إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / جهاز المناعة




أحد أعراض مرض الإيدز
مرض الذئبة الحمراء
نظام عمل الخلايا القاتلة
أعراض مرض الروماتويد
تورم الغدة الدرقية

مكونات الجهاز المناعي
نظام عمل الخلايا الأكولة
نظام عمل الخلايا التائية
الخلايا البائية والتائية
استجابة الخلايا التنفسية للأنتيجين
تأثير السيكلوسبورين على المناعة
طريقة التهام الخلايا الأكولة




جدول توصيف الأشكال

عاشراً: العلاج المناعي

1. العلاج الجينى

يولد كثير من الأطفال وهم يعانون من أحد الأمراض الموروثة من الأبوين، أو الأجداد، مثل أمراض الهيموفيليا، أو سيولة الدم، والسكر، والشلل الرعاش، وتليف الرئة المتكيس، وأمراض القلب، والذبحة الصدرية، وما إلى ذلك.

وقد أصبح هناك أمل لعلاج هذه الأمراض، التي ربما كانت نتيجة لعيب أو نقص في أحد الجينات، الموجودة على الكروموسومات في نواة كل خلية من خلايا الجسم. ويبلغ عدد هذه الجينات حوالي مائة ألف، موجودة على الحامض النووي للإنسان DNA، الذي يحمل هذه الشفرات الوراثية بترتيب معين.

وليس بالضرورة أن تكون كل هذه الجينات في حالة نشطة، وأن تُعَبِّر عن نفسها بالصفات التي تحملها؛ ولكن العلماء يقدرون نسبة الجينات النشطة المعبِّرة عن نفسها، وتعطى الإنسان كل ما به من صفات، بحوالي 10%، من مجموع الجينات المنقولة من الأبوين. فلو وجد من بين هذه 10% أحد الجينات المعيبة أو الناقصة، فإن ذلك سوف يسبب مرضاً لا علاج له، للجنين المولود.

والجين هو جزء من الحامض النووي، الموجود في نواة الخلية البشرية الحية بتتابع معين من الأحماض الأمينية. ويحتوي جسم الإنسان على حوالي مائة تريليون خلية في أجهزته المختلفة. وتحتوي كل خلية منها على نواة، تحمل بداخلها هذه الشفرات الوراثية، باستثناء كرات الدم الحمراء، التي لا تحتوي على أنويه بداخلها.

وكل جين مسؤول عن تكوين جزء معين في جسم الإنسان، سواء من الناحية التكوينية أو الوظيفية؛ فلو حدث لهذا الجين عيب في ترتيب هذه الأحماض الأمينية، فإن العضو أو الوظيفة، التي سوف يكون بها هذا الجزء من الجسم تصبح ناقصة ومختلة، وسوف يولد الجنين بهذا العيب الخلقي الموروث، وبالمرض الذي لا يمكن إصلاحه، إلاّ إذا أمكن إصلاح هذا الجين المعيب، واستبداله بجين آخر سليم، يحمل الترتيب السليم للأحماض الأمينية، حتى يؤدي الجين وظيفته.

2. العلاج بالمواد المناعية

لعل من أكثر العلاجات المستخدمة، فيما يتعلق بأمراض المناعة والسرطان وغيرها، هي تلك المواد المناعية والموصلات الكيميائية، التي يفرزها الجهاز المناعي نفسه لأداء وظيفته، ويطلق عليها مجتمعة اسم "ليمفوكاينز" أو "سيتوكينز". وهي تحتوي على عديد من المواد المهمة، مثل مادة "إنترفيرون"، ألفا، وبيتا، وجاما. وتستخدم مادة "جاما إنترفيرون" في علاج كثير من حالات السرطان، أما مادة "ألفا إنترفيرون"، فتستخدم في علاج حالات "اللوكيميا"، أو سرطان الدم والغدد الليمفاوية. وهناك ما يقرب من 12 نوعاً، من أنواع السرطان، تتأثر بمادة الإنترفيرون. وثمة توافق وانسجام بين مادة إنترليوكين-2 ومادة إنترفيرون في علاج السرطان، فمادة الإنترفيرون تبرز المستقبلات الموجودة على الخلية السرطانية لمادة الإنترليوكين-2، كي تنقض عليها وتهاجمها وتميزها. وتستخدم مادة الإنترليوكين-2 في علاج كثير من أنواع السرطان، خاصة سرطان الجلد، والكلى. ويعمل كثير من هذه المواد على نضج نمو خلايا الجهاز المناعي، بحيث تزيد مقاومتها للفيروسات، وقدرتها على مواجهة الأمراض، مثل مادة إنترليوكين، التي تنبه الخلايا القاتلة الطبيعية، كي تهاجم الفيروسات والخلايا السرطانية وتقضى عليها. وربما كان الأمل معقوداً على خليط من هذه المواد، لعلاج الكثير من الأمراض السرطانية، أو المستعصية، في الطب حتى الآن.

