إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / البرق والبريد




أنواع من المبارق
أول طابع بريد إنجليزي
ورقة بردي بمتحف بروكسل
مركبات البريد في العصر الروماني
مظروف ملريدي
أقدم رسالة
المستقبل Sounder
المفتاح key
الدار القديمة لمجلس الدايت
الدكتور ستيفن
رولاند هيل
رمز اتحاد البريد ببرن
رسالة وغلاف بالخط المسماري
صمويل مورس
شكل مبسط للمبرقة
فاكسيميلي التليغراف

أنواع التعديل في النظام الثنائي
لوحة نارمر
مخطط يوضح الدائرة المغلقة
مخطط يوضح الدائرة المفتوحة
مخطط يوضح شبكة لاسلكية
أشكال أظرف البريد
مُعيد التليغراف
مفتاح التليغراف
الأحجام القياسية للأظرف
الهيروغليفية ومدلولتها
الإرسال المتوازي للتليغراف والهاتف
الإرسال المتزامن
المستقبل
الاستقبال بتنوع التردد
التنوع الزمني
التنوع الفراغي
التنوع بالتجميع
التنوع بالتردد
التنوع بطريقة الاختيار
التحميل البرقي الصوتي
تنوع الهوائيات
تنوع الاستقطاب
ختم مكتب بريد جدة
حروف هجاء التليغراف الدولية
خطاب باللغة الهيراطيقية
خطاب باللغة الديموطيقية
رموز اللغتين الهيروغليفية والهيراطيقية
رموز الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية
رسم مبسط للمتابع
رسم بياني لتفاوت الموجه
رسالة العصا
رسالة اختبار
رسائل صينية قديمة
شبكة التليغراف
سيمافور
سرعة التليغراف




المبحث الأول

المبحث الرابع

أظرف البريد وتوزيعها

أولاً: أظرف البريد

وبالنسبة للأظرف فإنها الجزء المهم الذي يولد الانطباع الأول لطبيعة الرسالة وأسلوب تداولها، ونقلها، وللأظرف أنواع وأحجام مختلفة كآلاتي (أُنظر شكل الأحجام القياسية للأظرف) و(شكل أشكال أظرف البريد):

1. أظرف البريد الجوي

إن أي ظرف يمكن أن يُرسل بالبريد الجوي بمجرد أن يكتب عليه عبارة بالبريد الجوى، ويوجد نوعان منهذه الأظرف:

أ. النوع الأول "أ" : تتكون حوافه من لونين متعاقبين هما الأحمر والأزرق بشكل مائل ومتوازٍ يمثل متوازي أضلاع، وتُجرى طباعته على ورق أبيض فتُنتج الألوان الآتية: الأحمر والأبيض والأزرق، ويكون عرض كل منها 5/12 من البوصة على حواف الظرف من ناحية العنوان والخلفية.

ب. أما النوع الثاني "ب": فيتكون من شريحتين كل منهما 1/4 بوصة إحداهما حمراء والأخرى زرقاء ممتدتين أفقيّا من منتصف الظرف مع مقدار 1/4 بوصة من اللون الأبيض بينهما بالبريد الجوي. وفي كلا النوعين تطبع على الظرف عبارة Par Avion، Via Airmail

2. أظرف الكتيبات

يستخدم هذا الظرف لأي حجم من الكتيبات ويتوافر منه نوعان، الحجم العادي، والحجم الاقتصادي، وعادة يكون مفتوحاً من جانبيه أو مشقوقاً قطريّا.

وعند اختيار أظرف الكتيبات يؤخذ في الاعتبار متانة وجودة التغليف ليتواءم مع الكتيبات المرسلة. وعادة يكون الورق المخصص لصنع أظرف الكتيبات غير مناسب للأظرف العادية.

3. أظرف مكاتبات الأعمال

يصرح لمكاتب البريد بعمل أظرف مكاتبات خاصة لرجال الأعمال، يُكتب عليها اسم مكتب البريد المصرح له بهذه الخدمة، والكلمات "ظرف خدمة رجال الأعمال"، الوصف "لا حاجة لطابع البريد" لو أن المراسلة في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، وكلمة "أجرة البريد تضاف على المعلن له" بجانب الاسم والعنوان الكامل للشخص.

يجب أن يُترك على الأقل حوالي 1.125 من البوصة لطابع البريد في أعلى الخطاب على يسار الإشارة البريدية. هذه الإشارة البريدية تطبع بشكل بارز، ولا تحجب عن النظر، أو تحاط بأي شيء آخر.

وكل مكتب بريد ينظم الظرف النموذجي الذي يختص به، ويجب ألا يبدو أي شئ دخيل على جانب العنوان.

