إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / احتفالات عيد الميلاد









احتفالات أعياد الميلاد

المبحث الثالث

صور الاحتفالات في أشهر بلدان العالم

          لكل دولة احتفال خاص بها، يتمثل في عادات وممارسات خاصة:

1. الولايات المتحدة الأمريكية:

          يعد الاحتفال بعيد الميلاد أهم أنواع الاحتفالات لدى الشعب الأمريكي، وهو عطلة رسمية للجامعات والمدارس والمصالح الحكومية جميعها، لمدة يوم أو يومين، يزين الناس في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بيوتهم بأشجار عيد الميلاد والأكاليل والزينة، وتضاء شوارع المدينة بالأنوار الملونة، وتدق الأجراس، وتُسمع ترانيم عيد الميلاد.

          يكتب الأطفال الخطابات لبابا نويل وفي الأسابيع السابقة لعيد الميلاد ليخبروه ما هي الهدايا التي يحبون أن يتلقوها في العيد. وتستأجر المراكز التجارية من يرتدون زي بابا نويل ليستمعوا لطلبات الأطفال، ويتبادل الناس التهاني بإرسال بطاقات عيد الميلاد للأقارب والأصدقاء، وتمنح شركات كثيرة الهدايا لموظفيها.

          تعد شجرة عيد الميلاد عامل الجذب الرئيسي في معظم المنازل، وقد يشارك الأقارب والأصدقاء في تزيين الشجرة بالأنوار والزينة الملونة. وتوضع هدايا الكريسماس أسفل الشجرة، ويعتقد الأطفال أن تلك الهدايا يحضرها لهم بابا نويل الذي يصل في ليلة عيد الميلاد، كما يقوم الصغار بتعليق جواربهم؛ لاعتقادهم أن بابا نويل سيملؤها لهم بسكر النبات والفاكهة والهدايا، ويفتح أفراد العائلة هداياهم في ليلة عيد الميلاد أو صباح عيد الميلاد.

          وفي أجزاء من الولايات المتحدة وكندا، تمشي مجموعات من المطربين يغنون أغاني عيد الميلاد، وقد يقدم لهم الناس أموالاً، أو يدعونهم لشراب دافئ.

          ويحضر البعض قداس الكنيسة في ليلة عيد الميلاد أو صباح عيد الميلاد، وتُزين الكنائس بالأغصان دائمة الخضرة، والبوينسيتيا الحمراء، وصور ميلاد المسيح، ويستمع زوار الكنيسة لترانيم الإنجيل، ويشاركون في غناء ترانيم عيد الميلاد. ويتضمن عشاء عيد الميلاد الديك الرومي، وبطاطس مهروسة، وصلصة توت، وتشكيلة أطباق أخرى، ويُقدم لحم الخنزير أو تشوى أوزة بدلاً من الديك الرومي. والحلويات المفضلة هي فطيرة اللحم أو فطيرة القرع والبودينج وكعكة الفاكهة، وشراب البيض هو مشروب عيد الميلاد الشعبي عند كثيرين.

          ويلاحظ في بعض أجزاء من الولايات المتحدة وكندا، أن المهاجرين يتبعون تقاليد أجدادهم في الاحتفال بعيد الميلاد. فعلى سبيل المثال تسود التقاليد الأسبانية في الولايات الجنوبية الغربية، وتغلب العادات الفرنسية في إقليم كويبك Quebec في كندا، بعض الأمريكيين السود الذين يدمجون بين الاحتفال بعيد الميلاد والكوانزا Kwanzaa، وهو احتفال أفرو ـ أمريكي ويستمر الكونزا سبعة أيام من 26 ديسمبر إلى 1 يناير.

2. إنجلترا:

