إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

خلال الجولة التفقدية

على وحدات من الفرقة الثالثة المشاة الميكانيكية (الآلية) المصرية

ــــــــــــــــ

الإثنين: 30 جمادى الأولى 1411، الموافق 17 ديسمبر 1990

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

إخواني قادة وضباط وضباط صف وجنود الوحدات المصرية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم، يا أبطال حرب العاشر من رمضان، بتحية الإسلام، تحية مباركة طيبة، تحية ملؤها المحبة في الله، والعمل معاً في سبيل الله.

إخواني

أحمل إليكم تحيات خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووليّ عهده الأمين، وصاحب السموّ الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وأحمل إليكم تمنياتهم لكم بالتوفيق في أداء مهمّتكم، وسلامة عودتكم.

لقد سعدت اليوم بلقائكم، وسعدت أكثر بما شاهدته من مستوى تدريبي مشرِّف، واستعداد قتاليّ عالٍ، وهذا ما تعودناه دائماً من القوات المصرية، المشهود بكفاءتها وبأدائها. لقد كانت حربكم، في العاشر من رمضان، حرباً مشرّفة، أعادت للعرب كرامتهم، وحطمت نظرية الأمن الإسرائيلي، وأنهت أسطورة العدو الذي لا يُقهر، وغيّرت النظريات العسكرية، وطورت التكتيكات الحربية.

إنني أُقدّر وجودكم بيننا، دفاعاً عن الحق، ودفاعاً عن الأراضي المقدسة، التي هُدِّدت في الثاني من أغسطس الماضي، والتي كانت الهدف التالي لأطماع الرئيس العراقي، الذي فوجئ بالقرار التاريخي، الذي اتخذه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، وفوجئ بالإجماع العربي والإجماع الدوليّ ضدّ أطماعه وتوسعاته. فماذا فعل؟ بدت عليه، فجأة، علامات التَـدَيّن، وادعاء حماية الإسلام، وأخذ يصرخ: "القوات الأجنبية تقف على أرض المقدسات، والمملكة تحالفت مع الشيطان، وهذا مخالف لمبادئ الإسلام". ولم يسأل نفسه من المتسبب، الذي أجبر المملكة على الاستعانة بالأشقاء والأصدقاء؟ ولم يسأل نفسه هل يتوافق ما فعله في الكويت، الدولة العربية الشقيقة الجارة له، مع الإسلام أو ينافيه؟ وللأسف الشديد، وجد صراخه صدَى لدى المنخدعين به، وأخذوا يتحاورون هل استقدام القوات الأجنبية حلال أو حرام؟ إنني أتحدّى أيّ واحد منهم، أن تكون له الجرأة على الإعلان أمام الملأ، أنه يقبل أن يُنتهك عِرضه، ويُستولَى على ماله، ويُطرد من أرضه، ولن يستعين بالأجنبي أو يتحالف معه.

لقد كان من المضحِكات المبكِيات انشغال بعض الناس، حتى الآن، بالبحث في مشروعية استقدام القوات الأجنبية، أَهُوَ  حلال أم حرام؟ تركوا السبب الرئيسي لكلِّ ما نحن فيه، وتركوا كلَّ ما ارتكبته القوات العراقية تجاه شعب مسلم، وما فعلته من انتهاكات تشمئزّ منها النفوس الأبية، وتستنكرها الضمائر الحيّة والشرائع السماوية، التي أمرت بالحفاظ على الأنفس والأعراض والأموال. لقد خدعهم صدام حسين بارتدائه عباءة الإسلام، وسمَّى نفسه بالمجاهد الأكبر، وتعهّد الدفاع عن قِيم الإسلام ومبادئه وأخلاقه. ولم يسأل، هل هذا الخداع يمكن أن ينطلي على ذي عقل أو فكر؟

وهل الذي دفع قواته المسلحة، في حرب خاسرة لمدة ثماني سنوات، لم يَجْنِ منها سوى الخراب والدمار، وترمل النساء، وتشرد الأطفال، يحقّ له أن يرفع راية الإسلام؟

وهل الذي قتل الآلاف من أفراد شعبه العزّل من السلاح، في أبشع جريمة عرفها التاريخ، مستخدماً الغازات الكيماوية، يحقّ له أن يرفع راية الإسلام؟

وهل الذي شَـرّد شعباً، في سويعات، واعتدى على الأعراض، وانتهك الحُرمات، يحقّ له أن يرفع راية الإسلام؟

إن العالمَيْن العربي والإسلامي، يعلمان تاريخه جيداً، مَهْما ارتدى من عباءات، ومهْما تخفّى خلف الشعارات.

إخوانـي

إننا لنقدر لجمهورية مصر الشقيقة مواقفها الشجاعة على مرّ العصور، وتضحياتها المستمرة وعطاءها الفيّاض. نُقَدّر وقوف شعبها مؤيداً للحق والعدل، محباً للسلام، كارهاً للظلم والاستسلام. تحية تقدير لهذا الشعب الكريم، ولقائده الحكيم.

إخوانـي

نحمد الله في السراء والضراء. نحمد الله على تجمّعنا دفاعاً عن الحق، وردعاً للباطل، وثأراً من الظالم الجاحد، جاهزين لأداء ما نُكلّف به من مهامّ قتالية، متوكلين على الله، واثقين بأنفسنا، وبقادتنا، وبشعوبنا، وبعدالة قضيتنا، ومستمدين العون من الحيّ القيّوم، الذي لا يغفل ولا ينام.

وفّقكم الله جميعاً لِمَا فيه خير أمّتنا.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ـــــــــــــــــــ