4. أظرف الكتالوجات

إن الاعتبارات نفسها التي حددت اختيار أظرف الكتيبات تخدم كذلك أظرف الكتالوجات، ماعدا تلك الكتالوجات التي عادة ما تكون أكبر أو أثقل، وعموماً تستخدم خامة ورق أقوى وأمتن.

تصنع أغلب أظرف الكتالوجات بنهاية مفتوحة، وبشق مركزي، يعطي لها القوة والمتانة. وهي متاحة بكل المقاسات.

5. الألوان

تطور استخدام الألوان للخطابات والأظرف على مر السنين، ليس فقط اللون المطبوع لتصميم أركان البطاقات، بل وأصبح من الشائع تلوين خامات الأظرف. وهناك علاقة كبيرة بين ألوان الأحبار وخامات الأظرف، ويجب أن يكون هناك مزج وتناغم في ألوان الأظرف، وكذلك في ورق الرسائل.

6. البطاقات

لمواجهة احتياجات البوستة المتعلقة برسائل الصور، جاءت البطاقة لتجمع كل التصميمات باختلاف أنواعها وتوظيفها لخدمة العملاء والمرسلين، من حيث جودة الطباعة، وفن التصميم، واستخدام الألوان، ويجب أن يؤخذ في الاعتبار كل التأثيرات المقترحة للظرف الذي هو نموذج مصغر للإعلان، وفي الوقت نفسه يجب ألا تُغفل القواعد الأساسية في البريد من حيث كمية الفراغ المطلوب تركه للعنوان وطابع البريد والمعلومات المطبوعة.

7. أغلفة الطرود

تتوافر بأشكال متنوعة ومقاسات مختلفة وأنواع خاصة تعتمد على طبيعة المنتج المطلوب إرساله على هيئة طرد. وقد صمم بعضها ليكشف عن الثمن في متاجر البيع بالتجزئة. والبعض لمساعدة الزبائن على ترويج سلعهم بطريقة جذابة. وتصلح هذه الأغلفة أكثر للطرود البريدية.

8. ورق الغلاف

يُصنع ورق الغلاف من الورق المناسب لصنع أغلفة البريد. فيجب أن يكون قويا، غيرشفاف، للاستخدامات الاقتصادية، جيد النوعية، ذا وجه ناعم للكتابة، وذا سطح مستوٍ من دون تعرجات.

9. التثبيت

هناك أربع طرق رئيسة للتثبيت، للنهاية المفتوحة، والكتالوج، وغلاف الكتيبات والأنواع الأخرى للأغلفة، وهي الآتي:

أ. ألسنة أظرف الرسائل الملصقة المغراة.

ب. ألسنة أظرف الرسائل غير الملصقة القابلة للثني.

ج. ذات مشابك، إبزيم، معدنية.

د. ذات الأزرار الخيط.

10. ألسنة الأظرف

تنقسم إلى أربعة أشكال:

أ. اللسان المنتظم، هو أكثرها شيوعاً.

ب. اللسان ذو الرأس المدبب، الذي يعطي فارقاً في فراغ الغلاف، ويعطي مساحة قليلة من الطبقة المغراة. وكثيراً ما استخدمت في تبادل المراسلات الإجرائية.

ج. الغلاف المحفظة، وهو أقوى إلى حد كبير.

د. الأغلفة المصرفية، وتكون عميقة جداً.

11. أغلفة الحوالات

تختلف أشكال الأعمال التي تستخدم الأغلفة، وقد تطورت الأشكال لتواكب المتطلبات. في هذه الأغلفة يكون أمر الطلب مطبوعاً على جانب من الكشف، والعنوان المرتجع على الجانب الآخر.

12. أظرف الرواتب

ذات محتوى صغير للعملات والفواتير، وتتراوح مقاساتها من 3 إلى 4 بوصات تقريباً.

13. أغلفة توفير البريد

وهي مثل الأغلفة العادية في مظهرها وبنائها، والاختلاف الوحيد في كون الغلاف ذا لسان حر للظرف في جانب واحد من النهاية، وهو يطوى ببساطة دون أن يختم. وفي شكل آخر من أغلفة التوفير تلصق نهاية من الطرف بقطعة من المطاط بدلاً من ختمها، ويطبع عليها عبارة "محول من تفتيش البريد".

14. أغلفة العودة

تكون أغلفة العودة معنونة ذاتياً. وإما أن تكون بطابع أو بغير طابع. وقد تتميز عن أغلفة ردود الأعمال بأن الأخيرة تحمل توقيعاً مطبوعاً، ورقماً خاصاً يسمح للمرسل أن يدفع ثمن البريد عند عودته.

