إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / البرق والبريد




أنواع من المبارق
أول طابع بريد إنجليزي
ورقة بردي بمتحف بروكسل
مركبات البريد في العصر الروماني
مظروف ملريدي
أقدم رسالة
المستقبل Sounder
المفتاح key
الدار القديمة لمجلس الدايت
الدكتور ستيفن
رولاند هيل
رمز اتحاد البريد ببرن
رسالة وغلاف بالخط المسماري
صمويل مورس
شكل مبسط للمبرقة
فاكسيميلي التليغراف

أنواع التعديل في النظام الثنائي
لوحة نارمر
مخطط يوضح الدائرة المغلقة
مخطط يوضح الدائرة المفتوحة
مخطط يوضح شبكة لاسلكية
أشكال أظرف البريد
مُعيد التليغراف
مفتاح التليغراف
الأحجام القياسية للأظرف
الهيروغليفية ومدلولتها
الإرسال المتوازي للتليغراف والهاتف
الإرسال المتزامن
المستقبل
الاستقبال بتنوع التردد
التنوع الزمني
التنوع الفراغي
التنوع بالتجميع
التنوع بالتردد
التنوع بطريقة الاختيار
التحميل البرقي الصوتي
تنوع الهوائيات
تنوع الاستقطاب
ختم مكتب بريد جدة
حروف هجاء التليغراف الدولية
خطاب باللغة الهيراطيقية
خطاب باللغة الديموطيقية
رموز اللغتين الهيروغليفية والهيراطيقية
رموز الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية
رسم مبسط للمتابع
رسم بياني لتفاوت الموجه
رسالة العصا
رسالة اختبار
رسائل صينية قديمة
شبكة التليغراف
سيمافور
سرعة التليغراف




المبحث الأول

المبحث الثالث

تاريخ الورق والبريد

أولاً: خلفية تاريخية

1. نشأة البريد

عندما ظهرت الجماعات البشرية على وجه الأرض، وعرفت حياة الاستقرار نشأت لديها الحاجة إلى التعارف، والاتصال ونقل الأخبار والأفكار من مجتمع إلى آخر، ونظراً لعدم وجود الطرق ووسائل النقل في عصور ما قبل التاريخ؛ ولأن الكتابة لم تكن قد عرفت بعد فقد اضطر الإنسان في ذلك الوقت إلى استخدام الإشارات ودق الطبول والنار لإرسال ما يجول بخاطره من معلومات وأفكار وأخبار إلى جيرانه وأصدقائه، وكانت هذه في الواقع أول مرحلة في نشأة البريد.

ولكن عندما اخترعت الكتابة وبزغ فجر التاريخ، أصبح الإنسان قادراً على نقل أفكاره ومعلوماته وأخباره عن طريق الرسالة المدونة بواسطة الأفراد والدواب، ومنذ تلك اللحظة سار البريد في تطوره جنباً إلى جنب مع تطور وسائل النقل، فعندما تقدمت المدنيات وازدهرت الحضارات، ازدهرت معها الرسالة، وتطورت معها طرق نقلها ووسائله، إذ صار للبريد نظام قائم بذاته.

2. معنى كلمة البريد

اختلف المؤرخون في تفسير هذه الكلمة، فقد أرجعها معظمهم إلى أصل عربي، وأرجعها بعضهم إلى أصل فارسي، وقال فريق آخر بأن أصلها لاتيني.

ويعتمد الذين أرجعوا هذه الكلمة إلى أصل عربي على أنها مشتقة من كلمة برْد أو أبْرَد بمعنى أرسل، والاسم منها "بريد" فيقال أبْرَد بريداً أي أرسل رسولاً، وفي هذا يقول العرب الحمى بريد الموت أي الحمى رسول الموت .

أما الذين يذهبون إلى أن أصل هذه الكلمة فارسي فيعتمدون على أنها مأخوذة من كلمة بريده دمالفارسية؛ ومعناها مقصوصي الذنب؛ لأنه كان من عادة الفرس أن يقصوا أذناب الخيل والبغال التي ينقلون عليها البريد، وعلى ذلك فكان الفرس يطلقون على هذه الخيول والبغال كلمة بريد ذنب تمييزاً لها عن غيرها، ثم تطور استخدام هذه الكلمة عندما جاء العرب فحذفوا كلمة ذنب مُكْتفين بكلمة بريد.

