إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / جهاز المناعة




أحد أعراض مرض الإيدز
مرض الذئبة الحمراء
نظام عمل الخلايا القاتلة
أعراض مرض الروماتويد
تورم الغدة الدرقية

مكونات الجهاز المناعي
نظام عمل الخلايا الأكولة
نظام عمل الخلايا التائية
الخلايا البائية والتائية
استجابة الخلايا التنفسية للأنتيجين
تأثير السيكلوسبورين على المناعة
طريقة التهام الخلايا الأكولة




جدول توصيف الأشكال

ثانياً: وظائف الجهاز المناعي

يعمل الجهاز المناعي على حماية الإنسان من الميكروبات والأجسام الضارة، من طريق خط دفاع أول يسمى "المناعة الطبيعية"، وخط دفاع ثان، يسمى "المناعة المكتسبة".

1. المناعة الطبيعية

أ. الجلد

يحتوى الجلد على غدد كثيرة، دهنية وعرقية، تفرز مواد كيمائية خاصة، لحماية الجسم من بعض الكائنات، أومن سمومها. ووجود الجلد، وسلامته، يمنع وصول تلك الكائنات إلى الدم، لذا فعند حدوث خدش أو جرح بالجلد، تستطيع الميكروبات من خلاله الوصول إلى الدم مباشرة وإصابة الجسم بالمرض. وعلى هذا، يعد تطهير الجروح والخدوش، أمراً أساسياً في حماية الجسم من الأمراض.

ب. الأهداب والغشاء المخاطي المبطن للأنف والجهاز التنفسي

تعمل هذه الأغشية المخاطية على تدفئة الهواء، قبل دخوله الجهاز التنفسي، وحجز الأجسام الغريبة العالقة بالهواء، من طريق التصاقها بالمخاط. كما تطرد حركة الأهداب المستمرة في اتجاه الخارج، حبيبات الغبار، والأجسام الغريبة خارج الجهاز التنفسي.

ج. الدموع Tears

تحتوي الدموع على أنزيمات بروتينية تحلل الميكروبات، وتقضي عليها، كما تغسل العين من ذرات التّراب، أو الأجسام الغريبة. ويلاحظ ذلك في حالة دخول جسم غريب إلى العين مثل شعرة أو خلافه، وغزارة الدموع، التي تعقب ذلك.

د. درجة الحموضة Acidity Degree of

تؤدي الزيادة النسبية للحموضة في بعض إفرازات الجسم، إلى القضاء على البكتريا. وذلك مثل حموضة الجهاز الهضمي، التي تقضي على البكتريا في الأطعمة والمشروبات الملوثة. وكذلك تؤدي حموضة البول، Urine acidity إلى القضاء على الميكروبات، التي قد توجد في مجرى البول، وكذلك حال إفرازات المهبل الحمضية لدى السّيدات.

هـ. خلايا الدم

تحمي خلايا الدم جسم الإنسان داخلياً، مثل الخلايا الأكولة التي تُهاجم الميكروب وتلتهمه وتقدمه إلى الخلايا المتخصصة الأخرى، مثل الخلايا التائية والبائية وغيرهما.

وتتأثر كفاءة المناعة الطبيعية بعدد من العوامل، مثل:

(1) عامل السن

يتعرض الأطفال إلى الإصابة بالأمراض، بدرجة أكثر من الكبار، وذلك لعدم اكتمال نمو جهاز المناعة لدى الصغار، ولعدم تكون مناعة مكتسبة ضد الأمراض في أجسامهم. وكذلك الحال في كبار السن، الذين تقل مقاومتهم للأمراض، نتيجة ضعف جهازهم المناعي بمرور الزمن.

(2) اختلاف الأجناس

يؤدي اختلاف الأجناس والعوامل الوراثية والبيئية، إلى تفاوت في نسبة حدوث بعض الأمراض، مثل السل، الذي تكثر الإصابة به في بعض الأعراف، بينما تكون مقاومة هؤلاء للأنفلونزا أعلى من غيرهم.

(3) عامل التغذية والهرمونات

تتأثر المناعة بالتغذية السليمة، إذ يؤدي نقص البروتينات، أو الفيتامينات، أو حمض الفوليك، إلى نقص فيها. وكذلك حال بعض الهرمونات، مثل الأنسولين، التي تؤدي إلى زيادة نسبة السكر بالدم، والتهابات بالأعصاب، والتهابات في الجلد لا تشفى بسهولة. كما تسبب كثرة الدهون، خللاً، وضعفاً في جهاز المناعة.

