إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / خالد بن سلطان / كلمات وخطب قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات: (19 محرم 1411 ـ 20 ذي القعدة 1411)، الموافق (10 أغسطس 1990 ـ 3 يونيه 1991)









بسم الله الرحمن الرحيم

في حفلة قوات الدفاع الجوي، التي أقامتها

تكريماً لسموّه، في مناسبة ترقيته إلى رتبة "فريق أول ركن"

وإعفاء سموّه من منصبه بناءً على طلبه

ـــــــــــــــــ

الرياض، المملكة العربية السعودية

الإثنين، 7 ربيع الآخر 1412، الموافق 14 أكتوبر 1991

ـــــــــــــــــــــ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
والصلاةُ والسلامُ على سيدِ المرسَـلينَ

 

الإخـــــوة القادة

الزملاء الضباط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحيّيكم بتحية الإسلام، تحية من عند الله مباركة طيبة.

أحيّيكم بتحية الجهاد في سبيل الله.

أحيّيكم بتحية العمل، الذي لا يبغي غير وجه الله.

أحيّيكم بتحية ملؤها الأمل في غدٍ أفضل ومستقبل مشرق، بإذن الله.

أحيّيكم بتحية تحمل كل معاني المحبة والعرفان، والمودة والامتنان.

إخواني رجال قوات الدفاع الجوي وقوة الصواريخ الإستراتيجية

إنني فخور بكم. فخور بما عايشتُه معكم ولمستُه منكم. فخور بجهدكم، الذي تبذلونه بلا حدود. فخور بإنجازاتكم. فخور بانضباطكم. فخور بإخلاصكم في عملكم. فخور بمستواكم بين القوات الأخرى. فخور بجهادكم خلال حرب تحرير الكويت، ضباطاً وأفراداً ووحداتٍ، دفاعاً عن وطنكم وأعراضكم، رافعين راية الجهاد في سبيل الله، مستعدين لإعلاء الحق وإزهاق الباطل. لكم جميعاً تحية الفخر والاعتزاز.

*   تحية اعتزاز وتقدير للقادة والضباط الذين تقاعدوا، وما زالت بصماتهم واضحة. رفعوا      الراية بشرف، وسلّموها لِمَن بعدهم بأمانة.

*   تحية اعتزاز وتقدير للقادة والضباط الحاليين، الذين تسلّموا الراية، يرفعونها ويحافظون عليها، يحافظون على مستوى وحداتهم، ويرفعون من كفاءتها، ويزيدون من قدرتها.

*   تحية اعتزاز وتقدير لضباط الصف والجنود، الذين يبذلون العرق، ويضحّون بالنفس،      مؤمنين بالله، مقدِّمين حياتهم فداءً لدِينهم، ثم مليكهم ووطنهم.

لقد أبليتم بلاءً حسناً في جميع الميادين، وأكّدتم كفاءة قوات الدفاع الجوي وتميّزها، وقوة الصواريخ الإستراتيجية، انضباطاً وتدريباً وقدرة قتالية. لقد كنتم خير عون لي، قادة وزملاء ومرؤوسين، فلَكُم منّي الشكر والتقدير.

إذا تحدثنا عن التاريخ، فنقول الحمد لله، رسمنا معاً السياسات، وحدّدنا الأهداف، ووضعنا البرامج، ونفّذنا الخطوات، واسترشدنا بالأسلوب العلمي في التخطيط والإدارة، فتمّ العمل متكاملاً، وجاء الجهد متناسقاً، فارتفع البنيان، وتحوّل الدفاع الجوي من تخصص ضمن تخصصات القوات البرّية، إلى قوات مستقلة. عملتم جميعاً، وصبرتم، وبذلتم، وأعطيتم، لم يقصّر أحد، ولم يتوانَ، اتّبعتم ما تعلمتم، نفّذتم ما أُمرتُم، أنجزتم ما كُلّفتم، وكنتم للقوات الأخرى، بحق، قدوة ومثالاً.