15. أغلفة التسليم الخاص

صنعت طبقاً للأنظمة واللوائح الجديدة لمصالح البريد مشتملة على تصميم خاص وألوان خاصة بحيث يمكن التعرف عليها بسهولة، وتسمح بالتأكد من التسليم باليد. وتحتوي على عبارة، تسليم خاص، والتي تُطبع على الغلاف باللون الأخضر.

16. أغلفة الأنظمة

كل مكتب، أو متجر، أو مصنع يمكن أن يُتاح له غلاف خاص به، إذ تتنوع المقاسات والأشكال والتطبيقات لمثل هذه الأغلفة، إلا أن بعض المفاهيم الخاصة بمساحتها وأشكالها يمكن الحصول عليها من مصادر العديد منها.

17. الأغلفة ذات الشباك

سُميَت بذلك؛ لأنها تسمح لاسم وعنوان المرسل بأن يقرأ من خلال الغلاف نفسه، ويوجد في ثلاثة أشكال رئيسة:

أ. الوجه المفتوح: يحتوي على مساحة صغيرة غير مغطاة، سهل الفتح.

ب. ذو القطعة الواحدة: والذي يصنع الشباك فيه جسم الغلاف بواسطة تشريب هذا الجزء من الورق بمادة زيتية مناسبة.

ج. ذو القطعتين: ذو قطعتين من الورق الزجاجي، والسلوفان، أو بعض الأنواع الأخرى من الخامات المتاحة التي تلصق على السطح.

ثانياً: طابع البريد

قد يعجب المرء لو علم أن طابع البريد لم يظهر إلا متأخراً في الخدمة البريدية، إذ أن استعماله الفعلي العام يرجع إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، في حين أن نشأة البريد مؤسسة رسمية منظمة تقوم بخدمة الجمهور، ترجع إلى أواخر القرن السادس عشر.

إن التسهيلات التي أدخلها الطابع على سير الأعمال في دولاب البريد بصفته أحد عناصر الضريبة المخفضة، كان السبب في الانتشار المنقطع النظير لمكاتب البريد في العالم الحديث. لقد أدى الطابع إلى انقلاب في وسائل الاتصال، وفي ضمان تبادل الرسائل، الأمر الذي ما كان العهد القديم يتصور وقوعه وانتشاره بهذه السرعة، ثم إن تطور المواصلات وحسن نظامها أدى إلى تسهيل العلاقات الاجتماعية بين الأفراد وبين الشعوب وتعظيمها وتنظيمها.

إن الاقتصاد في الوقت، وفي المال هما المزيتان الأساسيتان اللتان نتجتا من استعمال طابع البريد. وتولدت من طابع البريد رغبة جديدة، ألا وهي هواية جمعه التي أدت بشكل خاص إلى اتساع المجال أمامه والرفعة من شأنه.

يرتبط مولد طابع البريد إلى رولاند هيل Rowland Hill المصلح البريطاني. (أُنظر صورة رولاند هيل)، الذي أدخل تعديلات على الجهاز البريدي تسمح بتحقيق إجراءات كان البعض يعدها في ذلك الوقت خطيرة على البريد ومفقرة للدولة.

وكان هذا النظام يقوم على أساس تخفيض أجر النقل لصالح الجمهور بفرض ضريبة موحدة يسيرة، بصرف النظر عن المسافات مهما طالت والتكاليف المختلفة لوسائل انتقال سعاة البريد، وذلك دون أن تسبب أي عجز لخزينة الدولة بل كان من المنتظر أن ترتفع نسبة الإيرادات بسرعة، وكان الاقتصادي شارل كوبدن Charles Cobden أكثر تفاؤلاً إذ ادعى أن العالم أجمع سوف يعجب لها بما سيدره هذا الاقتراح من إيرادات تتخطى دخل السنين السابقة.

وكان من المنطقي أن يدفع الشخص الذي يبعث برسالة إلى شخص آخر الرسوم المقررة؛ لأنه لا يقوم عادة بهذا العمل إلا لمصلحته الذاتية فهو يطلب شيئاً أو يعرض شيئاً أو يسدي رأياً. لكن العرف قرر غير ذلك.

وفعلاً كان المرسل في قديم الزمن يتصل اتصالاً مباشراً بساعي البريد للاتفاق معه على ثمن وساطته، لا ينقده شخصيّا الثمن، ولكن ليثبته فقط بخطه على الرسالة ليقوم المرسل إليه بسداده. وعلى ذلك فإن هذه التأشيرة المثبتة على الخطابات في ذاك العصر كانت تخط بنفس اليد التي كتبت العنوان ـ الأمر الذي شغل بال هواة جمع الطوابع في الحصول على نماذج منها.

