إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التهاب الجيوب الجار أنفية





الأنف ووظيفة الشم
الوصف التشريحي للأنف
الجيوب الجبهية والفكية
الجيب الوتدي
تجاويف الأنف الداخلية




مقدمة

2. التهابات الجيوب الجار أنفية

إن اتصال الجيوب الجار أنفية بالأنف، من طريق فتحة الجيب الجار أنفي، أو من طريق الأوعية الليمفاوية أو الدموية، في الغشاء المخاطي المبطن للأنف والجيب الأنفي، يعرّض هذه الجيوب إلى انتقال العدوى إليها من الأنف. كما أن ثمة عوامل تساعد على حدوث مثل هذه الالتهابات، أهمها:

أ. وجود عوامل مختلفة تعيق سير الهواء الطبيعي في أثناء عملية التنفس، أو انسداد مجرى الهواء، مثل: وجود حساسية أنفية أو برد Allergic Rhinitis، أو اعوجاج بالحاجز الأنفي Nasal Septal Deviation، أو زوائد أنفية Polyps. وكل ذلك يؤدي إلى انسداد فتحة الجيب الجار أنفي، وركود الإفرازات داخل الجيوب.

ب. التهاب جذر أحد الأسنان المجاورة للجيب الفكي، خصوصا إذا فتح هذا الجذر الجيب واخترقه، أو إذا خُلع الضرس وتُرك ناسور على الجيب أو بقي جزء من الجذر في الجيب بعد خلع الضرس.

ج. السباحة ورياضة الغطس، حيث يؤدي انتقال العدوى، بسبب دخول الماء من طريق فتحات الجيوب بالأنف، إلى التهاب الجيوب الجار أنفية ذاتها.

د. التدخين وتلوث الهواء بالدخان والغبار، واستعمال النقط الأنفية لمدة طويلة، فكل ذلك يؤدي إلى تقليل نشاط أهداب الخلايا المخاطية، المبّطنة للجيوب وهي ذات أهمية كبرى في تنظيف الجيوب الجار أنفية.

وتنقسم التهابات الجيوب الأنفية إلى نوعين:

أ. التهابات حادة

ولها أعراض عامة، مثل: ارتفاع الحرارة، وشعور عام بالإرهاق، وفقدان الشهية، وانسداد بالأنف، وقلة الإحساس بالشم، وزيادة التمخط. وفى كل الأحوال، فإن الصداع، أو الألم الشديد فوق منطقة الجيب، الذي يزداد عند الضغط على الجيب، هو القاسم المشترك في جميع التهابات الجيوب الجار أنفية الحادة، وهي تختلف باختلاف موقع الجيب الأنفي. ففي حالة التهاب الجيوب الفكية Maxillar Sinusitis، يكون الألم على الخد، ويزيد مع الضغط عليه، ويُصاحب ذلك الإحساس برائحة كريهة جداً، مع تورم بالخد، خصوصاً في الأطفال. ويصاحب التهاب الجيب، عادة، التهاب اللثة، أو خلع الأسنان.

أما في حالة التهاب الجيوب الجبهية Frontal Sinusitis، فيتركز الألم في الجبهة، ويبدأ عقب الاستيقاظ من النوم، ويكون خفيفاً، ثم يتحسن في نهاية اليوم، ويزيد الألم بالضغط على الحاجب. أما التهاب عند الجيوب الغربالية Ethmoidal Sinusitis، فيزداد الألم بالضغط بين العينين، مع احتمال حدوث تورم في هذه المنطقة. وغالبا لا يحدث التهاب هذا الجيب منفرداً، مثله في ذلك مثل التهاب الجيب الوتدي الذي يصاحب التهابات باقي الجيوب، مع صداع عمودي بالرأس، خلفي أو جانبي.

ب. التهابات مزمنة

تتميز التهابات الجيوب الجار أنفية المزمنة، بوجود إفرازات صديدية داخل الجيوب الجار أنفية. ويؤدي ذلك إلى حدوث عتامة عند الفحص، سواء جرى التشخيص بالأشعة العادية، أو الأشعة المقطعية. وتحدث الالتهابات المزمنة نتيجة للأسباب الآتية :

(1) عدم استكمال علاج الالتهابات الحادة، بسبب قطع العلاج، أو عدم استجابة الميكروب له، أو قلة مناعة المريض.

(2) انسداد فتحة الجيب الجار أنفي؛ ما يؤدي إلى عدم تصريف إفرازات هذا الجيب، وانحباس الصديد داخله، وعدم تهويته.

(3) وجود عيوب موضعية بالأنف، مثل: الانسداد، أو اعوجاج الحاجز، التي تؤدى، أيضاً، إلى انسداد فتحة الجيب الجار أنفي.

وتتميز أعراض التهابات الجيوب الجار أنفية المزمنة، بحدوث صداع، مرده إلى عدة أسباب، منها: تحول الجيب إلى بؤرة صديدية، وارتفاع الضغط داخل الجيب بسبب تراكم الإفرازات، وانتقاص الهواء المحبوس من داخل الجيب. ولكن أخطر ما يميز هذه الالتهابات المزمنة. هو حدوث مضاعفات بسبب انتقال العدوى للمناطق المحيطة بالجيب، مثل:

(1) مضاعفات خاصة بالعين

مثل حدوث احمرار وألم بالعين، يزداد مع حركتها، وأحياناً، ازدواج في الرؤية. وهذه المضاعفات هي الأكثر شيوعاً، لأن معظم الجيوب الأنفية تشارك في حدودها محجر العين، ما يؤدي إلى حدوث التهابات حول العين Periorbital Cellulitis.

(2) مضاعفات خاصة بالجمجمة

قد ينتقل الالتهاب عبر الأوعية الدموية الموجودة، في الجيب، المرتبطة بالأوعية الدموية الموجودة داخل الدماغ، مثل التجمع الدموي المتعدد الكهوف Cavernous Sinus؛ ما يؤدي إلى حدوث جلطة بهذا التجمع Cavernous Sinus Thrombosis، أو وصول الخلايا الصديدية إلى داخل الدماغ، مسببة التهاب السحائي Meningitis، أو خراجاً بالدماغ Cerebral Abscess.

(3) امتداد العدوى إلى الأذن، أو الحنجرة، أو الزور، أو البلعوم والجهاز الهضمي قد تحدث مضاعفات للكُلى والمفاصل، كرد فعل للجهاز المناعي ضد البؤرة الصديدية.

وبوجه عام، فالأعراض المصاحبة لمضاعفات التهاب الجيوب الجار أنفية، هي: حدوث صداع، أو قيء مستمر، مع وجود إفرازات صديدية واضطراب في الرؤية. وقد تحدث تشنجات في حال ازدياد الضغط داخل الدماغ.