إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الإنجاز









الارتباط بالجماعة Sociability

الإنجاز

للدوافع، بصفة عامة، أهميتها في تحريك الفرد وتوجيهه نحو أهداف محددة؛ فأي دافع يُستثار لدى الكائن الحي يؤدي إلى توتره، ويدفعه هذا التوتر إلى البحث عن أهداف معينة، إذا وصل إليها أشبع حاجته أو دافعه. فينخفض توتره ويستعيد الفرد اتزانه.

ويُعَد دافع الإنجاز من الدوافع المهمة، إذ يقود الكائن ويوجهه إلى كيفية التخفيف من توتر حاجته، وأن يضع خططاً متتابعة لتحقيق أهدافه، وأن يُنفّذ هذه الخطط بالطريقة التي تسمح أكثر من غيرها بتهدئة إلحاح حاجات الكائن ودوافعه.

ولدافع الإنجاز أهميته لدى الفرد؛ لأنه يُعبر عن رغبته في القيام بالأعمال الصّعبة، ومدى قدرته على تناول الأفكار والأشياء بطريقة منظمة وموضوعية وباستقلالية. كما يعكس قدرته في التغلب على ما يواجهه من عقبات، وبلوغه مستوى عالٍ في مجالات الحياة، مع ازدياد تقدير الفرد لذاته ومنافسته للآخرين والتفوق عليهم.

ولدافع الإنجاز أهميته في تحقيق التوافق النفسي للأفراد؛ لأن الفرد عالي الإنجاز يكون أكثر تقبلاً لذاته، وأشدّ سعياً نحو تحقيقها. كما ينعكس إنجازه على جماعته التي يتعامل معها، ما يحقق له توافقاً اجتماعياً سوياً. وقد تبين ارتباط دافعية الإنجاز بقدرة الموظفين على أدائهم أعمالهم وإتقانهم لها، ما ينعكس على توافقهم العام وتوافقهم المهني.

وفي مجال الإدارة، بيّنت الدراسات أن رجال الأعمال، الذين تلقوا تدريباً لتنمية دافعيتهم للإنجاز، يستثمرون أموالاً كثيرة في مشروعات اقتصادية متباينة، ويعملون لساعات طويلة، تفوق عدد ساعات أقرانهم ممن لم يتلقوا تدريباً لتنمية دافعيتهم للإنجاز.

ودافع الإنجاز، أو الحاجة للإنجاز، يمكن أن تندمج فعلاً وطبيعياً مع أي حاجة أخرى؛ فالحاجة إلى الإنجاز في المجال الجسمي تكون على هيئة رغبة في النجاح الرياضي، والحاجة إلى الإنجاز في إطار الطبقات الاجتماعية تكون على هيئة رغبة في تحقيق المكانة الاجتماعية؛ بينما تكون الحاجة إلى الإنجاز في المجال العقلي على هيئة رغبة في الامتياز العقلي والتفوق الفكري.

إن ثمة علاقة عضوية بين الفرد المُنجِز ومجتمعه. فالفرد المنجز صنيعة مجتمعه، تماماً كما أن المجتمع المتطور النامي ثمار أفراده المنجزين. وكأن الدافع للإنجاز أشبه "بميكانيزم" أو آلية للنفس ثقافية، تبتدعها ثقافة المجتمع أو تعدل فيها ـ وفق مقتضيات العصر ـ لتكسبها لأبنائها، من خلال عملية التنشئة الاجتماعية وغيرها، كي تُجدد بها شباب المجتمع. وتجعل عملية التحديث مستمرة أبداً، كي يطرق المجتمع تلك الآفاق، التي كان يحلم بها الأجداد والآباء، كي يُصبح مستحيل الغد ممكناً اليوم وممكن اليوم واقع الغد، كي تُبنى الحضارة وتتجدد ما شاء الله لها التجديد. وقد تبين من الدراسات أن دافع الإنجاز إفراز حتمي لكل ثقافة. فهو يختلف في جوهره من ثقافة إلى أخرى. فمن الطبيعي أن مستويات الأداء ومعايير الامتياز تختلف من ثقافة إلى أخرى. كما أن مستويات ومضمون الطموح والتحمل والمثابرة والاهتمام بالامتياز، تتفاوت من مجتمع لآخر؛ بل يبدو أنها تتفاوت في المجتمع الواحد من جيل لآخر؛ لأن مستويات الإنجاز عند أفراد المجتمع ما هي إلا انعكاس تقريبي لما وصل إليه هذا المجتمع من تطور، أو لمرحلة ونوع التغير الاجتماعي الذي وصل إليه.

