4. نبذة تاريخية

    منذ البداية الأولى لحكمه، أولى الملك عبدالعزيز، اهتماماً بالغاً بضيوف الرحمن أثناء تأديتهم مناسكهم، وتعرضهم للإصابات بالإجهاد الحراري، وضربات الشمس، والإعياء من بعض الأمراض، نتيجة الازدحام، وشدة حرارة الشمس، وكبر سن غالبية الحجاج، الأمر الذي ترتب عليه التفكير في إنشاء جمعية أهلية، تقوم بتقديم الإسعافات الأولية، والخدمات الصحية، ونقل المرضى والمصابين من الحجاج والمعتمرين، إلى مستشفى أجياد، وهو الوحيد في مكة المكرمة، بواسطة أقربائهم وذويهم، والذين هم في الغالب من خارج المملكة، ويجهلون موقع المستشفى، مما يزيد معاناة ومضاعفات المريض. ورُفع هذا الاقتراح إلى الملك عبدالعزيز، الذي استحسن المشروع. وشهد عام 1354هـ مولد "جمعية الإسعاف الخيري" في المملكة العربية السعودية، برئاسة ولي عهده الأمير فيصل بن عبدالعزيز (الملك فيصل ـ رحمه الله) كأول رئيس فخري للجمعية.

    وقد اقتصرت الجمعية في بداياتها، على تقديم الخدمات الصحية، لحجاج بيت الله الحرام والزائرين، إضافة للمواطنين في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة. وكانت هذه الخدمات محدودة، لأن الجمعية تعتمد في تمويلها، آنذاك، على ما يقدّمه المواطنون والحجاج، من تبرعات وهبات، إضافة لما يتم تحصيله، من ريع بيع طابع بريد الإسعاف، في تلك الفترة. وكان يقوم على تنفيذ خدماتها متطوعون، من الأهالي والمقيمين. وقد تم تكليف معالي عبدالله السليمان ـ رحمه الله ـ وزير المالية آنذاك، بالإشراف على أعمال الجمعية، وساعده الشيخ محمد سرور ـ رحمه الله ـ الذي تولى الإشراف على عمل الإسعاف الخيري. وقد استمرت جمعية الإسعاف الخيري، في تقديم الخدمات الطبية الإسعافية لمدة تسعة وعشرين عاماً، حتى بزغ فجر جديد، يحمل في جنباته رسالة جديدة في الإسعاف والإغاثة. وفي عام 1383هـ كانت البداية التطورية لخدمة ورسالة الإسعاف والإغاثة، بإنشاء جمعية وطنية باسم "جمعية الهلال الأحمر السعوديّ"، بأمر سام من الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ كمؤسسة عامة حكومية ذات شخصية اعتبارية لمدة غير محدودة، ومركزها الرئيسي مدينة الرياض، ويشمل نشاطها جميع أنحاء المملكة، وفق النظام الأساسي لها، اعتباراً من 12 ربيع الآخر 1386هـ.