إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / البرق والبريد




أنواع من المبارق
أول طابع بريد إنجليزي
ورقة بردي بمتحف بروكسل
مركبات البريد في العصر الروماني
مظروف ملريدي
أقدم رسالة
المستقبل Sounder
المفتاح key
الدار القديمة لمجلس الدايت
الدكتور ستيفن
رولاند هيل
رمز اتحاد البريد ببرن
رسالة وغلاف بالخط المسماري
صمويل مورس
شكل مبسط للمبرقة
فاكسيميلي التليغراف

أنواع التعديل في النظام الثنائي
لوحة نارمر
مخطط يوضح الدائرة المغلقة
مخطط يوضح الدائرة المفتوحة
مخطط يوضح شبكة لاسلكية
أشكال أظرف البريد
مُعيد التليغراف
مفتاح التليغراف
الأحجام القياسية للأظرف
الهيروغليفية ومدلولتها
الإرسال المتوازي للتليغراف والهاتف
الإرسال المتزامن
المستقبل
الاستقبال بتنوع التردد
التنوع الزمني
التنوع الفراغي
التنوع بالتجميع
التنوع بالتردد
التنوع بطريقة الاختيار
التحميل البرقي الصوتي
تنوع الهوائيات
تنوع الاستقطاب
ختم مكتب بريد جدة
حروف هجاء التليغراف الدولية
خطاب باللغة الهيراطيقية
خطاب باللغة الديموطيقية
رموز اللغتين الهيروغليفية والهيراطيقية
رموز الديموطيقية والهيراطيقية والهيروغليفية
رسم مبسط للمتابع
رسم بياني لتفاوت الموجه
رسالة العصا
رسالة اختبار
رسائل صينية قديمة
شبكة التليغراف
سيمافور
سرعة التليغراف




المبحث الأول

المبحث الخامس

خدمات البريد واتحاد البريد العالمي

أولاً: خدمات البريد الإلكتروني

يُعد البريد الإلكتروني من الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تستهدف تسهيل تبادل المعلومات على الفور، ويمكن أن تكون هذه البيانات في شكل نصوص، أو صوت، أو رسوم. وذلك باستخدام نظم البريد التي تعتمد على الحاسب الآلي في استقبال الرسائل، وتخزينها، ونقلها إلى أماكن بعيدة، ويوجد نظامان أساسيان للبريد الإلكتروني، النظام الأول ويتعامل مع الصوت والنصوص المطبوعة، والنظام الثاني يتعامل مع الرسوم فقط.

وبالنسبة للمفهوم الدقيق للبريد الإلكتروني، فإنه مُوازٍ لعمل الفاكسيملي ورديف له في عمله. إن البريد الإلكتروني هو الجهاز أو المحطة المستخدمة في دوائر البريد والتي تعمل بطريقة الاستنساخ الإلكتروني ـ طبق الأصل ـ ويكون إرسال المعلومات واستقبالها على الخطوط الهاتفية. أما المفهوم العام والشامل للبريد الإلكتروني، فهو يعني جميع تقنيات الاتصال التي تقوم بنقل المعلومات وتبادلها عبر الوسائل الإلكترونية، مثل التليتكس أو نقل النصوص عن بُعد، الفاكسيملي، الفيديو تكس.

1. بريد النصوص

يمكن تقسيم خدمات بريد النصوص إلى قسمين:

أ. القسم الأول يسمى البريد الإلكتروني.

ب. والقسم الثاني يسمى خدمات التليكس، والتليتكس.

2. صندوق البريد الإلكتروني

نظام البريد الإلكتروني يقوم فيه المصدر بإرسال الرسالة على بداية الخط أو المنفذ المتصل بشبكة الهاتف، سواء شبكة الخطوط العامة أو شبكة خاصة تتصل بالحاسب الإلكتروني الذي يقوم بوظائف التأكد من خط المرور، وإعداد الرسالة، وتفسير العنوان، والتعليمات الأخرى، ثم تمرر الرسالة إلى "وحدة التخزين الإلكتروني"، إذ تتخذ الرسالة مسارها باتجاه المستفيد، ويطلق عليها في هذه الحالة "صندوق البريد الإلكتروني"، ويمكن أن يقوم المصدر بتوجيه الرسالة إلى شخص واحد أو لعدة أشخاص، ويتطلب ذلك التحقق من أن الرسالة قد تسلمها المستفيد أو المستفيدون.

