إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في وداع سموّه

القوات الفرنسية

ـــــــــــــــــ

ميناء مدينة ينبع، المملكة العربية السعودية

الأربعاء، 10 شوّال 1411، الموافق 24 أبريل 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

القادة والضباط والجنود

نحيّيكم تحية وداع، ونشكركم على تعاونكم معنا بإخلاص، وتفانيكم في تأدية المهمة، التي أدّت إلى استعادة حق دولة وشعب في البقاء. لقد ناصرتم المظلومين، وأيّدتم المقهورين، وتعاونتم مع الدول، التي رفعت راية العدل، فكان النصر حليفنا.

أكّدتم أن للعسكرية الفرنسية وجودها ودَورها العالمي، في أول حدَث تشترك فيه معنا عبْر التاريخ، أثبتّم فيه ذاتها وعراقتها وأصالة مجدها، وكان أسلوبكم في التنفيذ مثار إعجاب، بُني على شجاعتكم وإقدامكم، وإسراعكم في الوصول إلى أهدافكم. واليوم، تتركون وراءكم أصدقاء، يقدّرون جهودكم، ويحترمون تفانيكم، ويجلّون علاقاتكم، ويحافظون على صداقتكم.

لقد احترمتم القِيَم، وحافظتم على المشاعر، وليس هذا بغريب على دولة الحرية والإخاء والمساواة، دولة مبادئ الرئيس ديجول، أحد رجال عصر الزعماء العظام، ودولة الرئيس ميتران، رجل القِيم والحق، رجل احترام المنظمات الدولية، وشرائع المجتمع الدولي، والمحافظة على سيادة الدولة وحماية حدودها، وهذا من أهم المبادئ الفرنسية في العلاقات الخارجية، ولو اقتضى السبيل إلى احترامها استخدام القوة.

إنها مبادئ نابعة من الشعب الفرنسي العريق، مستمَدة من أفكاره ونظريات فلاسفته، عبْر تاريخه. إنه ليس شعب آداب وفنون فقط، بل هو، أيضاً، شعب قِيم ومبادئ، يدعو إلى السلام دائماً، ويلجأ إلى القوة، إذا دعت الضرورة.

مواقف خالدة، سيذكُرها التاريخ دائماً لفرنسا، وسيحفظها لها الأصدقاء، ويقدّرها لها الأوفياء، شعوباً وحكومات وقوات مسلحة.

الشكر العميق للجمهورية الفرنسية، رئيساً وحكومة وشعباً وقوات مسلحة.

إننا نحيّي كلاًّ منكم، مودعين ومتمنين لكم عودة سالمة، وحظاً سعيداً، بين أهلكم، وعلى أرض وطنكم.

وتمنياتنا لكم بالتوفيق.

ـــــــــــــــــــ