إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / التنويم المغناطيسي









الجديد في عالم التنويم المغناطيسي

تاسعاً: الجديد في عالم التنويم المغناطيسي

حفل عالم التنويم المغناطيسي، بالكثير مما جرى تطويره وتحديثه ليلائم إيقاع العصر، مثل استخدام الموسيقى، والدّخان، والدخول المسرحي للمنوم، والإضاءة . وقد لاحظ المنومون المحترفون، أن النائم، أو التابع، يصيبه الملل أحياناً، بل التعب إذا استمر في التحديق في نقطة ثابتة لفترات طويلة . وهنا يجب تغيير الغرفة أو المقعد، أو تخفيض الإضاءة، لضمان حدوث التنويم. وقد يحتاج التابع أحياناً إلى أكثر من جلسة، بحيث تختلف كل جلسة عن سابقتها، في استخدام المؤثرات.

ومن الطرق التي تم طوّرها، وحدّثها، المنوّمون المتمرسون ما يلي:

1. التنويم المغناطيسي الجماعي

يعود تاريخ التنويم المغناطيسي الجماعي إلى قدماء المصريين، وذلك من خلال الطقوس الدينية الجماعية، والترتيل الجماعي، والتأمل. ولا زالت تلك الطرق هي وسيلة العلاج، في المجتمعات البدائية، سواء في أفريقيا، أو أسيا، أو أمريكا اللاتينية. ويصاحب تلك الطقوس طبول ذات إيقاع منتظم، وطقوس جماعية، ويتحرك ساحر القبيلة بين المجموعة، ويلمسهم ويعطى كل منهم إيحاءاً خاصاً به، تماما كما يفعل الآن المنوم المحترف. وقد لاحظ المنوّمون أن التنويم الجماعي يعد نموذجاً لبث الطمأنينة في التابع الخائف، حين يرى فوائد التنويم على الآخرين، ويثير ذلك رغبته في الاندماج في مسار التنويم.

وقد استخدم التنويم الجماعي في إصلاح سلوك مرضى معين، أو تحسين العادات الدراسية في المدارس، وكذلك في علاج الإدمان. وتشمل الإيحاءات الجماعية، بناء الثقة، والتحرر من الخوف والجهل، مع بناء صورة داخلية جميلة للفرد، داخل المجموعة.

2. ارتداد العمر، وتوالى الزمن

يُعد ارتداد العمر، إحدى طرق المنّوم ليقود التابع إلى مخزن ذكرياته، للكشف عن الحوادث المخبأة، أو تذكُر المنسي منها. أما توالي الزمن، فهو رؤية مسبقة للأحداث القادمة، أو الاحتمالات المستقبلية، وهما وجهان لعملة واحدة، ومن الممكن استعمال الطريقتين في الجلسة نفسها. بمعنى أن التنويم المغناطيسي يقدم نظرة ارتدادية، وأخرى مستقبلية، في أن واحد.

ويمكن تحقيق ارتداد العمر من طريق استعادة الأحداث والأسماء والأرقام القديمة؛ فيفرغ التابع المعلومات المسجلة لديه عن هذا الموضوع، عن طريق استعادته أو إعادة التخيل.

فالارتداد إلى الطفولة مثلا، أمر لا ضرر منه للمنوم المحترف، وليس المبتدئ، ويجب ملاحظة أن التابع إذا ارتد إلى سن صغير جداً، فقد لا يتكلم، بل يصدر ضجيجاً، ويبكى مثل الأطفال. كما أن ثقة التابع في المنوم، عامل حيوي للنجاح، وعلى المنّوم ألا يسرع في الارتداد. وفي أي لحظة، يبدو فيها الانزعاج على التابع من أي حدث، فعلى المنّوم أن يخرجه من حالة التنويم فوراً.

أما توالي الزمن، فيدخل في مجال إلقاء الضوء على الاحتمالات المستقبلية. وهو يعتمد إلى حد كبير على ذكاء المنّوم، وعلى أن يكون التابع قد ارتد بالعمر إلى الزمن الماضي، حتى أصبح أفضل قدرة على التعامل، ليس مع ماضيه أو حاضرة فقط، بل مع احتمالات مستقبله.

وبدلاً من استغراقه في التفكير في الصورة التي كان فيها، يساعده المنوم على رؤية نفسه كما يستطيع أن يكون وكما يجب أن يكون. ويستند علماء التنويم في تفسيرهم لظاهرة توالى الزمن، إلى أن المغامرون والعظماء والمشاهير، هم أولئك الذين يستطيعون تحرير خيالهم وبناء حلم يكافحون من أجله. ويستطيعون تحويله، فيما بعد، إلى حقيقة واقعة. وكذلك نجد بعض الممثلين أثناء تحضيرهم لعمل ما، وهم يتخيلون ليلة الافتتاح مثلا، وما يتلقونه من ترحيباً حماسياً.

