إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في وداع سموّه

القوة الباكستانية، وعناصر من القوات المسلحة السعودية والحرس الوطني

ـــــــــــــــــ

عرعر، المنطقة الشمالية، المملكة العربية السعدوية

الثلاثاء، 14 ذي القعدة 1411، الموافق 28 مايو 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

الإخوة قادة وضباط وضباط صف وجنود القوة الباكستانية والوحدات السعودية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إنّ أسعد الأوقات، وأفضل اللحظات للقائد، أن يلتقي جنود قواته من الدول الشقيقة ومن المملكة العربية السعودية، وأن يجتمع برجاله، سواء من قاتلوا أو ساندوا لتحقيق النصر.

وليس لقاء اليوم، إلاّ نموذجاً ومثالاً حيّاً، لِمَا نتج من أحداث العدوان الغادر، من روابطَ وتآخٍ، وعلاقات صداقة، ربطت بين القوى المختلفة، التي عملت تحت راية القوات المشتركـة. لا فرق بين سعودي وباكستاني، أو سوري وسنغالي، فالجميع في خندق واحد، تصدّوا لغدرٍ وعدوان، وتعرّضوا لنيران لا تميز بين هذا أو ذاك، فنشأت العلاقات، وتولدت الصداقات، ونمَت المحبة، وانتشرت الألفة، وكان النصر تاجاً حملَتْه القوات المشتركة، ثمرة جهادٍ وعَرق وكفاح، حقق الأمن لشعب المملكة، والتحرير والحرية لشعب الكويت.

كلُّ هذا تحقق بِكم وبما تملكون من كفاءات، وما لديكم من خبرات تبادلتموها وتناقلتموها، وحققتـم ما اعتقد المعتدي أنه بعيد المنال، فحققتم النصر.

إنني، اليوم، أواجه رجالاً من القوات الباكستانية، التي أكّدت، بمشاركتها في الأحداث، رفْض قادتِها للعدوان، وتصميم زعمائها على فرْض الحق، وسيطرة العدل، فكان وجودكم بيننا سنداً ودعماً بما لديكم من خبرة، وما تتمتعون به من كفاءة واستعداد قتالي عالي المستوى، لمسناه في لقائكم من قبْل، وأكّدتموه بوجودكم اليوم.

أمّا رجال الوحدات السعودية، من الحرس الوطني ومن سلاح الحدود، ومن القوات المسلحة، الذين ألقاهم اليوم، فلهم دَور لن يغفله التاريخ، ولهم أسطر من الفخر والمجد، سيحفظها لهم الشعب، فهُمْ رجال في الشدائد، سندٌ في المواقف، يحرسون الحدود، ويحافظون على تراب الوطن.

إنني، اليوم، بعد النصر، وتحقيق المهمّة وتنفيذ الواجب وتأدية الأمانة، أودّعكم، شاكراً لكم ما أدّيتم، فخوراً بما حققتم، سعيداً بما أنجزتم، ناصحاً إياكم بالمحافظة على مستواكم، بدعم قدراتكم وتبادل خبراتكم، وتأكيد الثقة بكم دائماً، ببذل المزيد من العَرق، والجهد في التعليم والتدريب، وفي التطوير والتحديث ... فأنتم حماة الشعوب، ودرع الأمان، وحرس الأوطان.

تحية خاصة لكم،‎ مع تمنياتنا بالتوفيق والنجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ـــــــــــــــــــ