ظلت هذه الطريقة قائمة حتى منتصف القرن السابع عشر، على الرغم من إدخال تنظيمات حَددت بكل دقة التعريفة المفروضة. والسبب في ذلك واضح، إذ لما كان ساعي البريد ينقد مكافأة على الخدمة التي يؤديها، فلم يكن من الحكمة تسديد الثمن مقدماً قبل التأكد من تنفيذه لهذه المهمة الملقاة على عاتقه، بل كانت هذه الطريقة تدفعه إلى الاعتناء والمحافظة بالرسالة لتناول أجره عند تسليمها.

وكان لهذا النظام ميزات. فكان في استطاعة المرسل إلقاء خطاباته في صندوق البريد دون ضرورة تسليمها ليد موظف مكتب البريد المختص ـ ولكن تغير الأمور وإلقاء عبء الرسوم على عاتق المرسل قد سببت التزامات مزدوجة.

كان على الرسالة التي سيتداولها مختلف أقسام البريد من تسلم، ونقل، وتوزيع، أن تحتفظ بأثر الرسم المدفوع حتى لا يلزم المرسل إليه بدفع شيء. وكان لابد من استعمال طريقة يسيرة سريعة واقتصادية حتى لا تتحمل عملية النقل نفقات غير ضرورية وتضمن في الوقت نفسه لهذه الرسالة سلامة تحصيل الرسوم المفروضة عليها.

لم يعد في الإمكان وضع الخطابات في صندوق البريد دون دفع الرسوم المفروضة، فقد ضاعت ميزة الاستفادة من تعدد صناديق البريد المنتشرة في المدن الكبيرة، إذ كان لزاماً على المرسل التوجه إلى مكتب البريد ليسلم رسالة إلى موظف مسؤول عن سلامتها وعن تحصيل رسمها ـ فكان هذا مضيعة كبيرة للوقت، وكان التوسع اليومي المضطر لهذه الخدمة يحتاج إلى تسخير عدد كبير من الموظفين للقيام بها.

وإذا كانت هذه الوسيلة مقبولة في القرن الثامن عشر فإن استمرارها في القرن التاسع عشر يسبب عرقلة كبيرة، فكان لا بد من إيجاد نظام جديد يعفي المرسل من الوقوف أمام شباك البريد لدفع الرسم، ويضمن في الوقت نفسه لسعاة البريد حقهم. كان هذا هو دور طابع البريد في إرضاء هذه المطالب المتعددة.

عندما تنازلت المصالح البريدية لقبول التخليص مقدماً على المراسلات، لم تسر هذه الأمور دون إجراءات شكلية.

كان على الراسل أن يتوجه إلى مكتب البريد لملء الاستمارة، ثم ينتقل إلى مكتب آخر في مكان آخر، إذ كان يقدر موظفون مختصون الرسوم المقررة على جميع المراسلات، وعلى المرسل أن يدفع الرسم المشار إليه بقطع من النقود توضع داخل لفافة صغيرة من الورق، وتضم إلى الرسالة، وتتبعها إلى الجهة المقصودة، وبهذه الطريقة كانت الحصيلة تدخل في حسابات المكتب الموزع كما لو كانت حصلت من المرسل إليه. غير أن المبلغ قد ينفصل عن الرسالة أثناء الطريق كما قد يسرق، لذلك كان لا بد أن يثبت على الرسالة ما يفيد تسديد قيمتها.

كان في أول الأمر، يثبت ما يفيد تسديد الرسم على ظهر الخطاب بجوار العنوان، لندرة الظروف التي كانت تتكلف رسماً إضافيّا فكانت تكتب عليه كلمة " خالص " أو " مخلص عليه " أو "سدد الرسم " وكانت تستعمل نفس هذه العبارات للمراسلات المعفاة من الرسوم.

ثم تحولت هذه الإشارات الخطية إلى استخدام الخاتم الذي أراحهم من عمل مملّ، وقد استخَدمت في أول الأمر أختام مكتوب عليها حرفي p.p. أي سدد الرسم ثم خاتم آخر يشير إلى مكتب البريد، ثم رؤي ضمها فيما بعد في خاتم واحد. (أُنظر شكل ختم مكتب بريد جدة) .

وتمتاز علامات تسديد الرسم على جميع العلامات البريدية الأخرى بجودة زخرفتها خوفاً من تقليدها، وكان بعض منها يحمل اسم المكتب الأصلي فقط، مكتوباً على سطرين، مضافاً إليه حرفاp.p . أي سُدّد الرسوم.