وذهب الذين يقولون بأن أصل هذه الكلمة لاتيني إلى أن كلمة بريد مشتقة من الأصل اللاتيني Veridus بمعنى دابة البريد، أو حصان بريد، ومن ثم ناقل البريد، ثم أصبحت تطلق على النظام نفسه.

أما كلمة بوستة المستعملة في اللغة العربية الدارجة، فإنها مأخوذة من الأصل اللاتيني posi statio ومعناها محطات البريد التي كان الرومان يقيمونها بين كل مسافة وأخرى، ثم اشتقت منها كلمة postes في اللغة الفرنسية، وكلمة post في اللغة الإنجليزية، وكلمة posta في اللغة الإيطالية، وانتقلت منها إلى التركية ثم إلى العربية.

3. النظم البريدية

ومما تقدم نجد أنه من المرجح كثيراً أن أصل كلمة بريد فارسية، حيث إنه من الثابت أن أكاسرة الفرس هم أول من وضع أسس النظم البريدية، فقد كان الملك سيرس أول من أقام نظاماً ثابتاً للبريد في بلاد فارس عام 550 قبل الميلاد، إذ أوجد نظاماً مستقراً للسعاة، وشيّد كثيراً من محطات البريد في أنحاء مختلفة، ومن ثم كان نظام البريد في الإمبراطورية الفارسية أيام سيرس وفي عهد خلفائه من الأمثلة الأولى الرائعة للنظم البريدية التي سار عليها من جاء بعدهم.

ثم كان الإمبراطور الروماني أغسطس أول من أدخل النظم البريدية في الإمبراطورية الرومانية نحو عام 31 قبل الميلاد، ويُعزى إلى الرومان تطور النظم البريدية، إذ أدخلت عليها عدة تحسينات بلغت درجة عظيمة من التقدم والتطور.

ومما تجدر الإشارة إليه أنه على الرغم من قيام النظم البريدية وازدهارها فقد ظل البريد في تلك العصور وحتى العصور الوسطى وفي مطلع العصور الحديثة ملكيّا أرستقراطيّا لم يكن للشعب نصيب فيه إذ كان الدافع الأول لقيامه هو خدمة الأسر الحاكمة والأمراء والأغنياء.

ثانياً: تاريخ الكتابة والرسالة والورق

1. الكتابة

    درج الإنسان في مدارج المدنية، فوجد لزاماً عليه أن يبتكر طريقة للكتابة لأسبابٍ أهمها تسجيل ما يجب عليه استذكاره من شؤون وضرورة التخاطب مع أشخاص بعيدين، وحماية الممتلكات الشخصية من أدوات وماشية وغيرها بعلامات مميزة لها. ولما تعلمها، خطر له بعدئذ أن يستغلها لتسجيل أناشيده وصلواته، وإثبات أفكاره وأقواله.

    وكانت الكتابة في نمطها الأول مجرد نقوش على الأحجار، ويرجع عهد أول التجارب التي حاولها الإنسان لإثبات أفكاره وأقواله إلى أقدم عصور التاريخ، فبدأ بإثباتها على الحجر في شكل صور ورسوم اصطلح عليها الناس، ولم تصل الكتابة إلى هذا الكمال، الذي يُعد مظهراً بديعاً من مظاهر تطور المدنية الإنسانية إلا بعد آلاف من الأعوام، تقلبت خلالها في أدوار ثلاث: أولها الصور، ثانيها المقاطع، ثالثها الحروف الهجائية.

وقد خضعت الكتابة المصرية القديمة لهذه الأدوار، الطور الأول حوالي4000 سنة قبل الميلاد، وكانت تعرف بالهيروغليفية، وهي عبارة عن صور تدل على نفسها. (أُنظر شكل الهيروغليفية ومدلولتها). الطور الثاني حوالي سنة 2200 قبل الميلاد، وكانت تُعرف بالهيراطيقية. (أُنظر شكل خطاب باللغة الهيراطيقية) و(شكل رموز اللغتين الهيروغليفية والهيراطيقية) وهي عبارة عن الهيروغليفية معدلة بما يؤدي إلى القصد فيما يبذل في رسم الهيروغليفية من جهد ووقت. الطور الثالث حوالي سنة 800 قبل الميلاد، وكانت تُعرف بالديموطيقية، خُرج بها كثيراً عن الأصل الهيروغليفي حتى أصبحت أشبه بكتابة جديدة مستقلة تمام الاستقلال. (أُنظر شكل خطاب باللغة الديموطيقية) و(شكل رموز الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية)

