إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / شرح أمثال، وآيتين اتخذتا مثلاً









ــــــــــــــــــــــــ

بيدي، لا بيد عمرو

          قائلة هذا المثل، هي هند بِنت الريَّان الغساني، ملكة جزيرة العرب، والتي تُعَدّ من ملوك الطوائف. لُقِّبت بـ "الزَّبَّاء"[1]. وعُرِفَت بالمِنْعَة والعز؛ إذ كانت تتحصَّن بمدينة عُمان، حتى غدت مثلاً، فقيل: "أَعَزّ من الزَّبَّاء".

          طمع في ملكها، مالك بن فهم، ملك الحيرة، وقاتل أبيها؛ والمُلَقَّب بـ "جذيمة الأبرش" و"الوضاح". فخطبها لنفسه، فاستجابت، مشترطة حضوره إليها.

          ولمّا رآها، قال: "إنها لعروس زبَّاء". أما هي، فرأت فيه قاتل أبيها، فأمرت بقطع عروقه، فنزف دمه، ومات.

          وكان في صحبة جذيمة الأبرش، قصير بن سعد القضاعي. فلمّا أحس بقتله، سارع إلى عمرو بن عدي بن نصر اللخمي، المُلقب بـ "رقاش"، ابن أخت الملك المغدور؛ فنعاه إليه، وحرضه على الثأر. فقال الصريخ: "من لي بها، وهي أمنع من عقاب الجو!".

          وما لا يؤخذ مباشرة، يؤخذ مداورة. مكر قصير للأمر، أدخل عمراً ورجاله، ليلاً، في صناديق، إلى قصر الزباء. ولمّا تفرَّق عنها جنودها، إلى مضاجعهم، انبرى لها رجال عمرو، فلاذت إلى نفق، كانت قد أعدته لمِثل هذه الحال. ولكنها فوجئت بعمرٍو على مدخله، فلجأت إلأى خاتمها المسموم، فمصته، قائلة: "بيدي، لا بيد عمرٍو!". وسقطت ميتة؛ وارتفعت قولتها، مثلاً لمن يقتص من نفسه، ولا يمكّن عدوه منه.

 



[1] المرأة الزباء، هي الوافرة الشَّعر.