ولكن كان بجانبها طوابع ذات صبغة زخرفية، منها ما كان على شكل بيضاوي، أو دائرة، أو دائرتين متداخلتين، أو درع، أو مثلث، أو كانت تظهر الكتابة فيها على شكل دائرة حول زهرة الزنبق، أو حول شعار وطني، أو حول الحرفينp.p. وكذلك العقد وإكليل الزهور.

كان مداد الأختام أسود عادة، وأحمر في بعض الأحيان، فكانت هذه العلامات الأصل الحقيقي للطابع في شكله البدائي، ولكنها تحقق مثله التخليص مقدماً على المراسلات بواسطة الخاتم. وفي سنة 1819م، أصدرت حكومة سردينيا أغلفة متموغة، وفي السنة التالية استبدل الطابع الملون المتموغ، الذي يحمل رسم ملاك ممتطياً جواداً، وينفخ في بوق، بطابع متموغ غير ملون.

وقد صدر قانون في إنجلترا في 26 ديسمبر سنة 1839م ينص على حرية الجمهور في الاختيار بين طرق التخليص المختلفة، وتم إصدار طوابع من مختلف الأنواع حتى يستطيع كل فرد أن يختار الطابع الذي يلائمه من الآتي:

1. أوراق مدموغة: يشغل الطابع نصف ورقة الكتابة مقاس in quarto 4.

2. مظاريف مدموغة: يتخذ الطابع شكل المعين.

3. طوابع للإلصاق: لإلصاقها قبل أو بعد كتابة الخطابات.

4. طوابع مطبوعة على أوراق مختلفة الأنواع يرسلها الجمهور إلى مكتب البريد.

وهكذا نشأ تمشياً مع ما ورد في البند الثالث، طابع البريد المنفصل عن المظروف وقد فضله الجمهور على جميع الطرق الأخرى.

1. استخدام أول طابع بريد

بادر رولاند هيل بصناعة المظاريف والطوابع التي استطاع أن يحصل على الموافقة على استعمالها من البرلمان الإنجليزي، واستعان باثنين من كبار الفنانين هما: وليم ملريدى William Mulready الرسام النابغة في التصوير، وجون طومسون John Thomson المتخصص في فن النقوش.

وكان رسم ملريدى يشغل الجزء الأعلى من المظروف. (أُنظر صورة مظروف ملريدي)، ويمثل مشهداً رمزيّا أراد أن يمثل به العالم في هذا الحيز الضيق. وقد جمع هذا التصوير كل شيء. فرمز إلى بريطانيا العظمى بملكة جالسة على عرشها وتحت قدميها الشعار البريطاني، يحفها الرسل والبواخر ومراسيها وأحد سكان لابونيا مع وعوله، والهنود الحمر وأشجار جوز الهند والزنوج ومستعمرون ومصريون وصينيون، ونساء وأطفال مشغولون في قراءة المراسلات.

وظهر الطابع المصمغ والمفروض فيه أن يستعمل في حالات غير عادية، وأصبح ذا استعمال عالمي، بينما كان المفروض أن يكون المظروف هو صاحب هذا التعميم، ولكن كان العكس.

ولم تكن صفحات الطوابع مثقوبة كما هو الحال الآن، وكان الناس يستعملون المقصات لفصل الطوابع عن بعضها. وفي أكتوبر سنة 1862م، صدرت أول مجموعة طوابع مخرمة، وكان أول مخترع لآلة التخريم المطبعية رجل إنجليزي يدعى أرثر Arther.

وكان الطابع أكثر استعمالاً من المظروف لعدة أسباب. منها أنه كان دائماً في متناول اليد دون عناء، وكان استعماله سهلاً سريعاً.

وفي سنة 1840م، صنعت مصلحة البريد الإنجليزية غلافاً مدموغاً بطابع البنس ألبني، وكان لون الطابع أسود، ومساحة الغلاف 25 سنتيمتراً طولاً و20 سنتيمتراً عرضاً. وبعد عامين، صدرت أول مجموعة منظمة من الطوابع الإنجليزية تحمل رسم الملكة فيكتوريا بلون أحمر داكن ولون أزرق، ويرجع الفضل في ابتكارها إلى مستر رولاند هيل.

وكان حجم الطابع حوالي بوصة مربعة، وقد نالت الصورة رضاء الملكة ـ وهي أول من اهتم بها ـ بدليل أنها أبقت تداولها في المملكة المتحدة طوال مدة حكمها التي بلغت 61عاماً، وحتى مماتها سنة 1901م. (أُنظر صورة أول طابع بريد إنجليزي).

