إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / احتفالات عيد الميلاد









المقدمة

المقدمة

      يحتفل معظم نصارى العالم بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم، عليه السلام ، في يوم 25 ديسمبر من كل عام ميلادي. على الرغم من أن تاريخ مولد عيسى، عليه السلام، غير معروف على وجه الدقة، ولكن كان أول ذكر لاحتفالات عيد الميلاد في عام 336م، في تقويم روماني قديم.

نبذة سريعة عن المسيح عليه السلام

      عيسى، عليه السلام، هو آخر الأنبياء، الذين أرسلهم الله من بني إسرائيل، تماماً كما أن آخر الأنبياء والرسل من بني الإنسان جميعاً هو محمد، r. ذُكر اسمه في القرآن بلفظ المسيح تارة، وبلفظ عيسى بن مريم تارة أخرى. أمه مريم عليها السلام، لما بلغت مبلغ النساء، نزل عليها الملك جبريل، وأعلمها أنه مرسل من عند الله ليبشرها بأن الله سيهب لها غلاماً زكياً، وأنه يسمى المسيح عيسى بن مريم، وأنه يكون وجيهاً في الدنيا والآخرة، وأنه يكون من المقربين، ويكلم الناس في المهد وكهلاً، وأن الله سيعلمه الكتاب والحكمة والتوراة وينزل عليه الإنجيل، وأنه سيكون آية للناس على قدرة الله تعالي ورحمة منه لعبادة، إذ سيكون سبيل خلاصهم بعد أن تجاوز اليهود حدود الله، وعاثوا في الأرض فساداً، فيجيء لهدايتهم وردهم عن ضلالهم. والحق أن أمر الحمل جاء عجباً دالاً على قدرة الله تعالى، ومع ذلك فليس هذا بأعجب من خلق السموات والأرض وما فيهن من العجائب، ولا من خلق آدم من غير أب أو أم. قال تعالى: ]إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون[ (آل عمران: 59).

      ولد المسيح، عليه السلام، في بيت لحم على بُعد بضعة كيلو مترات من بيت المقدس، ونشأ نشأة محمودة. وكان غيوراً على الدين منذ صغره حريصاً على تفهم حكمه وأسراره. كان يُجالس العلماء ويناقشهم، وتمرس في صباه وشبابه في بيئة علم وحكمة ودين. وقد بُعث نبياً رسولاً عندما بلغ ثلاثين عاماً، واختار اثني عشر رجلاً ليكونوا تلاميذه، فتتلمذوا له وتعلموا منه.

      كما كان من أغراض مجيئه البشارة باقتراب ملكوت السموات، وهي الشريعة الإلهية التي أرسل الله بها النبي الأمي محمداً r ، الذي وعد الله بني إسرائيل بقدومه في التوراة والإنجيل. لكن الناس على مر الزمان تركوا ذلك.

      كان عيسى، عليه السلام، يذكر للناس، حينما بدأ بإرشادهم، ووعظهم، وردهم إلى طاعة الله والإخلاص في عبادته، بأنه مؤيد من الله بالمعجزات التي لا يقدر عليها غيره. من ذلك أنه يخلق من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله. ومن ذلك أيضاً أنه يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وأنه ينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم. وكان يُبين لهم أن هذه الآيات كافية للدلالة على صدقه، وحملهم على الإيمان به. كما بيّن لهم أنه مصدق للتوراة مؤمن بما فيها وحاثِّ على اتباعها.

      ولما ضاق اليهود به ذرعاً صوروه لرجال السياسة مثيراً للفتن متطلعاً للملك. كما ضاق الكهنة بفضحه لريائهم وخبثهم، فعقدوا العزم على قتله. فأرسل الوالي جنداً للقبض على المسيح عيسى بن مريم. وكان عيسى حينذاك قد علم بما يخفي القوم، وعرف أن عيون الكهنة تترصده، وأن رجال السلطان يجدّون في البحث عنه.

      وأخيراً، وجدوه مع مجموعة من تلاميذه. ولما لم يبق إلا القبض عليه، أنقذه الله من أيديهم بأن أخفاه عن أعينهم، وألقى شبهه على شخص آخر، فصار شديد الشبه به وحسبوه هو. فأخذوه وصلبوه وقتلوه، ونجى الله المسيح من شرهم. وشاع في الناس أن المسيح صلب وقٌتل، ولكن الله تعالى دحض دعواهم فقال: ]وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبه لهم[ (النساء: 157).

      أما النصارى، فإنهم جعلوا خاتمة أمر المسيح، عليه السلام، خاتمة شنيعة ومأساة مفجعة. وجعلوا الاعتقاد بحصولها، على الوجه الذي صوروه أصلاً من أصول دينهم ودعامة من دعائم عقيدتهم، لا يُقبل من نصراني إلا الإيمان بها، ولا تنفعه عبادة أو عمل صالح دون الاعتقاد بصلب المسيح.

      وقد بين القرآن أن عيسى، عليه السلام، سينزل في آخر الزمان، ويحكم بين الناس بالعدل متبعاً في ذلك شريعة نبينا محمد r ، وقد جاء في الحديث الشريف أن عيسى، عليه السلام، سيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ولا يقبل إلا الإسلام، وأنه سيؤمن به أهل الكتاب ـ اليهود والنصارى ـ جميعاً قبل موته. يقول تعالي: ]وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا[ (النساء: 159). ورد فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي r أنه قال: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، وإماماً عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد" (رواه مسلم والبخاري).

      تتعلق أعياد النصارى كلها تقريباً بالأحداث الرئيسية في حياة المسيح عليه السلام. وتضم هذه الاحتفالات الكريسماس CHRISTMAS "عيد الميلاد"، وإستر "عيد الفصح"، الذي يحتفل بقيامة المسيح من جديد ـ حسب معتقداتهم (انظر ملحق عيد الفصح)، وعيد الغطاس (انظر ملحق عيد الغطاس)، وعيد الصعود (انظر ملحق عيد الصعود)، كما استحدثوا كذلك عيد الشكر، وعيد مريم العذراء أم المسيح عليهما السلام، وأعياداً لقديسين متنوعين آخرين أشهرها: عيد القديس ميكائيل في يوم 29 سبتمبر، ويقام في الكنائس الرومانية والأنجليكانية. وفي يوم 8 نوفمبر في الكنائس اليونانية والأمريكية والقبطية.

      وعيد القديس برثولوميو الذي يذكر بيوم ذُبح فيه آلاف الهوغونوثيون (البروتستانت) الفرنسيون، في باريس في 24 أغسطس 1572م، وامتدت المذابح إلى كل أجزاء فرنسا. وعيد جميع القديسين: في أول نوفمبر من كل عام، وهو عندهم يوم تكريم جميع القديسين النصارى، لا سيما أولئك الذي لا توجد أيام بأسمائهم. وقد احتفل بذلك اليوم، لأول مرة، في 13 مايو 609م، عندما منح الإمبراطور الروماني فوكاس، المعبد الروماني الشهير البانثيون "مجمع الآلهة" إلى البابا بونفيس الرابع ليحوله إلى كنيسة.