إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التهاب الجيوب الجار أنفية





الأنف ووظيفة الشم
الوصف التشريحي للأنف
الجيوب الجبهية والفكية
الجيب الوتدي
تجاويف الأنف الداخلية




مقدمة

6. بعض أمراض الأنف وعلاجها

أ. مرض الرّعاف، أو نزيف الأنف Epistaxis

الرعاف، أو نزيف الأنف، هو كل نزيف يحدث من داخل الأنف، وهو من أمراض الأنف الكثيرة الحدوث، لأن الأوعية الدموية بالحاجز الأنفي قليلة الحماية، كثيرة العدد، يغلفها فقط الغشاء المخاطي؛ وهى بسبب ذلك عرضه للتمزق والنزف، عند أقل أصابه أو خدش.

(1) أسباب نزيف الأنف

(أ) تعرض الأنف للصدمات الخارجية، أو حك الأنف من الداخل لإزالة القشور، في هذه المنطقة الغنية بالشعيرات الدموية، خصوصاً لدى الأطفال.

(ب) الإصابة بالزكام ووجود أجسام غريبة، أو أورام، بالأنف.

(ج) بعض الأمراض، مثل: الحصبة والسعال الديكي والحمى القرمزية.

(د) أمراض تخثر الدم، وأمراض فقر الدم، أو ازدياد سيولة الدم، نتيجة نقص أحد عناصر التجلط.

(هـ) أمراض الكلى والكبد والرئتين والقلب، التي تؤدى إلى زيادة احتقان الأنف.

(2) أماكن حدوثه

يحدث النزف في الأطفال والشباب من جهة واحدة، على أحد جانبي الحاجز الأنفي، في المنطقة الأمامية المعرضة للجفاف، الناتج عن استنشاق الهواء، الذي يؤدي إلى تكون قشور، عند محاولة أزالتها يحدث النزف. أما في مرحلة البلوغ والكهولة، فيكون النزف في المنطقة الخلفية من الحاجز الأنفي، ويحدث تلقائياً من دون أسباب، نتيجة تمزق الأوعية الدموية المتصلبة، أو بسبب إحدى الأمراض الموضعية في الأنف، أو الأمراض العامة في الجسم والدم.

(3) العلاج

(أ) يبقى المصاب معتدل القامة، ورأسه مستقيمة أو مائلة للأمام قليلاً، بدلاً من النوم على الظهر، أو إلقاء الرأس إلى الخلف؛ ما يجعل الدم يجرى إلى الخلف ويُضطر المريض إلى بلعه.

(ب) استخدام الثلج كقابض للأوعية الدموية، وكذلك الضغط بالسبابة والإبهام على الأنف بثبات، لفترة خمس دقائق متواصلة، على الأقل.

(ج) إذا استمر النزف، فتُحشا الأنف بقطعة قطن صغيره مبلله بالثلج، أو بمادة الأدرينالين، واستمرار الضغط على الأنف، لمدة 5 دقائق أخرى.

(د) استدعاء الطبيب، أو إرسال المريض إلى المستشفى لمعرفة مكان النزف وعلاجه، سواء باستخدام الكي الكهربائي أو ربط بعض الأوعية الدموية في الحالات الشديدة.

ب. التهاب الأنف الحاد Acute Rhinitis

يزداد حدوث التهابات الأنف الحاد أو نزلات البرد Common Cold، بين الأطفال، لأنهم يسعلون في وجه بعضهم. كما أن جهازهم المناعي لا يزال في مرحلة التكوين. ويعني احتقان الأنف زيادة وصول الدم بالأنف؛ ما يؤدي إلى حدوث رشح، يبدأ أولا في صورة مائية وسائلة بشدة، ثم يتحول إلى سائل لزج مخاطي صديدي، وهو مؤشر على وجود بكتريا. ويكثر حدوث البرد في الشتاء، بسبب التجمع والازدحام، ونقص مقاومة الجهاز التنفسي.

وأعراض البرد هي: صداع وانسداد بالأنف، وعطس وسعال، وارتفاع درجة الحرارة، وشعور بحرقان في البلعوم، وبحه في الصوت، وإصابة الأذن الوسطى بسبب انسداد قناة استاكيوس، التي تصل بين تجاويف الأنف والأذن الوسطى.

ويتلخص العلاج في الراحة التامة، والإكثار من السوائل، واستنشاق البخار، وتناول فيتامين C بشرب عصير البرتقال والليمون، واستخدام العقاقير المزيلة للاحتقان، والمخففة لالتهابات الأغشية المخاطية.

ج. حساسية الأنف Allergic Rhinitis

تُعد من الأمراض الشائعة، وهي شبيه بداء الربو أو الحساسية الصدرية. وتكون ـ عادة ـ مرتبطة بأحد فصول السنة، وتستمر لبضعة أسابيع ثم تزول، لتعود مجدداً في العام المقبل.

(1) الأسباب

استنشاق الغبار والأدخنة ورائحة بعض الأطعمة، أو وجود حيوانات أليفة، أو نباتات بالمنزل. وفى معظم الأحوال تكون بسبب استنشاق حبوب اللقاح Pollens، الخاصة ببعض النباتات.

(2) الأعراض

(أ) عطس متكرر ومستمر عند التعرض لمسببات الحساسية، ويحدث، غالباً، في الصباح أو المساء.

(ب) الإحساس بحرقان في الأنف، وأحياناً، في الفم، مع زيادة جريان الدموع.

(ج) انسداد أنفي مع خروج سائل مائي مستمر.

