إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الرادار




أضخم رادار أمريكي
نظام "سمبلين"
المركبة سكاوت
الرادار APG-66
الرادار APG-66 (V)-2A
الرادار ARTHUR
الرادار COBRA
الرادار Cobra Dane
الرادار Hen House
الرادار RDM
الرادار Sea Giraffe AMB
الرادار SMART-L
الرادار TPQ-37
الرادار TPS-70
الرادار YJ-14
جهاز الرادار AN/FPS-6
رادار متعدد المهام
رادار محمول جواً
رادار مراقبة الصواريخ البالسيتية
رادار البحث والمراقبة
رادار دوبلر

هوائي قطع مكافئ
موقع نقطة التقابل
مبين الوضع الأفقي
مبين طرز A
نبضات الإشعال
مجموعة نماذج إشعاعية
مساحة التمييز
إشارة الهدف والضوضاء
مسقط مساحة خالية التمييز
النموذج المروحي والنماذج المتعددة
النموذج الإشعاعي
النموذج الإشعاعي القلمي
الهوائي المصطنع
الهوائي المصفوف
الوضع الزاوي للهدف
الإحداثيات الثلاثية للهدف
المقطع الراداري
الانتشار غير الطبيعي
الانعكاس الأرضي
انتشار الموجات السماوية
التغطية الرأسية
التفتيش القلمي
الرادار الخارق للأرض
الرسم الوظائفي العام للرادار
العناصر الرئيسية للمعدل
العلاقة الزمنية لتردد الإيقاع
توهين الموجات الملليمترية
تأثير الانعكاس
تمييز إشارة التداخل
تركيب الماجنترون
تركيب صمام الموجة المسافرة
تغير تردد المرسل
تقدير المسافة
جهاز استقبال
رادار موجة مستمرة
رادار اكتشاف الأهداف المتحركة
رادار تخصيص الأهداف
رادار دوبلر نبضي
رادار دوبلر محمول جوا
رسم لرادار موجة مستمر
صور بسيطة لجهاز الرادار
زاوية في المستوى الأفقي
عمل الصمام
ظاهرة المسارات المتعددة
ظاهرة الفصوص الإشعاعية




محتويات تحديث بحث ثورة الاتصالات

المبحث العاشر

أنظمة رادار الدفاع الجوي

سيظل الصراع بين نظم التسليح المختلفة قائما، فلكل سلاح السلاح المضاد له، ما يستدعى تطوير أسلوب الاستخدام بها يبطل التقنيات التي يتمتع بها النظام المضاد. وسيستمر الصراع بين نظم التسليح ومضاداتها، وستوظف التقنيات المستخدمة على مر السنين، ليتفوق نظام على الآخر، ثم تتبادل درجة التفوق، وسيظل أسلوب الاستخدام وتكتيكاته عاملا مرجحا، تحسمه ظروف المعركة، لتأكيد أهمية بقاء النظام في المعركة لأكبر وقت ممكن، وبأعلى كفاءة.

تتكئ نظم الدفاع الجوى في عملها على أجهزة الرادار، سواء لأغراض الإنذار المبكر، أو لتتبع الأهداف وتعرفها وتمييزها، أو لتوجيه الصواريخ نحو أهدافها. والأهداف الجوية تغيرت خواصها من حيث السرعة، والمناورة، والتخفي، والتسلح. وأصبحت الحرب الالكترونية تمثل تهديدا خطيرا يمكن أن يشل فاعلية المعدات الرادارية بجميع أنواعها. وازدحمت سماء المعركة بالطائرات ثابتة الجناح، والطائرات الموجهة بدون طيار، والطائرات العمودية، الصديقة منها والمعادية، والصواريخ الجوالة " كروز" Cruise والمقذوفات البالستية. وإزاء كل ذلك كان لزاما على الرادار أن يتطور في مجالات عديدة، منها خفة الحركة، واستخدام الرادارات المزدوجة الموقع Bistatic، والكشف فيما وراء الأفق، وزيادة عدد الإحداثيات التي يمكن قياسها، واستخدام هوائيات المصفوفات Arrays، وتطوير دوائر الاستقبال والمبينات، واستخدام تقنية البصمة الرادارية لتمييز الأهداف.

ورادارات الإنذار المبكر هي المستشعرات الأساسية لأنظمة الدفاع الجوى الحديثة، ولكنها- في نفس الوقت- تعد أكثر عناصر هذه الأنظمة ومكوناتها تعرضا للهجوم. وجهاز الرادار المستخدم في منظومة الدفاع الجوى، بحجمه الكبير، ولكي يحقق الإنذار على المدى الطويل، فان تصميمه يستلزم وجود هوائي ضخم، ما يجعله هدفا سهلا للتدمير.

وقد أثبتت الحروب، ومنذ نشأة أنظمة الرادار وحتى اليوم، مدى التأثير الكبير الذي تتعرض له هذه الرادارات في المراحل الأولى من العمليات الحربية. وتدمير رادارات الإنذار المبكر للدفاع الجوى ليس بالشيء الجديد. فمنذ ظهور هذه الرادارات وهى عرضة للتشويش والتدمير من خلال الموجات الأولى للهجوم الجوى المعادى. ولعل العمليات الجوية التي تمت في البلقان والشرق الأوسط، خير دليل على إمكان وسهولة إخماد رادارات الدفاع الجوى بوسائل الحرب الإلكترونية، أو بالصواريخ جو/ أرض المضادة. وفى هذه العمليات العسكرية، التي نفذتها وسائل الهجوم الجوى، الكثير من الدروس التي يجب دراستها وتحليلها، والاستفادة منها، عند التخطيط لتصميم وبناء وسائل الإنذار المبكر للدفاع الجوى، حيث إنّ الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري، والقذائف الموجهة من بعد Stand- off Weapons هي أهم أعداء أنظمة الرادار.

لعبت التكنولوجيا دورا كبيرا في سبيل تقليص حجم أجهزة الرادار، ومع ذلك لم تصل إلى الأحجام المناسبة لتوقف الصراع الذي يخوضه الرادار من أجل البقاء. واتجهت الأنظار إلى إيجاد وسائل وتكتيكات وطرق استخدام للتغلب على هذه العدائيات، ومنها استخدام كوابل الألياف الضوئية Fiber Optics لإنشاء شبكة متكاملة، تتيح للرادارات المختلفة ومراكز القيادة والمستشعرات أن تكمل كل منها الأخرى، مما يزيد القدرة على التحكم في الإشعاع، لتفادى المقذوفات المضادة.

واستخدم تكتيك خفة الحركة، لتفادى التصوير والتصويب بالقذائف الموجهة، وكذا استخدمت المرسلات الخداعية Decoys لتضليل الصواريخ المضادة للإشعاع. وظهرت الحاجة إلى استخدام تقنيات جديدة ومبتكرة، مثل الرادارات ذات المصفوفات النشطة Active Arrays، والشبكات المقاومة للاختراق والتدمير، والاستخدام الجيد لنظم التحكم في الإشعاع الراداري، وكلها وسائل وتقنيات تجعل الرادارات أكثر مقاومة لكشفها وتدميرها من جانب العدو.

ويحتاج نظام الدفاع الجوي إلى توصيل الحاسبات فيما بينها للتقليل من الآثار الناجمة عن حدوث عطل لواحد أو أكثر منها، وهذا ما يسمى بفكرة الفائض الاحتياطي Redundancy، التي من خلالها يمكن الخروج بتصور عن تقييم الصلاحية، حيث يمكن للحاسب أن يعطي إنذارا عن حدوث عطل، وبهذا يتوافر بعض الوقت لاتخاذ الإجراء المناسب. وحيث إن اتجاه التقدم المستقبلي هو زيادة سرعة إعداد البيانات، وزيادة المقاومة للتداخل الكهرومغناطيسي، فهناك أبحاث كثيرة حول استخدام أقراص أرسنيد الجاليوم والألياف البصرية والدوائر المتكاملة ذات السرعات المتناهية، بغرض تقليل الزمن اللازم لاستخدام هذه التقنيات استخداما فعليا.

