إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / جهاز المناعة




أحد أعراض مرض الإيدز
مرض الذئبة الحمراء
نظام عمل الخلايا القاتلة
أعراض مرض الروماتويد
تورم الغدة الدرقية

مكونات الجهاز المناعي
نظام عمل الخلايا الأكولة
نظام عمل الخلايا التائية
الخلايا البائية والتائية
استجابة الخلايا التنفسية للأنتيجين
تأثير السيكلوسبورين على المناعة
طريقة التهام الخلايا الأكولة




جدول توصيف الأشكال

تاسعاً: جهاز المناعة وزراعة الأعضاء

تقدمت عملية زراعة الأعضاء تقدماً كبيراً، وزادت نسبة نجاحها في السّنوات الأخيرة، وأصبحت وسيلة لتحسين وظائف عضو من الجسم، كطريق للعلاج بدلاً من أنها عملية إنقاذ حياة فقط كما كانت من قبل. وقد أجريت أول عملية زرع كلى عام 1954، وتلا ذلك تقدم في تحاليل الأنسجة، واستعمال أدوية تثبيط المناعة، التي تساعد على منع لفظ الجسم للكلى، ما جعل عمليات زرع الأعضاء، الآن، حقيقة واقعة.

1. كيفية تعرف الجهاز المناعي على الأجسام الغريبة عن الجسم:

أ. تشارك جميع خلايا الجهاز المناعي، بما فيها الخلايا البائية B-Cells والخلايا التائية T-Cells، الموجدتان في العقد الليمفاوية والطحال والغدة الصعترية، فى التفاعل ضد أي عضو غريب عن الجسم. فعند دخول جسم غريب إلى جسم الإنسان، سواء كان ميكروباً أو نوعاً خاصاً من البروتينات، أو خلايا عضو مزروع، فإنه يُفحص بواسطة نوع معين من خلايا الجهاز المناعي، وخاصة الخلايا البالعة Macrophages، التي تتفاعل مع مولد المضاد الغريب عند اكتشافها أنه غريب عن الجسم، فتطوقه ثم تقدمه إلى الخلايا التائية النشطة. ولذلك سميت بخلايا التقديم Antigen Presenting cells؛ كما تفرز نوعاً من الإفرازات، تسمى الليمفوكاينز، تحتوي على عديد من المواد المناعية الهامة مثل مادة الإنترليوكين-2، والإنترفيرون، وعامل نمو الخلايا البائية، التي تساعد على تنشيط كل من الخلايا البائية والتائية، لتتعامل مع هذا الجسم الغريب.

ب. تستطيع الخلايا البالعة، أو خلايا الجهاز المناعي بشكل عام، التمييز بين خلايا الجسم نفسه، والخلايا الغريبة عنها، من طريق إحدى الجينات الموجودة على أماكن متعددة على الذراع القصير للكروموسوم السادس، وينقسم إلى أربع مناطق أ، ب، ج، د، ويسمى Human Lymphocyte Antigen: HLA، ويوجد على جدار كل خلية حية في جسم الإنسان. وهو عبارة عن مجموعة من البروتينات الجينية، التي تتكون بشكل معين، حسب شفرة وراثية معينة، تُعطي كل خلية، من خلايا الجسم، هَويتها التي تجعل الجهاز المناعي للجسم، الذي يحمل الهوية نفسها لا يتفاعل معها، أو يمتنع عن مهاجمتها للقضاء عليها.

أما في حالة دخول الجسم الغريب، إلى جسم الإنسان، فإن الخلايا البالعة تتعرف عليه، وتذهب وتحيط به وتطوقه، وتحاول التهامه بداخلها، ثم تقدمه للخلايا التائية النشطة (أُنظر شكل طريقة التهام الخلايا الأكولة)، التي لا يمكن أن تُعطي أي رد فعل ضد الميكروب، إلاّ إذا كان مقدماً من هذه الخلايا البالعة، وبجانبه تلك الشفرة الوراثية الموجودة على جدارها، وتسمى HLA، حتى يتعرف عليها الجهاز المناعي، وإلاّ فإنه بأكمله لن يتحرك، ولن يكون له رد فعل، ضد هذا الجسم الغريب.

ولا يتطابق مركب HLA أبداً بين اثنين من البشر، إلاّ إذا كانا توءمين متطابقين.

