إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في وداع سموّه

القوة البولندية (الفريق الطبي البولندي)

ـــــــــــــــــ

مستشفى القوات المسلحة، حفر الباطن، المنطقة الشمالية، المملكة العربية السعودية

السبت: 11 ذي القعدة 1411، الموافق 27 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

(كلمة مترجمة)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

ضباط وضباط صف وجنود القوة البولندية

إنّني هنا، اليوم، لأقدّم إليكم الشكر والتقدير لمشاركتكم لنا في تحقيق النصر الكبير لقوات التحالف. وإنْ كان هذا التحالف قد تكوّن من أقطار شتَّى، وديانات مختلفة، وثقافات متعددة، وتقاليد متباينة، إلاَّ أنه اتّحد في الالتزام بالأهداف الإنسانية واحترام القوانين الدولية ومواجهة العدوان.

لقد أدّيتم واجبكم بكفاءة في الخطوط الأمامية لمسرح العمليات. ولم يكن ذلك أمراً مستغرباً منكم، فالشعب البولندي عَرَفَ معنى كيف يُصبح الإنسان، بين عشية وضحاها، ضحيةً للظلم والعدوان.

فقبْل عقود خمسةٍ مضت، شَهِدَ العالم هجوم طاغية شرّير واحتلاله لبلدكم. وقد دفع العالم ملايين الأرواح، ثمناً لفشله في الدفاع عنكم.

لذلك، عندما تطلع طاغية شرير آخر، إلى الاستيلاء على دولة الكويت الشقيقة ومحوها، كان طبيعياً أن تكون استجابتكم للدفاع عنها استجابة سريعة، نابعة من القلب.

إنكم ـ قبل سنوات قليلة ـ كافحتم واستعدتم استقلالكم. والآن، ساعدتم على استعادة حرية الكويت. وبهذَيْن الإنجازَيْن، لكم أن تعتزوا وتفخروا كثيراً.

إن التحول الإيجابي، الذي حدث في بولندا مؤخراً، هو جزء من التحولات الأساسية لمجرى التاريخ الحديث. وإنّ العالم الجديد، الذي تتطلعون إليه، كان سيبدو عالماً قاسياً متصدّعاً، لو مضى عدوان صدّام من غير عقاب يردعه.

إننا، بوقوفنا معاً ضد العدوان، أظهرنا للعالم عواقب من تُسوّل له نفسه أن يعتدي على شرعية الدول وكيانها المستقل.

وعلى الرغم من أننا نتحدث لغات مختلفة، إلاَّ أن قلبنا واحد في الوقوف إلى جانب الحق ومواجهة العدوان.

والحمد والشكر لله، أن أصبحت الكويت حرّة مستقلة، وذلك بفضل الله، ثم بفضل شعوركم بالمسؤولية وأداء واجبكم، وبفضل حكمة قادة دول التحالف وشجاعتهم.

إن حلاوة النصر، لن تُنسينا طَعْم المرارة لموت مَنْ ضحُّـوا بأرواحهم، وهم يقفون ضدّ عدوانٍ شرير، ورغبةٍ حاقدةٍ، لطاغيةٍ ظالم.

وإن بولندا، لم تنسَ أبداً أن الشرَّ لا بد أن يُواجَه، والعدوان لا بد أن يُردع. ونحن لن ننساكم، ولن ننسى تضحياتكم تحقيقاً لذلك.

نيابة عن خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة السعودية، أودّ أن أنقُل إليكم امتنان الشعب السعودي لمساندتكم، التي لن تُنسى أبداً. وأسأل الله أن يبارككم، ويبارك أهاليكم، ويبارك بلادكم.

وتمنياتنا الطيبة لكم بسلامة الوصول.

ـــــــــــــــــــ