أولاً: : نظم رادار توجيه الصواريخ

يلعب الرادار دورا مهماً في توجيه الصواريخ، خاصة في المديات الطويلة، والظروف الجوية السيئة، حيث تتعثر نظم التوجيه الأخرى. وبعد الحرب العالمية الثانية، تطورت نظم توجيه الصواريخ تطورا كبيرا في مجالات عديدة، أهمها مجال تقنية الالكترونيات، بهدف أن تكون هذه النظم ذاتية العمل، ولها دقة توجيه عالية.

ومع تطور الالكترونيات، وقدرات أجهزة الرادار، واستخدام الحاسبات الالكترونية المتطورة، تطورت نظم التوجيه، فزادت قدرتها على التغلب على أعمال الإعاقة. كما أدى استخدام الهوائيات التي تعمل بنظام المسح الالكتروني والمتعددة الأشعة، إلى إمكان تتبع أكثر من هدف، ومن ثم، التعامل مع عدة أهداف، في نفس الوقت. وأمكن كذلك تطوير أسلوب جديد لتوجيه الصواريخ، بحيث يتيح تتبع الصاروخ والهدف معاً، في نفس الوقت، كل بشعاع راداري منفصل من نفس الهوائي، بالإضافة إلى مواصلة الرادار أعمال المسح بشعاع ثالث.

ويعمل رادار توجيه الصواريخ في ظل ظروف عمليات متغيرة، وعليه أن يكون قادرا على مواجهة هذه الظروف، ومنها: استخدام العدو لأساليب إعاقة الرادار، وللصواريخ المضادة للرادار، والتعامل مع أهداف معادية، تمتاز بالسرعة، والقدرة على المناورة، والهجوم بأعداد كبيرة. وقد تطلب ذلك مقدرة التعامل مع أكثر من هدف في وقت واحد، وأن يحمل الصاروخ باحثا راداريا.

وكان التطور في نظم توجيه الصواريخ نتيجة طبيعية للتطور السريع في النظم الالكترونية، ووسائل التغلب على أعمال الإعاقة الإلكترونية. وتعتمد الصواريخ نظم التوجيه الآتية:

1. التوجيه الذاتي السلبي Passive Homing، حيث يتجه الصاروخ نحو الهدف ذاتيا، باستشعار الموجات المنبعثة من الهدف، وذلك بواسطة مستشعر راداري سلبي في مقدمة الصاروخ، وقد تطور هذا الأسلوب بزيادة حساسية المستشعر للتعامل مع الأهداف المقتربة من جميع الاتجاهات، وأدى ذلك إلى صراع بين الصاروخ ووسائل الإعاقة الرادارية.

2. التوجيه نصف الإيجابي، وفيه يعمل رادار التوجيه على إضاءة الهدف الذي يعكس الموجات الرادارية بدوره ليلتقطها الصاروخ بواسطة الباحث السلبي الذي يحمله، ويتوجه إلى الهدف. ويهدد هذا الرادار الصواريخ المضادة للرادار، وتقل فاعليته عند وجود أهداف معادية كثيرة، حيث إنه يضيء هدفا واحدا حتى يفرغ منه. ومن أهم ملامح تطور هذا الأسلوب من أساليب توجيه الصواريخ استخدام رادار ينتج أوامر التوجيه في صورة متقطعة Sampled Data في نصف المسار الأول للصاروخ، على أن يجري التوجيه في المسار النهائي إيجابيا، ويتحقق ذلك باستخدام رادار له هوائي على شكل مصفوفة للتفتيش عن الهدف والتقاطه وتتبعه.

3. التوجيه الإيجابي، وفيه يحمل الصاروخ جهاز الرادار الذي يضيء الهدف، ثم يستقبل الإشارة المنعكسة منه لحساب أوامر التوجيه. ويمكن أن يتم ذلك في نهاية مسار الصاروخ فقط، على أن يتم التوجيه في بداية المسار بالتوجيه نصف الإيجابي. ويحقق هذا الأسلوب التغلب على الصواريخ المضادة للرادار، وعلى أعمال الإعاقة الالكترونية.

ومن اتجاهات التطور في رادار التوجيه الإيجابي، استخدام رادار ضيق الشعاع، ويعمل بموجة ميلليمترية (35-94 جيجا هرتز) ليمكنه التغلب على الظروف الجوية السيئة في المدى القصير، وتمييز الأهداف المتحركة من الأهداف الساكنة، وكذلك يجري تطوير الباحث الراداري الإيجابي ليكون قادرا على التقاط هدفه آليا، ما يزيد تبعاً من مدى الطائرة التي تطلق الصواريخ.

4. التوجيه بإعادة الإرسال، ويعتمد هذا الأسلوب استخدام جهاز رادار واحد له هوائي يقوم بالمسح إلكترونيا، ويضيء الرادار الأهداف بأسلوب اقتسام الوقت، حيث تتغير الترددات عشوائيا، أو تستخدم خاصية الرشاقة الترددية. وترسل المعلومات الخاصة بترددات إضاءة الهدف وفترات الإضاءة إلى الصاروخ المخصص للتعامل معه. ويقوم الباحث الراداري الموجود بالصاروخ بقياس إحداثيات الهدف بعد أن يستقبل منه الإشارة المنعكسة، وترسل هذه الإحداثيات، إلى محطة التوجيه الأرضية لاسلكيا، ثم تعالج هذه الإحداثيات، وتحسب إشارة التوجيه، وترسل إلى الصاروخ لاسلكيا. ويمتاز هذا الأسلوب للتوجيه بالقدرة على مواجهة أعمال الإعاقة، مع إمكان توجيه عدد كبير من الصواريخ إلى عدد من الأهداف، في نفس الوقت.

5. التوجيه بركوب الشعاع، وذلك بأن يسلط الضوء على الهدف من محطة الرادار، ويركب الصاروخ شعاع الرادار، ويتجه إلى الهدف.

ثانياً: متطلبات رادار الدفاع الجوى

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حدث تطور كبير في أجهزة الرادار، وذلك بالزيادة في استخدام نطاقات التردد الكهرومغناطيسي، والقدرة المرسلة لمحطات الرادار. وبحلول عام 1960، كان قد أمكن استغلال كافة نطاقات التردد المتاحة لأجهزة الرادار، كما وصلت القدرة المرسلة إلى مستويات عالية، تقترب من قدرات الرادارات الحديثة. ومن متطلبات رادار الدفاع الجوى ما يلي:

1. يتطلب اكتشاف الأهداف الجوية على المديات البعيدة توجيه الأشعة الرادارية نحو هذه الأهداف وإضاءتها بطاقة كهرومغناطيسية كافية، واستقبال الأشعة المنعكسة منها، وعلى قدر الطاقة المرسلة من جهاز الرادار، وحساسية المستقبل لاكتشاف الإشارات المرتدة من الأهداف، يتحقق الكشف الراداري للأهداف الجوية، على مسافات أكبر.