          نشأت عادات كثيرة للاحتفال بالعيد في إنجلترا مشابهة إلى حد كبير لعادات الاحتفال بعيد الميلاد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تتضمن هذه العادات إرسال بطاقات التهاني للأقارب والأصدقاء، وقد بدأت عادة إرسال البطاقات في إنجلترا منذ عام 1840م، وساعد على انتشارها نظام السكك الحديدية الجديد هناك. ومع تحسن طرق الطباعة زاد إصدار بطاقات عيد الميلاد زيادة ملحوظة من عام 1860م. وكانت مصلحة البريد تأخذ على بطاقات التهنئة هذه نصف قيمة المراسلات العادية. وحملت بطاقات التهنئة، في العادة، صور المسيح طفلاً رضيعاً، أو مريم العذراء أو يوسف زوج مريم. أما اليوم فإن البطاقات تحمل صوراً لمشاهد من الحياة، أو مناظر طبيعية، أو مناظر ضاحكة. وفي كثير من الأحيان تحمل صورة شيخ مسن، هو سانتا كلوز Santa Claus، له لحية بيضاء طويلة، ويرتدي معطفاً أحمر، ويحمل حقيبة مملوءة بلعب الأطفال، بما يرمز إلى أنه سوف يطوف أثناء ليلة عيد الميلاد ليوزعها على منازل الأطفال، الذين كان معظمهم يعلقون جواربهم ليتلقوا فيها هداياه.

          وقد بلغ عدد بطاقات التهنئة المرسلة في عام 1999م ما يزيد على مائة مليون بطاقة يومياً طوال الأسابيع الثلاثة السابقة يوم عيد الميلاد.

          وفي فترة بعد الظهر تلتف العائلة البريطانية حول شاشات التليفزيون؛ ليتلقوا كلمة التهنئة المرسلة لهم من ملكهم. ويتكون عشاء الكريسماس من الديك الرومي المشوي وفطائر البودينج.

3. أيرلندا، وأسكتلندا، وويلز:

          يضع الأيرلنديون شمعة مضيئة في النوافذ تمثل نوعاً من الترحيب بعيد الميلاد. وفي ويلز تقام المسابقات الغنائية في الأسابيع التي تسبق العيد، ويُعد الديك الرومي المشوي الطبق الرئيسي للعشاء، أما في أسكتلندا فيُعد كذلك الديك الرومي المشوي الطبق الرئيسي، وتُتبادل الهدايا الصغيرة بين الأقارب والأصدقاء، وتزين بعض العائلات الأسكتلندية شجرة عيد الميلاد، وتنشد الأناشيد. ولكن معظم الأسكتلنديين يؤجلون الاحتفال إلى يوم رأس السنة.

4. فرنسا:

          يضع الأطفال أحذيتهم أمام المدفأة، في اعتقاد منهم أن بابا نويل سوف يملؤها لهم بالهدايا. وكثير من العائلات تحرص على حضور قداس منتصف الليل، وبعد ذلك يقدم العشاء الفاخر، إضافة إلى أن كثيراً من العائلات الفرنسية تزين بيوتها بلوحات ميلاد المسيح.

5. ألمانيا:

          يتوجه بابا نويل إلى منازل الأطفال في 5 ديسمبر، ويوزع عليهم سكر النبات والهدايا، وتُفتح الهدايا يوم 6 ديسمبر وهو يوم القديس نيكولاس رمز الهدية والعطاء.

          يحب الألمان تزيين منازلهم قبل عيد الميلاد بإطارات خشبية، ويضعون المصابيح الكهربية في شرفاتهم ونوافذهم، مع صور ملونة من الورق أو البلاستيك. كما يعدون أكاليل مزدانة بالشموع قبل أربعة أسابيع، يشعلون شمعة في يوم الأحد من كل أسبوع. وأغلب الصور تتضمن صورة المسيح طفلاً، أو معه أمه مريم العذراء، أو مع مريم وزوجها يوسف، وحيوانات.

          يدق أحد أفراد الأسرة جرساً وينادي أفراد الأسرة في يوم عيد الميلاد ليتجمعوا، ويتناولوا طعام الغداء، الذي يتكون عادةً من الأسماك أو الأوز.

6. أسبانيا والبرتغال:

          يرقص الأسبان ويغنون في الشوارع بعد قداس منتصف الليل في ليلة عيد الميلاد، وتعرض معظم البيوت الأسبانية والكنائس منظر صور العائلة المقدسة وتسمى "Nacimiento"، وفي المساء يضع الأطفال أحذيتهم في الشرفة أو بالقرب من النافذة. واليوم التالي هو عيد الغطاس وهو اليوم الأخير في موسم عيد الميلاد، ويتكون طعام ليلة عيد الميلاد من الأسماك المجففة المملحة مع البطاطس المسلوقة.

7. إيطاليا

          تضع معظم البيوت والكنائس ما يسمى "Presepio" وهي صور العائلة المقدسة، وفي ليلة عيد الميلاد يجتمع أفراد العائلة لممارسة صلوات معينة.