وإذا كان تحقيق دافع الإنجاز وإشباعه مصدراً للإبداع والابتكار وتحقيق الراحة النفسية، فإن زيادة حدته الدافعة ـ عندما تنعدم فرص النجاح ـ يترتب عليها زيادة توتر الفرد وتعرضه لبعض الاضطرابات النفسية الجسمية. وقد بيّنت إحدى الدراسات أن زيادة حدة القلق، مع ارتفاع دافع الإنجاز، قد يؤدي بالفرد إلى خرق الأعراف الاجتماعية.

أولاً: تعريف دافعية الإنجاز

لدافعية الإنجاز تعريفات مختلفة؛ فهي دافع يتمثل في رغبة الفرد في التفوق والمنافسة. وهي سعي الفرد إلى تحقيق التفوق وحفز الأنا والاعتزاز بالنفس واحترام الذات وتأكيدها. وهي حاجة الفرد للقيام بمهامه على وجه أفضل مما أُنجز من قبل، وبكفاءة وسرعة، وبأقل جهد وأفضل نتيجة. وهي الأداء في ضوء معيار للتفوق، أو الرغبة في النجاح والاستقلالية. ويمكن أن توصف هذه المجموعة من التعريفات بأنها ذات طبيعة وظيفية؛ إذ تبين وظيفة الإنجاز في مواقف التنافس والتفوق والأداء.

وثمة مجموعة ثانية من التعريفات تنظر إلى دافع الإنجاز من خلال وجهة النظر للمفاهيم النفسية. ترى هذه المجموعة أن الدافع للإنجاز تكوين افتراضي يتمثل في مظاهر معينة، ويُشبع حسب نوع الميل والاتجاه. أو هو تكوين فرضي يتضمن الشعور أو الوجدان المتعلق بالأداء التقييمي لبلوغ معيار الامتياز، وهو محصلة ثلاثة عوامل، هي: الطموح العام، والمثابرة على بذل الجهد، والتحمل من أجل الوصول إلى الهدف. هذه المجموعة من التعريفات تتناول دافع الإنجاز من خلال وجهة النظر النفسية، التي تتعامل مع المفاهيم النفسية بوصفها تكوينات افتراضية لا تُدرك مباشرة، بل يُستدل عليها من آثارها ونتائجها.

بناءً على ما سبق، يمكن تعريف دافع الإنجاز بأنه تكوين فرضي يشير إلى عدد من المظاهر السّلوكية، مثل: السعي لبذل الجهد والتحصيل ومواجهة الصعاب، والسعي نحو التفوق، والمثابرة للوصول إلى الأهداف، بناءً على التخطيط الدقيق، وإتقان الأعمال والمهام في إطار استغلال الوقت أفضل استغلال ممكن، وفي ضوء معايير الجودة في الأداء.

ودافع الإنجاز ذا صبغة ثقافية، فهو يختلف من ثقافة لأخرى ومن جيل لآخر في ضوء قيم المجتمع ومستويات الامتياز التي يضعها، وبالطرق التي يتقبلها. وهذا معناه أن دافع الإنجاز دافع مُتَعَلم، ويُكتسب وينمو ويتبلور خلال عملية التنشئة الاجتماعية.

وكأي سمة نفسية، فلكل فرد نصيب منها ولكن بدرجات متفاوتة؛ فالأقلية مرتفعة الإنجاز، وأقلية ثانية منخفضة الإنجاز، أما الغالبية فهي متوسطة الإنجاز.