وتُحفظ نسخ الرسائل في ملف خاص، وحين يتصل المستقبل بنظام البريد الإلكتروني يمكنه أن يتعرف على الرسائل المذاعة، ويمكن للمستقبل أن يراجع أسماء الرسائل وموضوعاتها، ويقرأ بعضها أو يقرأها جميعاً، وتكون كل رسالة قابلة للتخزين في ملفات، أو طباعتها على أوراق، أو الرد عليه، أو معالجتها بأية طريقة أخرى.

3. خدمات التليكس والتلي تكس

قبل أن يظهر اختراع الحاسب الآلي، ونظم إرسال النصوص التي يتيحها، كان استخدامه أسلوب الكتابة يحدث عن بعد، والطباعة عن بعد. ويعتمد هذا الشكل البسيط علي كتابة الرسالة علي آلة تقوم بتسجيل الرسالة على شريط ورقي، ثم يقوم المستخدم بالاتصال بالجهة المستهدفة، وينقل الرسالة من خلال تمرير الشريط الورقي عبر أداة للقراءة في جهاز، وإذا لم يكن الاتصال المباشر متاحاً يمكن نقل الرسالة عبر وسيط، إذ يُعمل شريط ورقي آخر للرسالة، ويستخدم الشريط الورقي الثاني في نقل الرسالة إلى المكان المطلوب في وقت لاحق. وغالباً ما كان يحدث دمج الرسالة مع رسائل عديدة أخرى موجهة إلى المكان المستهدف نفسه، ويطلق على هذا النظام خدمة التليكس.

وبدأت خدمة التليكس منذ أكثر من خمسين عاماً، ثم تطورت إلى خدمة واسعة الانتشار، وقد تم تحسين هذه الخدمة على مر السنين من خلال إدخال بعض الملامح الآلية، ولا تزال هذه الخدمة بطيئة نسبيّا، ولكن يمكن الاعتماد عليها، وهي خدمة متاحة في عدد كبير من الدول.

وفي عام 1983م، ومع تزايد الطلب على توفير خطوط ربط طرفية عديدة، أنشأت منظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية خدمة جديدة تسمى "تلي تكس". وتم الاتفاق بين بعض المنظمات الدولية على إقامة منافذ طرفية معيارية، ووضع نظام موحد للترميز لكي يسمح بنقل الاتصال العام فيما بين المشتركين في التخزين الإلكتروني للرسائل المطبوعة واتصال معالجة الكلمات. وفي نظام تلي تكس يمكن تجميع النصوص، وتخزينها، واستخدام هذه الخدمة في أداء وظائف محلية مستقلة عن نظام إرسال الرسائل واستقبالها، والسمة الرئيسة لهذا النظام تعتمد على وضع كل الحروف والأرقام والرموز باللغة اللاتينية. ويمكن للمستخدم أن يضيف بعض الرموز أو الكلمات باللغة الوطنية عند رغبته في ذلك. ويخزن النص المرسل في ذاكرة الحاسب الآلي، ويرسل آليّا عبر دوائر للربط بين المرسل والمستقبل، ويستغرق نقل صفحة النصوص في حدود خمس ثوان فقط.

4. البريد الصوتي

تعتمد خدمة البريد الصوتي على تسجيل كلام المرسل، وتخزين الرسالة، ثم نقلها إلى المستقبل حين يستدعيها. ويمكن أن تتيح هذه الخدمة بعض الإذاعات العامة مثل خدمات شركات الطيران، وتحديد الوقت "الساعة"، ويكون توزيع هذه الرسائل عبر خطوط الهاتف، ويمكن أن يحدث تخزين الرسالة إذا كان الخط مشغولاً، أو إذا لم تكن هناك استجابة من المستقبل، إذ يمكن تخزين الرسالة في ذاكرة جهاز تليفون المستقبل، ويمكن للمستقبل أن يدير هذا الجهاز في أي وقت ويسترجع محتوى الرسالة الصوتية، ويمكن أن يسمح البريد الصوتي بنقل الرسائل في اتجاهين.