ويمكن للطالب أن يستخدم توالي الزمن لقراءة الامتحان، ويرى نفسه يكتب إجابة جميع الأسئلة.

ولهذا يصر علماء التنويم، على أن توالى الزمن، ليس معرفة الغيب، الذي لا يملك معرفته إلا الله سبحانه وتعالى، ولكنه رؤية مستقبلية، أو حلم مستقبلي، أو توقع مستقبلي، يحدث للنائم بمساعدة المنّوم، معتمداً على استخدام الخيال، والقدرة على تصور الأحداث المستقبلية، وليس الأحداث التي مر بها.

ويتركّز الاستخدام الأمثل لتقنية توالى الزمن، على ثلاثة عناصر أساسية، هي:

أ. إدراك ووعي بما يراه لنفسه في المستقبل.

ب. ثقة بقدرته على تحقيق ذلك.

ج. إنجاز ما أمن به، ليصبح حقيقة وواقع.

وهذه الأعمدة الثلاثة، لابد من وجودها معاً، فقد يدرك الشخص ما يراه في المستقبل، لكن دون إيمان كافٍ به، فيصبح الإنجاز مستحيلاً.

3. الكتابة الآلية

تعد هذه التقنية من أكثر أدوات التنويم المغناطيسي سحراً وإبهاراً، ولكن عدد قليل من المنومين يستخدمونها، وذلك بسبب فهمهم الخاطئ لها، من ناحية، وكونها تحتاج منهم إلى فهم وأدراك ووعى، من ناحية أخرى.

يستطيع خبراء الخطوط، من دراسة الخطوط والرسوم غير المترابطة، التي تُرسم بلا وعى، أثناء مكالمة تليفونية، أو خلال الاستماع إلى محاضرة، معرفة الكثير عن شخصية صاحب الرّسم وعن أفكاره وطباعه، وميله للتشاؤم أو التفاؤل، وما إلى ذلك. والكتابة الآلية تُخرج الحقيقة، فهي عندما تجمع مع التنويم المغناطيسي، تعطي طريقة لكشف معلومات جوهرية تساعد في شفاء المريض. وفي بعض الأحيان يختار التابع أن يرسم، بدل أن يكتب كلمات، وفي هذه الحالة يُفضّل استعمال لوحة رسم كبيرة، وقلم ذو رأس من اللّباد، لأن معظم التابعين يميلون إلى الكتابة بخط أكبر من المعتاد عندما يكونون تحت تأثير التنويم المغناطيسي. ولعل السّبب أنهم يرتدون إلى الأساليب الطفولية في الكتابة.

ويُستعمل الارتداد، عادة، قبل الكتابة الآلية، ويؤخذ التابع إلى أعمق مستوى ممكن من التنويم، ويتركه المنوّم يغفو قليلا، ثم يسأله. وتكون الإجابات في صورة كلمات، إذا كان الارتداد إلى زمن تعلم فيه الكتابة، أو في صورة رموز أو أشكالا مختلفة، عندما يوجد حاجز لغوي، أو عندما يكون الارتداد إلى سن ما تُعلم قبل التابع الكتابة.

4. طريقة الإرباك

تُستخدم هذه الطريقة لتنويم التّابع المتمرّد، الذي يجد المنوم صعوبة في تنويمه بالطرق العادية. فقد لاحظ العلماء أن إعطاء أوامر كثيرة، سريعة ومتتابعة، تصيب هذا النمط من التَابعين المتمردين بالإرباك، ولا يعطيه هذا الأسلوب فرصة لاستخدام عقله، واستعادة السيطرة على نفسه، فيغرق في التغير السريع من أمر إلى آخر، ويستسلم في النهاية للمنوّم.

ويجري ذلك بأن يُحدث المنوّم التنويم سريعاً، ثم يوقظ التابع، ثم يُعيد تنويمه، إضافة إلى الأوامر بالتركيز على التنفس، وتكرار الأوامر، فيُصبح كل ذلك أكثر من أن يفكر فيه التّابع، فيسقط في إغفاءة التنويم دون مقاومة.

وقبل إِيقاظ التابع يوحي إليه المنوم، أن المرة القادمة من التنويم، سوف تكون أسهل بكثير. وبهذا لا يحتاج المنوّم إلى هذه الطريقة في المرة القادمة.