وقد أسهم في اختلاف تعريفات دافع الإنجاز عدة عوامل، منها اختلاف النظريات المفسرة له. فمن النظريات ما حاول صياغة مفهوم دافع الإنجاز في ضوء مكونات سببية وإدراكية، مثل القدرة والجهد والحظ والقيمة. ومن النظريات ما حاول تفسير الإنجاز في ضوء عمليات التنشئة الاجتماعية، بحيث أوضحت هذه النظرية أن الإنجاز في ظل غياب المعايير الاجتماعية المتعارف عليها في مجتمع معين، يصبح الإنجاز مدمراً لكل من الفرد والمجتمع. ومن النظريات ما ساوت بين نتائج الدافع للإنجاز ومفهوم القدرة المدركة؛ إذ عندما يُدرك العمل أنه سهل، فإن الأفراد الذين يتميزون بناتج مرتفع لدافعهم للإنجاز (الذين يعتقدون أن قدرتهم مرتفعة نسبياً) سيقررون في هذه الحالة أن ثمة جهد بسيط يمكن بذله لضمان النجاح؛ ولكن من يتميزون بنتائج منخفضة لدافعهم للإنجاز (الذين لديهم تقدير متدنِ لقدرتهم) فيتوقع منهم أن يبذلوا جهداً أكبر للنجاح. أما إذا كانت القدرة الحقيقية عند المجموعتين متكافئة، فإن منخفضي الإنجاز ـ في حالة إدراك أن العمل سهل ـ سوف يؤدون أفضل من مرتفعي الإنجاز.

ومن العوامل التي أدت إلى اختلاف تعريفات دافع الإنجاز، النظرة إليه في بُعديه: الماضي والمستقبلي. فالبعد الماضي في النظر إلى الإنجاز يتضح في تعريفه على أنه مُتَعَلَم مُكَتَسَب، من خلال أساليب التنشئة والثقافة الاجتماعية، أو إنه استعداد ثابت نسبياً لدى الفرد منذ طفولته، نحو إحراز النجاح أو تجنب الفشل. أما البعد المستقبلي، فيتضح في اعتماد دافع الإنجاز على تسلسل الخطوات في العمل، واحتمال إدراك الفرد لإمكانية وجود صلة بين أدائه لمهمة ما في الحاضر وفي المستقبل؛ فالأداء على المهام الحالية يعكس حاجة داخلية تؤثر على المهام الأخرى المشابهة في المستقبل.

ومن العوامل التي أدت إلى اختلاف تعريف الدافع للإنجاز، النظرة إليه، إما: على أنه يتكون من مكون (بُعد) واحد، أو عدة مكونات (أبعاد). فمن النظريات ما عدّته مكوناً من بُعد واحد، مثل تعريفه بأنه "الاستعداد الثابت نسبياً لدى الفرد لبلوغ النجاح أو تجنب الفشل"؛ بينما بينت إحدى الدراسات المصرية أنه "مكون من سبعة عوامل أو أبعاد، منها: المثابرة على بذل الجهد من أجل النجاح والتفوق، والتعاون الفعال مع الآخرين، والإنجاز من طريق الاستقلال، والقدرة على إنجاز الأعمال الصعبة، ومراعاة التقاليد، والسعي لبلوغ مكانة مرموقة". وفي دراسة ثقافية مقارنة، تبيّن أن دافع الإنجاز في مصر يتكون من الاهتمام الأكاديمي، والتحمل، والمنافسة، والطموح، والإنجاز الأكاديمي، والتعلم، والمثابرة، والثقة في الأداء. وتبين أن مكونات دافع الإنجاز في قطر يتكون من اللعب التنافسي، والاهتمام الأكاديمي، والكفاءة، والمبادأة، والإنجاز الأكاديمي، والمثابرة، ثم المنافسة والطموح. وأما مكونات دافع الإنجاز في السودان، فلقد تبين أنه يتكون من الاهتمام الأكاديمي، وإنجاز العمل، والتحمل، والإنجاز الأكاديمي، والتعلم، والمبادأة، وقيمة الوقت.

ثانياً: خصائص مرتفعي الإنجاز

1. يميل الأفراد مرتفعي الإنجاز إلى العمل بدرجة كبيرة في المواقف التالية:

·   مواقف المخاطرة المعتدلة: حيث تنخفض مشاعر الإنجاز في حالات المخاطرة المحدودة أو الضعيفة، كما يُحتمل ألا يحدث الإنجاز في حالات المخاطرة العالية.

·   المواقف التي يتوافر فيها المعرفة بالنتائج، أو العائد من الأداء: مع ارتفاع الدافع للإنجاز يرغب الشخص في معرفة إمكاناته وقدراته على الإنجاز، وذلك بمعرفته لنتائج أعماله.

·   المواقف التي يكون فيها الفرد مسؤولاً عن أدائه: ومنطق ذلك هو أن الشخص الموجه نحو الإنجاز يرغب في تأكيد مسؤوليته عن العمل، الذي يقوم به.