2. زراعة الأعضاء Organ Transplantation

ساعد استعمال عقار السيكلوسبورين Cyclosporone، والتقدم في وسائل تحضير الأجسام المناعية، ووسائل تثبيط المناعة، في زيادة نسبة نجاح عمليات زرع الأعضاء. ولم يقتصر استعمال هذه العقاقير، في مجال زرع الأعضاء فحسب، بل أمتد ليشمل علاج أمراض كثيرة ناتجة من خلل في جهاز المناعة. وكان للدراسات المناعية، التي صاحبت عمليات زرع الأعضاء، أهمية كبيرة، إذ تم الكشف عن مولدات المضادات الموجودة على خلايا الجسم، التي يتحكم في وظائفها المركب HLA، الموجود على الكروموسوم السادس. وتكمن أهمية هذه المولدات في أنها هي التي تحفّز الخلايا التائية، لتتعامل مع النسيج المنقول من جسم آخر، إذا لم يكن مطابقاً لأنسجة الجسم المنقول إليه.

كما عُرف الكثير عن المعلومات الخاصة بالخلايا الليمفاوية التائية، وما يتعلق بأمراض المناعة الذاتية، من التجارب التي أجريت على نقل الأعضاء والأنسجة. وقد كانت أسباب هذه الأمراض والتغيرات الباثولوجية التي تسببها، غير معروفة، قبل ذلك.

أ. أنواع نقل الأعضاء

(1) النوع الأول: نقل أنسجة من جسم ووضعها بالجسم نفسه، في مكان آخر. وفى هذه الحالة تكون الخلايا غير غريبة عن الجسم، ولذلك لا يتفاعل معها الجهاز المناعي.

(2) النوع الثاني: نقل عضو من فرد إلى فرد آخر متطابق معه، كما في التوائم وحيدة البويضة المتماثلة، أو في حيوانات التجارب، التي تربى بطريقة التزاوج بين أبناء السلالة الواحدة، حتى ينتج جيل متجانس من ناحية الأنسجة.

(3) النوع الثالث: الأكثر شيوعاً، هو نقل الأعضاء من فرد إلى آخر من الفصيلة نفسها، لكنه غير متطابق تماماً من ناحية مولدات المضادات، الموجودة بالخلايا والأنسجة. وهذا النوع هو ما يستلزم عمل تحاليل للأنسجة، حتى يوجد الشخص المتبرع المناسب، إضافة إلى استعمال الأدوية المثبطة للمناعة، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.

(4) النوع الرابع: يتضمن أقصى درجات الاختلاف، وفيه يُنقل عضو من حيوان إلى إنسان، حيث يكون الرفض سريعاً جداً، إلاّ إذا جرت معالجة العضو قبل نقله، لتقليل درجة تركيز مولدات المضادات على الخلايا. ويُستعان ببعض صمامات القلب والجلد وبعض الأوعية الدموية، التي قد تنقل من بعض الحيوانات إلى الإنسان.

وإذا نجحت التجارب التي تُجرى الآن في هذا الشأن، فإن ذلك سوف يسهل عملية البحث عن أعضاء للمرضى، الذين تتطلب حالتهم ذلك. وتبقى بعض المعوقات، مثل اختلاف حجم العضو بين الإنسان والحيوان، والخوف من نقل بعض الأمراض، وكذلك الحالة النفسية وغيرها من المشكلات.

ب. رفض العضو المنقول

تختلف سرعة رفض الجسم للعضو المنقول، تبعاً لما يلي:

(1) رفض سريع جداً

ويحدث في الأشخاص الذين يحملون أجساماً مضادة مسبقاً، نتيجة لنقل دم سابق إليهم، أو حمل متكرر، أو محاولة سابقة لنقل عضو، ويمكن تجنب ذلك بإجراء اختبار لمصل المريض، للتأكد من عدم وجود هذه الأجسام المضادة.

(2) رفض حاد

ويستغرق أياماً أو أسابيع، ويحدث نتيجة لعدم تطابق فصيلة كل من المتبرع والمستقبل. وتعتمد درجة الرفض وسرعته، على مدى استعمال العقاقير المثبطة للمناعة.

(3) رفض بطئ

وقد يستغرق شهوراً أو سنين، ويسمى رفضاً مزمناً. وترجع أسبابه إلى ضعف يطرأ على تفاعل المناعة الخلوية، أو ترسيب الأجسام المضادة والمركبات المناعية، في النسيج المنقول.

