إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التنويم المغناطيسي









طرق التنويم المغناطيسي

خامساً: طرق التنويم المغناطيسي

1. طرق التنويم القديمة

هناك العديد من طرق التنويم القديمة، التي تعتمد على جلوس التابع، وأمامه المنوّم ووالذي يأخذ في تلاوة بعض التمائم من كتب سحرية. ويكون صوته على وتيرة واحدة، وملتزماً نغمة خاصة في التلاوة، من شأنها أن تركز انتباه التابع فيستغرق في النوم. وقد يصاحب ذلك إحراق البخور والقيام بحركات متنوعة لإيهام التابع بأن تأثيراً معين سوف يحدث له .وقد يمسك المنوم أحياناً، بعصا، أو غصن شجرة، ويلمس به الجزء المراد علاجه. وقد برع في هذه الطريقة الصينيون وقدماء المصريين.

وفي الهند استخدم التنويم المغناطيسي لعلاج الروماتيزم، والآلام العصبية، والصداع، وأمراض العيون، والأذن، والأسنان. وطريقته أن ينام المريض على ظهره في غرفة مظلمة، ثم يجلس المنوِّم على رأس الفراش منحنياً فوق المريض، واضعاً إحدى يديه على جسم المريض، بينما يده الأخرى تؤدي حركات منتظمة على وجه المريض، خاصة عينيه. ثم ينفخ عدة مرات على الأنف والعينين وبين الشفتين. فلا يلبث المريض أن ينام من جراء التأثير الإيحائي، الذي تحدثه هذه الحركات الغريبة المنتظمة.

ثم ظهرت طريقة الدكتور "شاركوا" في تنويم أصحاب الأمزجة العصبية، تحت تأثير ضوء شديد اللمعان، مثل ضوء الكهرباء. وكان يطلب من التابع التحديق إلى ذلك الضوء لفترة طويلة، حتى تسكن حركته وتتصلب أعضاؤه. ويستطيع التابع أن يؤدي الأعمال المتوافقة مع الشكل، الذي تصلب عليه. وعند منع الضوء عنه يصبح في حالة تهيج شديد.

أ. طريقة مدرسة نانسي

في هذه الطريقة يجلس التابع على كرسي ورأسه مائلة إلى الخلف، و يقف المنوِّم خلفه ويحدق في عينيه إلى أن ينام، أو أن يجلس الشخص المراد تنويمه على كرسي مريح ذي مسندين، ويجلس المنوِّم على كرسي أعلى، ثم ينظر إليه، ويبدأ بملامسة الركبتين والكفين والإبهامين، للشخص الذي يراد تنويمه، ويرفع المنوِّم يديه ويشير بهما أمام وجهه، حتى يخضع المنوِّم لإرادته.

ب. طريقة الدكتور جيمس برايد

يجلس الشخص المراد تنويمه، في مستوى أقل من مستوى شئ براق، لامع بحوالي عشرين سنتيمتراً، حتى يضطر الوسيط لأن ينظر لأعلى حتى يراه، وفي ذلك نوع من إحكام سيطرة المنوِّم على النائم، حيث يجلس في مستوى أعلى منه، ما يجعله خاضعاً خضوعاً تاماً للتنويم المغناطيسي.

ج. طريقة الدكتور شارل ريشيه

يجلس الشّخص المراد تنويمه أمام المنوِّم، الذي ينظر إليه بعين المسيطر والآمر، مع الضغط الشديد على إبهامي يديه؛ ثم يمرر المنوِّم يديه أمام عيني التابع وجسمه، مع وضع ساعة بجوار أذنه ليسمع دقاتها المنتظمة.

د. طريقة الدكتور مسمير

في هذه الطريقة من التّنويم، وضع مسمير مرآة في كل جانب من جوانب منزله، واستخدم الموسيقى، ورائحة الزهور. وكان المرضى يجلسون حول حوض فيه نار خفيفة، يتصاعد منها بخور، وكان يأمرهم أن يمسكوا بأيدي بعضهم، ثم يمر بينهم بالترتيب لامساً بعضهم ومشيراً إلى آخرين، وناظراً في عيون عدد منهم.

