إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التنويم المغناطيسي









مجالات أخرى للتنويم المغناطيسي

ثامناً: مجالات أخرى للتنويم المغناطيسي

حقق التنويم المغناطيسي نجاحاً عظيماً، ومزايا كبيرة، في العديد من المجالات الأخرى غير المجال الطبي، وذلك مثل:

1. علاج السّلوك

حقق التنويم المغناطيسي نجاحاً كبيراً في تغيير عادات سيئة كثيرة، ومن طريق الإيحاء والجلسات المتكررة، التي يمتد تأثيرها من حالة الاسترخاء إلى حالة النشاط العادي، بعد أن تتغلغل تلك الإيحاءات داخل الشخص، وتساعده على تعميق كراهية التدخين أو شرب الخمور والسرقة وإدمان المخدرات مثلاً.

ويستخدم التنويم، كذلك، في علاج حالات البدانة بسبب الإفراط في تناول الطعام، وذلك عن طريق الإيحاء للمريض ليعرف أن الجوع هو حاجة حقيقية للطعام Need، عندما نحتاج إلى أن نتغذى. أما الشّهية فهي عادة Habit، وليست حاجة، وهناك فارق بين الاثنين. وقد يفرط كثير من الناس في تناول الطعام، كتعويض عن مشكلة نفسية، أو حاجة عاطفية، كالحب أو الشعور بالأمان. وهنا يأتي دور التنويم في الوصول إلى جذور المشكلة، وإقناع المريض بالإقلاع عن هذه العادة السّيئة.

2. علاج الأرق

يحتاج الإنسان إلى نوم منتظم، وعدد ساعات من النوم يختلف حسب مراحل العمر. فالطفل تصل ساعات نومه إلى 12 ساعة، بينما ينام البالغ، عادة، بين ست إلى ثماني ساعات يومياً، وتقل عدد ساعات النوم مع تقدم العمر. وهناك دلائل على أن الرجل ينام أكثر من المرأة، وأن الشخص السّمين ينام فترة أطول من النحيف، والشخص القلق ينام أقل من المسترخي.وعندما لا يحصل الفرد على عدد السّاعات المطلوبة يوميا من النوم، يصاب بالصداع، أو آلام الظهر، أو الشعور بالضجر، في اليوم التالي. ومعظم الناس قد يمرون بليالٍ كثيرة منهكين دون راحة نتيجة الأرق، وكلّما جاهدوا بقوة بحثاً عن النوم، يؤرقون أكثر. ويتجه الكثير منهم إلى استعمال الأقراص المنومة.

إن التنويم المغناطيسي الذاتي هو الطريق إلى النوم الليلي المنتظم، عن طريق التدريب على الاسترخاء بعمق، و الانسياب بهدوء، إلى نوم ليلي مريح.

ولم يفشل التنويم المغناطيسي في شفاء مختلف حالات الأرق، وسواء كانت الحالة حادة أو مزمنة أو كلاهما معاً، لأن التنويم المغناطيسي نفسه هو عتبة النوم، وهو يقود الدماغ من "بيتا" إلى "ألفا"، ومن ثم إلى "ثيتا" وأخيراً إلى "دلتا"؛ التي هي النوم.

3. مجال الجريمة والتحقيقات

إن فاعلية التنويم المغناطيسي ونجاحه، في الحصول على المعلومات أثناء التنويم، جعلت عدداً من الوكالات الاستخبارية تحاول الحصول على أناس مدربين، في عملية التنويم المغناطيسي. وتستخدم الطرق الآتية في التحقيقات:

أ. قبل الحصول على المعلومة، لا بد من بناء علاقة ثقة بين المنوِّم والنائم، لتحطيم حواجز القلق الموجودة دائماً، وتعوق جمع المعلومات.