2. جهاز مستقبل الرادار، الذي يتلقى الإشارات المرتدة، يجب أن يكون قادرا على العمل في وجود الأشكال المختلفة من الضوضاء Noise، المصاحبة للإشارة المرتدة، ولذلك، يجب أن يكون جهاز المستقبل قادرا على اكتشاف هذه الإشارة، وفصلها عن الشوشرة المرتدة من التأثيرات الأرضية، غير المفيدة، وبعض هذه الشوشرة تتولد في جهاز المستقبل ذاته، أو تذوب وتتداخل في الإشارات غير المرغوب فيها، والتي تصل إلى هوائي الرادار والمستقبل. ومثال ذلك، الإشارات المرتدة من الأرض المجاورة، أو الأهداف الثابتة، والسحب التي تتحرك بسرعة الرياح وتداخلات التشويش المتعمد.

3. بفضل استخدام التقنيات الحديثة في معالجة الإشارات، أمكن استخلاص الإشارات المفيدة للأهداف، وعزل الإشارات غير المرغوب فيها، والتخلص منها، حيث إن هذه الإشارات تعد عشوائية، بينما تصل الإشارات المرتدة الحقيقية بصورة تكرارية إلى المستقبل. وفى هذه الحالة، يمكن اختيار الإشارات المرتدة من الأهداف الحقيقية فقط عند وصولها تكراريا لعدة مرات، طبقا لمعدل تكرار نبضة الإرسال.

4. لا بد من استخدام هوائيات ذات حجم أكبر لتحقيق أفضل أداء لجهاز الرادار لاكتشاف الأهداف، على أكبر مدى ممكن، وفى ظل مستوى تكنولوجي معين لنظام الإرسال والاستقبال، حيث إن زيادة حجم الهوائي تؤدى إلى زيادة الطاقة التي تسقط على الهدف المراد كشفه، ما يساعد على تعظيم قيمة الإشارات الضعيفة، التي ترتد من الأهداف التي توجد على مسافات بعيدة، وتصل إلى مستقبل جهاز الرادار.

5. من المعروف أن الشعاع الضيق للهوائي، بجانب وصوله لمسافات أطول في كشف الأهداف الجوية، فإنه يحقق قدرة أعلى على التمييز بين مجموعة من الأهداف التي تطير على مسافات قريبة من بعضها، وكلما كان الشعاع أضيق قلل من كمية الشوشرة والتداخلات غير المرغوب فيها، التي تصل إلى المستقبل.

6. يفضل أن يكون لجهاز الرادار القدرة على المناورة، والانتقال من موقع إلى آخر بسهولة، أو يغطى قطاعا جديدا من قطاعات الكشف الراداري، أو يحل جهاز رادار محل جهاز آخر يكون قد دمّر أثناء القتال. ولكن نظرا لحجم جهاز رادار الإنذار المبكر الكبير، فإن خفة الحركة تعنى أيضا زمن تركيب الجهاز، وزمن الفك، والاستعداد للتحرك، وكل ذلك يمكن أن يمتد لساعات، ومع ذلك، يقال إن هذا الرادار متنقل. وهذه المناورة تتطلب عمالة فنية مدربة، وحماية الجهاز أثناء التحرك، وأيضا أثناء التركيب.

7. في الأجيال الحديثة من رادارات البحث والإنذار بعيدة المدى، تضع الشركات المنتجة نصب عينيها القدرة العالية لجهاز الرادار على المناورة، ويجب ألا يزيد زمن تركيب الجهاز عن 30 دقيقة، مع سهولة تحرك الجهاز من مكان إلى آخر في أمان. ولتحقيق ذلك بكفاءة فإنه يتم إعداد عدة مواقع تبادلية، مع التوصيل المسبق لخطوط شبكات الاتصال والتحكم بها من قبل شبكة الدفاع الجوى، بحيث يسمح هذا الإجراء للقوات المدافعة أن تؤدى عملها، وتقوم بلعبة الظهور والاختفاء مع الطائرات المغيرة، وذلك باستخدام موجودات وأجهزة الرادار والاتصال في شبكة الدفاع الجوى المتكاملة.

8. يفترض أن الخصم يمتلك جهاز استخبارات قوى، لديه القدرة على تجميع معلومات عن أجهزة الرادار ومواقعها في شبكة الدفاع الجوى، بحيث إنه بمجرد أن يبدأ جهاز الرادار في بث الإشعاع، يضاف هذا الموقع إلى قائمة الأهداف التي يستهدفها الجانب الآخر، ولذلك، يجب أن يتم التحرك سرا، والعمل من المكان الجديد قبل أن يتم اكتشافه، وأيضا قبل أن تبدأ أعمال الحرب الإلكترونية، التي تصاحب الحملة الجوية.

ثالثاً: تأثير الغلاف الجوى على عمل الرادار

يؤثر الغلاف الجوى المحيط بالأرض على انتشار الموجات الكهرومغناطيسية. والمشكلة الرئيسية أمام مصممي أجهزة الرادار ترجع إلى امتصاص بخار الماء، الموجود في الغلاف الجوى، لطاقة الموجات الرادارية قبل وصولها إلى الأهداف الجوية المطلوب اكتشافها. ومثل هذا الامتصاص يكون في حده الأدنى عند الترددات الأقل من 1 جيجا هرتز، ولكن الامتصاص يزيد مع زيادة التردد، حتى يصل لذروته عند تردد 24 جيجا هرتز، وهذا بالطبع مثال لما يقابل المصمم من قيود ومحددات عند استخدام الترددات العالية، التي تحقق له أصغر حجم ممكن للهوائي.

ويوجد نطاقان للترددات يمكن استخدامهما في رادارات الإنذار المبكر، التي تعمل على المسافات الطويلة: الأول حول الطول الموحى 23 سم، والثاني حول الطول الموحى 10 سم. ولقد اختار المصممون الروس لرادارات الإنذار المبكر نطاقات التردد المنخفضة، والتي استخدمت أيضا في بعض رادارات البحث والإنذار الصينية، وكانت النتيجة الطبيعية لتصميم هذه الرادارات للعمل على ترددات منخفضة هي زيادة حجم الهوائيات.

أما بالنسبة لأجهزة رادار البحث التكتيكي ورادارات التوجيه المستخدمة مع نظم الصواريخ أرض/ جو، والتي تقوم بالبحث والإنذار والتوجيه على مسافات أقل، فقد أصبحت مشكلة امتصاص طاقة الموجات الرادارية أقل تأثيرا على أداء هذه الرادارات، حيث أمكنها العمل على ترددات أعلى باستخدام هوائيات أصغر حجما بكثير من هوائيات رادارات الإنذار المبكر.

ولكن بالنسبة لرادارات الإنذار المستقبلية، التي تعمل على مسافات بعيدة، فانه يمكن تجنب امتصاص طاقة الرادار بواسطة بخار الماء العالق في الجو أو توهينها، ولذلك، سوف يستمر التطوير باستخدام مكونات وعناصر إليكترونية حديثة، صغيرة الحجم، تؤدى وظائف متعددة، حتى يمكن تقليل الحجم العام لجهاز الرادار.

رابعاً: العدائيات التقليدية لرادارات الإنذار

إن رادار البحث والإنذار، مهما كان نوعه، يمكن إسكاته وتدميره. فمنذ حرب فيتنام، والتهديد الأكثر خطرا على مواقع الرادار هو الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري، التي تزود برأس ذات باحث Seeker سلبي، صممت لاكتشاف الإشارات الرادارية، وتوجيه الصاروخ نحو الرادار الباعث لهذه الإشارات لتدميره. ولهذا، فإن هذه الصواريخ تجبر أجهزة الرادار على أن توقف إشعاعها الكهرومغناطيسي، أو أن تستمر في العمل تحت خطر التدمير.

