إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الفم: اللسان، والأسنان، واللعاب





أنواع الأسنان
أنواع براعم التذوق
مناطق تمييز المذاق
آلية التذوق
الأسنان في فم الأطفال
الأسنان في فم الشخص البالغ
اللسان
التجويف الفموي
الغدد اللعابية
براعم التذوق في اللسان
تركيب السنة
خلايا براعم التذوق




مقدمة

1. اللسان (Tongue)

اللسان أحد أهم الأعضاء الموجودة داخل الفم، حيث تناط به وظائف حيوية واجتماعية غاية في الأهمية. ونظراً إلى دوره الأساسي في عملية إنتاج اللغة، وهي وظيفة اجتماعية في المقام الأول، جعله كثير من الجماعات اللغوية علماً على اللغة نفسها، ففي العربية تُسمى اللغة "لسانا".

)بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ( (سورة الشعراء: الآية 195)

أي بلغة عربية مبينة، وفي الإنجليزية تقال لفظة "Tongue" إشارة إلى اللغة، وليس ذلك لشيء إلا لأنه يُعد أهم عضو في الجهاز النطقي في الإنسان؛ حيث يستطيع بقدرته اللامتناهية على الحركة والتنوع أن يشكل مع الأعضاء الثابتة في الفم أصواتاً لغوية متنوعة. وللسان وظائف أخرى غير النطق، فهو يحرك الطعام في الفم، ويدفعه إلى البلعوم بعد مضغه. ويعد اللسان أيضاً عضواً رئيسياً من أعضاء الحس، إذ يحتوي على براعم التذوق، فيميز بين الطعم الحلو والمر، والحامض و المالح.

واللسان عضو عضلي توجد فيه أربع عضلات تنشأ في منطقة البلعوم الفموي، وتقوم بالتحكم في شكله وحركته. ويقع الثلث الأخير من اللسان في منطقة البلعوم، أما الثلثان الأولان فيقعان في منطقة الفم، ويفصل بين الجزأين أخدود عرضي على شكل نصف هلال. ويوجد على سطح اللسان أخدود طولي ينتهي عند الأخدود العرضي (أُنظر شكل اللسان).

ورأس اللسان دائري مُغطَّى بغشاء مخاطي، وطرفه الأمامي حر. ويستقر اللسان في قاع الفم خلف الشفتين والأسنان ليبقى رَطْباً، ليساعد على دفع اللعاب إلى البلعوم كما يفعل الطعام. ويُربَط اللسان من أسفله بلجام صغير يُسمى قيد اللسان، ويقع خلف الفك السفلي في قاع الفم. واللسان غني جداً بالأوعية الدموية.

ويُغَطَّى سطح اللسان بغشاء مخاطي يحتوي على عدة أنواع من البراعم تُسمَّى براعم التذوق؛ حيث تتجمع في مجموعات يطلق عليها حلمات يمكن رؤيتها على هيئة نتوءات على سطح اللسان، ويوجد منها حوالي 10.000، كما يوجد عدد قليل منها في سقف الحلق والزور (أُنظر شكل أنواع براعم التذوق) و(شكل براعم التذوق في اللسان).

ويحتوي كل برعم تذوق على حوالي 40 خلية ذات مستقبلات تذوق، وتنتهي أطراف هذه الخلايا- من ناحية- بشعيرات صغيرة يطلق عليها شعيرات التذوق، ومن الناحية الأخرى بألياف عصبية حسية. وتوجد حول خلايا التذوق خلايا دعامية، كما يوجد ثقب يطلق عليه فتحة التذوق في أعلى البرعم (أًنظر شكل خلايا براعم التذوق) يدخل عبرها اللعاب مذابة فيه مواد الغذاء التي تتفاعل مع مستقبلات التذوق التي تتعرف عليها، ثم تنقل هذه المستقبلات إحساسها إلى مركز التذوق في قشرة المخ عبر ثلاثة أعصاب مختلفة (أُنظر شكل آلية التذوق).

وتستطيع هذه البراعم التمييز بين أربعة أنواع من المذاقات هي: الطعم المالح، والسكري، والحامض، والمر. على أنه يمكن استثارة عدد قليل من خلايا التذوق بمذاق واحد. أما معظمها، فيمكن استثارته بمذاقين مختلفين أو أكثر، بما ينتج عنه إحساس متنوع بمذاق الأطعمة المختلفة (أُنظر شكل مناطق تمييز المذاق).

وكأي عضو آخر في الجسم، يصاب اللسان بعديد من الأمراض، منها التشوهات الخِلْقية، والأمراض المعدية، والأورام. فبعض الأطفال يولدون ولسانهم لا يخرج من الشفتين، في مرض يطلق عليه اللسان المربوط (Tongue Tie). وتُعْزَى هذه الحالة إلى وجود غشاء في أسفل الحلق موصول إلى أسفل اللسان حتى مقدمته. وقد يلتهب اللسان، فيسبب رائحة كريهة وآلاماً شديدة، نتيجة تجمع فضلات الطعام بين الحلمات. أما سرطان اللسان، فيشيع بين المدخنين، ومدمني الخمور، ومرضى الزهري في المراحل المتأخرة.