إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / مرض حرب الخليج









1

1. مرض حرب الخليج حقيقة أم وهم

ذكر 45.000 من الجنود الأمريكيين، الذين شاركوا في الحرب، أنهم يعانون من أمراض، يعزونها إلى مشاركتهم في حرب الخليج. وهذا العدد يساوي حوالي 6% من العدد الإجمالي للجنود الأمريكيين، المشتركين في حرب الخليج، حسب تقديرات وزارة الدفاع الأمريكية. وفي صفوف القوات البريطانية كان عدد من ادعوا بوجود المرض أقل بكثير جداً من زملائهم الأمريكان. ويرى البعض أن 85% من الذين يدعون الإصابة يعانون من أمراض، لا علاقة لها بحرب الخليج. غير أن 15% فقط، ممن اشتكوا من هذه الأمراض، يعتقد أن لمرضهم علاقة بحرب الخليج، وهو أقل من 1% من إجمالي المشاركين في حرب الخليج.

وقد اختلفت وجهات النظر، بين مؤيد ومعارض، في وجود متلازمة حرب الخليج، وتكونت عدة مجامع شعبية وعلمية، بعضها يقول: إن المتلازمة غير موجودة على أرض الواقع، بل هي مجرد خيال في أذهان البعض، وأن هذه المتلازمة لا يمكن إثباتها علمياً.

ويرى البعض الآخر أن ما حدث في حرب الخليج ظاهرة معروفة، في حروب سابقة، مثل الحرب الأهلية الأمريكية، والحربين العالميتين الأولى والثانية، وحرب فيتنام، وغيرها. (اُنظر جدول الأعراض التي عانى منها الجنود الذين شاركوا في حروب عدة) و(جدول نوعية الأمراض التي عرفت أعقاب الحروب المختلفة).

إن مجرد الاعتراف بوجود متلازمة حرب الخليج يؤدي إلى نتائج، ذات تأثير بالغ، لأسباب منها، أنه سيترتب على ذلك تعويضات مادية للجنود، الذين ثبتت إصابتهم بالمرض، بسبب وجودهم في ميدان معركة حرب الخليج. ولذا؛ فإن عددا من الباحثين يوصون بألا يعترف بوجودها دون دليل قوي، وألا يُبنى وجودها على وجود عدد من الأشخاص واهمين بإصابتهم بها، وقد يكون هدفهم من ادعائها الحصول على تعويضات مادية.

إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تتجاهل الأمر تماماً، فأقامت مركزي علاج، لمتابعة الحالات، التي قد يعاني أصحابها ما يعرف باسم "متلازمة حرب الخليج". وقد صُمِّمت قاعدة معلومات؛ للتأكد من معرفة حقيقة الظاهرة، مُسجَّل عليها ما يقارب 150.000 جندي حتى تاريخ إعداد الوثيقة الموجودة على الموقع الآتي:

http:/www.biofact.com/gulf/index.htm

غير أن البعض يعتقد أن المتلازمة غير موجودة حقيقة، وأنها محض خيال، وأنها نتجت من عدة عوامل:

أ. الهالة الإعلامية، التي أحيطت بها الظاهرة، والإشاعات، التي تزعم أن الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية قد استُخدمت في الحرب.

ب. اعتماد المجتمع الأمريكي على قضية التعويضات.

كما يحتج، كذلك، من ينفي وجود متلازمة حرب الخليج بأن نسبة الذين يعانون ما يعرف بمتلازمة حرب الخليج، 1% ممن شاركوا في الحرب، وهذه نسبة قليلة جداً، ثم إنهم موزعون على كل قطاعات القوات المختلفة، والمواقع، التي وجدت فيها القوات، بنسب متساوية تقريباً. ولا يوجد أي فرقة أو أي جهة عانت من زيادة في الإصابة. ولو افترض أن هناك تسرباً لأسلحة كيمياوية، لما أدى ذلك إلى انتشار الآثار، بشكل يؤثر على الأفراد في مواقع مختلفة.

بل ذهب بعض الباحثين إلى أن الآثار، التي عانى منها الجنود المشاركون في حرب الخليج، لا تختلف عن الأعراض نفسها، التي كانت عند الذين لم يشاركوا في الحرب. ويمثل هذا إثباتاً إحصائياً مقبولاً من الناحية العلمية.