3. كيفية التغلب على رفض العضو المنقول

أ. استخدام التحاليل المعملية

ينبغي إجراء التحاليل اللازمة قبل إجراء أي عملية لزرع الأعضاء، لمطابقة الأنسجة بين المتبرع والمستقبل. ويجرى ذلك بطرق عديدة، منها تحليل فصائل الخلايا، ثم عمل اختبار تطابق الخلايا. وقد حدث تقدم سريع في هذه الاختبارات، جعلها على جانب كبير من الدقة. وأنسب شخص ينقل منه العضو، هو الذي يكون مطابقاً تماماً للمريض، حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول، ومثال ذلك التوأم. ولكن ذلك أمر نادر الحدوث للإنسان. وفى جميع الأحوال يكون هناك اختلاف بين المتبرع والمريض. وتبعاً لذلك فمن الضروري تحليل المركب HLA، من خلال تحليل خلايا الأنسجة بطريقتين:

(1) التحليل السيرولوجى Serological Analysis

ويتم بالكشف عن الأجسام المضادة، التي تنتج من اختلاف HLA، أو تلك الشفرة الوراثية، أو ذلك الكود الموجود على جدار الخلايا؛ فلو تعرف الجهاز المناعي على كود يختلف عن الكود الموجود على جدار خلاياه، فإنه يفرز أجساماً مضادة ضد هذه الخلايا الجديدة عليه، باعتبارها خلايا غريبة عن الجسم. ويمكن كشف ذلك من خلال تحليلات خاصة بالدم.

(2) تفاعل الخلايا الليمفاوية المختلطة Mixed Lymphocyte Reaction

ويعتمد على أن الخلايا الليمفاوية التائية تتكاثر وتنمو، عندما تكتشف وجود "كود" آخر لخلايا غريبة عنها Non Self، لذلك يُخلط الخلايا الليمفاوية من المتبرع والمريض، فإذا لم يحدث تفاعل بينهما، أو حدث تفاعل بسيط، فإن ذلك يدل على أن تقبلاً سيحدث للعضو المنقول.

ب. استخدام مثبطات المناعة

عند عمل تحليل للأنسجة، قبل زرع عضو من الأعضاء، فإن مركب HLA ـ الكود أو الشفرة الوراثية ـ للمريض الذي سيستقبل العضو المزروع يجري تحليله، لتحديد أي نوع من مولدات المضادات يشغل مناطق معينة، هي التي ينبغي أن تكون متطابقة بين الشخص المعطى والشخص المستقبل، حتى لا يحدث لفظ للعضو المزروع. وبداهة فإن هناك مناطق أخرى على هذا المركب، تشغلها مولدات أخرى لا يتم الكشف عليها، وهذا ما يدفع الأطباء إلى إعطاء المريض الذي زرع العضو له، أدوية مثبطة للجهاز المناعي، حتى لا ينشط ضدها ويرفضها ويلفظ العضو المزروع، ومن أمثلة هذه الأدوية: السيكولوسبورين، والكورتيزون، والآزوثيوبرين.

4. مستقبل زراعة الأعضاء

إن نقص عدد الأعضاء البشرية المتاحة للزّرع، سواء القلب أو الكبد أو الرئة، يُعد أهم عائق أمام عمليات زرع الأعضاء. ولذلك، أصبح ملحاً الآن دراسة إمكانية نقل الأعضاء من أجناس أخرى غير الإنسان، أو التفكير في نقل الخلايا ذات الوظائف الخاصة فقط، بدلاً من نقل \لأعضاء، مثل نقل خلايا الكبد أو الطحال، وكذلك نقل الخلايا الأم في النخاع، والمسؤولة عن إنتاج أنواع كثيرة من الخلايا الحيوية، ذات الوظائف المهمة.

5. العقاقير والوسائل المستخدمة لتحفيز، أو تثبيط، الجهاز المناعي

في كثير من الأحيان تكون هناك حاجة ماسة إلى تنظيم عمل الجهاز المناعي، إما إيجاباً أو سلباً؛ أي قد يقتضي الأمر تنشيط الجهاز المناعي، أو تثبيط المناعة، تبعاً للحالة.

وتشمل المواد المستخدمة في تنظيم الجهاز المناعي الآتي: السيتوكينز، الأجسام المناعية المضادة، والمواد المستخدمة في تثبيط المناعة

أ. السيتوكينز Cytokines

وهي مواد بروتينية تشبه الهورمونات، وتفرزها كل أنواع الخلايا المناعية، وقد تفرزها بعض خلايا الجسم الأخرى. ووظيفة هذه المواد هي تنظيم عمل الجهاز المناعي. وأهم وأشهر هذه المواد الإنترفيرون، والإنترلوكينز، وعامل تحلل الأورام، والمواد التي تساعد على نمو خلايا الدم.

