إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في حفلة تكريم قادة القوات

الأفغانية والبنجلاديشية والباكستانية والنيجرية والسنغالية،

وتقليدهم الأوسمة

ـــــــــــــــــ

وزارة الدفاع، الرياض، المملكة العربية السعودية

يوم السبت، 4 ذي القعدة 1411، الموافق 18 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

القـادة والزملاء

السلام عليكم ورحمة الله

نرحب بكم، اليوم، في حفلة تكريم تحمل كلّ مشاعر الشكر والتقدير لكم ولأفراد قواتكم. لقد عبّرت قـرارات فخامة الرؤساء بوجودكم معنا، في خندق واحد، لمواجهة حمق معتدٍ حاقد، عن مبادئ الأمة الإسلامية وحِكمتها وقِيَمِهَا، في مواجهة أخطار الداخل، التي فاقت أي تهديد أو إزعاج يأتي من الخارج. كما عبّرت هذه القرارات عن نجاح عظيم، لسياسة خادم الحرمَيْن الشريفَيْن وصواب رأيه. إنه نجاح أشاد به الجميع، واحترمه الساسة، وأكّده الواقع.

لقد مثّلت قوة المجاهدين الأفغان، بقيادة المجاهد حاجي محمد قاسم، التي حضرت إلينا لتؤكّد تأييد المجاهدين ودعْمهم للمملكة، على الرغم مما هم فيه من صراع وجهاد. أكّدت مدى ما تمثّله أرض الحرمَيْن الشريفَيْن لهم من مشاعر وأحاسيس، وأنهم لا يقبلون تهديداً لها، ولا يحتملون خطراً يقترب منها. إننا، مهْما قدّمنا إليهم من الشكر والثناء، لن نوفّيهم حقّهم. فلنرفع أيدينا إلى الله بالدعاء لهم، أن ينصرهم ويثبّت أقدامهم، ويدمّـر أعداءهم، أعداء الدِّين.

وكان الله في عون دولة بنجلاديش، وما أصابها من كارثة فوق ما تكابده من مشاكل اقتصادية، ومع هذا لم تقعِدها الهموم عن مشاركتنا، قدر استطاعتها، انطلاقاً من مشاعر إسلامية وأحاسيس أخوّية، نقدرها لها حق قدرها. ونعتزّ بما مثّلته هذه القوة من جيشها، بقيادة العميد الركن حسين مشهود شودري، من انضباط ممتاز وعسكرية حقة، وعبّرت عن مساندة معنوية وتأييد إسلامي ضدّ البغي والظلم، كما أيّدت موقف المملكة في الأُسْـرة الإسلامية.

أمّا رجال القوة النيجرية، بقيادة العقيد أمادو سيني، فهُم خير مَن مثّل العسكرية النيجرية، التزاماً وخلُقاً واستعداداً للتضحية والفداء، ونكراناً للذات، تأييداً وتمثيلاً من دولتهم، بزعامة فخامة الرئيس العميد علي شعيب، لكلِّ ما مثّله قرار خادم الحرمَيْن الشريفَيْن من معاني الصمود ومواجهة العدوان، لإنقاذ دولة عربية إسلامية من الضياع، ورأفة بشعبها من التشرد، فنِعمَ هذه المواقف.

أمّا إخوة الإسلام من باكستان، دولة محمد علي جناح ومحمد إقبال، رجال الجندية والثقافة العسكرية، التي تنال احترام الصديق قبل الشقيق، فإن وجودهم بيننا كان تعبيراً عن صِدق مشاعرهم ورفْضهم للعدوان ومقْتهم للظلم. إن قوّتهم، بقيادة العميد غلام أحمد خان، كانت مثالاً للعسكرية رفيعة المستوى، انضباطاً وتدريباً وكفاءة. وهذه ليست المرة الأولى التي نعمل فيها معاً، فقد سبق لنا أن التقينا في تعاون عسكري وثيق، نقل إلينا الكثير من خبرتهم، وسيزيد هذا اللقاء في عمق الروابط وقوة العلاقات، في ظلِّ حكومتَيْنا الرشيدتَيْن وقادة بلدَيْنا المخلصين.

ولنا أن نشكر الإخوة السنغاليين، الذين أيدونا وساندونا، ووقف قائدهم، فخامة الرئيس عبده ضيوف، إلى جانب أخيه خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، يؤيّد قراره، ويعلن رفْضه لكلِّ ما مَثّله عدوان العراق، ويؤيّد القول بالفعل، على الرغم من بعد الشقة وطول المسافة. فأتاح لنا فرصة اللقاء والتعارف في ساحة الشرف والجهاد، بنخبة من رجال القوات السنغالية ذوي الكفاءة والمقدرة، وذوي الإيمان والعقيدة الراسخة، بقيادة العقيد محمد كيتا، فكانوا لنا خير الرفاق، وتركوا فينا أبلغ الأثر وأعمق المشاعر، التي نرجو أن تستمر بلا انقطاع، لتدعم أواصر الصداقة بين الفروع المختلفة لقواتنا المسلحة.

إننا، اليوم، نحتفل بتكريمكم تتويجاً لهذا الجهد، وتأكيداً لهذا النصر، الذي إذا نسبه أحد إلى قيادتنا ، فإننا نقول له، ما نردّده دائماً، إذا انتصر القائد فخلْفه قادة ورجال نفّذوا ما خططه، وحققوا ما أراده، بعزائم صلبة وشجاعة هي مضرب الأمثال.

لكم منّا كلُّ تحية وتقدير.

إنه لشرف عظيم أن نقف اليوم لنقلّدكم، باسم مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وساماً من أرفع الأوسمة السعودية، وهو وسام الملك عبدالعزيز.

(قراءة البراءات وتوزيع الأوسمة)

لكم منّا الشكر والتحية وتمنياتنا لكم بالتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ـــــــــــــــــــ