إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الغذائية المصغرة / الأرز





حبة الأرز




مقدمة

مقدمة

يُعد الأرز من أكثر الأغذية شيوعاً على مدى العصور، وتشير كتب التاريخ إلى أنه المحصول الرئيسي في منطقة جنوب شرق آسيا منذ سبعة آلاف عام حتى الآن.

ويُعتقد أن زراعة الأرز انتقلت إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط أثناء الاحتلال الإغريقي واليوناني، ومنه امتدت إلى أفريقيا، حيث أصبح الأرز من أهم المحاصيل بها، ثم انتقلت إلى الأمريكتين مع الهجرة الأوروبية إلى العالم الجديد.

وينتمي الأرز إلى العائلة النجيلية، ويتميز بقابليته للنمو في المناطق المعتدلة والمناطق الحارة، الأمر الذي ساعد على انتشاره في بلدان عديدة. وتحتاج زراعة الأرز إلى الماء بوفرة، لذا يُفضل غمر حقول الأرز بالماء، أو زراعته في مواسم هطول الأمطار.

وكذلك تحتاج زراعة الأرز إلى جهد كبير؛ نظراً إلى صعوبة بذر البذور في الأراضي الشاسعة المغطاة بالماء وتسميدها، كما أن التخلص من الأعشاب والحشرات الضارة يُعد تحدياً كبيراً لزارعي الأرز. وقد ابتُكرت حديثاً سلالات من الأرز أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والآفات.

ويتميز نبات الأرز بأوراقه المفلطحة وحبوبه المغطاة بالقشرة. وتتكون هذه الحبوب من طبقات الرَّدة، والجنين، والإندوسبرم المُمَيِّزة لجميع حبوب العائلة النجيلية (اُنظر شكل حبة الأرز).

ويوجد أكثر من 7000 هجين من الأرز تتفاوت في وفرة إنتاجها، وطول حبات الأرز، والحرارة المُثلى لنموها.

وبشكل عام، يُقسم الأرز- حسب طول حبوبه- إلى: قصير، ومتوسط، وطويل. والأرز طويل الحبة هو أغلى الأنواع؛ لذا يتسابق المزارعون إلى زراعته، ويتفنن المهندسون في تصميم آلات حصاده وتبييضه، بحيث يحافظ في الوقت نفسه على حبة الأرز من التفتت.

وعند جني محصول الأرز، تحتوي الحبة على نسبة رطوبة عالية نسبياً (20%)، تجعل تخزينها مستحيلاً؛ لذا يُترك الأرز معرضاً للشمس فترة طويلة بعد حصاده، أو يوضع في مجففات خاصة حتى تقل نسبة الرطوبة فيه، لتصل إلى أقل من 12%.

وقد بلغ محصول الأرز في الأعوام القليلة الماضية أعلى معدل له. فقد قُدِّر إنتاج بعض دول العالم بأكثر من 350 مليون طن في العام، وهو يُعد رقماً قياسياً، ويُنتظر زيادة هذا الإنتاج مع التقدم في مجال الهندسة الوراثية، واستنباط سلالات جديدة.

ونظراً إلى أهمية الأرز، أُنشئ المعهد العالمي لأبحاث الأرز (International Rice Research Institute, IRRI) ، بتمويل دولي مشترك، للعمل على تحسين صفات الأرز، ورفع درجة جودته. وفي عام 1994، توصل علماء هذا المعهد إلى استنباط نوع جديد من الأرز، إنتاجه أعلى من أنواع الأرز الأخرى بنسبة 25%. ونجح المعهد في تعرف الجين الذي يُمكِّن الأرز البري من مقاومة الأمراض البكتيرية، كما نجح كذلك في غرس هذا الجين في شتلات معرضة للإصابة، فصارت أكثر مقاومة.

ويُستخدم الأرز - غالباً في صورة الأرز المضروب - غذاء للإنسان، كما أن قشرته غنية بالدهون؛ لذلك يستخرج منها زيت عالي الجودة. ولا يستخدم الأرز في عمل الدقيق، لخلوه من الجلوتينين. كما يُستخدم في عمل النشا، وبعض مستحضرات التجميل، والأسمدة. وتُستخرج منه مادة الفورفورال Furfural. وفي اليابان يُستخدم الأرز المُخمّر في عمل شراب الساكي (Sake) المُسْكِر.