5. بريد الرسوم

منذ أكثر من مائة عام، كانت عملية إرسال الصور واستقبالها تتم من خلال وسيلة تسمى آلات "الفاكسميلي". وبمرور الوقت، حدث تطور مطرد في نوع الصور التي يعاد إنتاجها، كما حدث تطور كبير في سرعة استخراج النسخ. وأصبحت أجهزة "الفاكسميلي"ـ في السنوات الأخيرة ـ ذات أهمية كبيرة في إدارة الأعمال، وتقوم هذه الأجهزة بالإرسال والاستقبال، وإعادة إنتاج الحروف بحجمها الطبيعي، وكذلك الرسوم المختلفة، في فترة لا تتجاوز دقيقة واحدة تقريباً.

وتزداد أهمية وسيلة الفاكسميلي في الدول التي تعتمد لغتها المكتوبة على الرسوم مثل اليابان، إذ يكون الاتصال بالفاكس أكثر أهمية من الاتصال عن طريق صندوق البريد الإلكتروني.

ويعتمد اتصال الفاكس غالباً على وصلات مباشرة بين الآلات المتوافقة من خلال شبكة تحويل، ويوفر هذا النظام كذلك كل خصائص التشغيل والتخزين والتسليم المؤجل للرسائل إلى أشخاص عديدين في وقت واحد.

ومن أمثلة خدمات البريد الإلكتروني الخدمة الشائعة في بريطانياtelecom - gold بالإضافة إلى خدمات نوعية أخرى.

وتشمل خدمات البريد الإلكتروني في الولايات المتحدة خدمة الاتصال السريع quick-communication، وهي خدمة بريد إلكتروني، وخدمة من شخص لآخر one ـto ـone التي تتيح خدمات الترجمة والنفاذ إلى قواعد البيانات. كذلك توجد خدمة إضافية للبريد إلكتروني تربط بين بريطانيا والولايات المتحدة، وتشمل ترجمة الرسائل والتليكس إلى اللغات الفرنسية والألمانية والأسبانية.

6. استخدامات البريد الإلكتروني

يمكن استخدام البريد الإلكتروني في بث الرسائل العاجلة لتصل إلى المنازل أو المكاتب وتسهل من إدارة الأعمال، فالبريد الإلكتروني وسيلة أفضل من الهاتف لكونه لا يحتاج إلى وجود شخص للرد الفوري على الرسائل، ويتفوق البريد الإلكتروني على البريد العادي من حيث السرعة، ولكن عيب هذه الوسيلة ارتفاع كلفتها، وربما كان ذلك من أسباب عدم انتشار هذه الخدمة على المستوى الدولي، فهناك كلفة عالية لأجهزة الإرسال والاستقبال، وتخزين الرسائل ومعالجتها، ووجود بعض الأجهزة المعقدة نوعاً ما في الاستخدام، وذلك عند مقارنتها بكلفة البريد العادي، كذلك فإن جودة هذه الخدمة ليست عالية المستوى، وقد يؤدي إضافة تطورات أخرى لهذه الوسيلة إلى تحسين جودة المخرجات، إلا أن ذلك سيزيد من كلفة هذه الخدمات.

ولذلك فإن استخدام البريد الإلكتروني يحدث أساساً على مستوى المنظمات والشركات، وليس على مستوى الأفراد. فعلى مستوى المنظمات يمكن استخدام المنافذ الطرفية لأغراض عديدة أخرى بالإضافة إلى البريد الإلكتروني، كما أن سرعة الاتصال تكون مطلوبة بشدة على مستوى المنظمات لسهولة اتخاذ القرارات وتوفير النفقات، ولذلك يغلب استخدام البريد الإلكتروني في صناعة الحاسب الآلي، ومراكز البحوث والجامعات، وسوف يظل الأمر كذلك حتى تنخفض كلفة هذه الخدمة لتناسب استخدامات الأفراد بطريقة اقتصادية.

ثانياً: الخدمات البريدية وتطورها

لقد دلت الآثار، على أن رسائل تُبودِلت بين فراعنة مصر، وحكام الدول المجاورة التي كانت تربطهم بها صلات تجارية وسياسية.

وأول رسالة جاء بها ذكر للبريد يرجع تاريخها إلى عهد الأسرة الثانية عشرة حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، وهي وصية كاتب لابنه يظهره فيها على أهمية صناعة الكتابة، والمستقبل المجيد الذي ينتظر الكاتب في وظائف الحكومة، فقد قال هذا الكاتب ضمن ما قال: "أما ساعي البريد، فإنه يحمل أثقالاً فادحة، ويكتب وصيته قبل أن ينطلق في مهمته، توقعاً لما قد يصيبه من الوحوش". ولعل أقدم وأهم مجموعة رسائل "مجموعة رسائل تل العمارنة"، المكتوبة بالخط المسماري، وهي في الواقع عبارة عن سجل للمراسلات السياسية، نقلها أمينوفيس الرابع سنة 1364 قبل الميلاد، من طيبة إلى أخوتاتون "العمارنة"، عاصمته الجديدة، وقد تُبودِلت هذه الرسائل بين أمينوفيس الثالث والرابع 1405ـ 1352 قبل الميلاد وبين ملوك الحيثيين، وأشور، وبابل، وقبرص، وصقلية. وهي تثبت أن الفراعنة كانوا يستكتبون كتّاباً يجيدون اللغات المعروفة في ذلك العهد.

ومن ذلك يستدل على أن الفراعنة قد نظموا بريداً داخليّا وخارجيّا. وأما بريد الجمهور، فلم يكن له نظام بذاته؛ لأن الفراعنة لم ينشئوا إدارة بريد بالمعنى المفهوم، بل كان الأغنياء يبعثون برسائلهم مع عبيدهم، وكان الفقراء ينتهزون مثل هذه الفرصة ليرسلوا خطاباتهم مع هؤلاء العبيد. وأغلب الظن أن قدماء المصريين لم يستخدموا في نقل البريد غير سعاة القدم، وقد أجمع المؤرخون على أن الفرس كانوا أول من وضع نظاماً للبريد في بلادهم، ولكن الذي نقطع بصحته، فهو أن البطالسة وضعوا لبلدهم نظاماً إذا قيس بما هو متّبع في الوقت الحاضر، مع مراعاة الفوارق بين مستوى المدنية الآن ومستواها قبل ثلاثة وعشرين قرناً، تبين أنه بلغ أعظم مبلغ من الدقة والسرعة، وضمان وصول المراسلات، وتحديد مسؤوليات عمال البريد.

وقد كان سعاة البريد السريع يستخدمون الجياد، وعرف بعد ذلك الرومان ما للبريد من أهمية سياسية وحربية وإدارية، فعنوا بتنظيمه في إمبراطوريتهم المترامية الأطراف، وقد استخدم أباطرة الرومان المركبات لنقل البريد، وأعدوا حظائر للجياد، ومحاط الراحة على طول الطرق المهمة، باستبدال الجياد والسعاة وتقديم الطعام ووسائل الراحة، وبلغ البريد في العصر الروماني اعظم مبلغ من الدقة في عهد الإمبراطور ديوكلنسيان الذي أقام المراقبين على عمال البريد ومحطاته، وأجاز لهم إبلاغ المخالفات إلى رؤساء الشرطة أو إلى الإمبراطور ذاته.

واستمر هذا النظام حتى قام أباطرة الدولة البيزنطية بإعادة تنظيم البريد، فظهر البريد السريع لنقل رسائل الدولة، والبريد البطيء لنقل الأشياء الثقيلة.

وقد نقل العرب نظام البريد عن الفرس أو اليونان، أو عنهما معا. واستعمل العرب البريد للأغراض التي استعمله فيها الفرس والرومان من قبل، أي لنقل بريد الدولة، والتجسس على أعمال الولاة، ونقل الأخبار إلى الخليفة. ويقال إن معاوية بن أبي سفيان، هو أول من نظم البريد في الإسلام لتسرع إليه أخبار بلاده من أطرافها، وأنه استخدم لهذا الغرض رجالاً من الفرس والروم. وذكر المؤرخ العربي أبو الفداء عن سرعة البريد "في العصر العربي" ما يدل على أنها كانت تعادل وربما تتجاوز سرعة البريد السريع في العصر البيزنطي.

وقد استُخدم الحمام الزاجل لنقل رسائل البريد الجوي، وقد استمر هذا البريد عدة قرون، فقد كان البحارة المصريون والإغريقيون في عهد البطالسة يطلقون الحمام إيذاناً باقترابهم من أرض الوطن، ويقال إن انطونيوس بعث برسالة مع حمامة في سنة 43 ق.م، ويذهب مؤرخو العرب إلى أن الحمام استُخدم لنقل الرسائل في نهاية القرن الثامن الميلادي، ولكن جاء في بعض الكتب الصينية أنه استُخدم في الصين في سنة 673 م وأنه أدخل إليها بواسطة العرب أو الهنود، وكان المصريون في القرن التاسع يعنون بتربية حمام الزاجل، وليس من المحقق أنهم استخدموه في ذلك العهد لنقل الرسائل بانتظام.

1. التذاكر البريدية

ثبت في القرن التاسع عشر أن كتابة الرسالة وتغليفها وإلصاق غلافها وطابعها، كل ذلك، لا يتناسب غالباً مع رسائل رجال الأعمال التي تخلو في العادة من الإطالة والمجاملات، والتي قد تتضمن سطرين أو ثلاثة على الأكثر، ولاحظ الدكتور ستيفن Steven، مدير بريد ألمانيا في منتصف ذلك القرن، أن من الخير للجمهور ومن مشجعات تبادل الرسائل تقرير وسيلة جديدة للرسائل الصغيرة التي لا يهم أصحابها بتغليفها، فابتكر تذكرة البريد وعرضها على مندوبي مكاتب البريد الألمانية في اجتماعهم بمدينة كارلسروه سنة 1865م، واقترح أن يكتب على هذه التذاكر المكشوفة أدنى رسم ممكن، فوافق المندوبون على هذا الاقتراح، ولكنهم أشفقوا أن يؤدي استعمال التذاكر إلى عجز في إيراد البريد، فأضربوا عن إنفاذه.

وفي سنة 1869م، لا حظ الدكتور إمانويل هرملن Emanuel النمساوي أن ثلث رسائله الخاصة لا أهمية لها، وإنها مع ذلك تُكلفه كثيراً من حيث الورق والأغلفة وطوابع البريد، فقدم إلى بريد فينا اقتراح ستيفن نفسه، فقوبل بالإعجاب، ووضع في الحال موضع النفاذ، وأقبل الناس على استعمال التذاكر إقبالاً عظيماً، حتى بلغت الكمية التي بيعت منها في المدة بين أول أكتوبر سنة 1869م وآخر ديسمبر من السنة ذاتها 2926102 تذكرة.

وفي سنة 1870م، اقتبست ألمانيا نظام التذاكر البريدية، وتبعتها على الأثر سائر دول أوربا الشمالية، وإنجلترا، وفرنسا، والولايات المتحدة، وكندا.

وفي سنة 1871م، أدخلت ألمانيا على بريدها نظام التذاكر الخالصة الرد بقصد تشجيع الناس على التفاهم وتبادل الرسائل.

وكان لكل مصلحة من مصالح البريد في العالم مطلق الحق في تقرير أبعاد تذكرتها البريدية، إلى أن تقرر في مؤتمر البريد الدولي بباريس سنة 1878م أبعاد التذكرة المستعملة حتى الآن.

لقد تطورت الخدمات البريدية في السنوات الأخيرة، فقد انتقلت من لائحة الخدمة العامة إلى لائحة التشغيل التجاري. لقد اضطرت الخدمات البريدية لمواجهة منافسة نشطة ومرنة سواء كانت تكنولوجية متمثلة في النقل المادي للمعلومات بواسطة وسائل الاتصال الإلكترونية، أو منافسة المؤسسات والشركات الخاصة على نقل المستندات والبضائع.

وبالتالي كان لزاماً على الإدارات البريدية أن تأخذ بالنظرة التجارية التي تجعل عملاء البريد في مجموعة كاملة من الخدمات سواء في النظام المحلي أو الدولي، وبأسعار ملائمة لاحتياجهم بدلاً من معاملتهم عملاء مضطرين لدفع الثمن والالتزام بالقواعد التي تفرضها إدارات البريد.

لذلك تسعى إدارات البريد أن يكون لها لائحة قانونية وتشغيل اقتصادي يوجد روحاً توفر للعميل أعلى درجات العناية وتتوافر له الخدمات البريدية التي تلبي احتياجاته وتكون ممتازة سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وبدرجة أداء موثوق بها، وتحقق عائداً في الوقت نفسه لحماية النشاط البريدي الأساس.

وفي هذا الصدد، ركز تصريح هامبرج 1984م على ضرورة تحسين نوعية الخدمات البريدية. ويعد هذا الاهتمام انعكاساً للإقرار بتصاعد المنافسة في سوق المواصلات.