2. يميل الشخص ذو دافعية الإنجاز المرتفعة إلى إنجاز شيء ما صعباً، وإلى أن يُعالج أو ينظِّم الأشياء أو الأفراد أو الأفكار. يفعل ذلك بسرعة واستقلال ما أمكنه ذلك ويتغلب على العوائق، ويتنافس ويتفوق على الآخرين، ويبذل مجهوداً مستمراً في سبيل إنجاز ما يقوم به. ويعمل بمفرده من أجل تحقيق هدف سليم وبعيد، ولديه العزم والتصميم على الفوز في المنافسة. ويعمل كل شيء يقوم به بصورة جيدة، ويجاهد في سبيل التغلب على الضجر والتعب.

3. يتميز مرتفع دافع الإنجاز بأن دافعه للنجاح يكون أقوى من دافعه لتجنب الفشل. أما الشخص منخفض دافع الإنجاز فإن دافعه لتجنب الفشل يكون أقوى من دافعه للنجاح.

4. يهتم الأفراد مرتفعو الإنجاز بالامتياز من أجل الامتياز ذاته، وليس من أجل ما يترتب عليه من فوائد. كما أنهم في سعيهم للامتياز يسعون إلى أن يتفوقوا على أدائهم السابق.

5. ينسب ذوو الإنجاز المرتفع نجاحهم بدرجة كبيرة إلى "القدرة"، "المجهود"، وفشلهم إلى عوامل عارضة أو عوامل خارجية، مثل: "نقص المجهود"، "صعوبة المهمة"، "الحظ". ويميل منخفضو الإنجاز إلى أن يعزوا نجاحهم إلى عوامل خارجية غير ثابتة، وفشلهم إلى عوامل داخلية ثابتة "نقص القدرة".

6. يختار مرتفعو الإنجاز الخبراء لا الأصدقاء ليشتركوا معهم في الأعمال التي يقومون بها، كما يقاومون الضغط الاجتماعي الخارجي لإنجاز المهام.

7. يحتفظ مرتفع الإنجاز بسجل يبين مدى تقدمه ونجاحاته في تحقيق أهدافه. وذلك يساعد في إثارة دوافعه وتحريكه، كما يؤثر بدوره على أفكاره وسلوكياته المستقبلية.

8. يتميز مرتفع الإنجاز بارتفاع المثابرة والطموح وشدة الانهماك في أداء المهام، حتى إتمامها على الوجه الأكمل.

9. يميل مرتفع الإنجاز إلى وصف الخطوات الفعلية التي سوف يمارسها لتحقيق أهدافه؛ بينما يميل منخفض الإنجاز إلى وصف النجاح، دون ذكر للخطوات التي سيقوم بها لكي يحرز ذلك النجاح.

10. يهتم مرتفع الإنجاز بالأهداف المستقبلية بعيدة المدى؛ إذ يتميز بمنظور مستقبلي أكبر. كما يُبدي قدراً أكبر من التوقع بخصوص المستقبل.

11. يُدرك مرتفعو الإنجاز أهمية الوقت ويشعرون بقصر الوقت أثناء إنجازهم للمهام، وهذا يؤدي إلى شعورهم بأنه ليس لديهم وقت كافٍ لإنجاز ما يريدون.

12. يرتبط ارتفاع دافع الإنجاز بالحراك الاجتماعي في الاتجاه الأعلى، إذ يميل مرتفع الإنجاز إلى المبتكرات والمخترعات ويهتم بالمُضي قُدماً في الحياة بقدر ما يستطيع، وبذل الطاقة والجهد المتواصل والنضال، في سبيل تحقيق مكانة اجتماعية أفضل.

14. يكون ذوو دافعية الإنجاز المرتفعة أكثر اهتماماً باستكشاف البيئة المحيطة بهم؛ فهم أكثر اهتماماً بالسفر وتجربة الأشياء الجديدة حيث يبحثون عن فرص جديدة للاستفادة منها، وتجربة مهاراتهم وتحقيق أهدافهم.

