذن الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـــــــــــــــــــ