إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في استقبال

طلائع الفرقة التاسعة المدرعة السورية

ــــــــــــــ

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

الأحد، 17 ربيع الآخر 1411، الموافق 4 نوفمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الفرقة السورية

أحيّيكم بتحية الإسلام. أحييكم بتحية الجهاد. أحييكم بتحية السلام، المبني على القوة والعزة والكرامة.

إخوانـي، بتوجيهات من خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن وليّ عهده الأمين، ومن صاحب السموّ الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، نرحّب بكم في المملكة العربية السعودية. نرحّب بكم، يا أبطال حرب تشرين المجيدة. نرحب بالقوات السورية، التي خاضت وتخوض معارك الشرف والكرامة، دفاعاً عن الحق. نرحّب بكم في بلد كلِّ مسلم، وقِبلة كلِّ مؤمنٍ يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر. نرحّب بلقائكم لقاء الشرفاء لقاء العُقلاء الذين يفرقون بين الحق والباطل.

إخواني، إن أمتنا العربية تمرّ بفترة من أحلك الفترات وأشدّها سواداً. فلقد اختلطت الأمور، وانقلبت الحقائق، وعُمّيت الأبصار، واشتُريت الذمم، وأصبح المُعْـتَدَى عليه هو المُعْـتَدِي. وأصبح السكوت على الظلم، ومنافقة الظالم، هما السلوك السائد في هذه الأيام.

كما تعلمون، لقد شُـرّدَ شعبٌ. احتلت أرضه، وانتُهِك عرضه، ونُهِبَت أمواله، طمعاً من ظالمٍ متكبرٍ، لا يؤمن بيوم الحساب.

لقد ظنَّ هذا الظالم أنه يستطيع أن يُعَـربد كما يشاء. يُهدد ويَتَوعد من يشاء. ويَمْنح ويَمْنع عمن يشاء. ونَسِـيَ أن هناك من لا يغفل ولا ينام، ولا يرضى بالظلم والهوان. إن يومه لآتٍ، وسيكون النصر، بإذن الله، للشرفاء، الذين رفضوا الخنوع له، والانحناء لغير الخالق ـ عزّ وجلّ. وسيكون النصر لنا جميعاً، استرداداً للحق وترسيخاً للعدل.

إننا، هنا، في المملكة العربية السعودية، نُقَـدر مجيئكم للوقوف معنا في خندق واحد، رمزاً إلى الأخوّة الحقّـة، ورمزاً إلى الكفاح المشترك. نُقَـدر مشاعركم الصادقة. ونُقَـدر تضحياتكم الدائمة. ونُقَـدر، بكلِّ إعزازٍ وفخرٍ، مواقف فخامة الرئيس حافظ الأسد، الذي أَيّد الأقوال بالأفعال، ولم يتردد لحظة في إدانة العدوان، عدوان من يرتدي عباءة الإسلام، وهو أبعد ما يكون عن الإسلام وقِـيَـمِه ومبادئه وخُلُقِه. فتحيةُ تقديرٍ لفخامته، وللشعب السوري العريق.

وفّقكم الله ... لِمَا يحبّه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ـــــــــــــــــــ