وعلى الرغم من أن باحث الصاروخ المضاد للإشعاع الراداري ذو قطر صغير نسبيا، حيث يقلل هذا من حجم هوائي الباحث، إلا أنه يستطيع التقاط الإشارات الرادارية، واكتشاف الهوائي الذي بثها، ومن ثم، تحديد الرادار المطلوب تدميره. وعلى الرغم من أن الشعاع الرئيس لمجسم الإشعاع الراداري لا يوجه مباشرة إلى الصاروخ المهاجم، فإن الصواريخ الحديثة المضادة للإشعاع الراداري أصبحت حساسة جدا لدرجة أنها توجه نفسها على أقل مستوى من الطاقة يأتي من الفصوص الجانبية Sidelobes للرادار.

وسواء كان الإشعاع من رادار ذي مصفوفة إيجابية، أو من أي رادار تقليدي آخر، فإن الفصوص الجانبية الصغرى لمجسم الإشعاع الراداري سوف تساعد على جعل هذا الرادار واضحا أمام باحث الصاروخ. وقد أنتجت الشركات الأمريكية هوائي رادار ذا فصوص جانبية صغيرة جدا، مثل هوائي الرادار TPS-7 الذي يقلل من احتمال تعرض جهاز الرادار لخطر مداهمة الصواريخ المضادة.

ولقد كان للضربات الجوية الأمريكية ضد رادارات الإنذار المبكر العراقية طراز Tall King روسية الصنع، والرادارات Volex فرنسية الصنع، مدخلا جديدا لعدائيات مستحدثة، حيث استخدمت القنابل الموجهة طراز AGM-154 Joint Standoff Weapon :JSOW، وعلى الرغم من أن تأثير هذه القنابل كان ضعيفا، نتيجة الأخطاء في التصويب، إلا أنها أظهرت أن نوعا ما من الصواريخ سوف يكون مؤثرا في المستقبل عند الاستخدام ضد الرادارات، التي يكون قد حددت مواقعها جغرافيا من قبل بكل دقة.

خامساً: إخفاء أجهزة الرادار

كانت التقنية الأقدم لمنع الهجوم الجوى بالصواريخ على محطات رادار الدفاع الجوى هي التحكم الصارم والدقيق في بث الإشعاع الراداري. وكان هذا يعنى تشغيل المرسل الراداري لفترات محددة بدقة، والإشعاع فقط في قطاعات معينة، وإيقاف البث نهائيا في حالة إطلاق صاروخ مضاد في اتجاه محطة الرادار. إلا أن معظم وحدات الدفاع الجوى لم تكن مدربة تدريبا جيدا على هذا الاستخدام لعمل أجهزة الرادار. ففي عمليات عاصفة الصحراء، مثلا، وبمجرد أن بدأت الأعمال الإلكترونية بالتشويش على أجهزة الرادار والإنذار، تم عزل هذه الأجهزة عن أداء عملها في شبكة الدفاع الجوى، وكانت هذه الأجهزة غير قادرة على العمل نهائيا، وحاولت الاختفاء أو التحرك إلى أقرب الأماكن وأكثرها أمانا، حتى لا تدمر، بعد أن رصدت وحددت مواقعها.

وإذا تم تدريب قوات الدفاع الجوى جيدا على التحكم الجيد في البث الإشعاعي، فسوف تظل هذه القوات مؤثرة وفعالة أثناء القتال، ولكن ذلك يستلزم أن يعمل كل رادار، أو مركز قيادة، داخل شبكة قيادة وسيطرة واتصالات محكمة. وحيثما يكون موقع جهاز الرادار، فإنه يجب تزويده بمستشعرات أخرى للعمل معه.

سادساً: أنظمة رادار الدفاع الجوى الأمريكية

تحظى أجهزة الرادار العاملة في أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية بنصيب الأسد، من حيث التوسع في الاستفادة من التقنيات الحديثة في برامج تطويرها، وخاصة التقنيات الالكترونية، وقد نشر الجيش الأمريكي في أواخر عام 1997 الرادار طراز MPQ-64، والذي يستخدم مع وحدات الدفاع الجوي للارتفاعات المنخفضة لتوفير الإنذار وإدارة النيران، وهو رادار ثلاثي الأبعاد، نبضي، يعمل في النطاق الترددي X-band، ويستخدم التقنية الحديثة في هوائيات المصفوفة، ويكشف الأهداف ويتعقبها ويصنفها (عموديات ـ صواريخ طوافة ـ طائرات من دون طيار ـ طائرات ثابتة الجناح)، ويدور الهوائي بسرعة 30 دورة في الدقيقة، ويغطي 360 درجة في الاتجاه، ويكشف المقاتلات حتى مدى 40 كم، ويمكنه تتبع حتى 60 هدفا في نفس الوقت، وله قدرة عالية على مقاومة التداخل وأعمال الإعاقة الالكترونية بسبب انخفاض مستوى الفصوص الجانبية Sidelobes لمجسم الإشعاع، وكبر حيز التردد (8-12 جيجاهيرتز)، ويستخدم الجهاز لصالح وسائل الدفاع الجوي عن المناطق الأمامية ضد الأهداف المنخفضة.

ويستخدم الرادار MPQ-64 لدى الجيش الأمريكي مع نظام الدفاع الجوى المتقدم Forward Area Air
Defense System :FAADS
، وكذلك مع نظام الدفاع الجوى، متوسط المدى، "هوك" MIM-23 Hawk‏، الذي دخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 1960، ويبلغ مدى صواريخه 25 كم، بارتفاع أقصى 13.700 م، ويستطيع مهاجمة الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض وحتى 30م من سطح الأرض. ويستخدم الصاروخ "هوك" HAWK موجات الرادار المرتدة من الهدف ليهتدي إليه، وخرج هذا النظام من الخدمة في القوات المسلحة الأمريكية عام 2002 إلا أنه لا زال يستخدم لدى جيوش بعض الدول الأخرى.

أما في سلسلة رادار TPS، فأحدث طرازاتها هو الرادار TPS-73 لكشف وتتبع الأهداف الجوية على الارتفاعات المتوسطة والمنخفضة (800 م - 100 كم)، ويعمل في النطاق الترددي S-Band، وهو مزود بإمكانات لمواجهة الأعمال الالكترونية والتغلب على تأثيرات البيئة المحيطة، ويصلح لاحتلال المناطق الساحلية والمفتوحة، ما يمثل تقدما كبيرا في التغلب على معظم مشكلات رادارات الإنذار.

والرادار TPS-70 (أنظر صورة الرادار TPS-70) يعمل في حيز الطول الموجي 10 سم، ويستخدم هوائيا أبعاده 3×5.5 م، ويحقق الكشف حتى 444 كم في المدى و10 آلاف قدم في الارتفاع، ويمكن تحميله في طائـرة طـراز C-130 ومعه مولد القدرة، وقطع الغيار، ومعدات الإشارة، وهذا الرادار له مقاومة الكترونية عالية، بفضل صغر الفصوص الجانبية لمجسم الإشعاع، واستخدام تقنية الرشاقة الترددية Frequency Agility، بالإضافة إلى نظام التخلص من الارتدادات الزائفة. والرادار TPS-70 يحتوي أيضا على النظام الآلي للخرائط، الذي يميز القطاعات ذات الضوضاء العالية، مثل الجبال والأبراج العالية، وبه نظام استخلاص الإشارات الحقيقية، الذي يوفر معلومات محددة عن الهدف، وكل ذلك يتيح للجهاز تتبع أكثر من 500 هدف، مع إبلاغ بيانات كل هدف إلى مركز القيادة والسيطرة.