وكانت الهيروغليفية تُكتب أفقياّ أو رأسيّا، ويدل اتجاه رؤوس الحيوانات على كيفية اتجاه الكتابة، أما الهيراطيقية والديموطيقية فكانتا تكتبان من اليمين إلى اليسار.

والظاهر أن الكتابة الهيروغليفية لم تستقم بحيث تؤدي المعنى المطلوب أحسن الأداء إلا في عهد الأسرة الأولى، وأقدم كتابة مفهومة في عهد هذه الأسرة اللوحة المعروفة باسم لوحة نارمر. (أُنظر شكل لوحة نارمر) .

2. الرسالة

حفظت لنا الصخور الضخمة، والآثار القديمة، كثيراً من النقوش الهيروغليفية التي لم يقصد بها ولا شك أن تكون رسائل؛ لأن الرسالة بمعناها الصحيح هي ما يكتبه ويبعث به شخص لآخر. وإذن فالرسالة لم توجد قبل أن يتمكن الإنسان من النقش أو الكتابة على مواد يسهل حملها ونقلها، وقبل أن يبتدع الإنسان الكتابة، كانت الرسالة عبارة عن رموز مفهومة تؤدي المعنى المقصود، يحملها رسل يوفدون من أمة إلى أمة، أو من فرد إلى فرد، فكان يُرمز إلى الحرب، مثلاً، بالمشعل، وإلى السلم بفسائل النخيل، غير أن هذه الرموز لم تكن تكفل سرية المراسلات، فلما ابتُدعت الحروف، ولم يكن يفهمها غير قلائل، وجد أنها تكفل السرية المطلوبة، فاستخدمت في المراسلات وسُميت الرسالة المكتوبة كتاباً أو خطاباً. وكانت الرسالة تُنقش على الطين ثم تُحرق، أو تُكتب على الجلود وقشور الشجر، واستعمل المصريون الشقافة في الكتابة.

واستعملوا كذلك ألواح الخشب المكسوة بالشمع، وكانت هذه الألواح أصلح من غيرها؛ لأنها تعَمّر طويلاً، وتستخدم مراراً بإزالة الكتابة عنها بسهولة عند الاقتضاء، ثم استعاضوا عن هذه الألواح بلفائف البردي والرق، وكانوا يستعملون في كتابتها أقلاماً من الغاب يهذبونها ويدببونها ويغمسونها في مداد أسود مصنوع من الصمغ والعثان. (أُنظر شكل رسائل صينية قديمة) ، بل وكانوا يكتبون بالمداد الأحمر في أحوال استثنائية. وكتب الصينيون على الخشب والمعادن والحرير، وكتب الهنود على خوص النخيل.

ولما أصبحت الكتابة والقراءة أمراً مشاعاً بين الجميع، اشتدت الحاجة إلى وسيلة لصيانة محتويات المراسلات من عيون الفضوليين، فكانت أوراق البردي تعقد بالخيوط عقداً محكماً، ثم تُختم أطراف الخيوط بالطين ثم الشمع، وكان أهل بابل يكتبون رسائلهم بالخط المسماري على ألواح من الطين. (أُنظر صورة رسالة وغلاف بالخط المسماري) ، ويضعونها في أغلفة من الطين كذلك، ثم يحرقونها فلا تتسنى قراءة الرسالة إلا بكسر الغلاف.

أما أهل إسبارتا، فإنهم احتفظوا بسرية خطاباتهم باستعمال رسالة العصي، وهي عبارة عن عصا يلفون عليها شريطاً من الجلد، ويكتبون على الشريط بعد ذلك ما يريدون، ثم يحلونه، وبذلك لا تتسنى قراءة الرسالة لغير المرسل إليه، (أُنظر شكل رسالة العصا) ، الذي يتعين أن تكون في حوزته عصا في ضخامة تلك التي استعملها المرسل. وعندما استعمل الناس الورق للكتابة، أخذوا يطوون رسائلهم ويختمونها من الخارج، ثم برموا بذلك وراحوا يودعون رسائلهم أغلفة منفصلة، وكان العرب أول من صنع أغلفة الورق للرسائل وقد صنعوها بأيديهم بمهارة كبيرة. واستمر الحال كذلك حتى ابتكر أحد الإنجليز في سنة 1867م، غلافاً منتظماً هو المستعمل حتى الآن.