وبدأت فرنسا تطبيق مشروع رولاند هيل في بعض الأقاليم السويسرية، إذ طبقته سنة 1843م وكان مكتب بريد زيورخ أول من أصدر هذا الطابع الصغير في شهر مايو في أوربا الوسطى، ثم تبعه مكتب جنيف، ولم تلحق بهما بال إلا في سنة 1845م وطبقت البرازيل هذا المشروع سنة 1843م، ونيويورك سنة 1845م، والولايات المتحدة الأمريكية سنة 1847م، وقد عبر هذا الإصلاح المحيطات قبل أن تعمل به فرنسا وبلغاريا وبلجيكا إذ إنها لم تأخذ به إلا في سنة 1849م، وأصدرت مصر طوابعها الأولى سنة 1866م، وكذلك البلاد الأخرى، فإنها لم تطبق هذا الإصلاح إلا فيما بعد.

2. مجموعات الطوابع وهواة جمعها:

ليست هناك هواية من هوايات الجمع تفوق هواية جمع الطوابع بعدد أنصارها. لقد افتتحت له بورصة وانعقدت أولى جلساتها في قصر التويلرري Tuilerie بفرنسا ثم تم نقل البورصة سنة 1868م إلى الشانزليزيهChamps Elysées، وظلت في هذا المكان حتى سنة 1874م، ثم انتقلت إلى حي مارينيMarigny .

أصبح عدد كبير من الملوك ورؤساء الدول هواة لجمع الطوابع، ومنهم الرئيس روزفلت في أمريكا، وجورج الخامس في إنجلترا، والملك فؤاد في مصر، وكارول في رومانيا، والفونس الثالث عشر في أسبانيا، واسكندر الثاني، ونيكولا الثاني في روسيا، والسلطان عبد الحميد في تركيا، والبابا بيوس الحادي عشر.

والثابت أن فرنسا ابتدأت جمع الطوابع سنة 1861م، وتبعتها إنجلترا سنة 1862م. إن بيع الطوابع لهواة جمعها أصبح مورداً مهمّا للإيرادات، ولا غرابة إذا عرفنا أن عدد أنواع الطوابع المثبتة في الكاتالوجات تزيد على ثلاثمائة ألف نوع.

ثالثاً: صناديق البريد

إذا كان ابتكار طوابع البريد قد نظم الصلة بين الجمهور ومصالح البريد، ووفر على الطرفين الكثير من المتاعب، وساعد على تباعد المراسلات، فإن تعميم صناديق البريد، ووضعها تحت تصرف الجمهور قد جاء متمماً من جميع الوجوه لفوائد الطوابع.

وكان أول من فكر في تعميم صناديق البريد بالمدن، هو المسيو فيلايير Velayer، وذلك بباريس في سنة 1653م، عقب حصوله على امتياز بفتح مكتب لتوزيع المراسلات.

ولما شاع استعمال طوابع البريد في كثير من البلدان بين سنتي 1840 و1850م، رؤي، تعميماً للمنفعة، وتسهيلاً لعمل موظفي البريد، وضع صناديق عديدة يُراعى فيها الآتي:

1. ألا تصل إلى محتوياتها يد أجنبية.

2. أن توضع في الأحياء المزدحمة، بحيث توفر من وقت الجمهور، وبحيث تسهل مراقبتها وحمايتها من عبث العابثين.

3. أن تفرغ قبل إغلاق الإرساليات مباشرة، وهذا يتطلب عناية واهتماماً وانتظاماً، كما يتطلب إطلاع الجمهور على أوقات التفريغ.

ولتأمين الجمهور على مراسلاته، روعي في صناديق البريد ألا يتسنى لمفرغيها مس ما فيها من خطاب، وقد توافرت هذه الشروط كلها في أحد نوعين من الصناديق، وهذا النوع هو عبارة عن صندوق يوضع في باطنة صندوق آخر متحرك، مصنوع من الخشب أو القصدير أو الجلد، وتثبت على مقربة من الصندوق الخارجي لوحة بمواعيد التفريغ، أو تثبت فيه بالذات لوحة نحاسية متحركة ببيان موعد التفريغ التالي، ويقتصر عمل المفرغ على حمل الصندوق الداخلي ووضع آخر خال في موضعه، ثم ينطلق بالصناديق الداخلية كلها إلى إدارة البريد حيث تفتح أقفالها، وكان ذلك يتطلب استخدام أكبر عدد ممكن من المفرغين، نظراً لكثرة الصناديق.

أما النوع الثاني من الصناديق، فكان عبارة عن صندوق عادي مغلق، يفتحه المفرغ ويأخذ محتوياته، ويبصم علي القائمة معه بصمة خاتم في جوف الصندوق، كي يتسنى لأولي الأمر التأكد من أنه قام بتفريغ جميع الصناديق.