الرادار TPS-70 يمكنه كشف وتتبع الصاروخ " لانس " Lance وصواريخ النظام متعدد القواذف MLRS بفاصل زمني ثانيتين ونصف بين كل صاروخ وآخر، وذلك في مراحل طيرانها الأولى، وكذلك تحديد أماكن إطلاقها وموقع سقوطها. ولذلك، فان الشركة المنتجة للرادار TPS-70 تدرس إمكان استخدامه في نظم مواجهة الصواريخ البالستية التكتيكية، وتقوم بتطوير هوائي يمكن استخدامه لكشف كل من الطائرات والصواريخ.

ويرسل الرادار TPS-70 نوعين من النبضات: نبضة عريضة تستخدم لتغطية المسافات الطويلة، ونبضة ضيقة تستخدم في حالة وجود مصادر التشويش. والجهاز مزود بنظم للتغلب على الإعاقة، وتشمل هذه النظم دوائر تحليل الإعاقة، ومعرفة الترددات التي حدثت الإعاقة عليها ليتجنب العمل بها.

    وفي مجال تطوير أجهزة رادار الدفاع الجوي لكشف الصواريخ البالستية، تم تطوير الرادار TPS-59، الذي يستخدم هوائي المصفوفة الايجابية، وعدد 54 عنصر إرسال واستقبال خلف الهوائي، وذلك لتحقيق قدرات أفضل في كشف الصواريخ البالستية التكتيكية، مثل "سكود" Scud. ويتضمن التطوير استبدال معظم معدات معالجة المعلومات والأجهزة الالكترونية الموجودة داخل حاويتين، بحيث تصبح في حاوية واحدة. وبفضل هذه التعديلات فان في إمكان الرادار TPS-59 كشف صواريخ بالستية وتتبعها حتى مسافة تزيد عن 400 ميل بحري (700 كم)، وبعد اكتشافها، تنقل الإحداثيات آليا إلى بطاريات صواريخ "هوك " ومراكز أخرى بواسطة النظام المشترك لتوزيع المعلومات التكتيكية Joint Tactical Information Distribution System :JTIDS.

    ورادار الدفاع الجوي التكتيكي طراز ACWAR: Agile Continuous Wave Acquisition Radar يعمل بالموجة المستمرة، ويستخدم للكشف والتتبع على الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة حتى 55 كم في المسافة، و15 كم في الارتفاع، ويعمل بنظام الرشاقة الترددية، ويمكنه تتبع حتى أكثر من 100 هدف، والهوائي محمول على صاري ارتفاعه خمسة أمتار، ويستخدم تقنية الهوائيات الشريطية Microstrip، وإشعاعه الجانبي منخفض، ويمسح الكترونيا في الارتفاع، وميكانيكيا في الاتجاه، بمعدل 30 دورة في الدقيقة، ما يتيح له التتبع المستمر والسريع لهذا العدد الكبير من الأهداف.

    والرادار TPQ-36A هو تطوير لنظام رادار تحديد مواقع المدفعية، الواسع الانتشار، طراز TPQ-36، ويستخدم لكشف الأهداف الجوية المنخفضة وتتبعها، مثل العموديات والطائرات ثابتة الجناح، وقد كان التطوير لصالح وحدات الجيش والبحرية الأمريكية، والنظام ثلاثي الأبعاد، ويصل مداه حتى 75 كم، ويستخدم هوائي المصفوفات ذات المسح الالكتروني في المستوى الرأسي، والمسح الميكانيكي الدائري (360 درجة) في المستوى الأفقي بمعدلات دوران مختلفة، ويمكن للجهاز اكتشاف الأهداف حتى ارتفاع (30- 1800 م)، ويعمل في حيز التردد I/ J بنظام الرشاقة الترددية، ويمكنه تتبع حتى 50 هدفا، ويحدث المعلومات كل ثانيتين.

الرادار الأمريكي بعيد المدى (حتى 400 كم)، طراز FPS-117 يعمل عند الطول الموجي 23 سم.

طورت الولايات المتحدة الأمريكية نظام رادار ضخم يستطيع توجيه الصواريخ الاعتراضية في اتجاه صواريخ بالستية معادية، طويلة المدى (أنظر صورة أضخم رادار أمريكي). وقد أجريت عليه سلسلة من الاختبارات الناجحة مع عدد متزايد من الصواريخ الاعتراضية. ويبدو النظام، الذي طُور بكلفة تناهز 900 مليون دولار، مثل كرةٍ بيضاء ضخمة فوق إحدى منصات حفر آبار النفط البحرية المتحركة؛ التي يبلغ طولها 116 م، وارتفاعها 68 م، وإزاحتها 50 ألف طن، ويمكنها التحرك بسرعة 8 عقدة، وتستخدم 6 مولدات طاقة، بقدرة 3.6 ميجاوات لكل مولد. ويتكون طاقم النظام من 75 إلى 85 شخص، وقد تم نشره في ألاسكا، واستعمل الحيز الترددي X-band (7 - 11.2 جيجا هرتز) لأول مرة من أجل توجيه وإرشاد الصواريخ الاعتراضية إلى أهدافها، أما مدى الرادار فغير معلن. ويستخدم الرادار مصفوفة هوائيات تحرك الشعاع الراداري الكترونيا، ويعد تطويرا للرادار المستخدم على المدمرة الأمريكية "ايجيس" Aegis.

سابعاً: أنظمة رادار الدفاع الجوى الأوروبية

هناك العديد من الشركات الأوروبية التي تتولى إنتاج وتطوير أنظمة رادارات الدفاع الجوي الحديثة. وقد كشفت الشركات الفرنسية النقاب عن الرادار TRS 2245، ثلاثي الأبعاد، بعيد المدى، يقام على سطح الأرض، ويستخدم الحيز الترددي E/ F، ويمتاز بانخفاض كلفة الصيانة الخاصة به، وبارتفاع معدل الأداء ضد أعمال الإعاقة، كما أنه أقل عرضة لهجوم الصواريخ المضادة للرادار، ويستطيع اكتشاف الأهداف ذات البصمة الرادارية الصغيرة، والتي تطير على ارتفاع 100 ألف قدم، ويمكن حمل الجهاز في طائرة طراز C-130.

ونجحت الشركات الفرنسية في إنتاج الرادارات ثلاثية الأبعاد، المتحركة منها والثابتة، والتي تعمل في حيز الطول ألموجي 10 سم، وذلك لخدمة أعمال المراقبة والإنذار. ومن هذه الرادارات الطراز TRS 2215 المتحرك، وأقصى مدى له 335 ميل بحري، والطراز TRS 2230 الثابت، بينما يجري المسح في الاتجاه ميكانيكيا، والجهازان يستخدمان نفس الأنظمة الفرعية، عدا الهوائي، حيث يصبح أكبر حجما في الجهاز الثابت.

ويطابق النموذج المتحرك من الرادار الثلاثي الأبعاد والبعيد المدى طراز TRS 22XX مواصفات الفئة "A" الموضوعة من قبل حلف "ناتو"، ويستخدم هوائي المصفوفة في المسح الالكتروني في المستوى الرأسي، والمسح الميكانيكي في الاتجاه، ويستخدم تقنية الرشاقة الترددية العشوائية في حوالي 15% من إجمالي حيز التردد، ويتكون الهوائي من 56 دليل موجة Wave Guide، بكل منها 72 مشعا نشطا ليحقق تغطية في زاوية الارتفاع قدرها 20 درجة. وقد صمم الجهاز TRS 22XX ليكتشف الأهداف الصغيرة على مسافة 260 ميلا بحريا، وعلى ارتفاع 100 ألف قدم، وللجهاز قدرة على الفصل بين الأهداف بلغت 120 م في المسافة، و2.5 درجة في الاتجاه.

