إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الهوية









اضطراب الهـوية (Identity Disorder)

اضطراب الهوية (Identity Disorder)

       ويتميز هذا الاضطراب بالكرب الداخلي، المرتبط بعدم القدرة على تكامل نواحي النفس، إلى شعور متسق، ومقبول، نسبياً، للنفس. إذ يوجد عدم تحديد لأشياء مختلفة، ترتبط بالهوية وتشمل: الأهداف على المدى البعيد، واختيار العمل، وأنماط الصداقة، والتوجه الجنسي، والسلوك، والتوحدات الدينية، وجهاز القِيم الأخلاقي، والولاء لمجموعة. وتظل هذه الأعراض، على الأقل، لمدة ثلاثة أشهر، وينتج منها إعاقة في الأداء، الاجتماعي أو الوظيفي (أو الدراسي)، ولا يحدث هذا الاضطراب كجزء من اضطراب الوجدان (Mood Disorder)، أو الفصام (Schizophrenia)، أو الاضطراب فصامي الشكل (Schizophreniform Disorder) والاضطراب ليس مشوهاً، ولا ثابتاً بما يكفي لتشخيص اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality).

       وعدم تحديد الأهداف، على المدى البعيد، قد يعبّر عنه بعدم القدرة على اختيار أو تبنِّي نمط حياة، مثل من يكرس نفسه للنجاح المادي، أو من يكرس نفسه لخدمة المجتمع، أو الجمع بينهما. والصراع المتعلق باختيار العمل، قد يعبِّر عنه بعدم قدرة الاستقرار في عمل، أو عدم قدرته على الاجتهاد في مهنة اختارها. والصراع المتعلق بأنماط الصداقة، قد يعبِّر عنه بعدم قدرة على تحديد نوعيـة الناس الذين يصادفهم، ودرجة الألفة معهم. والصراع المتعلق بالقِيم والانتماء، قد يشمـل ما يتعلق بالتوحد الديني، والجوانب الأخلاقية، والسلوك الجنسي.

       ويخبر الشخص هذه الصراعات، كنواحٍ متناقضة في شخصيته. ونتيجة لذلك، يفشل في إدراك نفسه، كهوية متسقة، وكثيراً ما يلخص الشخص الاضطراب بسؤاله (من أنا؟). وهو ما عبَّر عنه إريكسـون (E. Erikson) بغموض الدور، إذ يصاب الشاب بالشك الشديد، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات، والشعور بالعزلة والخواء الداخلي، وعدم الارتباط والانتماء إلى مجموعة، وارتباك التوجه الجنسي.

       ويصاحب اضطراب الهوية بأعراض القلق والاكتئاب، والشك في النفس، والشك حول المستقبل، وصعوبة الاختيارات، أو الاندفاع في تجارب، مع السلبية والعناد، في محاولة لإقرار هوية مستقلة بعيداً عن الأسرة. وقد تشمل هذه المحاولات، مراحل تجريبية عابرة من السلوك المفرط، في اتجاهين متناقضين، لأن الشخص يحاول البحث في اتجاهات مختلفة عن هويته.