إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التنويم المغناطيسي









مقدمة

مقدمة

يعيش الإنسان، محور هذا الكون، و محور كل فلسفة عرفتها البشرية، في ازدواجية تحيط به من كل جانب؛ فهو مكون من جسد وروح، ومن عقل وقلب، ومن وعي ولا وعي ولا شعور، ومن حلم ويقظة. يُضاف إلى ذلك أن الإنسان لا يحرّكه شعوره فقط، وإنما يحركه كذلك اللاشعور. وقد أثبت العلم الحديث أن مجال اللاشعور أشمل وأعم. والتجاذب قائم منذ القدم، والجدل محتدم دون هوادة بين العقل والشعور، بين الوعي واللاوعي، وكل طرف من الطرفين، يدعي أنه المعرفة وسبيلها.

أماّ أصحاب الفريق القائل بالعقل الواعي، فعدتهم المنطق، ولغة الأرقام؛ ويُخضعون كل معرفة لعقلهم ومنطقهم، ولا يؤمنون إلاّ بما تدركه حواسهم، ويؤيده عملهم، وينكرون كل شئ لا يخضع للبرهان والتجربة.

وهناك آخرون يتأرجحون بين الشك واليقين، فينصتون إلى صوت عقولهم أحياناً، فتخامرهم الشكوك، ثم تهب رياح الشّعور قوية عليهم، فيميلون ناحية اليقين.

وأمّا القائلون بغلبة الحياة اللاشعورية، فهم يؤمنون بالعقل وسيلة للمعرفة المجردة العلمية، ويعترفون له بالإنجازات، التي قدمها في مسيرة العلم والاكتشاف. ولكنهم يرون أن وسائل العقل محدودة، ومجال عمله محصور، وإلاّ فما موقف العقل من السّحر، وأسرار التنويم المغناطيسي، ومن التوقع بالغيب، والمعجزات، ومن نظرية التقمص، والتناسخ، والاتصال بالأرواح؟ وما موقف العقل من الحاسة السّادسة، والصّحون الطائرة، والأبراج الفلكية، وتفسير الأحلام؟. وما موقف العقل من أساليب الطب الحديثة، المسماة الباراسيكولوجي Parapsycholog، التي غزت العقل في عقر داره، وفرضت نفسها على أساليب الطب التقليدية المعروفة؟ وما هو هذا العلم بالتحديد؟.

إن "الباراسيكولوجي" من العلوم العصرية، التي تحاول أن تفسر الأحداث الغريبة، التي يبدو العقل عاجزاً عن تقديم التفسيرات الكافية لها. فهناك تنبؤات صادقة حدثت، وهناك بيوت مسكونة، وأناس يمشون على النار، وهناك عمليات جراحية، تُجرى دون الاستعانة بآلات جراحية، وعلاج يتم باللّمس، واستحضار أرواح وقراءة أفكار. وهناك، باختصار، السحر، وتلك القصص المدهشة التي يعجز العقل عن فهمها وإدراكها، فيبقى حائراً أمامها. ولهذا فإن علم الباراسيكولوجي يُعنى بالظواهر والأحداث الغريبة، فيشرحها بشكل علمي، منطقي، عقلاني وواضح، حتى أن ما يبدو للوهلة الأولى خارقاً أو معجزة، يصبح في متناول العقل والمنطق.

أما التنويم المغناطيسي فهو علم له جذوره العميقة، كما له أصوله ومبادئه. وهو، في الوقت نفسه، فنٌ لا يستطيع أن يكتسبه الإنسان من طريق التحصيل فقط. وطالما أن التنويم فن، فقد ينقلب إلى شعوذة إذا مارسه مَنْ تخلى عن مبادئ الخير والحق، ومال به عن غايته الأساسية.

وعلى هذا، فإن المنوّمين الذين يعرضون أعمالهم في الحفلات والمسارح، لإدهاش الحاضرين وكسب المال، لا يعتمدون على أدوات التنويم الحقيقية، بل يستعملون الخفة، والذكاء، وأمور السحر، والتمثيل، والاتفاق مع التابع أو النائم، ويعتمدون على الوهم، الذي يسيطر على الحاضرين.