ويحقق الجهاز TRS 22XX أداء جيدا في الأحوال الجوية السيئة وحالات الشوشرة والتداخل والإعاقة، ومجسم إشعاع الهوائي ذو فصوص جانبية صغيرة، وشعاع رئيس قلمي حاد. ويستخدم الجهاز نوعين من النبضات: نبضة عريضة لتغطية المسافات الطويلة، وأخرى ضيقة في حالة وجود مصادر للشوشرة الطبيعية. والرادار مزود بعدة أنظمة عمل مبرمجة للمسح لتمكنه من الأداء الجيد في الظروف المختلفة.

واستبدلت الشركات الفرنسية بالرادار (TRS 2100) Tiger S جيلاً جديداً من الرادار ثلاثي الأبعاد للمدى المتوسط يستخدم المسح الالكتروني في المستوى الرأسي. وهذا الرادار هو الذي أطلق عليه اسم TRS 2140 FLAIR، ويغطي الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة، ويعمل في ظل الظروف السيئة من الإعاقة لتمييز الأهداف المتحركة من الأخرى الثابتة، نظرا لاختلاف تردد الإشارة المستقبلة بعد انعكاسها من الهدف، ويمكنه أن يعمل ضمن مجموعة متكاملة من رادارات الدفاع الجوي، أو منفصلا، ويمكن نقله بالطائرات C-130، وC-160، وهو يستخدم هوائي مصفوفة نشطة وجهاز تعارف طراز MK II، وهو من أوائل الأجهزة التي تستخدم تقنية النبضة المضغوطة Compressed Pulse لتحقق القدرة على الأداء الجيد في ظروف الإعاقة، ويمكن برمجة المسح الالكتروني ليقوم بالإعاقة الدقيقة للهوائي ليتجنب القطاعات ذات الارتدادات العالية من الأهداف الطبيعية الثابتة.

إن الشعاع الرئيسي القلمى الحاد للجهاز، والاختفاء الظاهري للفصوص الجانبية، والكسب العالي للهوائي، بالإضافة إلى الرشاقة الترددية والمسح الالكتروني، كل ذلك يساعد النظام على مقاومة أعمال الإعاقة الالكترونية الحادة، وأيضا يضعف احتمال الإصابة بالصواريخ المضادة للإشعاع الراداري. وقد ادعت الشركة المنتجة للرادار TRS 2140 FLAIR أن متوسط الزمن بين الأعطال الحادة له وصل إلى 20 ألف ساعة، وأن كفاءة الجهاز لا تتأثر بتعطل حوالي 10% من مكونات مصفوفة الهوائي، والتي يصل متوسط الزمن بين أعطالها إلى 30 ألف ساعة، والرادار قادر علي اكتشاف الأهداف الصغيرة، والتي تطير بسرعة 3 ماخ على مسافة حتى 140 كم، وعلي ارتفاع 30.000 قدم، ويستطيع الرادار أيضا أن يكشف الصواريخ راكبة الأشعة في الوقت المناسب.

وخلال أزمة احتلال العراق للكويت عام 1991، ظهرت الحاجة إلى الإحلال السريع وإعادة التشغيل للرادارات لخدمة شبكة القيادة والسيطرة، وقد اقترح تكوين شبكة من أربعة رادارات TRS 2140 FLAIR للعمل على تغطية الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة مع رادار TRS 22XX للإنذار على المسافات الطويلة، وترتبط كل هذه المجموعة بشبكة واحدة على مركز قيادة وسيطرة لدمج المعلومات، ويحتاج ذلك إلى استخدام مبينات تلفزيونية شديدة الوضوح لعرض المعلومات التي تتضمن الخرائط، وصور الأقمار الصناعية، وصور الأشعة تحت الحمراء.

أما نظام رادار الدفاع الجوى الفرنسي، متعدد المهام، طراز "أرابل" ARABEL، فيستخدم مع نظام صواريخ "أستر- 30 " Aster-30 متوسطة المدى، وهو رادار ثلاثي الأبعاد، ويعمل في حيز الترددات X-band (8-13جيجا هيرتز)، ويستخدم هوائي مصفوفة يتكون من 2600 مشع، ويدور بمعدل 60 دورة في الدقيقة، ويستخدم المسح الالكتروني في المستوى الرأسي، وهو مزود بإمكانات متطورة لمواجهة أعمال الإعاقة الالكترونية المختلفة.

طورت الشركات البريطانية الرادار طراز AR-325، المعروف باسم "كوماندر" COMMANDER، والذي يعد تطويرا للرادار طراز AR-320، وقد صمم طبقا لمواصفات حلف "ناتو"، وهو يحقق الكشف على مدى 450 كم، وبارتفاع 100 ألف قدم، ويمكنه كشف هدف صغير على مدى 420 كم، ويستخدم هوائي يتكون من 60 صفا أفقيا من مصفوفات أدلة الموجة، وينتج الهوائي فصوصا جانبية منخفضة جدا، وشعاعا قلميا ذي مسح الكتروني، والجهاز مزود بإمكانات عديدة لمقاومة الإعاقة، ويستخدم تقنية الرشاقة الترددية، ونظام تمييز الأهداف المتحركة من الثابتة.

أما الرادار طراز AR-327، فهو متحرك، ويمكن نقله جوا في طائرات C-130، ويتم تركيبه في ساعة واحدة.

ولمواجهة التحديات الخاصة بإيجاد الأماكن المناسبة لإقامة موقع الرادار الذي يستخدم لمواجهة الأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة جدا، فإن استخدام أنواع متقدمة من التكنولوجيا المتطورة أتاح فرصة غير مسبوقة لتقليل حجم مكونات الرادار، دون الإقلال من قدرته على القيام بمهامه الأساسية. وفي هذا الإطار، طور الرادار البريطاني، ثلاثي الأبعاد، طراز " داجر" DAGGER لكي يعمل مع نظام الدفاع الجوي البريطاني طراز "رابير" Rapier-2000 (النسخة التصديرية للنظام "رابير" أطلق عليها اسم "جرناس" JERNAS)، وهو نظام محمول على قاطرة، وله درجة دقة عالية في قياسات المدى والارتفاع والسمت Azimuth، ويمكنه التتبع السريع لعدة أهداف، كما يتضمن نظاما لتمييز الأهداف، ويمكن نقله معلقا تحت طائرة عمودية متوسطة الحجم، كما يمكن نشره ميدانيا بسرعة.

والرادار "داجر" يحمل على شاسيه دبابة من طراز "سنتوريون" Centurion، وبذلك أمكن التغلب على مشكلة النقل وتوفير الموقع المناسب، ويمكن وضع الرادار على الارتفاع المطلوب لاكتشاف الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، أو منخفضة جدا، على مسافات أبعد، كما أن هذا الرادار يوفر البيانات الدقيقة عن مدى الهدف، وزاوية اقترابه، وارتفاع خط الطيران. وفي حالة وجود مجموعة من الأهداف المعادية، يستطيع الرادار أن يرتب الأهداف طبقا لأهميتها وخطورتها من خلال نظام التعرف عليها. والميزة الأكبر التي يتمتع بها رادار " داجر" هي قدرته على اكتشاف الأهداف المتناهية في الصغر، مثل الطائرات الموجهة بدون طيار، وكذلك صعوبة مهاجمته بالصواريخ الراكبة للشعاع.

