إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / جهاز المناعة




أحد أعراض مرض الإيدز
مرض الذئبة الحمراء
نظام عمل الخلايا القاتلة
أعراض مرض الروماتويد
تورم الغدة الدرقية

مكونات الجهاز المناعي
نظام عمل الخلايا الأكولة
نظام عمل الخلايا التائية
الخلايا البائية والتائية
استجابة الخلايا التنفسية للأنتيجين
تأثير السيكلوسبورين على المناعة
طريقة التهام الخلايا الأكولة




جدول توصيف الأشكال

ثامناً: نقص المناعة والإيدز والانفعالات

يرجع الفضل في التعّريف بعلم المناعة وأهميته، إلى ظهور مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز". فكثير من الناس بدأت معرفتهم بهذا العلم، على أنه العلم الخاص بفيروس الإيدز. وقد أعطى وباء الإيدز العلماء فرصة للبحث في مجال المناعة، بشكل مكثف وعميق لاكتشاف علاج، أو تحصين، ضد هذا المرض. وقد ساعد البحث في هذا المضمار، على معرفة كثير من أسرار الجهاز المناعي للإنسان. فأصبح العلم يعرف الكثير عن التركيب الجيني لفيروس الإيدز، والتحاليل التي تثبت وجوده من عدمه، وما يسببه من تدمير لجهاز المناعة بعناصره الأساسية الأربعة، وهي: الأجسام المضادة، والمناعة الخلوية، والخلايا البالعة، والمركب البروتيني المكمل. وعند حدوث أي نقص في مثل هذه المكونات الأساسية، تحدث أعراض عامة لهذا النقص، وأعراض خاصة، تختلف باختلاف العنصر، الذي تم دُمّر في جهاز المناعة. وتشمل هذه الأعراض العامة:

1. كثرة العدوى بالأمراض المختلفة، بصورة متكررة ومزمنة.

2. الإصابة بميكروبات من غير المعتاد إصابة الإنسان بها.

3. عدم الاستجابة للعلاج، وكثرة حدوث الانتكاسات.

4. الطفح الجلدي، والخراريج المتكررة، والإسهال، وحدوث تضخم في الكبد، والطحال.

أما الأعراض الخاصة بنقص الأجسام المناعية فقط، فقد تكون نقصاً لكل أنواع الأجسام المضادة، أو قد يُصيب النقص نوعاً واحداً فقط منها. وتتميز بحدوث التهابات صديدية متكررة بداية من الشهر السادس من عمر الطفل، وذلك بعد اختفاء الأجسام المناعية، التي انتقلت من الأم إلى الطفل عبر المشيمة. ويستجيب المريض للعلاج، بواسطة الحَقْن بالأجسام المناعية الجاهزة التحضير، وتسمى جاماجلوبيولين Gammaglobuline. ويُنصح بعدم إعطاء أي لقاحات للأطفال في هذا السن، لما في ذلك من خطورة على حياتهم من تلك الميكروبات الضعيفة، الموجودة باللقاحات.

أما نقص المناعة الخلوية، فتحدث أعراضه الخاصة، بسبب عدم وجود الغدة الصعترية، أو التيموسية Thymus gland، نتيجة لعيب خلقي، ومن ثم يحدث تحسن في هذه الحالات عقب زرع غدة أخرى بالجسم. وتظهر الأعراض عقب الولادة مباشرة.

وفي نقص وظائف الخلايا البالعة، أو المركب البروتيني المكمل، يكون التشخيص، بقياس وظائف الخلايا البالعة بطرق خاصة، وكذلك قياس البروتين المكمل. ويؤدي نقصهم إلى الإصابة بأمراض، عادة، لا تصيب الشخص السليم، ويحدث النقص عموماً في أكثر من عنصر من هذه العناصر الأربعة.

1. نقص المناعة المكتسبة ـ الإيدز Acquired Immune Deficiency Syndrome

اكتسب "الإيدز" اسمه من وضع الحرف الأول لكل كلمة، من الاسم المكوّن من 4 كلمات وهي، AIDS. وهو يعد أهم وأخطر الأمراض، التي أصابت الإنسان في القرن العشرين. ويمثل التوصل إلى علاج له، تحدياً للعلماء. ويعد هذا المرض، من أسباب الموت الرئيسية بين مرضى الهيموفيليا، ومرضى أنيميا البحر المتوسط، ومدمني المخدرات، والشواذ. بل إن انتقاله من الأم إلى المولود، يخلق أجيالاً بريئة مصابة بهذا الفيروس اللعين.

وهناك حالات يزداد فيها التعرض للإصابة، لكن بدرجة أقل، مثل الفئات التي لها احتكاك بالمرضى، وبالدم في الوقت نفسه، مثل أعضاء هيئة التمريض، والأطباء، وأطباء الأسنان، والحلاقون.

وبعد دخول الفيروس إلى الجسم، فإنه يغزو الخلايا التائية المساعدة من طريق مستقبلات خاصة موجودة على جدارها، تسمى CD-4، ويسيطر عليها، ويتضاعف، ويتكاثر داخلها حتى تنفجر الخلية في النهاية، وتنطلق من داخلها أعداد هائلة من الفيروس، يمارس كل منها الدور نفسه مع خلية تائية مساعدة جديدة. وهكذا يقل عدد هذه الخلايا إلى درجة كبيرة، ويزيد عدد الخلايا المثبطة، فينعكس ذلك سلباً وتثبيطاً على عناصر الجهاز المناعي، من خلايا بالعة، وخلايا طبيعية أكولة، وخلايا بائية، ويقل دور هذه الخلايا، ويقل إفرازها، الذي ينشّط كرات الدم البيضاء، وتصبح معظم خلايا الجهاز المناعي من دون وظيفة.