ثالثاً: العوامل المؤثرة في تنمية دافع الانجاز

1. تُعَد العلاقات الوالدية من العوامل المؤثرة في تنمية دافع الإنجاز. وأهمها: العلاقات التي تزيد من وعي الأبناء، واستثارتهم الفكرية، والتي تساعد في فهم الطفل لذاته، وعلى أن يكون حساساً للتفاعلات الاجتماعية من حوله، والتي تعمل على توافر جو يشعر فيه الطفل بالدفء والدعم والاحترام الصادق له كإنسان قادر على توجيه سلوكه في المستقبل وعلى الاعتماد على ذاته. هذه العوامل جميعها تؤدي إلى تنمية دافعية الإنجاز لدى الأبناء. ويسهم في ذلك، أيضاً، توافر المناخ الديموقراطي داخل الأسرة، وتدريب الأبناء على الإسهام في شؤون الأسرة، وعلى الاستقلالية في الفكر والعمل.

2. تشجيع الأطفال في المدرسة والمنزل على تصميم مشروعاتهم التعليمية والترفيهية والفنية... إلخ، وعلى التخطيط لتنفيذها وتقويمها. وتشجيع الشباب على إقامة المشروعات الإنتاجية والتجارية والصناعية المناسبة لهم.

3. تصميم المواقف التعليمية والدراسية، التي تساعد التلميذ على أن يضع أهدافاً مناسبة له، وقائمة على معرفته لجوانب قوته وضعفه، وعلى أن يرسم خططاً واقعية للوصول إليها، وعلى القيام بمجهود منظم لتحقيقها، وعلى تبينه باستمرار لمدى تقدمه نحو هدفه أو ابتعاده عنه في كل مرحلة من مراحل تحقيق الهدف، وتحمله لمسؤولية الإخفاق في بلوغ الهدف أو إصابته.

4. أن تعمل وسائل الإعلام على دعم القيم المرتبطة بالإنجاز، مثل: الإتقان، والاعتماد على الذات، وتحمل المسؤولية، والتعاون, والإيجابية في المشاركة، والابتكار والتجديد، والمثابرة. كذلك، على الإعلام أن يُسهم في إيجاد المناخ الثقافي العام في المجتمع، وعلى غرس القيم الخاصة بالعمل والنجاح والمنافسة وممارسة الديموقراطية، كأسلوب للحياة.

5. يُشكِّل غرس القيم الدينية مصدراً قوياً لدافع الإنجاز؛ فالتعاليم الدينية، التي تركز على العمل الجاد، والسعي المستمر، وإعمار الأرض، والاهتمام بالإتقان، تزيد من دافعية الإنجاز. في حين أن الانقطاع للعبادة، وإهمال الحياة، يؤدي إلى خفض دافع الإنجاز.

6. وجود نماذج مرتفعة الإنجاز يمكن أن يقلدها الآخرون ويتوحد معها الصغار. من هذه النماذج: المدرسون والمبدعون والمخترعون والبارزون في المجالات العلمية والأدبية والفنية والرياضية... إلخ.

7. تشجيع الأطفال على قراءة وتأليف القصص التي تستثير الإنجاز، وتحث على المخاطرة المحسوبة، وعلى التخطيط لمواجهة الصعاب والمشاكل، والتي تحض على الاستقلالية وإدراك الواقع ومعايشته، وغير ذلك من القيم المرتبطة بالإنجاز.

وقد صُممت برامج تدريبية لتنمية دافعية الإنجاز لدى الأفراد، وتميز أحد هذه البرامج بالخصائص التالية:

·   ينبغي تعليم المشاركين في البرنامج مفهوم دافعية الإنجاز وأهميته في بلوغ النجاح.

·   ينبغي أن يوجد البرنامج توقعات إيجابية قوية لدى المشاركين، بأنهم يمكن أن يكونوا موجهين أكثر نحو الإنجاز لو أرادوا وقرروا ذلك.

·   ينبغي أن يوضح البرنامج أن التغير المنشود يستجيب لمطالب واقع المشاركين ويتسق معه، كما يستجيب -بالمثل- لقيم ثقافاتهم السائدة.

·   ينبغي أن يحفز البرنامج المشارك على أن يكرس نفسه نحو تحقيق أهداف واقعية ومحددة، كنتيجة لدافعيته للإنجاز.

·   ينبغي أن يهيئ البرنامج جواً يشعر فيه المشارك بأنه يلقى تقبلاً واحتراماً حقيقيين، كشخص قادر على توجيه مستقبله.

ويتضح مما سبق أن البرامج الموجهة لتنمية دافعية الإنجاز، توظف عدداً من العوامل المسهمة في ذلك.