(3) العلاج

الابتعاد، بقدر الإمكان، عن مسببات الحساسية، وهو الجزء المهم في العلاج، وأصعبه، لصعوبة اكتشاف السبب. وقد تستخدم أيضا مضادات الهستامين Antihistaminics، وهى تقلل من الإعراض ولكن لا تؤدي إلى الشفاء. وينصح بتجنب بعض الأطعمة، مثل الشكولاته والبيض والفراولة وغيرها، وقد يستخدم الكورتيزون أحياناً كبخاخة للأنف، أو من طريق الحقن الوريدي، أو العضلي.

د. اعوجاج الحاجز الأنفي

قد يسبب انسداداً واضطراباً في الأوعية الدموية والعصبية للأنف، مع تغير في لون الغشاء المخاطي المبطن له، ويؤدي إلى حدوث أعراض مشابهة لأعراض الحساسية الأنفية. ولكن بقياس الجسم المناعي IGE، وهو اختصار Immune Globulin E، يمكن التفريق بينها حيث يزداد IGE في حال الحساسية، ولا تحدث زيادة فيه في حال الأعراض الناتجة عن اعوجاج الحاجز الأنفي، وبجانب أعراض الحساسية، فأنه يسبب أيضا نزف بالأنف وصداع. والعلاج في مثل هذه الحالات مثل علاج الحساسية، ولكن العلاج الجراحي لاعوجاج الحاجز الأنفي يكون ـ غالباً ـ هو الحل الأمثل.

هـ. وجود جسم غريب بالأنف Foreign body In Nasal Cavily

الأجسام الغريبة، التي يمكن أن تسد الأنف، قد تكون حية، كالذباب، أو غير حية، مثل حبة الحمص أو الفاصوليا، أو جسم صلب، مثل حبه الخرز، أو غطاء بلاستيك صغير، أو أي جسم أخر يمكنه دخول الأنف.

وتحدث مثل هذه الحالات ـ غالباً ـ لدى الأطفال، لأنهم يميلون، عادة، إلى إدخال كل ما يصل إلى أيديهم في أنوفهم. وعند دخول جسم غريب في الأنف، وبقائه فيه مدة طويلة، يؤدي ذلك إلى حدوث زيادة في الإفرازات الصديدية من الغشاء المخاطي، ونزف داخلي بالأنف، يؤدي إلى وجود رائحة كريهة، مع انسداد كلى أو جزئي. ويحدث التهاب بالجيوب الجار أنفية ـ عادة ـ في الجهة نفسها، ما يؤدي إلى حدوث صداع أيضا. وتجري معالجة هذه الحالات باستخراج الجسم الغريب تحت مخدر موضعي للأنف. ويُبتعد عن محاولة استخراج الجسم الغريب عنوة من أنف الطفل، لكن ذلك قد يؤدي إلى حدوث نزف، ودفع الجسم عميقاً داخل الأنف، فتزداد صعوبة استخراجه.

و. اضطرابات حاسة الشم (أُنظر شكل الأنف ووظيفة الشم)

تتركز حاسة الشم في الأنف، وتحديداً في الجزء العلوي من تجويف الأنف العظمى، المبطن بغشاء مخاطي به مستقبلات عصبيه Receptors، مهمتها تميز الروائح الخاصة، ونقل ذلك إلى العصب الشمي Olfactory Nerve، الذي ينقلها إلى المخ، حيث مركز الشم، فيتولى تفسير تلك الرائحة، وإرسال الاستجابة المناسبة لها.

وقد يكون ضعف، أو انعدام، حاسة الشم لسبب عضوي بتجويف الأنف، مثل اعوجاج الحاجز الأنفي، واللحمية الأنفية، وحساسية الأنف، والاستخدام المفرط والخاطئ لنقط الأنف الموضعية، أو عقب العدوى بالأنفلونزا، أو بسبب أورام في الجزء العلوي من تجويف الأنف. كما أن حاسة الشم تقل مع تقدم العمر، مثلها مثل باقي حواس الإنسان. تُعالج اضطرابات حاسة الشم، بعلاج الأسباب المؤدية إليها.

ز. الشخير

هو الصّوت الصّادر من الأنف، أو الفم، أثناء النوم، نتيجة لانسداد جزئي في مجرى الهواء. وهو يحدث ـ عموماً ـ بسبب انسداد بالأنف، حيث تحدث مقاومة لمرور الهواء، فيصدر صوت شبيه بصوت مرور الهواء، في مجرى ضيق.

ومن أسباب حدوث الشخير، وجود عيب مركزي في المخ، أو عيب في مجرى الهواء، مثل اعوجاج الحاجز الأنفي، أو تضخم غضاريف الأنف، أو لحمية الأنف، أو تضخم اللوزتين، أو بسبب السمنة الزائدة. ولتشخيص مثل هذه الحالات، ومعرفة السبب الحقيقي لاضطرابات النوم، يجري حديثاً مراقبة المريض ليلة كاملة، أو أكثر، فيما يسمى "معمل اضطرابات النوم" Sleep Disorders Center or Sleep Lab.. حيث يوصل المريض بأجهزة كثيرة لقياس نشاط المخ" وحركة العين" وحركة العضلات" وكمية الأكسجين في الدم، من خلال كاميرا فيديو تسجل كافة الحركات اللاإرادية. وعلاج معظم هذه الحالات يكون بعلاج الأسباب، مثل علاج السمنة، أو اعوجاج الحاجز الأنفي، أو استئصال اللحمية.