إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في افتتاح المؤتمر الصحفي،

الذي عُقِدَ في المركز الإعلامي في فندق "حياة ريجينسي"

(في حضور المراسلين الأجانب)

ــــــــــــــــ

الرياض، المملكة العربية السعودية

الإثنين، 11 شعبان 1411، الموافق 25 فبراير 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

طاب يومكم

إننا في اليوم الثاني من المعركة البرية لـ "عاصفة الصحراء". وهي تسير، والحمد لله، سيراً ممتازاً، فاق كل التوقعات.

في الحقيقة، إنني لا أستطيع الآن أن أتحدث عن تفاصيل المعركة بدقة، ريثما تُنجِز القوات المشتركة والقوات الصديقـة مهامّها، وحتى لا يستفيد العراق من المعلومات أو البيانات التي نُدلي بها. وعلى كلٍّ، يمكن أن أوجز لكم ما يلي:

*   استعدْنا جزءاً كبيراً من الكويت، ونحن الآن في أعماق هذا البلد الشقيق.

*   دمَّرْنا أعداداً هائلة من معدات العراق العسكرية، بما في ذلك دباباته وعرباته المدرعة وقِطَع مدفعيته.

*   خسائر قوات التحالف، بعد يومَيْ قتال، تكاد لا تُذكر.

*   لن يُشارك كثير من الجنود العراقيين في الحرب ليوم آخر، إمّا لأنهم أصيبوا، أو وقعوا في الأسر. وعلى الرغم من أننا نبذل جهْدنا ألاّ نُسبب خسائر يمكن تجنّبها ـ في صفوفهم ـ إلاّ أن إجمالي الخسائر، حتى الآن موضح في اللوحة أمامكم.

 أمّا أسرى الحرب، الذين أُفضل أن أُسميهم باللاجئين العسكريين، فإن خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد أصدر أوامره بالتقيد الحَرفي باتفاقية جنيف في شأن الأسرى، التقيد بها سواء في نصها أو روحها.

كانت توجيهات خادم الحرمين أن ندفع إلى الأسْـرى أجوراً شهرية، تزيد على تلك التي تدفعها المنظمة أو تقرّها الاتفاقية.

لقد حاربت القوات المتحالفة بشجاعة ومهارة فائقتَيْن. قاتلَتْ وتقدمَتْ بإحساس أن حربها هذه، ليست موجهة ضد شعب العراق، سواء أمدنيين كانوا أم عسكريين عاديين مقهورين. ويُؤيّد هذا الإحساس أنّ لدى الجيش العراقي شعوراً مماثلاً، فقد استسلم من جنوده الآلاف، وهم الآن أسْـرى في رعايتنا، وآخرون في الطريق إلينا.

ومن أجل أولئك المدنيين الأبرياء، فإن قوات التحالف كبّلتْ يدَيها بما أُسميه "القاعدة الذهبية لعاصفة الصحراء". هذه القاعدة فحواها أن "نتجنب ـ ما أمكن ـ إلحاق الضرر بالشعب العراقي".

إن مبدأنا هذا يتناقض، تماماً، مع ما يفعله "صدّام"، من قتلِ الأبرياء المدنيين، ولا سيما آلاف الكويتيين الذين عُذّبوا وقُتِّلوا.

وإنّ هذه الحرب ما كان ينبغي لها، أبداً، أن تنشب، أو أن يكون هناك ضحايا أو أسْـرى أو تدمير من أيّ نوع.

وحسبي أن أُشير إلى جهود اثنَيْن فقط من قادة العالم، ممن ناشدوا صدّاماً، مِراراً، أن يلتزم قرارات الأمم المتحدة، هما: الملك فهد، والرئيس المصري، حسني مبارك.

لقد مُنِحَ "صدّام" غير فرصة لينسحب من الكويت ولكنه رفَض. وبدلاً من الانسحاب، مضى في نَهْب البلد وقَتْل شعبه.

إنني أقول لصدّام وقادتِه، ممّن ارتكبوا جرائم الحرب، إن الطريق الذي سلكوه، سيؤدّي بهم إلى المحاكمة، وإني سأبذل كل ما في وسعي حتى يَمثُلوا أمام المحاكم المختصة، ليحاكموا كمجرمِي حرب.

وإني سأضمّ صوتي إلى بقية الأصوات، منادياً بضرورة عِقابهم على ما اقترفوه في حق شعبٍ حرّ وبلدٍ آمن، ومن أجْل القتل والتعذيب والدمار، التي سببوها، وهو أمر سيسجله التاريخ باسم "حرب صدّام".

 

والآن يسرّني أن أُجيب عن أسئلتكم.

ـــــــــــــــــــ