(1) الإنترفيرون Interferon

تُنشّط الخلايا التائية المساعدة الخلايا الأكولة Phagocyte Cells، لإفراز مادة الأنترفيرون المضادة للفيروسات. وهناك ثلاثة أنواع من الإنترفيـرون هي: ألفا، وبيتا، وجاما. وتستخرج هذه المادة من دم المتطوعين، فهي لذلك غالية الثمن. ويستخدم الإنترفيرون ألفا في علاج بعض أنواع سرطانات الدم، والسرطانات الأخرى وبعض أمراض الفيروسات، مثل الالتهاب الكبدي المزمن النشط المصاحب للفيروس B أو C. وعموماً فإن الإنترفيرون ألفا يتميز بأنه ينشّط عمل خلايا الجهاز المناعي.ولكن الأعراض الجانبية لهذا العقار تحد من قيمته العلاجية، مثل: الشعور بالإجهاد، وفقدان الشهية ونقص كرات الدم البيضاء، وكذلك زيادة إنزيمات الكبد، وهبوط الضغط، وعدم انتظام ضربات القلب.

(2) الإنترلوكينز Interleukins

تُفرز هذه المادة وتستخلص من الخلايا الأكولة نفسها، التي تفرز الأنترفيرون. وهي تُحفّز الخلايا البائية على إفراز أجسام مضادة من نوع IgE، المسؤولة عن الحساسية. وأهم عنصر في هذه المجموعة هو الرقم 2، ويستعمل في علاج الأمراض السرطانية. وعند حقن مريض السرطان بهذا العقار، مضافاً إليه الخلايا الليمفاوية بعد فصلها من الأورام السرطانية، فإنه قد يعمل على تدمير الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا المحيطة بها.

ب. الأجسام المناعية المضادة

تتميز هذه الأجسام المضادة بإمكانية تحضير كميات كبيرة منها، ضد أي مولد مضاد، وليكن، مثلاً، ذلك الموجود على الخلايا السرطانية.وعند حقن هذه الأجسام المضادة، فإنها تتجه إلى الهدف المقصود وتتحد به. ويمكن الاستعانة بالمواد المشعة، أو المواد السامة للخلايا، أو أي أدوية أخرى، يكون لها تأثير على الخلايا السرطانية، حيث تحمل الأجسام المضادة هذه المواد وتوصلها إلى الخلايا التي يراد التخلص منها، فتحدث تدميراً بها دون إصابة الخلايا المحيطة.

ج. المواد المستخدمة في تثبيط المناعة

زادت الحاجة إلى هذه المواد خاصة مع التقدم في مجال زراعة الأعضاء، ومع زيادة عدد أمراض المناعة الذاتية، التي أمكن الكشف عنها، ما استوجب استخدام العديد من العقاقير. ولكن توجد بعض الآثار الجانبية، التي تنشأ من استخدام هذه المواد، مثل تأثر الخلايا الأخرى للجهاز المناعي، غير المعنية بالتثبيط، مما ينتج عنه ضعف في مقاومة المريض، وتعرضه للإصابة بالميكروبات. ولذلك لزم البحث عن طرق لتثبيط المناعة، تجاه مولدات معينة، وهو ما تركز عليه الأبحاث في مجال المناعة العلاجية، في الوقت الحالي.

ويتضح مما سبق، أن الأبحاث تهدف إلى الوصول إلى الحل الأمثل، وهو أن يتعرف الجهاز المناعي على مولدات معينة ويقاومها، وفى الوقت نفسه لا يستجيب لمولدات أخرى تقتضي سلامة المريض، ويهاجمها. وبذلك يُضمن عدم تعرض المريض للمضاعفات، التي تنتج عن زرع الأعضاء، وتؤثر على سلامته.