وإذا ذكرنا قوة الصواريخ الإستراتيجية، فنقول أيضاً الحمد لله، الذي وفّق قادتَنا إلى تزويد القوات المسلحة بأحدث ما في العصر من تقنية وأسلحة ومعدات، فكانت الصواريخ الرادعة درعاً للملكة، حامية، بعد حماية الله، لعمْقها، شاهدة على كفاءة أبنائها، مؤكّدة قدْرتها على الدفاع عن أرضنا المقدسة، وردْع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الحرمات، أو الاقتراب من المقدسات، لقد أُنشئت في صمت وكتمان. استعصى على أجهزة الاستخبارات العالمية كشْفها، أو معرفة أماكن وجودها. وبفضل من الله، ثم بمجهود الرجال، تحقق الهدف، وأصبحت هذه الصواريخ الإستراتيجية قوة يُحسب لها ألف حساب.

وإذا استعرضنا الإنجازات، سنجدها، بفضل الله، كثيرة وعديدة، في جميع المجالات، العملياتية، والتدريبية، والمالية، والاستخبارات، وشؤون الضباط، وشؤون الأفراد، والتفتيش والتقييم، والتسليح، والشؤون العامة، ورفْع الكفاءة القتالية للوحدات، وكافة المجالات الأخرى. تاريخ طويل وكفاح مشرّف، أوصي بشدة، أن تكتبوه وتسجلّوه بأمانة، ليفخر به مَن قَبْلكم، ويقرأه مَن بَعدكم، ويقدّر الجميع جهدكم.

لن أسرد الإنجازات، لأنكم أنتم ومَن كان قَبْلكم صانعوها، وأنتم مشيّدوها، وأنتم حاصدو ثمارها، فحافظوا على ما وصلتم إليه، وعلِّموا الأجيال القادمة ما تعلمتم، وتمسكوا بالانضباط والتقاليد العسكرية كما عايشتموها. ابحثوا عن العلم والدراسة، ولا تهملوا البحث والتطوير. حققوا العدل، وضعوا الله نصب أعينكم في كلِّ قرار تتخذونه، وصمموا على السبق. ابذلوا الجهد والعرق في التدريب، توفروا الدم. واعقدوا العزم على النصر يَدِنْ لكم.

قبْل أن أختم كلمتي هذه، أرفع، باسمكم، أسمى آيات الشكر والعرفان، والتقدير والامتنان، إلى مولاي خادم الحرمَيْن الشريفَيْن، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسموّ وليّ عهده الأمين، وسموّ النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، على دعْمهم لنا، واهتمامهم بنا، أطال الله أعمارهم، وسدّد خطاهم، ووفّقهم لخير المملكة وأمْنها، وسلامتها ورخائها.

إخواني وأبنائي، هاتان كلمتان تحملان كلّ معاني المحبة والألفة، وكلّ مشاعر المودّة والرحمة. إخواني وأبنائي، كلمتان صادرتان من القلب، لا مبالغة فيهما، ولا مجاملة، ولِمَ لا؟ وقد قضيت معظم عمري بينكم، فصرتم لي أكثر من إخوة، وأعزّ من أبناء. وفّقكم الله للرقيّ والبناء.

إخواني وأبنائي

إنني على ثقة بأنكم ستكونون عند حُسن الظن بكم، على طريق الحق تسيرون، وإلى الرقي تهدفون، وبدِينكم تتمسكون، وعلى تفوّقكم تحافظون، وعلى النصر تصرّون.

والآن، وأنا أودّعكم، أترك قوات الدفاع الجوي وقوة الصواريخ الإستراتيجية، أمانة بين أيديكم، فحافظوا عليها، وارفعوا من شأنها، وزيدوا من قدرها، والله معكم.

والسلام عليكم ورحمة الله.

ـــــــــــــــــــ