ب. اختبار النائم لمعرفة عمق الإغفاءة، فإذا كان المستوى خفيفاً، فلا يمكن الحصول إلاّ على القليل جداً من المعلومات الصحيحة، وقد يكون إجراء جلسة ثانية أمراً ضرورياً لتحقيق عمق كافٍ، لإجراء استجواب صحيح ذي معنى.

ج. أن تكون الأسئلة مختصرة ومحضرة مسّبقاً، وتتطلب حداً أدنى من الجهد للإجابة عليها. وحسن إعداد الأسئلة أمر مهم، لأن اضطراب السّائل سيؤدي إلى ارتباك النائم.

د. يطلب المحلل من النائم أن يعود إلى الزمان والمكان، حيث وقع الحادث، ويذكر التجربة.

4. مجال الرياضة

استطاع بعض المدربين اتخاذ طريقة التنويم، للإيحاء إلى لاعبيهم بالفوز في المباريات، وتخفيف القلق والتوتر قبل المباريات.

وهذا ما جعل من التنويم المغناطيسي طريقة ناجحة، وأداة للفوز، في شتى أنواع الرياضة. ومرد ذلك أن جميع النشاطات الجسدية هي نشاطات عقلية في الأساس، كما أن الرياضي إذا استطاع أن يدرك ويؤمن، فإنه يستطيع أن ينفذ. فالجسم يقوم بكل ما يُطلب منه، طالما كان الطلب معقولاً.

والرياضي يضع شخصيته في المنافسة ولا يعد الفوز مجرد التغلب على الخصم، ولكنه الشعور الداخلي بالنصر. وباستخدام التنويم المغناطيسي الذاتي، يُوضع اللاعب في حالة تركيز كامل، تبني قناة من الاتصال بين العقل والحركات الجسدية، وعند ذلك يبلغ درجة عالية من المهارة والثقة في النّفس، طوال الوقت.

5. مجال التعليم

يشعر الطلاب قبل الامتحانات بالخوف من الفشل، وبما يسهم في حالات النسيان التامة، التي تصيب بعضاً منهم، خاصة، ليلة الامتحان. ولذلك يساعد التركيز الدقيق على الاستيعاب، والاحتفاظ بالمعلومات واستعادتها. وقد نجح التنويم المغناطيسي عن طريق الإيحاء، بعدم الخوف والتركيز، في المساعدة في العملية التعليمية، مثل تعلم اللغات، واستعادة لغة كان الشخص يتكلمها في وقت من الأوقات، ثم نسيها بمرور الزمن، بل وإخراج المعلومات المفقودة أو المدفونة من تجويف العقل وإعادتها إلى النشاط، مما يخلق اختلافاً بين النجاح والفشل في أي تجربة تعليمية. وقد نجحت الكثير من مناهج اللغات في الإسراع ببرامج التعليم باستخدام التنويم المغناطيسي.

ويكون التعلم باستخدام التنويم المغناطيسي على ثلاث مراحل:

أ. مرحلة ما قبل التنويم

في هذه المرحلة، يقرأ الطالب المادة جيدا، ويتأكد المعلم من فهم الطالب للمادة، ويجيب على أي استفسار.

ب. مرحلة التنويم

يكون الطالب في هذه المرحلة تحت تأثير التنويم المغناطيسي، ويبدأ المعلم في تكرار المعلومة، التي يراد تقويتها بالإيحاء، بناء على التقرير التقيمى لحالة الطالب في مرحلة ما قبل التنويم.

ج. مرحلة ما بعد التنويم

يتبع الطالب في هذه المرحلة طرق عديدة للحفظ والاستذكار، سبق له معرفتها عن طريق الإيحاءات.

أما الطُلاب الذين يعانون من مشاكل تعلُّيمية، لأنهم غير قادرين على التركيز بسبب التوتر والقلق، فإنهم يستجيبون بشكل محبب للإيحاءات والإغفاءة، التي هي حالة من التعلم باسترخاء، دون تدخل أو إجبار.