(4) العوامل النفسية

يؤدي التعرض إلى ضغوط نفسية شديدة إلى تأثر في جهاز المناعة، وظهور أمراض مثل الذئبة الحمراء. وقد لوحظ أن بعض أمراض المناعة يصاحبها أمراض نفسية.

2. المناعة المكتسبة

هناك تعاون كامل بين المناعة الطبيعية والمناعة المكتسبة، للقضاء على أي جسم غريب، ميكروبٍ أو غيره، يهاجم الجسم.

وتعد المناعة المكتسبة هي خط الدفاع الثاني ضد الأجسام الغريبة والميكروبات، وهي تكتسب، نتيجة مرض سابق أو تحصين. وأهم ما يميز المناعة المكتسبة، التخصص والذاكرة، فلابد، أولاً، من التعرف على الجسم الغريب قبل مقاومته، واستدعاء الخلايا الخاصة بالذاكرة لهذا الجسم، أو تُعمل ذاكرة له، حتى تصبح مهاجمته في المرات القادمة أمراً ميسوراً. وتتكون المناعة المكتسبة من نوعين من الخلايا، هما: الخلايا البائية B-cells  التي تفرز الأجسام المضادة؛ والخلايا التائية T-cells، التي تحتوي على أنواع عديدة من الخلايا، لكل منها وظيفته المحددة للقضاء على الميكروب. ومن هذا يتضح أن أهم الوظائف، التي يؤديها جهاز المناعة هي التعرف على خلايا الجسم، وما عداها من الأجسام الغريبة، والتخلص من هذه الأجسام ومولدات المضاد Antigens، بطريقة تختلف باختلاف مولد المضاد. وقد ثبت أن بعض الفيروسات، مثلاً، تستطيع الهروب من جهاز المناعة وخداعه، بأن تغطى نفسها بغطاء خارجي يماثل ويشابه التركيب البروتيني الخاص بخلايا الجسم، التي لا يعدها جهاز المناعة غريبة عنه، فلا يهاجم أو يفرز ضدها أي أجسام مضادة. ومن ثم ينجح الفيروس في دخول الجسم، وإصابته بالمرض.

3. كيفية عمل الجهاز المناعي

أ. مولد المضاد Antigen

هو جسم غريب عن جهاز المناعة، وله القدرة على تحفيز الجهاز، ليكّون الجسم المضاد لهAntibody. ولابد أن يكون مولد المضاد قادراً على الاتحاد مع الجسم المضاد، ولذلك، ليس بالضرورة أن كل جسم غريب، يُعد مولد مضاد، ما لم تكن له القدرة على الاتحاد مع الجسم المضاد له.

وتتأثر كفاءة مولدات المضاد وقدرتها في تحفيز جهاز المناعة، على تكوين الأجسام المضادة وإنتاجها، حسب العوامل الآتية:

(1) التركيب الكيميائي Chemical Composition

كلّما كان تركيب مولد المضاد على شكل كيميائي معقد وكبير، زادت قدرته على تحفيز الخلايا المناعية، لإنتاج الأجسام المضادة.

(2) الحجم الجزئي Molecular Size

تزداد قدرة مولد المضاد على تحفيز جهاز المناعة بزيادة حجمه، أما إذا كان الحجم الجزيئي، الذي يتكون منه مولد المضاد صغيراً، فانه يحتاج إلى تحميله على أجسام أكبر منه حجماً، لتستطيع إثارة جهاز المناعة.

(3) قدرة مولد المضاد على تغيير الشكل الكيميائي الخاص به

إن إضافة الأحماض، أو التسخين إلى درجات حرارة معينة، تؤدي إلى تغير في تكوين ومولد المضاد وشكله، ومن ثم تجعله يكتسب صفات جديدة، وتتكون له أجسام مضادة جديدة، مختلفة عن سابقتها. وهذا يعطى مولد المضاد ميزة التحوير والتغيير.

ب. الأجسام المناعية المضادة Antibodies:

تُفرز هذه الأجسام من الخلايا البائية B - cells، وهى عائلة كبيرة مكونة من بروتينات خاصة مسؤولة عن حماية الجسم، من الميكروبات، ومن سموم الميكروبات، التي قد تصل إلى الدم. وتتكون هذه الأجسام المضادة من أربع سلاسل من الأحماض الأمينية، كل منها مكون من 110 حمض أميني، وهي مرتبة في ثنايا، بعضها فوق بعض. ويوجد في طرف كل سلسلة جزء متغير، من حيث ترتيب الأحماض الأمينية، لكي يناسب تركيبه تركيب مولد المضاد Antigen، الذي سيتحد معه. وتتعدد أشكال وتركيب وأوزان الأجسام المضادة، ليناسب كل منها الوظيفة التي سيؤديها.