وأخيرا اختُرع صندوق ميكانيكي، يمكن تفريغ محتوياته في حقيبة جلدية، وفتح قاعدته بطريقة ميكانيكية، بحيث لا يتسنى للمفرغ مس المراسلات، وتفتح هذه الحقيبة بمفتاح خاص في إدارة البريد، وكان من مميزات هذا الابتكار إمكان تفريغ أكبر عدد ممكن من الصناديق في حقيبة واحدة.

رابعاً: نقل البريد

لقد اعتمد الفراعنة في نقل بريدهم على سعاة القدم، ولم يكن ساعي القدم هو الوسيلة الوحيدة في نقل الرسائل بل استخدم الفراعنة كذلك الدواب، وكان الحمار هو الوسيلة التي استعملها الفراعنة حتى عصر الدولة القديمة، إذ لم يعرف الفراعنة الحصان إلا في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وقد ثبت من الوثائق أن الفراعنة أرسلوا سعاة بريدهم إلى حيفا وكنعان والحبشة.

هذا وقد امتاز نظام البريد في عصر البطالسة بأنه استحدث وسائل جديدة للنقل مثل استخدام الجمال والسفن، وإذا كان الفراعنة قد استخدموا سعاة القدم والحمير والخيول في نقل البريد، وإذا كان البطالسة قد استخدموا الجمال والسفن في هذا الغرض، فإن الرومان قد استخدموا العربات في نقل البريد، ولذلك فقد عمدوا إلى تحسين محاط الراحة وتوسيعها وزيادتها حتى تكون على استعداد لإقامة الحظائر الخاصة بالجياد بها، وكذلك لتقديم الطعام والشراب للركاب، وتزويد مركبات البريد بكل ما تحتاجه من سعاة جدد، وجميع وسائل الراحة الأخرى. (أُنظر صورة مركبات البريد في العصر الروماني).

وكان عمال البريد في العصر الروماني يقومون بالإضافة إلى عملهم موزعين للبريد بنقل الأسماك، وبعض الأطعمة من مختلف أجزاء العالم، إذ كانت عجلات البريد هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق هذا الغرض. ثم استُخدم بعد ذلك البريد الجوى بواسطة الحمام الزاجل، وكان البحارة المصريون والإغريقيون في عهد البطالسة يطلقون الحمام إيذاناً باقترابهم من أرض الوطن، ويقال إن أنطونيوس بعث برسالة مع حمامة في سنة 43 قبل الميلاد، ويذهب مؤرخو العرب إلى أن الحمام استُخدم لنقل الرسائل في نهاية القرن الثامن الميلادي، ولكن جاء في بعض الكتب الصينية أنه استُخدم في الصين في سنة 673ميلادية، وأنه أُدخل إليها بواسطة العرب أو الهنود.

وقد انتظم البريد الجوى باستخدام الحمام الزاجل، وأنُشئت له إدارة خاصة، فأنُشئت محطات للحمام الزاجل في نفس الخطوط الخاصة بنقل البريد بواسطة الجياد، وكان في كل محطة من محطات الحمام برج أو أكثر، يحفظ فيه الحمام من المحطتين السابقة واللاحقة، لكي تحمل الحمامة رسالتها إلى المحطة التي جُلبت منها. وعليه كان لزاماً أن تتبادل المحطات الحمام. ولنقل إحدى الرسائل من خط ما، كان يتعين استخدام جميع الأبراج الواقعة على طول هذا الخط، وكان يقطع المحطة في ثلث الوقت الذي يستغرقه الجواد، سبعة أميال تقريباً.

ثم تطور أسلوب نقل البريد بتطور وسائل النقل والمواصلات، فتم استخدام النقل النهري، والنقل بواسطة السكك الحديدية، والنقل الجوي.

إن التطور السريع لسوق النقل الذي يساير الاتجاه إلى الشمولية، إنما يمثل بلا شك تحدياً للخدمات البريدية. ويتعين عدّه فرصة يجب استثمارها. فسوق النقل يتحرر، ومن المنتظر أن يعيد تنظيم هيكله بالاعتماد على قوة الاتصالات العالمية. وكلما تبدى ذلك اقتصاديّا أصبح أكثر فاعلية، ويُجرى تنمية شبكة الطرق لتحل محل النقل بالسكة الحديد. ويحدث النقل الجوى بالمزيد من المرونة وبأقل تكلفة مما كان في الماضي، ويرجع ذلك بدرجة كبيرة إلى التحرر من الأنظمة، وإلى الوجود المتزايد لوسطاء العبور والشركات القابضة متعددة القوميات، ومؤسسات النقل المتخصصة.