3. علاج أمراض المناعة الذاتية

ما زال علاج أمراض المناعة الذاتية، قائم على محاولة تثبيط جهاز المناعة ببعض الأدوية، مثل الكورتيزون ومشتقات الذهب. ويحدث تثبيط للجهاز المناعي، عندما تقل الخلايا التائية الليمفاوية المساعدة T-helper cells، وفى الوقت نفسه تزيد الخلايا التائية المثبطة cells T-suppressor، ومن هنا تقل الحالة الحادة للمرض وتخف أعراضه.

وقد أثبتت بعض الأبحاث، التي أجريت على حيوانات تجارب، أن إعطاءها نوع البروتين، الذي يهاجمه الجهاز المناعي من طريق الفم، ينتج عنه تثبيط الجهاز المناعي تجاه هذا النوع من البروتين، ويسمى هذا النوع من العلاج Oral Antigen Therapy. كما أن تناول المولد من طريق الفم Antigen Feeding يوفّر الكثير من التقنيات والاحتياطات، التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار قبل استخدام الأجسام المضادة، من طريق الحقن.إِن تناول البروتين من طريق الفم، يثبط جهاز المناعة من خلال طريق معين في خلايا المناعة في الأمعاء، حيث ينبه الخلايا المثبطة، ولا ينبه الخلايا المحفزة أو النشطة، في الوقت الذي لو وصل فيه الأنتيجين أو البروتين نفسه إلى الجسم، من أي طريق آخر بخلاف الفم، فإنه ينشط خلايا الجهاز المناعي ضده ويهيجه، وتهب الخلايا التائية النشطة لتنقض عليه، مسببة أعراض أمراض المناعة الذاتية. ومن خلال علم الهندسة الوراثية، استطاع العلماء تصنيع أجسام مضادة أحادية التفاعل، أي تستطيع أن تتفاعل مع مولد واحد فقط، وذلك لوقف نشاط الخلايا التائية النشطة، فلا تهاجم أهدافها في أنسجة الجسم المختلفة. إنّ ما يحدث في هذه الطريقة من العلاج، هو تماماً عكس ما يحدث في التطعيم؛ ففي التطعيم يُحقن الميكروب كي تنشط خلايا الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تكون مستعدة لمواجهته، إذا دخل إلى الجسم مرة أخرى، بينما هنا يُعطي المولد من طريق الفم، حتى تُنتج خلايا مثبطة تجعل الجهاز المناعي لا يتفاعل ولا يهاجم هذه المادة، إذا دخلت إلى الجسم مرة أخرى.

4. دور التحاليل الطبية في تشخيص أمراض المناعة

للتحاليل الطبية، إلى جانب الفحص الإكلينيكي دور رئيسي في تشخيص أمراض المناعة المختلفة. ونظراً لتطور هذه التحاليل، فقد أصبح من الممكن الكشف عن مواد موجودة بدرجة تركيز صغيرة جداً، وقياسها بوحدات متناهية الصغر. وتشمل هذه المواد بعض الأجسام المناعية، والمواد التي تفرزها الخلايا، مثل السيتوكينز؛ وتشمل، كذلك، الهورمونات ودلالات الأورام وغيرها.

وتتضمن هذه التحاليل:

أ. قياس البروتينات المختلفة، بواسطة الفصل الكهربائي المناعي.

ب. قياس الأجسام المناعية بطريقة الوميض الفلوريسيني، الذي يساعد في تشخيص أغلب الأمراض المناعية الذاتية، مثل الذئبة الحمراء.

ج. قياس الفيروسات والأجسام المناعية الخاصة بها، بواسطة طريقة تسمى إليزا ELISA، وهي التي مكنت من معرفة أنواع الفيروس في الالتهاب الكبدي الوبائي، وغيره من الأمراض الفيروسية.

د. الاختبارات التي تُجرى قبل زراعة الأعضاء، لمعرفة مدى تطابق الخلايا بين المتبرع والمريض حتى لا يحدث رفض للعضو المنقول.

هـ. قياس خلايا الدم المختلفة، مثل الخلايا التائية والبائية، والخلايا الطبيعية القاتلة، والخلايا المساعدة وغيرها من الخلايا. وقد أمكن تحقيق ذلك بواسطة تحضير أجسام مضادة لأي بروتين يراد قياسه، سواء كان على سطح الخلية، أو في الدم، أو البول، عن طريق ما يسمى "البروتين وحيد المصدر". وقد استعملت هذه الطريقة في اختبارات الحمل، حيث يمكن الاستدلال على وجود حمل في الأيام الأولى، التي تعقب التبويض.

و. الطرق المعتمدة على البيولوجيا الجزيئية Molecular Biology، أو التفاعل المضاعف المتسلسل Polymerase Chain Reaction.