ثالثاً: الناسور المهبلي والجراحي والمعوي

1. الناسور المهبلي Vaginal Fistula

يوجد نوعان من الناسور المهبلي، وكلاهما يَحْد ث كمضاعفات جراحية؛ أو مضاعفات للولادات المتعسرة. وأول هذه الأنواع هو الناسور بين المهبل والمثانة Vesicovaginal Fistula، الذي يحدث، غالباً، عقب عمليات استئصال الرحم، أو مصاحباً لبعض حالات الناسور المعوي، أو أثناء العلاج الذري Radiation Therapy لبعض أورام المبيض والرحم.

ويؤدي هذا الناسور إلى حالة من عدم تحكم في البول، ونزوله بصفة مستمرة، ولأنه يخرج مباشرة من المثانة إلى قناة الناسور ومنها إلى المهبل، دون المرور في الحالب الذي يمكّن من التحكّم في البول. وتصبح المصابة بهذا النوع من الناسور في حالة نفسية سيئة للغاية، بسبب نزول البول بصفة مستمرة؛ ما يجعلها عاجزة عن ممارسة حياتها الطبيعية.

ويستلزم علاج هذا النوع أجراء عملية جراحية بحرص شديد، لاستئصال فتحة الناسور بالمثانة وغلقها جيداً، واستئصال الناسور نفسه. ثم تستخدم قسطرة مثانة لمدة عشرة أيام. وقد حقق نجاح هذه العمليات نسبة أكثر من 95%.

أما النوع الثاني من الناسور المهبلي، فيكون بين المهبل وبين المستقيم ويسمى Rectovaginal Fistula، وهو يحدث بسبب تهتك عضلات المهبل الخارجية أثناء الولادة الطبيعية، لطفل كبير الحجم كان ينبغي ولادته بعملية قيصرية؛ وكذلك قد يحدث مع النوع الأول، حين تمتد قناة الناسور لتشمل المهبل والمثانة والمستقيم.

وتصبح معاناة السيدة في هذا النوع من الناسور، أسوأ بكثير من النوع الأول، حيث تُعاني من عدم التحكم في البراز وليس البول. ويعالج هذا النوع أيضاً جراحياً.

وعلى كلٍ أصبح حدوث الناسور المهبلي بنوعيه نادراً جداً، نتيجة التطور الشديد في عمليات النساء والتوليد.

2. الناسور الجراحي Surgical Fistula

يعد الناسور الجراحي واحداً من المضاعفات، التي يمكن حدوثها عقب أجراء أي عملية جراحية، لذلك يحدث في أماكن مختلفة من الجسم، حسب موضع أجراء تلك العملية.

وتكون له، غالباً، فتحة خارجية، يخرج منها الصديد؛ ما يطيل من بقاء المريض بالمستشفى ويسبب له مضاعفات خطيرة، مثل عدم التئام الجرح، ووصول التلوث إلى داخل الجسم، وحدوث التهابات داخلية، مثل التهاب الغشاء البريتوني الحاد Acute Peritonitis الذي يسبب ارتفاعاً شديداً في درجة الحرارة، ورعشة وألماً شديداً بالبطن قد يؤدي إلى الوفاة؛ مما يستوجب فتح البطن فوراً وغسلها مراراً وتكراراً بمحلول ملحي، وإعطاء كميات كبيرة من المضادات الحيوية ولفترات طويلة، من طريق الحقن الوريدي.

ومن أهم أسباب حدوث الناسور الجراحي، سوء التعقيم داخل غرف العمليات، أو الإهمال وعدم الحرص على مواصفات التعقيم الطبي الكاملة Complete Aseptic Conditions، أثناء العمليات الجراحية، أو أثناء تركيب الدّرنقة الجراحية Surgical Drainag، داخل الجرح، وفي نهاية الغرز الجراحية التي تثبت للمساعدة في خروج الإفرازات والسوائل الداخلية، إلى خارج الجسم.

3. الناسور المعوي Intestinal Fistula

يُعد الناسور المعوي من الأنواع القليلة الحدوث، كمضاعفات للعمليات الجراحية داخل البطن، نتيجة وجود التصاقات بين الأمعاء بعضها ببعض، أو نتيجة العلاج الذرى لبعض الأورام، مثل أورام الرحم أو المبيض.

وفي بعض حالات الانسداد المعوي، قد يحدث أن يصاب جزء من الأمعاء بغرغرينة، فيجري استئصال ذلك الجزء، مع ربط الطرفين السليمين بغرز جراحية، ولكن قد تلتصق الأمعاء في هذا الموضع، بجدار البطن من الداخل. فيحدث ناسور يفتح على الجلد من الخارج، يسمح بخروج البراز من فتحته وحدوث تلوث موضع العملية. والعلاج في مثل هذه الحالات هو استئصال الناسور جراحيا.