المقدمة

)سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ( (فصلت: الآية 53)

جمع الآية: آيات، آي، آياء.

الآية: العبرة، والأمارة.

الآية من القرآن الكريم: هي العلامة الفاصلة بين كلام وآخر، أو هي العلامة التي يفضي منها إلى غيرها.

آيات الله: عجائبه.

الآية: العلامة.

آية الرجل: شخصه.

آية السكان: كلهم.

أنزل الله آياته كريمات في كتابه العزيز.

ونشر آيات عظيمات في كونه البديع.

وأودع آيات بيّنات في مكنونات خلقة العظيم.

نبه بالآيات على قدرته، ولفت القلوب والأنظار إلى عظيم حكمته، وتجلت آياته في إحياء الموتى، وإحياء القلوب والأرواح، ودعت آياته أولي الألباب والأبصار إلى التفكير فيها، وحسن تدبرها، وتأمل أسرارها وعجائبها، فخشع المؤمنون لعظمة آياته، ووجلت قلوبهم، وذكروا ربهم قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم.

يتعجب المؤمنون وهم يقلبون أبصارهم في السموات والأرض والدواب والجبال والبحار والأنهار والشجر، ويرون عجائب صنع الله وآياته، شمس وقمر بحسبان، ونجم وشجر يسجدان، وسماءً رفعها ووضع الميزان، وشمس لا تدرك القمر، وليل لا يسبق النهار، وكلٌّ في فلك يسبحون.

ينظر المؤمنون إلى آياته، ويرونه خلق كل شيء فقدره تقديراً، ومدّ الظل ولم يجعله ساكناً، ثم جعل الشمس عليه دليلاً، وأرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته، وأنزل من السماء ماءً طهوراً، أحيا به بلدة ميتاً، ومرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج، وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً. خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً، وجعل في السماء بروجاً، وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وجعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذّكر أو أراد شكوراً.

آيات من آياته، تدعو المؤمنين إلى الثناء على الله، وشكر نعمه التي لا تُحصى. وتردد نفوس المؤمنين وألسنتهم، قائلة: )رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ( (آل عمران: الآية 191).

ترددت في القرآن كلمة "آياته"، ووقع الاختيار على ذكر الآيات التي تضمنت هذه الكلمة لوقعها الجميل، وأثرها وما يبعثه في قلب المؤمن، الذي يكفيه إذا سمع كلمة "آياته" اهتزاز قلبه، واستجابة فؤاده، وإحساسه بمشاعر يعجز عن التعبير عنها، لماذا؟ لأنها "آياته".

__________________