          أما الطبق الرئيسي فهو ثعابين الماء، وخبز عيد الميلاد، ويسمى "Panettone" ويحتوي على الزبيب والفاكهة والمربى.

          ويتلقي الأطفال الهدايا من "La Belana" وهي ساحرة عجوز عطوفة. وفي ليلة عيد الغطاس، وطبقاً للأسطورة السائدة عندهم، طلب الرجال الحكماء من الساحرة العجوز العطوفة، مصاحبتهم لرؤية اليسوع الطفل، ولكنها رفضت، لأنها كانت مشغولة بتنظيف منزلها ففوتت على نفسها المنظر الرائع، ولهذا فهي كل عام تذهب من بيت إلى بيت وتترك الهدايا.

8. بلجيكا:

          في مساء يوم الميلاد، يقام حفل عشاء، يبدأ بشراب الكثير من الخمور، ثم يتلوه طعام من الأسماك، ثم الديك الرومي المحشو. ثم أنواع الحلوى وأشهرها ما يسمى "La Buche de Noel"، وهي كعكة معجونة بالكريمة. تقدم الهدايا في الأسرة في ليلة العيد تحت الشجرة أو في القلانس المخروطة أمام المدفأة، ليصبح الأطفال فيجدوها. أما طعام الإفطار في صبيحة اليوم، فمكون من حلوى خاصة مصنوعة على شكل المسيح الطفل، تسمى "Cougnoble".

9. بولندا:

          يحضر الناس ما يسمى Pasterka وهو قداس راعي الغنم في منتصف الليل في ليلة عيد الميلاد، وتتبع العائلات البولندية عادة قطع ما يسمى بـ "Oplalek"، وهي رقاقة رفيعة من الدقيق والقمح والماء، وعليها صورة العائلة المقدسة. ويمسك رئيس العائلة تلك الرقاقة، بينما يقطع كل فرد من أفراد الأسرة قطعة صغيرة منها ويأكلها.

          ومن الأطباق الرئيسة في عيد الميلاد السمك وفطائر البطاطس وحساء البنجر.

10. الدانمارك والنرويج والسويد:

          يتكون عشاء عيد الميلاد من الأرز باللبن ويسمى"Julgrot" ويتكون أيضاً من اللوز. وتبعاً لاعتقادهم فإن أي شخص يحصل على اللوز سوف يحظى بحظ جيد خلال بداية العام الجديد.

11. روسيا:

          قبل انهيار الاتحاد السوفيتي لم يكن يُحتفل بعيد الميلاد، ثم عاد الاحتفال به بعد سقوط الشيوعية. إما في يوم الخامس والعشرين، أو في السابع من يناير لدى الأرثوذكس. ويتضمن طعام عيد الميلاد الكعكات والبازلاء واللحوم.

12. السويد:

          يتكون طعام يوم عيد الميلاد من شرائح لحم الخنزير، والأسماك المقلية والبقول. وتتبادل العائلات الهدايا؛ ويذهب معظم الناس إلى الكنائس في الصباح.

          وبابا نويل شكل مألوف في الدول الإسكندنافية، لكن كثيراً من الأطفال يعتقدون أن عفريتاً هو الذي يحضر الهدايا لهم من بابا نويل في ليلة عيد الميلاد، ويسمي الدانمركيون والنرويجيون العفريت "Julenisson"  ويسمى عند السويديون "Jultomten".

          ويبدأ موسم عيد الميلاد في السويد يوم 13 ديسمبر. وفي صباح هذا اليوم ترتدي الابنة الكبرى رداء أبيض، وتضع إكليلاً من سبعة شمعات مضيئة، على رأسها وتقدم الكعك والقهوة لأفراد العائلة.

          أما في النرويج فلديهم تقليد دق أجراس الكنائس في الخامسة بعد الظهر في ليلة عيد الميلاد، ويزين الناس في الدانمارك شجرة عيد الميلاد بورق صغير مملوء بسكر النبات، ولا يسمح للأطفال برؤية شجرة عيد الميلاد.

13. أستراليا ونيوزيلندا:

          يجيء شهر ديسمبر أثناء الصيف، ويحتفل الناس بعيد الميلاد بالنزهة أو الذهاب إلى الشواطئ. وفي تلك الفترة تكون المدارس في عطلة لمدة 6 أسابيع، وعشاء عيد الميلاد الشعبي هو الديك الرومي والبودينج، وتنظر تلك الشعوب إلى بابا نويل على أنه رمز للهدية والعطاء.