ويعتمد تثبيط المناعة على عدد من المواد والطرق، هي:

(1) هرمونات القشرة الكظرية Corticosteroids

الكورتيزون Cortisone مركب طبيعي، يدور في الدورة الدموية في جسم الإنسان، وتفرزه الغدة الكظرية، الموجودة فوق الكلية. وينظّم عمل هذه الغدة وإفرازها مراكز المخ العليا والغدة النخامية. ويتفاوت إفراز هذا الهورمون من وقت لآخر أثناء اليوم؛ فتكون نسبته في الصباح أكبر منها في المساء. كذلك يتأثر إفرازه بالحالة النفسية، فإذا تعرض الفرد لضغوط نفسية، ازدادت كمية الكورتيزون في الدورة الدموية، حسب شدة الموقف الذي يواجهه. وتحدث عملية توازن بين الغدة الكظرية والغدة النخامية، بحيث إذا زاد إفراز إحداهما، يقل إفراز الأخرى؛ والعكس صحيح.

ويساعد استخدام الكورتيزون على تقليل حدوث الالتهابات، كما أن له تأثيراً مناعياً، من خلال تأثيره على المناعة الخلوية. كما يؤثر الكورتيزون على عدد كرات الدم البيضاء؛ فبينما يزيد عدد كرات الدم المتعادلة، يقل عدد جميع أنواع كرات الدم البيضاء الأخرى، ويكون هذا التأثير مؤقتاً، إذ يعود العدد إلى معدله الطبيعي بعد 24 ساعة من توقف العلاج. كذلك، يؤثر الكورتيزون على وظائف الخلايا الليمفاوية، فيقل نشاطها. وهو يقلل من عمل الخلايا البالعة، فيصبح المريض أكثر عرضه للإصابة بالميكروبات.

(2) الأدوية المتعلقة بالسم الخلوي Cytotoxic drugs

تُدمّر هذه العقاقير أنواعاً من الخلايا القابلة للانقسام. وللأسف، فإن هذا التأثير لا يقتصر على نوع معين من الخلايا الليمفاوية، ولذلك فإن استعمال هذه العقاقير يؤثر على عمل الجهاز المناعي ككل. وقد تؤثر هذه الأدوية على الخلايا غير الليمفاوية. وهي تستخدم في علاج أمراض الروماتويد والذئبة الحمراء، وأمراض الكبد المزمنة النشطة، والأمراض السرطانية.

(3) السيكلوسبورين Cyclosporin (أُنظر شكل تأثير السيكلوسبورين على المناعة)

يُعد هذا الدواء أهم كشف طبي في مجال زراعة الأعضاء، إذ يؤثر فقط على الخلية الليمفاوية المساعدة، ولا يمتد تأثيره إلى باقي الخلايا الليمفاوية. ومن مزاياه أنه يؤثر على وظيفة الخلية ولا يقتلها، ولذلك فهو العلاج الأمثل في حالات زرع الأعضاء. كما يفضل في حالات زرع النخاع، لأنه لا يؤثر على الخلايا المنقولة.

(4) تنقية البلازما من الأجسام المضادة

يتم ذلك بطريقة معملية خاصة وعلى مراحل، لفصل البلازما من الدم أولاً، ثم وضع البلازما في أنابيب، وتعرضها لسرعات عالية في أجهزة مخصصة لذلك. وهي من الطرق التي تساعد في علاج الأمراض، التي يصحبها ظهور الأجسام المضادة والمركبات المناعية بالدم، كما في حالة أمراض ضعف العضلات، ومرض تليف الرئة، وبعض حالات الروماتويد والروماتيزم، المصحوبة بمضاعفات في الأوعية الدموية، وكذلك في مرض الذئبة الحمراء.

(5) استخدام الأجسام المضادة للخلايا الليمفاوية

قد تكون هذه الأجسام متعددة المصدر، أي تنتجها أنواع كثيرة من الخلايا المناعية؛ أو وحيدة المصدر، أي ينتجها نوعٌ واحدٌ من الخلايا المناعية.

(أ) أجسام مضادة متعددة المصدر

تعمل على تعطيل عمل الخلايا الليمفاوية، كما أنها تقلل عددها. وتستخدم عند رفض الجسم للعضو المنقول، وفى بعض حالات الأنيميا.

(ب) أجسام مضادة وحيدة المصدر

تُحضّر هذه الأجسام للمولدات الموجودة على الخلايا الليمفاوية. وتتميز عن الأجسام السابقة في أنها متخصصة في تأثيرها، وبذلك لا تؤثر على الخلايا الأخرى غير الليمفاوية. وقد تنتج عنها بعض الأعراض الجانبية، مثل تغيير في ضغط الدم وضيق في التنفس وتكوين أجسام مضادة للأجسام المضادة المستخدمة في العلاج، وأعراض تشبه مرض الأنفلونزا.