طورت الشركات الايطالية رادار الإنذار طراز RAT-31S إلى جيل جديد محسن منه، وهو RAT-31SL لاستخدامه في الدفاع الجوي، وهو رادار ثلاثي الأبعاد، يستخدم هوائي المصفوفة في الحيز الترددي 10 سم لأغراض الإنذار حتى 450 كم، واستخدام التحكم بالكمبيوتر والتقنيات الرقمية أتاح له أن يناور ويغير من السيناريو على مسرح العمليات في وجود أعمال الإعاقة الشديدة. ويستخدم الجهاز مرشحات Filters تتيح التحديث اللحظي للمعلومات، مع العمل في ظل الشوشرة الأرضية أو البحرية والمطر، وكذلك في ظل الظروف العادية في نفس الوقت.

ولمواجهة متطلبات خفة الحركة والقدرة على المناورة لرادارات المراقبة على الارتفاعات المنخفضة، فقد طورت الشركات الايطالية الرادار "أرجوس-73" Argos-73، وهو مشتق من الرادار الأمريكي TPQ-73. ومع أن الرادار " أرجوس- 73 " يعمل في شبكات الدفاع الجوي المتحركة للارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جدا، إلا أنه يستخدم أيضا لحماية الشواطئ، وهو قادر على اكتشاف العموديات والأهداف التي تطير بسرعات حتى 3 ماخ، حتى في ظروف الإعاقة الالكترونية.

تنتج السويد رادارا للدفاع الجوي يحمل اسم " جيراف " Giraffe AMB-3D، وهو مصمم للعمل مع أنظمة الدفاع الجوي متوسطة المدى، وقع الاختيار عليه للعمل مع النظام السويديRBS-23 للدفاع الجوي متوسط المدى، ويمتاز بقدرته على العمل مع عدة أنظمة صاروخية في وقت واحد، وكذلك يزيد هوائي الرادار ذو الشعاع المتعدد من معدل البحث زيادة كبيرة، نظرا للأشعة الملتقطة المتعددة التي تجعل زمن رد الفعل قصيرا جدا، مع توفير معلومات دقيقة عن الهدف، وأيضا يمتاز بتقليل الفصوص الجانبية، وهذا يزيد من مقاومة الرادار للتشويش.

ويمكن للرادار " جيراف " إدارة نيران عشر وحدات صاروخية متوسطة المدى في وقت واحد، وهو مزود بوسائل تمكنه من العمل على مديات 30 – 60 – 100 كم، ويتمتع بنظام كامل الآلية للقيادة والسيطرة والاتصالات، ويعمل على ثلاث موجات، ما يسمح باستعماله في أنظمة الدفاع الجوي والمراقبة التكتيكية، ويستطيع تنسيق النيران لمختلف وسائل الدفاع الجوي متوسطة المدى، بالإضافة إلى عدد كبير من وسائل صواريخ الدفاع الجوي قصيرة المدى. ويتحرك الرادار "جيراف" بسهولة على مركبة، وهو محمي بغلاف خاص من أسلحة الدمار الشامل، وهو قيد العمل في 20 جيشا حول العالم.

وتنتج شركة ألمانية رادار الإنذار ثلاثي الأبعاد، طراز TRM-S، الذي يستخدم لأغراض الإنذار عن الأهداف الجوية، ويعمل في حيز الترددات C-band، ويحقق مدى كشف 200 كم للأهداف الكبيرة، باحتمالات كشف 60%، و100 كم للأهداف الصغيرة باحتمالات كشف 90%، ويتم تجديد المعلومات بمعدل مرة كل (3-5 ثانية) طبقا لنظام العمل. والنظام مزود بإمكانات للتغلب على أعمال الإعاقة الالكترونية المضادة، والهوائي محمل على مركبة، ويرتفع حتى 12 م، ويعمل في ظل سرعة رياح حتى 100كم/ ساعة، وهو ما يتناسب مع تحقيق خفة الحركة والمناورة وسرعة التجهيز.

ويستخدم الرادار TRM-S مع نظام الدفاع الجوي الألماني " رولاند " ROLAND لتوفير معلومات الإنذار المبكر عن الأهداف الجوية، أما الطراز TRML فيعمل مع القوات الجوية في مركز القيادة والسيطرة، وأيضا مع نظام " رولاند " ROLAND للإنذار عن الأهداف الجوية المنخفضة والطائرات العمودية.

وتمتاز هوائيات المصفوفات بدرجة اعتماد عالية، نظرا لعدم اعتمادها على أجزاء ميكانيكية، كالحوامل Bearings والمحركات، كما أن معظم الرادارات التي توجه هوائياتها ميكانيكيا تستخدم صماما Tube واحدا لتكبير الإشارة المرسلة. فرادار الدفاع الجوي البريطاني طراز "مارتيللو" Martello يستخدم صماما واحدا قدرته حوالي 3 ميجاوات، فإذا تعطل هذا الصمام توقف الجهاز عن العمل. أما رادار "كوبرا دين" Cobra Dane (أنظر صورة الرادار Cobra Dane) الأمريكي، الذي يستخدم هوائي المصفوفات، ففيه 96 صماما، قدرة كل منها 160 كيلووات، وإذا تلف صمام، فإنه لا يؤثر على أداء الهوائي، ويظل الرادار صالحا للعمل، وإن انخفض أداؤه قليلا، كما أن استبدال صماماته الصغيرة أسهل من استبدال الصمام المفرد الكبير، المستخدم في رادار "مارتيللو".

والأسلحة المتقادمة نسبيا، المدفعية منها والصاروخية، تستفيد، إلى درجة كبيرة، من التطور التقني في مجال رادار المراقبة الجوية وإدارة النيران للارتفاعات المنخفضة، كما هو الحال في أنظمة الدفاع الجوي المحمولة التي تطلق من الكتف. وفى هذا الإطار، طورت شركة سويدية رادار الدفاع الجوي HARD-3D، المصمم أساسا لدعم نظام الدفاع الجوي الصاروخي التكتيكي RBS-90، ولكنه يستطيع أيضا مراقبة الأهداف وتحديدها لأسلحة أخرى، وهو عبارة عن رادار مسح وتتبع لمراقبة التهديدات منخفضة الارتفاع، مثل الطائرات العمودية.

ثامناً: أنظمة رادار الدفاع الجوى الشرقية

تستخدم أنظمة الدفاع الجوى الروسية أنواعا مختلفة من أجهزة الرادار، يتراوح عددها بين 30 و40 نوعا، وقد أدخلت عليها التقنيات الحديثة، وجرى تطويرها لمسايرة العدائيات المتجددة، وفي نفس الوقت، أبقى على ما هو جيد من أنظمة الرادار القديمة، لتعمل جنبا إلى جنب مع الأنظمة الحديثة. وتتكون شبكة الرادار الروسية من الأنواع المتعددة من رادارات الإنذار المبكر الأرضية، بعيدة المدى، ورادارات توجيه المقاتلات، ورادارات القيادة التكتيكية، ورادارات التتبع وإضاءة الهدف.

أشارت تحليلات الاستخبارات الغربية إلى تقدم أنظمة الرادار الروسية الحديثة، من ناحية خفة الحركة، والقدرة على المناورة العالية، وإلى امتلاك روسيا لأنظمة رادارية تعمل مع منظومات الدفاع الجوي ضد الصواريخ البالستية، ومنها أجهزة الرادار العملاقة المسماة "بيت الدجاجة " Hen House (أنظر صورة الرادار Hen House)، الذي يوجد منه ثلاثة طرازات، كل طراز يحمل اسم أحد الأنهار الشهيرة في روسيا، وهذا الرادار يعمل في حيز الترددات VHF، وله هوائيات تعمل بنظام المصفوفة، ومدى كشفه حتى 5000 كم، وشملت برامج التحديث بناء رادار ما وراء الأفق Over The Horizon، الذي يستند في عمله على انعكاس موجات الرادار من طبقة الأيونوسفير Ionosphere.