لذا شهدت الجهود الرامية إلى تحسين الخدمة دفعة جديدة بفضل برنامج العمل العام لواشنطن الذي أقره المؤتمر البريدي العشرون 1989م، إذ يوصي إدارات البريد بأهداف نوعية الخدمة كالآتي: تحديد معايير تؤدي إلى رفع مستوى الخدمات البريدية، وتطبيق تلك المعايير، ومرونتها لقبول كل ما يستجد.

أ. مواصلة إدخال تحسينات على الخدمات البريدية سواء منها القومية أو الدولية.

ب. إدخال طرق جديدة لمراقبة نوعية الخدمات القومية أو الخدمات الدولية.

ج. إدخال نظام لاكتشاف أوجه الخلل وتصحيحها في سير عمل معالجة البريد وتداوله.

د. النهوض بالمنتج البريدي وجعله في المستوى المطلوب الوقوف في وجه المنافسة.

هـ. توفير العائد المالي من الخدمة.

و. المحافظة على بقاء المؤسسة البريدية.

ز. تحقيق الخدمة الممتازة يعطي ثقة بالخدمات البريدية لدى العملاء.

ح. تضمن للمؤسسة البريدية قدرتها على مساندة التطورات في سوق المواصلات.

ط. رقي الخدمة البريدية يساهم في تصميم الثقافة.

ي. الجودة تساهم في تطور البريد.

ك. نوعية الخدمة تقوي أيضاً عصب التجارة الدولية.

كما تهدف مراقبة نوع الخدمة إلى تحسين الخدمة، وتسهيل مرتكزاتها، وتقييم عمل الكوادر البريدية، والكشف عن نقاط الضعف في الشبكة البريدية، وعيوب الإجراءات البريدية. وقد انعكست هذه الأهداف على التالي:

2. مواد بريد الرسائل

أ. إيصال الرسائل إلى أصحابها بأقصى درجة من الوثوق.

ب. إيصال الرسائل بمعدلات الأداء المعلنة.

ج. تحسين معدلات الأداء على ضوء معطيات مراقبة نوع الخدمة.

د. معاملة البريد الدولي بالأهمية نفسها التي تعطى للبريد الداخلي.

هـ. ضمان سرعة الرسائل.

و. تقليص مُهلات التوجيه والتوزيع والفرز.

3. الطرود البريدية

أ. جعل الطرود البريدية وسيلة من وسائل تبادل السلع في نظام التجارة الدولية.

ب. ضمان الأمن للمواد المنقولة بالطرود البريدية.

ج. تطوير منتج الطرود البريدية وتوفير السرعة وحسن الأداء لهذه الخدمة.

د. نقل الطرود السطحية.

هـ. ضمان السرعة الفائقة لهذه الخدمات ليلبي رغبات عامل الوقت لدى العملاء.

4. الأهداف التشغيلية

ولتحقيق الجودة النوعية للخدمات البريدية الحديثة، لابد أن تكون هناك أهداف تشغيلية تضمن الإشراف على رواج الخدمة، وهذا يتطلب:

أ. الإسراع في عمليات التوجيه.

ب. تعزيز أمن البعثات.

ج. النهوض بالتوزيع في محال الإقامة.

ويتطلب كذلك في مجال الأعمال:

أ. تحديد المعايير وتحديد المسؤولين عن تطبيقها.

ب. توفير خدمات بريدية ممتازة لجميع البعثات في النظام الداخلي.

ج. تنفيذ برامج للإشراف على رواج الخدمة البريدية.

د. إعادة فحص شبكات التوجيه الدولية.

هـ. الاستخدام الأمثل لجميع وسائل النقل.

و. تنشيط أعمال لجان الاتصال مع الجمارك.

وفيما يتعلق بالإنتاجية:

أ. الحصول على عائد يتناسب مع تكاليف الاستثمار.

ب. توسيع قاعدة الإنتاج بقصد زيادة الأرباح وتقليل النفقات.

ولقياس الإنتاجية في أي إدارة، تم إعداد مؤشر مالي "الإيرادات بالعملة المحلية" بالقياس إلى عدد الموظفين، وهناك مؤشر مادي كذلك، وهو حجم البعثات على عدد الموظفين. وفي آخر دراسة أصدرها الاتحاد البريدي العالمي عن الإنتاجية تبين أن هناك تحسناً ماليّا يبلغ 11% خلال الفترة من سنة 81 إلى 85، بينما المؤشر العادي 3%، ونصيب الإنتاجية في الإدارات البريدية المتقدمة 23.8%، بينما الإدارات النامية 18.8%.