3. الورق

كان شجر البردي من أكثر الأشجار نموّا في أرض الدلتا بمصر، وقد صنع منه قدماء المصريين الورق، فكانوا يضعون شرائحه جنباً إلى جنب، حتى إذا اكتملت لديهم طبقة وضعوا فوقها طبقة أخرى، بحيث تتقاطع شرائح الطبقتين، ثم يلصقون هاتين الطبقتين ويضغطونهما ويتركونهما حتى يجفا، وبذلك كانوا يحصلون على مادة قريبة الشبه بالورق المعروف حالياً. (أُنظر صورة أقدم رسالة).

وعن المصريين اقتبس الإغريق والرومان طريقة استعمال ورق البردي للكتابة، وظل هذا الورق مستعملاً في أوربا حتى بداية القرن الثاني عشر.

وإلى الصينيين يرجع الفضل في صنع الورق. (أُنظر صورة ورقة بردي بمتحف بروكسل)، فإنهم صنعوه في القرن الثاني قبل الميلاد، واحتفظوا بسر صناعته، حتى فتح العرب مدينة سمرقند في سنة 751م، فأخذوا عنهم هذه الصناعة.

ثالثاً: الورق والبريد

من الأشياء المهمة الملموسة للبريد الأظرف والأغلفة. ولنجاح البريد عادة ما تُعطى الأوراق والأغلفة أهمية عظمى. لذلك فإن العديد من معلني البريد المباشر يعتمدون في الإعلان دائماً عن منتجاتهم على حسن اختيار الورق والأظرف.

والاختيار الجيد لورق كتابة المراسلات أو المطبوعات المرسلة يُحسن من أداء المادة المكتوبة أو المطبوعة عليها، فتبدو مريحة للعين. وبالتالي فإن اختيار الأظرف يُعد الجزء الأول والأهم في المراسلة والأكثر تأثيراً. إنها أكثر من مجرد وسيلة لنقل المواد، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار قابليتها للنقل والتداول بعناية، وبالتالي تعطي المفهوم المطلوب لنوع الرسالة.

اختيار الورق

هناك العديد من المصانع التي تنتج الورق المناسب للبريد، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار عدة عوامل لاختيار ورق المراسلات، ويخضع الاختيار للنقاط التالية:

1. يجب أن يكون تصميم الورق بالغ الدقة.

2. يجب أن يكون الورق خفيف الوزن للتوفير في أجرة البريد.

3. في بعض النماذج يجب أن تكون اللانفاذية للورق مهمة.

4. أن يغلف بطريقة جيدة حتى يسهل تخزينه بطريقة سليمة.

5. هناك أوراق مراسلات مُعطّرة، فبعض الورق يُدخل البهجة على النفس، بينما البعض الآخر يثير العواصف عليها، وحسب الغرض من الرسالة يُمكن اختيار الورق المناسب.

6. تختلف أنواع الورق حسب تداولها، فمنها المقروء لمرة واحدة، ومنها المستخدم على نطاق واسع مثل الورق المدموغ.

7. تختلف ألوان الورق، وهي صفة مميزة لورق المراسلات، فبعد أن كان لون الورقة السائد هو الأبيض، توجد الآن أنواع غير محدودة من الألوان والظلال مثل الأحمر الفاتح، والأخضر الفاتح، والأزرق الفاتح، والأرجواني الفاتح، وكذلك الألوان المضيئة الحديثة.

8. توجد أوراق مراسلات ذات أحجام مختلفة نموذجية يسهل تداولها، ويجب أن تكون الأوراق متناغمة من حيث الحجم والوزن.

9. تختلف الأوراق من حيث الخشونة والنعومة والسُمك وما بينها، ويتوقف اختيارها على طبيعة الرسالة، والسّمْك عامل مهم في الورق الخاص بالبريد من الناحية الاقتصادية.