إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية عسكرية / تنامي الدور الإيراني، وتأثيره على الأمن القومي العربي





مواقع إيران النووية الأساسية
نظام ولاية الفقيه الملالي
الهيكل التنظيمي للقوات المسلحة
التقسيم الإداري لإيران
التقسيم العرقي والطائفي




المقدمة

المقدمة

تُعد المنطقة العربية وخاصة منطقة الخليج العربي، ابتداءً من منتصف القرن الماضي، أكثر بقاع الأرض عرضة للاضطرابات وعدم الاستقرار، حيث تسهم المصالح الاقتصادية العالمية الطامعة في مخزونها وإنتاجها الضخم من النفط والغاز الطبيعي، إضافة إلى تباين السياسات المنتهجة في إذكاء كل ذلك. وتحتل منطقة الخليج العربي مكانة بارزة في الدراسات الإستراتيجية خلال الحقب السابقة والحالية.

تعد إيران، الدولة الخليجية غير العربية، عنصراً أساسياً في إستراتيجية منطقة الخليج العربي، وذلك انطلاقاً من موقعها الجغرافي، وتعدادها السكاني، ومطامحها في قيادة المنطقة العربية عامة، ومنطقة الخليج العربي خاصة.

اعتمدت إيران، ضمن مساعيها للعب دور قيادي في شؤون منطقة الخليج العربي، خياراً إستراتيجياً يقوم على امتلاكها التكنولوجيا النووية، وتطوير قدراتها العسكرية عقب إعلان الجمهورية الإسلامية، في مارس 1979.

تستغل إيران أهميتها الجغرافية وقدراتها العسكرية والنووية المتنامية آلياتٍ لإدارة الصراع وفرض الأمر الواقع في المنطقة العربية والخليج العربي؛ كاستمرارها في احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبرى ـ طنب الصغرى ـ أبو موسى" منذ عام 1971، كما تستغل العاملين العقدي؛ بصفتها الراعية للمذهب الإسلامي الشيعي على المستوى الإقليمي والعالمي، والعامل السكاني؛ متمثلاً في وجود جاليات إيرانية كبيرة في منطقة الخليج العربي يمكن استخدامها لتحقيق أهدافها.

تدخل عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية، والتي باتت تشكل مصدر قلق للولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب وإسرائيل، في إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية، كما تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بناء القوات المسلحة الإيرانية، لاتخاذ مكانة بارزة على الساحة الإقليمية، وتذهب بعض التقديرات إلى أن القيادة الإيرانية تعمل في إطار هذا التصور لأداء أدوار متعددة، تبدأ بالمشاركة في ترتيبات أمن الخليج العربي، وتحقيق الاستقرار في منطقة شمال غرب آسيا.

    تصل الرؤى الرسمية الإيرانية إلى تصور إمكان الاستفادة من التحولات الجارية في المنظومة الدولية في وضع إستراتيجية، هدفها ملء الفراغ الأيديولوجي في العالم الثالث عقب انهيار الإتحاد السوفيتي (السابق)، ويستوعب الطاقات والخبرات والتجارب التي أفرزتها حقبة الثمانينيات والتسعينيات، ولذلك فإن السلاح النووي يمكن أن يقدم لإيران أداة بالغة الأهمية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.

بات على الدول العربية، والتي نادت في كل المحافل الدولية بإخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي دون جدوى، أن تدرك أن الخيار المنطقي لمستقبل منطقة الشرق الأوسط، ليس في إنفاق موارد التنمية على سباق التسليح النووي، وإنما في الإصرار على نزع أسلحة الدمار الشامل، وجعل المنطقة خالية تماماً من التسليح النووي. وهو الخيار الذي تعتمده الدول العربية، حيث إن بقاء المنطقة العربية بدون ترتيبات ملائمة لضمان الأمن والسلام الإقليميين من شأنه أن يزيد من القلاقل في المنطقة، ويؤسس لمرجعية أمنية أمريكية ـ إسرائيلية تنمو على حساب الخلافات والصراعات بين دول المنطقة.