وأنواع هذه الأجسام المناعية هي: IgG ,IgE , IgA , IgM , IgD.

أما وظيفة الأجسام المناعية المضادة فهي:

(1) اتحادها مع مولد المضاد.

(2) الاتحاد ينشط المركب البروتيـني المكمل The Complement. وتقصي الخلايا البالعة على مولدات المضادات، وتمنع تأثيرها الضار. كما تحدد الأجسام المضادة كذلك، مع بعض المستقبلات Receptors، الموجودة على سطح كثير من الخلايا، وبذلك تنشط هذه الخلايا للقيام بوظيفتها.

(3) تنتقل الأجسام المناعية IgG من خلال المشيمة من الأم إلى الطفل، وكذلك تصل الأجسام المناعية IgA من خلال لبن الأم إلى الطفل. ولذا، توفر هذه الأجسام المناعية الحماية للطفل خلال الشهور الحرجة الأولى من حياته، حيث لا تكون الأجسام المناعية الخاصة به متوافرة بالقدر الكافي لحمايته.

(4) تؤدي هذه الأجسام المناعية، كذلك، دوراً مهماً في التحاليل المعملية الحديثة، إذ تساعد في تشخيص كثير من الأمراض، التي كان من الصعب معرفة أسبابها من قبل.

ج. المركب البروتيني المكمل Complement The

يطلق هذا الاسم على مجموعة من البروتينات الموجودة في البلازما، وعلى أسطح الخلايا. ويبلغ عدد هذه البروتينات، أكثر من 25 نوعاً. وهي تؤدي دوراً رئيسياً في العملية الدفاعية، للجهاز المناعي، من خلال إذابة الجدار المحيط بالخلايا، أو البكتريا، أو الفيروسات المغلفة. وكذلك تسهل عملية الالتهام، التي تؤديها الخلايا البالعة، حيث تغطي مركبات المكمل الأجسام الغريبة، وتلتصق بمستقبلات خاصة على أسطح تلك الخلايا البالعة، ما يسهل عملية الالتهام.

ويوجد المركب البروتيني المكمل، عادة، في صورة غير نشطه بالدم، ويتم تنشيطه بطريقتين:

(1) الطريقة الكلاسيكية Classic pathway

وهي تبدأ باتحاد الجسم المضاد مع مولد المضاد، وهذا ما يؤدي إلى تنشيط سلسلة تفاعلات المركب البروتيني المكمل، التي تنتهي عند تكوين، المركب البروتيني المكمل رقم 3 .C3

(2) الطريقة البديلة Alternative pathway

وهى لا تشترط اتحاد الجسم المضاد، مع مولد المضاد لإتمام عملية التنشيط، بل يتولى مولد المضاد فقط، تنشيط التفاعلات الكيميائية، التي تتم في صور متعاقبة وهكذا، حتى تنتهي هذه العملية، بتكوين المركب البروتيني المكمل رقم 3 C3.

وتتحد، بعد ذلك، الطريقتان، الكلاسيكية والبديلة، في الخطوات الباقية من سلسلة التفاعلات، حتى تصل إلى تكوين المركبات البروتينية المكملة النهائية، التي تُذيب جدار الخلية الغريبة، سواء كانت خلية بكتيرية، أو خلية فيروسية، أو غيرها.

ويجب ضبط نشاط هذا المركب البروتيني المكمل وتنظيمه، حتى لا يؤدي عمله في الاتجاه الخاطئ، أي يؤثر على خلايا أنسجة الجسم السليمة، التأثير نفسه على خلايا الجسم الغريب. ولذلك تُباشر بعض البروتينات الموجودة بالأنسجة والدم، عملية ضبط وتنظيم عمل المركب البروتيني المكمل.

إن أهم ما يميز الجهاز المناعي، هو التعاون بين كل أنواع الخلايا، للقضاء على أي جسم غريب يدخل الجسم. وثمة صفة أخرى مهمة خاصة بالجهاز المناعي، هي ضبط وتنظيم عمل هذه الخلايا، بعد أداء مهامها، لوقف النشاط غير المطلوب.

ويتم ذلك: أولاً، من طريق الخلايا المثبطة، التي تفرز مواد، توقف نشاط الخلايا الأخرى، بعد أن قضت على مولدات المضادات.

وثانياً، وقف تأثير مولد المضاد في تحفيز الخلايا، وذلك بالقضاء عليه بواسطة الأجسام المضادة.

وثالثاً، توقف إفراز الأجسام المضادة، عندما يصل تركيزها في الدم إلى حد معين.