خامساً: توزيع البريد

كانت المراسلات توزع من الشبابيك الخاصة بمكاتب البريد، ثم كانت تجربة توزيع المراسلات لمحلات الإقامة نظير اشتراك معين، ولكن التجربة لم تنجح نظراً لعدم تسمية الشوارع وترقيم المنازل، ثم تم معاودة هذا النظام فيما بعد، ومع نجاحه تم إلغاء قيمة الاشتراك، واستمر التوزيع لمحلات الإقامة مجاناً، وقد أدى هذا النظام إلى تخفيف الضغط عن شبابيك التوزيع.

ويتم الآن توزيع مواد البريد بإحدى الطرق الآتية:

1. شبابيك البريد.

2. في الصناديق المخصصة.

3. في أكياس أو حقائب مقفلة.

4. في محال الإقامة.

5. بواسطة الطوافين.

توزع بمحال الإقامة مواد بريد الرسائل وفقاً للعناوين الموضحة مادامت ضمن دائرة التوزيع ويستثنى من ذلك المواد البريدية الواردة باسم المصالح والهيئات والمؤسسات والجامعات والمعاهد وغيرها، فإنها لا توزع بمحال الإقامة بل توزع بمكاتب البريد.

تسلم المواد العادية لذات المرسل إليه في حالة عدم وجود صناديق خطابات بالمنازل أو أحد أفراد عائلته على أنه لا يجوز تسليم هذه المواد للحارس.

تسلم مواد بريد الرسائل المسجلة لذات المرسل إليه أو وكيله.

المواد المستعجلة التي يعاد تصديرها بسبب تغير محل إقامة المرسـل إليه أو لسبـب آخر ـ قبل محاولة توزيعها ـ ترسل إلى الجهة المعاد تصديرها إليها بطريق المستعجل.

لا يجوز ضبط أو حجز مواد بريد الرسائل بجميع أنواعها لدى هيئة البريد إلا بناء على إذن من قاضى المحكمة الجزئية المختص.

يجب أن يوضح على ظهر المواد البريدية بجميع أنواعها التي لم توزع إلى المرسل إليهم أسباب عدم توزيعها. في حالة رفض تسلم أية مادة يطلب من المرسل إليه أن يؤشر عليها بما يفيد ذلك، وأن يوقع على هذا التأشير بإمضائه، وفي هذه الحالة تعاد المادة إلى مصدرها.

يحظر على جميع العاملين بالبريد فتح المواد التي يوزعونها أو قراءة محتوياتها حتى ولو كان ذلك بناء على طلب المرسل إليهم، وفي حالة تغير محل الإقامة على صاحب الشأن أن يقدم طلباً يوضح به محل إقامته القديم والجديد، ويبلغ مضمون ذلك إلى الجهة المختصة بالتوزيع.

وفي حالة تسليم مادة مسجلة مرفقة بعلم الاستلام يجب على العامل الذي يقوم بتسليمها أن يحصل من المرسل إليه على توقيعه وتاريخ السليم على علم التسلم ثم يوقع عليه هو كذلك ويختمه بالختم ذي التاريخ، ويعيده داخل مظروف بطريق التسجيل إلى المرسل منه.

الجهات التي تؤدي أشغالها بمعرفة الطوافين يطلق عليها "محطات الطوافة"، ويتكون خط الطواف من عدة محطات، وتتحدد مواعيد وصول وقيام الطواف لكل محطة بقرار من الجهة المختصة.

يختص الطواف بأداء أشغال المواد العادية والمسجلة في الجهات التي يمر بها، وبيع طوابع البريد، وتفريغ صناديق الخطابات وتوزيع الطرود للمرسل أو وكيله وطلب استرداد مواد بريد الرسائل بجميع أنواعها بالبريد أو تصحيح عناوينها ما لم تكن قد سلمت للمرسل إليهم، وذلك بعد التحقق من شخصيته.

لا ترد إلى المرسل قيمة التخليص على المواد التي تسترد من البريد قبل تصديرها، وإذا كانت الطوابع على المادة لم تكن قد ختمت فيجب ختمها.

تهمل مواد بريد الرسائل في الحالات الآتية:

1. المواد التي تحمل عبارات مهينة أو مخلة بالآداب أو تتضمن سبّا أو قذفاً.

2. المواد غير المعنونة أو بعنوان غير مقروء أو ناقص.

3. المواد غير المستوفاة الرسم، ولم تكن تحمل اسم وعنوان المرسل.

4. المواد التي لم يتيسر توزيعها للمرسل خلال المدة القانونية، وتعذرت إعادتها إلى مصدرها بسبب عدم معرفة الجهة المصدرة.

5. المواد التي يرفض المرسل إليهم تسلمها ما لم يكن عنوان مرسليها معروفاً.