2. طرق التنويم الحديثة

ويوجد عدد من أساليب التنويم الحديثة، التي يجدر بالمنوِّم أن يعرف معظمها، حتى إذا لم تفلح إحدى الطرق أمكنه الاستعانة فوراً بطريقة أخرى. ومن أشهر هذه الأساليب، أن يجلس الشخص المراد تنويمه على كرسي، أو يتمدد على مقعد مريح، ويغلق عينيه؛ ويقف المنوِّم أمامه، ويجري تمريرات على رأسه. أو يجلس الشخص المراد تنويمه على كرسي مريح، في غرفة معتمة بها مصباح واحد يضئ خلفه، ثم يُطلب منه أن يثبت بصره على مصدر ضوئي صغير بيد المنوِّم على بعد 30 سم، ولا يحول عينيه عنه، على أن يكون اتجاه النظر إلى أعلى، حتى يحدث تعب بصري،. ويلاحظ، في معظم الأحوال، أن الأجفان تثقل بسرعة، وتميل إلى الانغلاق، وفي هذه الأثناء يوحي المنوِّم إلى التابع أن أجفانه آخذة في الثقل، وأنه لا يستطيع إبقاءها مفتوحة.وهناك أيضا الأسلوب العقلي، الذي يأمر فيه المنوِّم التّابع بأن يغمض عينيه، ويخلي عقله من كل تفكير؛ ثم يتركه دقائق قليلة يوحي إليه بعدها أنه لا يستطيع أن يفتح عينيه؛ فإذا عجز عن فتحهما ، يكون قد نجح في تنويمه.

ومن الأفضل دائماً الوصول إلى الإغفاءة بشكل طبيعي، وبالتعاون مع المريض، ولكن هناك حالات يكون فيها التركيز مستحيلاً، ما يحتم التّنويم باستخدام المواد المخدرة، مثل أميتول الصوديوم، أو بينتوثال الصوديوم. على كلٍ ينبغي تجنب الاعتماد على العقاقير، بصفة مستمرة.

وكان التنويم المغناطيسي التخديري يُستخدم خلال الحرب على نطاق واسع، لجمع المعلومات من الأسرى. كما استخدمه الجواسيس ومكافحو التجسس أيضاً. وفي حالات الإدمان، على المخدرات أو الكحول، يستخدم التنويم المغناطيسي التخديري عندما يوجد رفض أساسي للتعاون في التغلب على الإدمان، لأن هؤلاء المدمنين قد اعتادوا على أنهم معتمدون على مادة خارج قواهم الذاتية. وفي هذه الحالة يمكن أن تثبت المخدرات مؤقتاً أنها نافعة. وقد ثبت أن الأدوية المخدرة نادراً ما تؤثر على التنويم المغناطيسي، دون تقنيات المهارة مثل الاسترخاء والإيحاء.

3. علاقة الحاسة السادسة بالتنويم المغناطيسي

الحاسة السادسة هي نوع من القوى الطبيعية، التي تتيح لصاحبها أن يدرك ما حوله بواسطة إشارات مادية، محدثة انتقال المعرفة إليه، على نحوٍ يختلف عن الانتقال المادي المعروف في عالم الطبيعيات. فالمواد والقوى والحقائق الطبيعية، محدودة في المكان والزمان. أما قوى الحاسة السادسة فلا يمكن تحديدها بالمكان والزمان، سواء أكان ماضياً أم حاضراً أم مستقبلاً، لأنها لا تتقيد بهما. ولا نعرف، حتى اليوم، قوى مادية لها هذه الخاصية نفسها.

وتعد الحاسة السادسة إحدى خصائص الإنسان الأساسية، وهي لا علاقة لها بأي قوة سحرية في الإنسان. وترجع قلة ظهور الحاسة السادسة إلى عدم معرفة الناس بالعوامل التي تعتمد عليها، فضلاً عن أنهم لا يزالون بعيدين عن معرفة ماهيتها، وعن الارتباطات النفسية والاجتماعية، التي ترتبط بها بشكل واضح.

إن كشف غموض الحاسة السّادسة وإخضاعها للمراقبة، دليل على قدرة الإنسان العظيمة، ومقدرته على كشف أسرار الكون، دون اللجوء إلى الآلات الإلكترونية، مثل تبادل الأفكار على مسافات بعيدة.

ومن الطرق التي توصل إلى مراقبة الحاسة السادسة ودراستها، "التنويم الإيحائي". وهو الإيحاء إلى الشخص المنوِّم، مثلاً بأن يعود إلى الزمان الماضي، ويأتي بمعلومات خاصة، دون أن تكون هناك أي صلة بين الماضي والحاضر. ويشعر النّائم وكأن روحه تجري خارج إطار الزمان والمسافة، وهذا ما يسمي خطأ "رحلة الجسم الأثيري"، ومن يقوم بهذه التجربة يكون على اقتناع أن روحه قد غادرت جسده، وأصبحت في مكان بعيد وزمن بعيد، ويستطيع وصف الأحداث، التي تقع هناك. ويعتقد، من ثم، أنه يعيش تجربة "الروح خارج الجسد"، ويكون حصوله على المعلومات قد تم بفضل حاسته السادسة، دون سواها.