14. البرازيل:

تتشابه عادات الاحتفال مع مثيلاتها في الولايات المتحدة وإنجلترا. ويتناول الموسرون طعام عيد الميلاد المكون من الدجاج، والديك الرومي، ولحم الخنزير، والأرز، والسلطات، والفواكه الطازجة والمجففة، مع شراب البيرة. أما الفقراء فإنهم يكتفون بالدجاج والأرز.

          ويشتهر سانتا كلوز عندهم باسم بابا نويل Papai Noel.

15. فنلندا:

          يعتقد معظم أهل فنلندا أن سانتا كلوز يعيش في الجزء الشمالي من فنلندا، المعروف باسم كورفاتونتوري Korvatunturi، في المنطقة القطبية الشمالية. وأن الناس في معظم أنحاء العالم يرسلون خطابات إلى سانتا كلوز في فنلندا. (يلاحظ أن أهل جرينلاند Greenland يزعمون أن سانتا كلوز يعيش عندهم في أراضيهم، وليس في غيرها!)

          وتوجه حديقة سياحية كبرى في شمال فنلندا، بالقرب من المكان الذين يزعمون أن سانتا كلوز يعيش فيه، وهذه الحديقة تسمى "أرض عيد الميلاد Christmas Land " وجميع أهل فنلندا ينظفون منازلهم استعداداً للاحتفال باليوم السابق ليوم عيد الميلاد، ثم بيوم عيد الميلاد، ثم يوم الإهداء.

          أما طعام يوم عيد الميلاد فيتكون من الديك الرومي المطبوخ مع البطاطس والجزر، والمكرونة، واللفت. كثير من العائلات يزورون القبور ويضعون شعلة على قبور ذويهم.

          يتلقى الأطفال هداياهم في صبيحة يوم عيد الميلاد، من أحد أفراد العائلة الذي يلبس مثل ملابس بابا نويل، وعادة ما يكون الأخ الأكبر، أو الأخت الكبرى.

16. لاتفيا Latvia:

          يعتقد أهل لاتفيا أن بابا نويل يحضر الهدايا طوال أيام عيد الميلاد الإثنى عشر، بدءاً من يوم الميلاد. وتوضع الهدايا عادة أسفل شجرة عيد الميلاد الخاصة بالأسرة، يتكون الطعام في يوم عيد الميلاد من البازلاء مع شرائح لحم الخنزير، والمشهيات، والفطائر، والكرنب، والمحشيات.

17. مصر:

          الكنيسة القبطية في مصر كنيسة أرثوذكسية، تحتفل بعيد الميلاد في اليوم السابع من ديسمبر. وقبل أربعين يوماً من هذا التاريخ يصوم الأقباط عن أكل اللحوم ومنتجات الألبان والطيور.

          وفي ليلة عيد الميلاد يذهبون إلى الكنيسة، ويلبسون الملابس الجديدة. وينتهي قداس عيد الميلاد في منتصف الليل مع دق أجراس الكنيسة، ثم يذهبون إلى منازلهم. والطبق الرئيسي هو الفتة التي تتكون من الخبز والأرز والثوم واللحم.

          ويحتفلون بعيد الفصح، ويشتهر عندهم بعيد القيامة، وهو أشهر احتفالاتهم، وأكثر أهمية من عيد الميلاد.

          لم يعد المسيحيون في أغلب دول العالم، في السنوات الأخيرة، يأبهون بالمعنى الديني المسيحي، حسب معتقداتهم، في عيد الميلاد. بل كف الكثيرون منهم عن الذهاب إلى الكنائس، وانحصر الاحتفال في الرقص في الشوارع والحانات والمنازل والغناء والصراخ، وشرب الخمور حتى الثمالة، والإسراف في أنواع الأطعمة المختلفة، ومشاهدة برامج التليفزيون والسهر أمامه. ولم يعد للأطفال أي اهتمام إلا ببابا نويل وهداياه التي يقدمها. ويقول معظم باباوات المسيحيين وقساوستهم: إن الناس يفكرون في بابا نويل، ولا يفكرون في المسيح نفسه، وهذا أمر مؤسف ومحزن للغاية.