وتتمثل خطورة الإيدز في أنه قد يمر وقت طويل بين مرحلة دخول الفيروس إلى الجسم، وبين ظهور الأعراض، ما يتيح للمريض الانتقال بحرية بين أفراد المجتمع، ناقلاً العدوى للآخرين، دون ظهور الأعراض عليه.

ويسمى فيروس الإيدز Human Immunodeficiency Virus، ويختصر إلى الحروف الأولى HIV، وهو يتجه إلى أي خلية تائية مساعدة تحمل على سطحها البروتين CD-4.

أ. أعراض المرض

(1) ارتفاع في درجة الحرارة، مصحوباً بعرق شديد.

(2) صداع وزغللة في العينين، والتهاب في الحلق.

(3) فقدان الشهية وميل للقيء، مع ضعف عام، وهزال، وإرهاق.

(4) ألم في المفاصل والعضلات، وتورم في الغدد الليمفاوية.

(5) ظهور طفح جلدي في الأنف والخدين، وقد يظهر ورم خبيث بالأنف والوجه ينتهي بالوفاة. (أُنظر صورة أحد أعراض مرض الإيدز)

ب. التشخيص المعملي

(1) الكشف عن الفيروس، أو أحد مكوناته في الدم، وذلك في الفترة بين أسبوعين من التعرض للفيروس، ولمدة أربعة أشهر، أما بعد ذلك فلا يُكشف عنه.

(2) الكشف عن الأجسام المضادة، وذلك بعد شهرين من التعرض للفيروس، وتستمر هذه الأجسام المضادة بالدم بعد ذلك، ويكون ذلك من طريق اختبار اليزا ELISA، ويستغرق ست ساعات لمعرفة النتائج، ولهذا يكثر استخدام هذه الطريقة في بنوك الدم للتأكد من سلامة الدم قبل نقله للمرضى.

(3) استعمال طريقة التفاعل المضاعف المتسلسل PCR، وهي تعتمد على الهندسية الوراثية لقياس الأحماض النووية الخاصة بالفيروس في الدم، أو أجزاء متناهية في الصغر منها؛ وهذه الطريقة دقيقة جداً، ولكنها غالية التكاليف، وغير متاحة في كل المعامل.

2. المناعة والانفعالات

يوجد عدد من الأمراض، التي تنتج من الانفعالات والتوتر، وليس لها علاقة بالجهاز العصبي بل يمتد تأثيرها ليشمل بعض الغدد الصماء، وجهاز المناعة كذلك.

فقد أثبتت الدراسات وجود مواد خاصة بالجهاز المناعي، مثل مادتي الأنترليوكين والأنترفيرون في المخ والجهاز العصبي، ولها تأثير على سلوك الإنسان وتصرفاته، مثل الشهية، ودرجة الإحساس بالألم، وأسلوب النوم، وارتفاع درجة الحرارة.

كما توجد موصلات عصبية، خاصة بالجهاز العصبي فقط اسمها إندورفين Endorphins، مهمتها توصيل الكهرباء، والإشارات العصبية. وهي عبارة عن أفيونات طبيعية مهمتها أساساً أن تجعل الإنسان في حالة مزاجية، ونفسية طبيعية.

وتؤثر الانفعالات بشكل مباشر على المناعة، والعكس صحيح. فيُلاحظ أن مرضى الاكتئاب النفسي، مثلاً، يعانون من انخفاض ملحوظ في عدد الخلايا التائية المساعدة، ما يجعلهم عرضة للإصابة بالأورام السرطانية، أكثر من غيرهم. وكذلك يُعاني أقارب المرضى الميئوس من شفائهم، من إرهاق عصبي، ونفسي مستمر، يؤدي إلى خلل في جهازهم المناعي.

وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الوحدة والانعزال، من أخطر العوامل تأثيرا على جسم الإنسان، وجهازه المناعي.

وتؤدي الأمراض الناتجة عن خلل في المناعة، مثل الذئبة الحمراء، والروماتويد، والسكر، إلى تقليل القدرة على الحمل، والخصوبة، والإنجاب. وإذا حدث حمل فإن نسبة الإجهاض تكون عالية، ومتكررة، وقد تحدث تشوهات بالجنين، أو انقطاع مبكر للطمث، نتيجة لاضطراب الجهاز المناعي، والقلق الدائم، والمستمر الذي يعيشه هؤلاء المرضى. لذا، فعلى هؤلاء المرضى عدم التحدث مع الآخرين عن مرضهم، ومحاولة التعايش، والتكيف بصورة طبيعية، حتى لا يؤدي إحساسهم بالمرض إلى نوع من العزلة، أو التوتر المستمر، بما يزيد من شدة المرض ومضاعفاته.

وفي دراسات أجريت على طلبة الجامعة والمدارس الثانوية، في الشّهادات النهائية، تبين أن توتر الامتحانات لديهم، يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الخلايا الليمفاوية، أو الخلايا الطبيعية القاتلة؛ وكذلك نقص في بعض المواد المناعية، مثل الأنترفيرون. وأخيراً أثبتت الدراسات أن الانفعالات، بجميع أنواعها، تؤثر على ظهور أعراض أمراض المناعة الذاتية، وذلك من طريق غدتين رئيسيتين في المخ، هما الغدة تحت الدماغية Hypothalamus، والغدة النخامية Pituitary gland. ومن خلال سيطرة الانفعالات على هذه الغدد، تُفرز هرمونات تزيد من حدة الالتهاب، الذي تسببه أمراض المناعة الذاتية.