وأنتجت روسيا نظام رادار متطور، ذاتي الحركة، ثلاثي الأبعاد، ومتعدد المهام، تحت اسم CASTA-2E2، ويعمل في حيز التردد UHF، وهو مصمم لتنفيذ مهام الكشف والتتبع الآلي للأهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات منخفضة، مثل الطائرات العمودية، والصواريخ الطوافة، والطائرات الموجهة بدون طيار، ومدى كشف الجهاز حتى 150 كم، ويمكنه تتبع حتى 30 هدفا، ويمكن استخدام الجهاز في المجال المدني، مثل مراقبة المجال الجوي.

وحدثت الشركات الروسية الرادار P-12، المعروف لدى دول حلف "ناتو" باسم Spoon rest، والمصمم لكشف الأهداف المتوسطة والعالية الارتفاع، إلى الطراز الحديث NEBO-SV (1L13-3)، الذي يستخدم هوائي المصفوفة المستوية، ويعمل في حيز الترددات VHF، ويكشف الأهداف حتى مدى 500 كم، وارتفاع 40 كم، والجهاز مزود بإمكانات متطورة للتغلب على أعمال الإعاقة الالكترونية، كما أنه مزود بحواسب متقدمة للتحكم في عمليات المعالجة واستخراج المعلومات.

ومن أجهزة الرادار الروسية الحديثة أيضا رادار الإنذار المبكر بعيد المدى، طراز 55J6-3، ثلاثي الأبعاد، وله إمكانات كشف على الارتفاعات المختلفة، وهو يستخدم هوائي المصفوفات، ويعمل في حيز الترددات VHF، وأقصى مدى كشف له هو 1200 كم، وقد استخدمت في تصميمه العديد من التقنيات الحديثة، وخاصة للمعالجة عالية السرعة للإشارات، وسعات التخزين الكبيرة لأجهزة الحواسب.

من ناحية أخرى، ففي أجواء الحرب الحديثة، والدفاع الجوي المتقدم، أصبحت هناك حاجة ماسة إلى أجهزة رادارات متطورة لإدارة النيران، وللتمييز بين العدو والصديق، ومنها الرادار الروسي طراز Low Blow، حسب تسمية حلف الناتو، الذي يستخدم مع الصواريخ طراز SA-3، والرادار الروسي RPK-2 المستخدم مع المدفعية الرباعية "شيلكا " طراز ZSU-23-4.

ومن أحدث الرادارات الصينية النظام 146-1A ثلاثي الأبعاد، الذي يستخدم لأغراض الكشف، ويستخدم هوائي المصفوفة، ويعمل في حيز الترددات UHF، وأقصى مدى لعمل الجهاز 350 كم لكشف هدف صغير، ويمكنه تتبع حتى 100 هدف، ويعد أول نظام راداري صيني يعلن عنه ذا هوائي مصفوفة، إلا أن مواصفاته مازالت أقل من مثيلاتها من النظم الغربية، من حيث القدرات الفنية، وسرعة معالجة البيانات. ويمتاز هذا النظام بقدرته على التغلب على أعمال الإعاقة الإلكترونية، والانعكاسات الأرضية، والإنذارات الكاذبة، وكذلك مقدرته على مواجهة الصواريخ المضادة للإشعاع.

أما الرادار الصيني طراز YJ-14، الذي يطلق عليه Great Wall فيستخدم في الصين وإيران وفيتنام وزيمبابوي وفنزويلا (أنظر صورة الرادار YJ-14 وهو رادار كشف وتتبع تكتيكي، بعيد المدى، يميزه شكل الهوائي المصمم على صورة ذيل الطاووس، ويعمل في حيز الترددات E/ F، ويستخدم تقنية الرشاقة الترددية، ويحدد الإحداثيات الثلاثة للأهداف الجوية، وأقصى مدى لكشفه 300 كم حتى ارتفاع 25 كم، ويمكنه تتبع حتى 100 هدف، والهوائي يدور بمعدل ست دورة/ دقيقة.

وقد امتازت الأجيال الجديدة من الإنتاج الصيني من الرادارات بتطبيق عدد من التقنيات المتطورة، والتي يهدف معظمها إلى زيادة قدرة الأجهزة على العمل في ظروف الإعاقة الالكترونية، مع سرعة معالجة البيانات، ما أدى إلى زيادة عدد الأهداف التي يمكن تتبعها. ومن أمثلة ذلك، استخدام نظام إظهار الأهداف المتحركة الرقمي، وتقنية الرشاقة الترددية، وتقليل مستوى الفصوص الجانبية في نظام الهوائيات.

ويعد كشف الأهداف الجوية المنخفضة من أكثر مهام عناصر الدفاع الجوي صعوبة، نظرا لظهور إشارات هذه الأهداف مختلطة بإشارات التضاريس الأرضية على المبينات، كما أن المديات التي يجري كشف هذه الأهداف عليها تكون قصيرة نسبيا، ما يجعل الزمن المتيسر لاتخاذ الإجراءات المضادة صغيرا، ويتطلب سرعة عالية في الكشف ومعالجة البيانات، ولكل ذلك، طورت الصين رادار الكشف والتتبع للأهداف المنخفضة، الذي يستخدم تقنية القفز الترددي على 24 ترددا، لتوفير الحماية من أعمال الإعاقة المضادة. والجهاز مزود بمعالج إشارة رقمي، ونظام متطور لكشف الأهداف المتحركة، بالإضافة إلى ذاكرة لحفظ مواقع الأهداف الثابتة.

وفي الهند، قامت مؤسسة تطوير الالكترونيات والرادارات بتطوير رادار الدفاع الجوي طراز RAJENDRA، متعدد المهام، والذي يستخدم هوائي المصفوفات، ويعمل بنظام المسح الالكتروني الشامل. وهذا الرادار يعمل مع نظام الدفاع الجوي الهندي طراز " أكاشي "، والذي يعد تقليدا للنظام الروسي "سام-6 " SAM-6، وقد استخدم في تصميم الرادار تقنيات متقدمة، مثل المصفوفات المساحية في الهوائي، والتحكم الالكتروني في حركته في الاتجاه والزاوية بواسطة حواسب آلية متطورة، ويقسم هوائي الجهاز إلى ثلاثة أجزاء: الجزء الأول عبارة عن مصفوفة مستوية للكشف والتتبع، وتتكون من 4000 عنصر، ويتحكم في شعاعها 44 حاسبا آليا عالي السرعة، والجزء الثاني من الهوائي يستخدم لإرسال أوامر التوجيه للصواريخ، وهو مصفوفة مستوية أيضا، أما الجزء الثالث، فهو هوائي لجهاز التعارف، يتكون من مصفوفة خطية تضم 16 عنصرا.

وقامت شركة هندية بإنتاج نظام راداري متكامل لكشف الأهداف الجوية وتتبعها من مديات بعيدة، وأطلقت على هذا النظام اسم PCS-514، وهو يساعد في الحصول على المعلومات اللحظية وتحليلها وإرسالها مباشرة إلى مراكز القيادة.

وطورت الهند وأنتجت الرادار ثلاثي الأبعاد للإنذار بعيد المدى لخدمة القوات الجوية الهندية، وقد أطلق على هذا الرادار اسم PSM33، ويمكن أن يحتل موقعه في لحظات قليلة ليحل محل محطات الرادار الثابتة، ويستخدم الرادار ثلاثة ترددات مختلفة في حيز 10 سم.